كيف أصبحت «غوغل فوتوز» صندوقاً آلياً لذكرياتنا؟

خدمة ذكية تتعرّف على الوجوه والمزاج والعواطف البشرية

كيف أصبحت «غوغل فوتوز» صندوقاً آلياً لذكرياتنا؟
TT

كيف أصبحت «غوغل فوتوز» صندوقاً آلياً لذكرياتنا؟

كيف أصبحت «غوغل فوتوز» صندوقاً آلياً لذكرياتنا؟

أصبحت خدمة «غوغل فوتوز» (صور غوغل) التي ظهرت للمرة الأولى عام 2015، من أكثر التقنيات المؤثرة عاطفياً اليوم، وهي أيضاً تلعب دوراً مهماً في رسم قصصنا على طول الطريق.
يقول أحد الخبراء الأميركيين إنه تعرض لصدمة قوية وبكى بسبب «غوغل فوتوز»، عندما نظر إلى هاتفه في أحد الصباحات، ووجد إشعاراً من «فوتوز» يعلمه بأن روبوتات غوغل المختصة في معالجة الصور، قدّمت له مونتاجاً لهذه الصور على شكل مقطع فيديو. لم تكن هذه المرّة الأولى التي يرى فيها مقاطع فيديو من إنتاج الذكاء الصناعي، فـ«فيسبوك» يقدّم مونتاجات من هذا النوع، لذا لم يكن يتوقّع الكثير من غوغل. ثمّ نقر على «تشغيل» وخلال 30 ثانية، تأثر جداً إلى حدّ البكاء. إذ كان المونتاج عن ابنته سمارا (5 سنوات)، التي كانت تصوّر كلّ لحظات نشاطها وتحفظها كأي أب مهووس بالتصوير. وتحوّل هذا الهوس إلى كابوس أرشيفي أنتج صوراً وفيديوهات لسمارا وأخيها الأكبر خليل اللذين ولدا في عصر الهواتف الذكية، ولديه حتى الآن عدد كبير من الصور يفوق الوقت المتاح له لمراجعتها. وتساءل الخبير الأميركي، وهو فرهاد مونجو: ما هي الفائدة من التقاط جميع هذه اللحظات؟ إلا أن الإجابة تكمن في خدمة «غوغل فوتوز» نفسها.
- ميزة التعرّف الذكي
تستطيع كومبيوترات غوغل التعرّف على الوجوه، حتى مع تقدّم أصحابها في السنّ. ومن الواضح أيضاً أن خدمة «فوتوز» تفهم المزاج والتكافؤ العاطفي في التفاعل البشري من خلال الابتسام والضحك والعبوس والغضب ورقصات الفرح وبعض الجمل كـ«عيد ميلاد سعيد» أو «أحسنت». وقد عرض المونتاج الذي صنعته خدمة صور غوغل، ذو التأثير الهوليوودي، أخيراً مزيجاً من الأحداث الهامة كأعياد الميلاد والمسرحيات المدرسية، إلى جانب عشرات اللحظات العادية التي ترافق جمال الطفولة.
تضمّن المونتاج لقطات لسمارا وهي طفلة أثناء قصّ شعرها وقيامها ببضع خطوات غير متوازنة، وخلال اللعب مع أخيها وقتالها معه، وغوصها بشجاعة في صفّ السباحة؛ ثمّ عرض لحظات لها وهي أكبر سناً تتناول البيتزا، أو خلال رحلة ما، أو تقوم بحركات التنمر أمام الكاميرا.
وهنا حدثت الصدمة القوية: فمن قد يتوقع أن يتأثر حدّ البكاء بسبب برنامج إلكتروني؟ صحيح أنّ الصور على إنستغرام وسنابتشات تحرّك مشاعركم دائماً، ولكن خدمة «غوغل فوتوز» ليست من منصات التواصل الاجتماعي؛ إنّها نوع من التواصل الشخصي. انطلقت هذه الخدمة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وتديرها آلات على شكل قاعدة بيانات تخزّن مجموعاتنا المتنامية من الصور الشخصية.
ولكن رغم ذلك، تحوّلت «غوغل فوتوز» إلى واحدة من أكثر الخدمات المؤثرة عاطفياً التي أستخدمها بشكل منتظم. وأهمية هذه الخدمة لا تكمن في الفائدة التي يمكن أن تقدّمها فحسب، بل في قدرتها على تجنيبنا أي صداع ينتج عن تخزين عدد هائل من الصور التي نلتقطها والبحث فيها. والأكثر من ذلك، تقدّم لنا «غوغل فوتوز» عن طريق ما تعرضه، فرصة لفهم أنفسنا من خلال التصوير الفوتوغرافي.
بتركيزها الكبير على معالجة الذكاء الصناعي، ترجّح «غوغل فوتوز» ولادة عصر جديد من المؤرخين الآليين الشخصيين. إذ ستتحوّل تريليونات الصور التي نلتقطها إلى مادة أساسية تعتمد عليها الخوارزميات التي تعالج الذكريات وتبني القصص حول أكثر التجارب الإنسانية عاطفية. في المستقبل، ستعرف الروبوتات كلّ شيء عنّا، وستروي قصصنا.
