بلجيكا: 369 إدانة بسبب جرائم إرهابية في السنوات الأربع الأخيرة

فريق مراقبة لمتابعة تحركات المفرج عنهم لتفادي أي تهديدات جديدة

بلجيكا: 369 إدانة بسبب جرائم إرهابية في السنوات الأربع الأخيرة
TT

بلجيكا: 369 إدانة بسبب جرائم إرهابية في السنوات الأربع الأخيرة

بلجيكا: 369 إدانة بسبب جرائم إرهابية في السنوات الأربع الأخيرة

أصدرت بلجيكا ما لا يقل عن 369 إدانة بسبب جرائم إرهابية في الأربع السنوات الأخيرة، وحسب الأرقام الرسمية عن مكتب المدعي العام الاتحادي التي صدرت عقب استجواب من النائب الاتحادي غوتير كالومني من حزب حركة «الإصلاح» إلى وزير العدل كوين جينس. وهي الأرقام التي نشرتها صحيفة «لاديورنير إيور» اليومية البلجيكية، أمس، وجاء فيها تحديداً أنها كانت 129 إدانة من فبراير (شباط) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2015، ووصلت إلى 122 في عام 2016، و56 في عام 2017، و62 في عام 2018، وهو ما لم يتم تفسيره بالكامل بعد الشهر الماضي.
وعرفت بلجيكا خلال العام الماضي سحب أوراق الإقامة والجنسية من أشخاص تورطوا في ملفات لها صلة بالإرهاب والتطرف، بعد أن عرفت البلاد صدور تشريعات وقوانين استهدفت المدانين في قضايا التطرف والإرهاب، وكان أبرز هؤلاء الأشخاص المغربي الأصل فؤاد بلقاسم مسؤول «جماعة الشريعة» في بلجيكا، الذي أدين في ملف يتعلق بتسفير الشباب للقتال في سوريا، ونفى كل الاتهامات التي وجهت إليه خلال جلسات المحاكمة. وقال بلقاسم إنه لا يريد العودة إلى موطنه الأصلي لأنه نشأ وكبر على التراب البلجيكي.
كما رفضت السلطات البلجيكية طلباً للحصول على حق اللجوء للمغربية الأصل مليكة العرود، التي صدر قرار في وقت سابق بسحب الجنسية البلجيكية منها، والتي كانت تعرف باسم «الأرملة السوداء».
وأعطت تلك القوانين، السلطات، الحق في إبعاد هؤلاء خارج البلاد، وصدرت قرارات حكومية بالفعل بطرد عدد من اعتبرتهم السلطات خطراً على الأمن والمجتمع، سواء عبر خطاب الكراهية أو خطاب التشدد، أو التورط في أعمال إرهابية، خصوصاً في أعقاب الهجوم الإرهابي، الذي تعرضت له بلجيكا في مارس (آذار) من العام 2016 واستهدف مطاراً ومحطة للقطارات الداخلية في العاصمة بروكسل، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 300 آخرين.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أصبح الواعظ الإسلامي البلجيكي جان لوي دينيس، حراً طليقاً، بعد انقضاء فترة عقوبته بالسجن خمس سنوات، على خلفية ملف تجنيد عناصر للسفر إلى مناطق الصراعات، بهدف المشاركة في العمليات القتالية هناك، وكان دينيس قد صدرت ضده عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات عقب اعتقاله في العام 2013. ولكن محكمة الاستئناف قررت في عام 2016 تخفيض العقوبة إلى 5 سنوات فقط، وقالت المحكمة إنها لم تجد أدلة كافية تثبت أن دينيس هو زعيم شبكة تسفير الشباب للقتال في مناطق الصراعات، وأنه فقط أحد أعضاء هذه الشبكة.
وجرى وضع دينيس في قسم السجناء المتشددين في سجن مدينة إيتر البلجيكية القريبة من مدينة نايف وسط البلاد، وخضع دينيس لبرنامج نزع التطرف أو محاولة إعادة تأهيل المتطرفين. وكان دينيس قد اعتنق الإسلام قبل سنوات، وقرر العمل في مجال الوعظ وتصفه وسائل الإعلام هنا في بروكسل بالواعظ الإسلامي الذي يحمل خطاباً متشدداً.
وأطلقت السلطات البلجيكية العام قبل الماضي 76 شخصاً، ممن أدينوا بسبب علاقتهم بالتشدد أو الإرهاب، على حين وصل إجمالي من تم إطلاق سراحهم قبل نهاية العام الماضي إلى 28 شخصاً بعد انقضاء فترة العقوبة في السجن. وحسب تقرير أعده جهاز أمن الدولة، واطلعت عليه صحيفة «ستاندرد» اليومية، التي أضافت أن 12 شخصاً ممن أطلق سراحهم عام 2018 ممن يسميهم البعض «المقاتلين الأجانب»، بينما هناك 10 أشخاص من محترفي الجريمة، ولكن تأثروا بالفكر المتشدد داخل السجون، أما الستة الباقون فقد تمت إدانتهم في قضايا بسبب علاقتهم بالإرهاب، وأيضاً أشخاص واجهوا اتهامات تتعلق بنشر خطاب الكراهية، ومنهم البلجيكي المسلم جان لويس دينيس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بهدف مراقبة جيدة لمن أطلق سراحه، وربما يكون قد تأثر بالفكر المتشدد داخل السجن، فقد تم تشكيل ما يعرف بفريق العمل الداخلي على مستوى بلجيكا، ولها 14 فرعاً في أنحاء متفرقة، وتضم أشخاصاً يعملون في أجهزة الشرطة والاستخبارات الداخلية وأمن الدولة ومركز تحليل المخاطر الإرهابية، ويعقدون اجتماعاً شهرياً حول ملف متابعة المفرج عنهم من المساجين الذين تأثروا بالفكر المتشدد.
وفي هذا الصدد، طالبت أصوات برلمانية بضرورة وجود بعض القيود على المفرج عنهم من المتشددين، واستمرار مراقبتهم لسنوات قد تصل إلى 15 عاماً.
وفي هذا الصدد، طالبت أصوات برلمانية بضرورة وجود بعض القيود على المفرج عنهم من المتشددين، وإرغام بعضهم على الحضور من وقت لآخر إلى الشرطة، رغم انقضاء فترة العقوبة بشكل نهائي، وهو الأمر الذي سبق ودعا إليه هانس بونتي من «الحزب الاشتراكي» وكذلك عمدة بلدية فلفورد، الذي قال إن هذا الأمر يطبق في قضايا أخرى غير التشدد والإرهاب، فلماذا لا يتم تطبيق ذلك على من يشتبه في علاقتهم بالفكر المتطرف؟ وبهذه الطريقة يمكن وضع أساور إلكترونية حول أقدامهم لرصد تحركاتهم.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.