تثمين فيتنامي لجهود مصر في مكافحة الإرهاب

وفد برلماني يعزي السفير في ضحايا «تفجير المريوطية»

TT

تثمين فيتنامي لجهود مصر في مكافحة الإرهاب

قام وفد برلماني مصري، أمس، بزيارة مقر سفارة فيتنام في القاهرة، لتقديم التعازي في ضحايا حادث «المريوطية» الإرهابي، الذي استهدف حافلة تقل عدداً من سياح فيتنام، مساء يوم الجمعة الماضي، بمنطقة الهرم جنوب العاصمة، وأسفر عن 4 قتلى، بينهم مصري وإصابة 10 آخرين.
والتقى كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، يرافقه أمين سر اللجنة طارق الخولي، بمقر السفارة أمس، سفير فيتنام في القاهرة دو هوانج لونج، حيث قدما التعازي باسم رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال، ونوابه المعبرين عن ضمير الشعب المصري.
وأعرب الوفد البرلماني المصري، في بيان، عن «مواساته للشعب الفيتنامي الصديق وللحكومة والقيادة الفيتنامية وأسر الضحايا في وفاة ذويهم ممن استهدفتهم ذيول الإرهاب والإرهابيين»، مؤكداً «الروابط الوثيقة مع الشعب الفيتنامي الصديق والعزيز والعلاقات المميزة التي تجمع البلدين، حيث كانت مصر أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة فيتنام؛ فضلاً عن المواقف الداعمة المتبادلة على الصعيد الدولي».
وقال درويش: «إن العلاقات الثنائية تعززت أكثر بأول زيارة قام بها رئيس مصري لفيتنام، وهي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي، التي دشّنت صفحة جديدة ومتميزة في مسيرة علاقات البلدين نحو تحقيق المصالح المشتركة بينهما على الصعد كافة».
من جانبه، أعرب سفير فيتنام في القاهرة، وفقاً للبيان، عن تقديره لزيارة لجنة العلاقات الخارجية النيابية، مؤكداً الدعم والاستجابة السريعة للأجهزة المصرية كافة في التعامل مع الحادث الإرهابي وعلى أعلى المستويات، من جانب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.
وأشار إلى أن بلاده تثمّن الدور المصري في مكافحة الإرهاب، وعلى التعاون المأمول بين البلدين في المجالات كافة، وبخاصة في ظل العلاقات المتميزة بينهما في الوقت الراهن، معرباً عن رغبته في زيارة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب لبلاده لتعزيز العلاقات البرلمانيين بين البلدين، فضلاً عن مجالات التعاون الأخرى.
وسبق أن أكد لي ثي ثو هوغ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، أن بلاده تقدّر جهود حكومة وشعب مصر في دعم وحماية مواطنيها الذين تعرضوا لحادث إرهابي.
وكانت النيابة العامة المصرية أكدت أن الحادث وقع نتيجة انفجار عبوة ناسفة بجوار حافلة سياحية تقل 14 سائحاً فيتنامياً، بالإضافة إلى سائق الحافلة والمرشد السياحي.
وعقب الحادث أعلنت وزارة الداخلية المصرية توجيه ضربات أمنية عدة، ومداهمة أوكار عناصر إرهابية كانت تجهز لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، أسفرت عن مصرع 40 إرهابياً في محافظتي الجيزة وشمال سيناء.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.