قبل عقد مضى، توصّلت التقنية إلى حلّ جزئي واحد لأعداد الصور الهائلة التي نلتقطها: تحويل هذه الصور إلى مادة اجتماعية. فمن خلال خدمات كـ«فليكر» ومن ثمّ «فيسبوك» و«إنستغرام»، حاولنا تنظيم صورنا عبر جعل آخرين يقومون بهذه المهمة عنّا. وبالطبع، دائماً ما تكون أفضل صورنا هي تلك التي تحصل على أفضل الانطباعات في يوميات صفحاتنا الاجتماعية، أمّا الأسوأ بينها، فهي تلك التي لا ننشرها. ولكنّ منصات التواصل الاجتماعي أفضت إلى مشاكل جديدة أخرى، كالخوف من خسارة الصور، وتراجع الثقة بالنفس، والوحدة، وفقدان الخصوصية. بدورها، سعت غوغل إلى المشاركة في لعبة الصورة الاجتماعية. بدأت خدمة «غوغل فوتوز» نشاطها في منصّة «غوغل بلاس»، الشبكة الاجتماعية الفاشلة التي أسستها غوغل وأوقفتها لاحقاً. بعد سنوات قليلة، وبعد إدراكها بأن التواصل الاجتماعي ليس استثماراً ناجحاً بالنسبة لها، عادت الشركة إلى مبدأ جمع الصور عبر خدمة «فوتوز».
- خدمة سحابية
ترتكز مهمّة هذه الخدمة في طرحها الجديد على ثلاثة أمور: تقديم سعة تخزينية غير محدودة ومجانية لصوركم (ويمكنكم أن تدفعوا القليل مقابل تخزين صوركم بمقاسات ودقّة أكبر)، ووضعها في السحابة حتى تتمكّنوا من الوصول إليها أينما كنتم، والاعتماد على الذكاء الصناعي في حلّ المشكلة الأكبر التي يعيشها عصر الهواتف الذكية، ألا وهي حقيقة أننا نلتقط صوراً نادراً ما نعود إليها.
يقول أنيل سابهاروال، نائب رئيس غوغل والذي قاد فريق تطوير خدمة «فوتوز» والمسؤول عن إدارتها حتى اليوم: «لاحظنا أنكم لن تعيدوا إحياء أو تذكّر أي من هذه اللحظات. تذهبون في عطلة جميلة، وتلتقطون صوراً رائعة، تمضي السنوات، ولا تنظرون مجدداً إلى أي منها».
عندما انطلقت عام 2015، قدّمت خدمة «غوغل فوتوز» وسيلة فورية للراحة، عبر ميزة التعرّف على الوجه التي تتيح مشاركة الصور بشكل تلقائي. اليوم، عندما تلتقط صوراً لأولادك، تتعرف غوغل عليهم وتشارك هذه الصور مع عائلتك، وتشارك في المقابل الصور التي تلتقطها العائلة، معك. فوراً ودون تفكير وبطريقة رائعة، يصبح لدى كلينا مجموعة كاملة من الصور للأولاد ودون الشعور بأي قلق حول كيفية حمايتها.
ثمّ تأتي جهود غوغل اليومية لتذكيرنا بها. من الصعب جداً أن نصف براعة آلات غوغل في التنقيب في مجموعات الصور للعثور على أشياء جديدة تذهلكم بها. ففي مجموعة واحدة، تعرف باسم «آنذاك والآن»، تعثر هذه الآلات على صور للشخص نفسه، أو لمجموعة من الأشخاص، في مواقف متشابهة ولكن في فترتين زمنيتين مختلفتين: أولادكم في أول يوم لهم في المدرسة هذا العام مقابل أول يوم لهم من العام الماضي مثلاً، أو صورة لكم أمام مبنى الإمباير ستيت قبل 10 سنوات مقابل صورة أمام المبنى نفسه اليوم.
الشهر الماضي، أطلقت غوغل «ذا هوم هاب» Home Hub وهو جهاز منزلي جديد يعمل بالتشغيل الصوتي تعرض شاشته هذه الذكريات في عرض شرائح متواصل. الأمر سحري! وعندما تضع جهاز «هوم هاب» في مكتبك لأكثر من أسبوع، فإنه سيغيّر الطريقة التي تتعامل بها مع صورك بشكل جذري... ستشعر أنّها عادت إلى الحياة.
ولكن الكثيرين يشعرون بالرعب من المستقبل. فقد أجمع الكثير من باحثي علم الاجتماع على أنّ ذكرياتنا تتغيّر كثيراً بفعل الصور. وأظهرت إحدى الدراسات أنّ التقاط الصور بشكل مستمرّ يضعف قدرتنا على تذكّر الأحداث التي حصلت من حولنا. وتساهم الصور أيضاً في رسم انطباعنا عن أنفسنا، وإلى درجة تكوين ذكريات جديدة، حيث إن صورة خاطئة يمكن أن تقنعكم بأن شيئاً ما حصل فعلاً رغم عدم حصوله على الإطلاق. وتزداد منطقية هذه الآلات شيئاً فشيئاً في عالمنا البشري، فهي ترسم الحقيقة بأعمق طريقة ممكنة. لقد أصبحت كما الكاميرات، واقعاً لا مفرّ منه.


مقالات ذات صلة

«ألفابت» تعزز ثقة المستثمرين بإعلان توزيع أرباح وإعادة شراء أسهم ضخمة

الاقتصاد شعار «ألفابت» على الشاشة في «ناسداك ماركت سايت» في نيويورك (أ.ب)

«ألفابت» تعزز ثقة المستثمرين بإعلان توزيع أرباح وإعادة شراء أسهم ضخمة

أعلنت شركة «ألفابت»، الشركة الأم لشركة «غوغل»، أول توزيع أرباح لها على الإطلاق وإعادة شراء أسهم بقيمة 70 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك يراقبون تطور أداء الأسهم (رويترز)

تقارير أرباح «العظماء السبعة» للتكنولوجيا... اختبار مهم لأداء «وول ستريت»

يمكن أن تكون تقارير الأرباح التي ستصدر اعتباراً من الثلاثاء من بعض أكبر شركات التكنولوجيا، بمثابة اختبار مهم لارتفاع الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا شعار شركة «غوغل» (رويترز)

«غوغل» تطرد 28 موظفاً احتجوا على صفقة مع إسرائيل

قامت شركة «غوغل»، أمس (الأربعاء)، بطرد 28 من موظفيها، كانوا جزءاً من اعتصامات نظّمها عشرات العاملين؛ احتجاجاً على صفقة مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا شبكة«فايند ماي ديفايس» من «غوغل» تتيح تتبع الهواتف والأجهزة اللوحية وسماعات الرأس، حتى عندما تكون غير متصلة بالإنترنت (أ.ف.ب)

تعرّف على مزايا شبكة «فايند ماي ديفايس» المحدّثة لأجهزة «أندرويد»

قدمت «غوغل» إصداراً محسناً من خدمة «فايند ماي ديفايس» (Find My Device)؛ مما يوسع القدرات لتشمل ليس فقط الأجهزة المحمولة ولكن أيضاً الكثير من الأشياء اليومية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الولايات المتحدة​ توماس كوريان الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود» خلال لقائه مع «الشرق الأوسط» في لاس فيغاس (غوغل)

«غوغل كلاود»: نتميز باتساق خدمتنا في المنطقة وأميركا

أكد توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود»، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، على هامش حدث «غوغل كلاود نكست 24»، في مدينة لاس فيغاس الأميركية،

نسيم رمضان (لاس فيغاس)

كن حذراً من خلل منبه ساعة «آيفون»!!!

شكاوى حول تطبيق الساعة في أجهزة «آيفون» حيث إن المنبهات لا تصدر أي صوت عند الحاجة للتنبيه (الشرق الأوسط)
شكاوى حول تطبيق الساعة في أجهزة «آيفون» حيث إن المنبهات لا تصدر أي صوت عند الحاجة للتنبيه (الشرق الأوسط)
TT

كن حذراً من خلل منبه ساعة «آيفون»!!!

شكاوى حول تطبيق الساعة في أجهزة «آيفون» حيث إن المنبهات لا تصدر أي صوت عند الحاجة للتنبيه (الشرق الأوسط)
شكاوى حول تطبيق الساعة في أجهزة «آيفون» حيث إن المنبهات لا تصدر أي صوت عند الحاجة للتنبيه (الشرق الأوسط)

في عصر يعتمد فيه الكثيرون على أجهزتهم الذكية لكل شيء تقريباً، من الاتصالات إلى إدارة المهام اليومية، يبدو أن مشكلة غير متوقعة قد تسللت إلى حياة مستخدمي أجهزة «آيفون» أخيراً. الأمر يتعلق بخلل غريب في تطبيق الساعة، حيث تفاجأ العديد من المستخدمين بأن منبهاتهم ترن بشكل صامت، ما يخلق موجة من الحيرة والإحباط. وما يجعل الوضع أكثر إلحاحاً هو أننا نعيش في زمن يتطلب الدقة والانتظام في المواعيد، ولكن كيف يمكن الاعتماد على منبه لا يصدر صوتاً؟

المشكلة وتأثيرها

ازدادت الشكاوى مؤخراً حول تطبيق الساعة بأجهزة «آيفون»، حيث يُفيد المستخدمون بأن المنبهات ترن بصمت، دون أن ينبعث منها أي صوت، ما يُعرضهم لخطر التأخر عن مواعيدهم وأعمالهم. وقد انتشرت هذه المشكلة على نطاق واسع بين مستخدمي الآيفون وتم تسليط الضوء عليها من خلال تقارير صحافية متعددة، بما في ذلك تقارير من «وول ستريت جورنال» و«NBC».

رد فعل «أبل»

أكدت «أبل» لموقع «تك كرانش» أنها على دراية بالمشكلة وأنها تعمل على إصلاحها، لكن الشركة لم تحدد بعد موعداً لطرح هذا الإصلاح. يُشار إلى أن هذا الخلل قد يكون مرتبطاً بميزة «الوعي بالانتباه» (Attention Awareness) في نظام «آيفون»، التي تقلل من حدة الإضاءة والصوت عند عدم النظر مباشرة إلى الشاشة. لكن الشركة لم تؤكد بعد إذا كانت هذه الميزة هي السبب الرئيسي وراء المشكلة.

في غياب حل فوري من «أبل»، يُنصح المستخدمون باللجوء إلى استخدام منبهات بديلة، مثل المنبهات التقليدية أو استخدام تطبيقات منبه أخرى متوفرة في متجر التطبيقات، لضمان عدم تأثر روتينهم اليومي بالخلل الحالي.

الدروس المستفادة

تُبرز هذه المشكلة الحاجة المستمرة للشركات التكنولوجية لتطوير أنظمتها ومراقبة أدائها باستمرار، وتحديداً فيما يخص الوظائف الأساسية مثل «منبهات الساعة» التي يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي. كما أنها تُحفز المطورين على التفكير في تأثير التحديثات والميزات الجديدة على الوظائف القائمة قبل إطلاقها.

في نهاية المطاف، تظل الاستجابة السريعة لشكاوى المستخدمين وتوفير حلول في وقت قصير من أهم معايير نجاح الشركات التكنولوجية، وهو ما يُنتظر من «أبل» في تعاملها مع هذه المشكلة الحساسة.


خمس ميزات في «iOS» قد تغير تجربة مستخدمي «أندرويد»... لو وجدت!

يوفر «أندرويد» مرونة في تثبيت التطبيقات وتخصيصها فيما يحافظ «iOS» على بيئة خاضعة للرقابة تعطي أولوية لخصوصية المستخدم (شاترستوك)
يوفر «أندرويد» مرونة في تثبيت التطبيقات وتخصيصها فيما يحافظ «iOS» على بيئة خاضعة للرقابة تعطي أولوية لخصوصية المستخدم (شاترستوك)
TT

خمس ميزات في «iOS» قد تغير تجربة مستخدمي «أندرويد»... لو وجدت!

يوفر «أندرويد» مرونة في تثبيت التطبيقات وتخصيصها فيما يحافظ «iOS» على بيئة خاضعة للرقابة تعطي أولوية لخصوصية المستخدم (شاترستوك)
يوفر «أندرويد» مرونة في تثبيت التطبيقات وتخصيصها فيما يحافظ «iOS» على بيئة خاضعة للرقابة تعطي أولوية لخصوصية المستخدم (شاترستوك)

تشتد المنافسة بين أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة، حيث يتصدر «أندرويد» و«آي أو إس» (iOS) الحلبة. يقدم كل نظام فوائد فريدة، ولكن باعتباري عاشقا للتكنولوجيا، غالباً ما أجد نفسي في مقارنة بين بعض ميزات كل نظام. فيما يلي أقدم لكم خمس ميزات لنظام التشغيل «iOS» يمكن لمستخدمي «أندرويد» الاستفادة منها.

يتميز نظام تشغيل «أندرويد» بالتخصيص الشامل والنظام المفتوح فيما يتمتع نظام «iOS» بتكامله السلس وبساطته وخصائص أمان قوية (شاترستوك)

نظام الرسائل الموحد

تتميز خدمة «iMessage» من «أبل» بقدرتها على دمج الرسائل النصية القصيرة والرسائل المستندة إلى البيانات بسلاسة في نظام أساسي واحد سهل الاستخدام. يسمح هذا النظام بالاتصال السلس عبر جميع أجهزة «أبل» ما يجعله معياراً لخدمات المراسلة. يمكن لمستخدمي «أندرويد» الاستفادة بشكل كبير من نظام مراسلة موحد مماثل. على الرغم من أن نظام «أندرويد» قد حقق خطوات كبيرة في تطبيق رسائل «غوغل»، فإنه يفتقر إلى التوحيد والمزامنة عبر الأجهزة اللذين يوفرهما «iMessage» ما يؤدي غالباً إلى تجربة مراسلة مجزأة. ومن شأن اعتماد نهج أكثر تكاملاً أن يبسط الاتصال لمستخدمي «أندرويد»، ما يضمن مزامنة الرسائل عبر أجهزة متعددة دون الحاجة إلى تطبيقات الطرف الثالث.

تسميات الخصوصية على متجر التطبيقات

تعد الشفافية أمراً أساسياً مع تزايد المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية. لقد اتخذ نظام «iOS» خطوات مهمة في هذا الاتجاه من خلال تقديم ملصقات الخصوصية على متجر التطبيقات الخاص به، ما يوفر للمستخدمين معلومات مسبقة حول البيانات التي تجمعها التطبيقات قبل تنزيلها. لا تعمل هذه الخطوة على تعزيز ثقة المستخدم فحسب، بل تمكّنهم أيضاً من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التطبيقات التي يختارون تثبيتها. ومن الأفضل أن ينفذ متجر «غوغل بلاي» على نظام «أندرويد» نظاماً مماثلاً، ويقدم تصنيفات خصوصية واضحة وموجزة توضح بالتفصيل ممارسات جمع البيانات للتطبيقات، وبالتالي تعزيز الثقة بين المستخدمين بشأن أمن بياناتهم.

يفتقر نظام «أندرويد» إلى التوحيد والمزامنة عبر الأجهزة اللذين يوفرهما «iMessage» من «أبل» (شاترستوك)

إدارة الصور المتقدمة

يتفوق نظام «iOS» أيضاً في إدارة الصور، حيث يستخدم التعلّم الآلي لتمكين المستخدمين من البحث عن الصور بناءً على الكلمات الرئيسية وتنظيمها بذكاء. في حين أن صور «غوغل» تقدم ميزات قابلة للمقارنة، فإن دمج إدارة الصور المتقدمة مباشرة في نظام التشغيل «أندرويد» يمكن أن يؤدي إلى تبسيط العملية، ما يجعلها أكثر كفاءة وسهولة في الاستخدام. ومن شأن هذا التكامل أن يسمح بالوصول بشكل أسرع وتنظيم أفضل للصور مباشرة من الجهاز، ما يعزز تجربة المستخدم الشاملة.

تحديثات البرامج المتسقة

إحدى ميزات «أبل» الأكثر شهرة هي تحديثات البرامج المتسقة عبر جميع الأجهزة. لا يعمل هذا الأسلوب على تحسين الأمان فحسب، بل يضمن أيضاً بقاء الأجهزة القديمة ذات صلة بالميزات الجديدة. يواجه «أندرويد» تحديات في هذا المجال، حيث تعتمد التحديثات غالباً على الشركات المصنعة للأجهزة وشركات الاتصالات، ما يؤدي إلى التأخير والتناقضات. إن اتباع نهج أكثر توحيداً لتحديثات البرامج من شأنه أن يفيد نظام «أندرويد» بشكل كبير، ما يضمن حصول جميع الأجهزة، بغض النظر عن الشركة المصنعة، على تحديثات متسقة وفي الوقت المناسب.

تُعد ميزة «Airdrop» ملائمة لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمستندات بسرعة وبشكل آمن بين أجهزة «أبل» (شاترستوك)

وظيفة «AirDrop»

تسمح ميزة «AirDrop» من «أبل» بمشاركة الملفات بسهولة بين الأجهزة باستخدام مزيج من «واي فاي» (Wi-Fi) و«بلو توث» (Bluetooth) دون الحاجة إلى اتصال فعلي أو برنامج تابع لجهة خارجية. هذه الميزة ملائمة بشكل كبير لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمستندات بسرعة وأمان. يفتقر نظام «أندرويد» إلى معادل أصلي يتوافق مع بساطة «AirDrop» وكفاءته. ومن شأن تقديم ميزة مماثلة أن يبسط مشاركة المحتوى بين أجهزة «أندرويد»، وربما عبر أنظمة تشغيل مختلفة، ما يعزز الإنتاجية ورضا المستخدم.

مع استمرار «أندرويد» في التطور، فإن دمج هذه الميزات من «iOS» يمكن أن يؤدي إلى تحسين وظائف «أندرويد» وجاذبيتها بشكل كبير. من خلال التركيز على المراسلة سهلة الاستخدام، وتعزيز الخصوصية، وإدارة الصور المبسطة، والتحديثات المتسقة، والمشاركة البسيطة للملفات، لن يتمكن «أندرويد» من مطابقة تجربة المستخدم التي يقدمها «iOS» فحسب، بل من المحتمل أن يتفوق عليها. كما أن هذه التحسينات لن ترضي المستخدمين الحاليين فحسب، بل ستجذب أيضاً مستخدمين جددا، ما يعزز مكانة «أندرويد» في سوق أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة التنافسية.


4 أدوات مفيدة لتحويل الصور إلى فيديوهات

تقنيات حديثة تحول الصور والفيديوهات ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي. (الشرق الأوسط)
تقنيات حديثة تحول الصور والفيديوهات ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي. (الشرق الأوسط)
TT

4 أدوات مفيدة لتحويل الصور إلى فيديوهات

تقنيات حديثة تحول الصور والفيديوهات ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي. (الشرق الأوسط)
تقنيات حديثة تحول الصور والفيديوهات ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي. (الشرق الأوسط)

في عالم تزداد فيه التكنولوجيا تقدماً يوماً بعد يوم، أصبح تحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد (فيديو) ليس فقط إمكانية، بل ضرورة في العديد من الصناعات مثل الترفيه، والتعليم، والتصميم. خدمات مثل LeiaPix وGemoo وAlpha3D وOwl3D تقود هذه الثورة بتقنيات مبتكرة تسمح بإضفاء الحيوية على الصور العادية بطرق مذهلة وبحركة سلسة وجميلة.

خدمة LeiaPix لتحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

خدمة LeiaPix... ريادة في تحويل الصور إلى ثلاثية الأبعاد

تقدم نظاماً يتيح للمستخدمين تحويل صورهم ثنائية الأبعاد إلى رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي. النظام يمكّن المستخدمين من إعادة تصور الصور بعمق وحركة، مما يحولها إلى تجارب غامرة بشكل يفوق الصور الثابتة.

أداة Gemoo لتحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد بسهولة وسرعة عبر برنامج يتم تحميله في الجهاز (الشرق الأوسط)

خدمة Gemoo... تحويل سهل وسريع عبر الإنترنت

توفر أداة سهلة الاستخدام عبر الإنترنت لتحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد. وتدعم هذه الخدمة العديد من تنسيقات الملفات، وتسمح بالتحويل السريع بنقرة واحدة، مما يجعلها مثالية للمستخدمين الذين يسعون لإضافة الأبعاد الثلاثية إلى محتواهم دون الحاجة إلى خبرة تقنية عميقة.

تستخدم خدمة Alpha3D الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص والصور إلى نماذج ثلاثية الأبعاد بسرعة وفاعلية (الشرق الأوسط)

خدمة Alpha3D... إبداع بلا حدود مع الذكاء الاصطناعي

يقدم منصة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص والصور ثنائية الأبعاد إلى نماذج ثلاثية الأبعاد. يتيح النظام للمستخدمين إنشاء أصول ثلاثية الأبعاد لاستخدامها على منصات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والميتافيرس بطريقة سهلة وسريعة، مما يجعلها مناسبة للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.

تتميز خدمة Owl3D بتحويل الفيديوهات والصور لثلاثية الأبعاد بكفاءة وتدعم أجهزة الواقع الافتراضي المتنوعة (الشرق الأوسط)

خدمة Owl3D... محول الفيديوهات والصور إلى واقع افتراضي

توفر تطبيقاً يحول الفيديوهات والصور ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد بواقع افتراضي. هذه التقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإضافة عمق وحيوية إلى المحتوى، مما يتيح مشاهدة الأفلام والصور بتجربة ثلاثية الأبعاد غامرة. تدعم هذه الخدمة مختلف تنسيقات الفيديو والصورة، وتوفر ميزات معالجة دفعية لتحويل مكتبات الصور بكفاءة.

يفتح التطور التكنولوجي في مجال تحويل الصور والفيديوهات ثنائية الأبعاد إلى تجارب ثلاثية الأبعاد آفاقاً جديدة في كيفية استهلاكنا وتفاعلنا مع المحتوى الرقمي. من LeiaPix إلى Owl3D، تتيح هذه الأدوات للمستخدمين إعادة تصور وتجربة الصور والفيديوهات بطرق جذابة وغامرة تحول كل صورة إلى قصة مرئية ثلاثية الأبعاد. سواء كان المستخدم محترفاً يبحث عن أدوات لتعزيز الإنتاج الفني أو هاوياً يريد إضافة بعد جديد إلى صوره، توفر هذه الخدمات الأدوات اللازمة لإطلاق العنان للإبداع في عالم الصور ثلاثية الأبعاد.


هل تصبح السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت هدفاً للهجمات السيبرانية؟

خبير «كاسبرسكي»: تصبح السيارات أكثر جاذبية للمجرمين لأنها تتضمن مكونات تقنية أكثر شيوعاً وتتصل بالإنترنت (شاترستوك)
خبير «كاسبرسكي»: تصبح السيارات أكثر جاذبية للمجرمين لأنها تتضمن مكونات تقنية أكثر شيوعاً وتتصل بالإنترنت (شاترستوك)
TT

هل تصبح السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت هدفاً للهجمات السيبرانية؟

خبير «كاسبرسكي»: تصبح السيارات أكثر جاذبية للمجرمين لأنها تتضمن مكونات تقنية أكثر شيوعاً وتتصل بالإنترنت (شاترستوك)
خبير «كاسبرسكي»: تصبح السيارات أكثر جاذبية للمجرمين لأنها تتضمن مكونات تقنية أكثر شيوعاً وتتصل بالإنترنت (شاترستوك)

لم تعد السيارات الحديثة مجرد وسيلة نقل بل أضحت ما يشبه مركز اتصال بالإنترنت وتبادل البيانات موفرة ميزات كثيرة للسائق والركاب. لكن هذه الميزات نفسها يمكن أيضاً أن تجعل السيارات هدفاً للهجمات السيبرانية عبر تحديات أمنية يمكن أن تعرض سلامتهم ومعلوماتهم للخطر.

يعتبر يفغيني غونشاروف، رئيس فريق الاستجابة للطوارئ السيبرانية لأنظمة التحكم الصناعية في «كاسبرسكي»، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة الماليزية كوالالمبور، أنه «اعتماداً على شركة التصنيع والطراز، قد تنقل بعض السيارات معلومات حساسة إلى الشركة المصنعة، بما في ذلك بيانات عن السائق والركاب».

خبير «كاسبرسكي»: تتمتع السيارات بحماية أفضل من الأجهزة الإلكترونية نظراً لبنيتها الداخلية التي تتطلب معرفة متخصصة لاختراقها (شاترستوك)

توفر السيارات المتصلة بالإنترنت والمجهزة بالميكروفونات والكاميرات واتصالات الإنترنت المباشرة، راحة غير مسبوقة، ما يسمح بتشخيص حالة المركبات وتحديثات عن حركة المرور في الوقت الفعلي وتخصيص تجارب المستخدم. ويشير يفغيني غونشاروف إلى أن الأبحاث تظهر أن بعض الشركات المصنعة للسيارات، خصوصاً في آسيا، «تجمع كمية مثيرة للقلق من البيانات الخاصة بالسائق والركاب» وتبين الأبحاث أيضاً «قدرة الشركات على الوصول إلى البث الصوتي والمرئي من السيارات، ما يشكل انتهاكاً خطيراً للخصوصية»، بحسب قوله.

نقاط الضعف السحابية

يرى يفغيني غونشاروف، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، من ماليزيا أنه على الرغم من أن الهجمات المباشرة على السيارات تشكل تحدياً نظراً لتنوع بنياتها وإجراءاتها الأمنية، فإن «الحصول على البيانات من الأنظمة السحابية الخاصة بالشركة المصنعة يُعد أسهل إلى حد كبير وأقل أماناً». ويوضح أيضاً أن بنية السيارات ليست موحدة، مما يوفر مستوى معيناً من الحماية. ويضيف أن معظم بائعي السيارات يخزنون بيانات العملاء في السحابة، وغالباً ما تمثل حلول التخزين هذه مشكلات أمنية كبيرة، ليس بسبب قدرات السحابة، ولكن بسبب كيفية تخزينها تتم إدارتها.

الدوافع المالية والتهديدات السيبرانية

وفي معرض مناقشة الدافع وراء الهجمات السيبرانية، أبرز يفغيني غونشاروف، رئيس فريق الاستجابة للطوارئ السيبرانية لأنظمة التحكم الصناعية في «كاسبرسكي» أن المكاسب المالية تعد محركاً مهماً للمهاجمين. وفي حين أن السيارات لم تكن تقليدياً أهدافاً مربحة مثل الهواتف أو أجهزة الكومبيوتر، فإن هذه النظرة بدأت تشهد تغيراً. ويقول غونشاروف إنه «عندما تصبح السيارات أكثر ذكاءً وأكثر اتصالاً، فإنها تصبح أكثر جاذبية للمجرمين». ويرجع هذا التحول إلى توحيد المكونات وأنظمة التشغيل داخل المركبات، مما يسهل اختراقها.

كما يؤدي ازدياد تجهيز السيارات الحديثة بميزات تربطها بالإنترنت لتحسين وظائف المستخدم إلى زيادة تعرضها للهجمات السيبرانية. ويشرح غونشاروف أن برنامج «KASG» من «كاسبرسكي» وهو برنامج متخصص تم تصميمه لوحدات التحكم عالية الأداء للمركبات المتصلة يجمع بين وظائف وحدة التحكم عن بعد «TCU» والبوابة الآمنة. ويعتبر غونشاروف أن «KASG» يوفر اتصالاً آمناً وموثوقاً بين الوحدات الإلكترونية لبنية «E/E» وبين هذه الوحدات وسحابة السيارة المتصلة وأجهزة التشخيص. كما يمكن استخدام هذا البرنامج لتنفيذ التشخيص عن بُعد، وتأمين تحديثات وحدة التحكم الإلكترونية عبر الهواء، وغيرها من الخدمات عن بُعد.

خبير «كاسبرسكي»: تقنياً يمكن الوصول إلى المعلومات الخاصة من السيارات مباشرة أو من الخدمات السحابية (شاترستوك)

تحدي اكتشاف الهجمات ومنعها

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن كيفية قدرة السائقين على اكتشاف مثل هذه الهجمات وحمايتهم منها، يعترف غونشاروف بصعوبة الأمر، قائلاً: «بامتلاكك سيارة ذكية، ربما لن تتمكن من تثبيت برنامج مضاد للفيروسات لحماية جميع مكونات تلك السيارة». ويضيف أن «الحل الحقيقي الوحيد هو أن تكون السيارات محمية بالتصميم مع دمج الأمان في مرحلة التصنيع». ويدعو غونشاروف بقوة إلى وضع لوائح أكثر صرامة لضمان أمن المركبات، مشيراً إلى أن «هناك تنظيماً جيداً مطبقاً بالفعل، لكن عملية ضمان تأمين السيارات حسب التصميم قد بدأت للتو». وبالنظر إلى المستقبل، أكد يفغيني غونشاروف على ضرورة وجود ما يعادل أنظمة «مكافحة الفيروسات» للسيارات، ليس بالمعنى التقليدي ولكن كمجموعة شاملة من التقنيات والمنتجات الأمنية التي يجب دمجها في المركبات أثناء عملية التصنيع.

مع ازدياد اتصال المركبات، تزداد ضرورة قيام الشركات المصنعة والمنظمين والمستهلكين بإعطاء الأولوية للأمن السيبراني. يُعد دمج التدابير الأمنية القوية واعتماد لوائح صارمة أمراً ضرورياً لحماية خصوصية وسلامة جميع مستخدمي الطريق في مواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة. إن الرحلة نحو المركبات الذكية الآمنة بالكامل معقدة ومستمرة، ولكنها مسار حاسم يجب علينا اتباعه لضمان التبني الآمن لهذه التقنيات المتقدمة.


كيف يحصد عمالقة التكنولوجيا بيانات الذكاء الاصطناعي؟

كيف يحصد عمالقة التكنولوجيا بيانات الذكاء الاصطناعي؟
TT

كيف يحصد عمالقة التكنولوجيا بيانات الذكاء الاصطناعي؟

كيف يحصد عمالقة التكنولوجيا بيانات الذكاء الاصطناعي؟

في أواخر عام 2021، واجهت شركة «أوبن إيه آي» مشكلة في الإمداد؛ إذ استنفد مختبر الذكاء الاصطناعي كل مخزونه من النصوص الإنجليزية ذات السمعة الطيبة على الإنترنت أثناء تطويره لأحدث نظام الذكاء الاصطناعي الخاص به.

من صوت الفيديو إلى النص

وكانت تحتاج إلى مزيد (وربما أكثر بكثير) من البيانات لتدريب النسخة المقبلة من تقنياتها. لذا أنشأ باحثو «أوبن إيه آي» أداة للتعرف على الكلام تسمى «ويسبر» (Whisper)، يمكنها استنساخ الصوت من مقاطع يوتيوب للفيديو، وإنتاج نص محادثة جديد يجعل نظام الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء.

ناقش بعض موظفي «أوبن إيه آي» كيف أن مثل هذه الخطوة قد تتعارض مع قواعد «يوتيوب».

في نهاية المطاف، قام فريق من «أوبن إيه آي» باستنساخ أكثر من مليون ساعة من مقاطع الفيديو على «يوتيوب»، حسب قول بعض الأشخاص. ثم تمَّت تغذية النصوص في نظام يُسمى «جي بي تي - 4»، الذي كان يُعدّ على نطاق واسع واحداً من أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم، وكان الأساس لأحدث نسخة من روبوت الدردشة «تشات جي بي تي».

صار السباق نحو قيادة الذكاء الاصطناعي بمثابة هدف يائس للبحث عن البيانات الرقمية اللازمة لتطوير هذه التكنولوجيا. وللحصول على تلك البيانات، قامت شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «أوبن إيه آي»، و«غوغل»، و«ميتا» بتقليص الوقت والجهد والنفقات، وتجاهلت سياسات الشركات، وناقشت الالتفاف على القوانين، بحسب فحص أجرته «نيويورك تايمز».

في «ميتا» التي تملك منصتَي «فيسبوك» و«إنستاغرام»، ناقش مديرون ومحامون ومهندسون، العام الماضي، شراء دار نشر «سايمون أند شوستر» لتأمين أعمال طويلة، طبقاً لتسجيلات اجتماعات داخلية حصلت عليها صحيفة «تايمز». كما تناولوا مسألة جمع البيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر عبر الإنترنت، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الدعاوى القضائية. وقالوا إن التفاوض على التراخيص مع الناشرين والفنانين والموسيقيين وصناعة الأخبار سوف يستغرق وقتاً طويلاً.

على غرار شركة «أوبن إيه آي»، شرعت شركة «غوغل» باستنساخ مقاطع الفيديو على «يوتيوب» لجمع النصوص لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وفقاً لما ذكره خمسة أشخاص على اطلاع بممارسات الشركة. وذلك من المحتمل أن ينتهك حقوق الطبع والنشر للفيديوهات، التي تنتمي لمبتكريها.

في العام الماضي، وسعت «غوغل» أيضاً من شروط الخدمة. ووفقاً لأعضاء فريق الخصوصية في الشركة والرسالة الداخلية التي اطلعت عليها صحيفة «نيويورك تايمز»، كان أحد الدوافع وراء هذا التغيير السماح لـ«غوغل» بأن تكون قادرة على الاستفادة من «مستندات غوغل» المتاحة للجمهور، ومراجعات المطاعم على خرائط «غوغل»، وغيرها من المواد على الإنترنت للحصول على المزيد من منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

إمدادات البيانات للذكاء الاصطناعي

توضح إجراءات الشركات كيف تحولت المعلومات عبر الإنترنت (القصص الإخبارية، والأعمال الخيالية، ونشرات منصات التراسل، ومقالات ويكيبيديا، وبرامج الحاسوب، والصور، والبودكاست، ومقاطع الأفلام) بشكل متزايد إلى شريان الحياة لصناعة الذكاء الاصطناعي المزدهرة؛ إذ يعتمد إنشاء أنظمة مبتكرة على وجود بيانات كافية لتعليم التقنيات اللازمة لإنتاج النصوص، والصور، والأصوات، ومقاطع الفيديو على الفور، التي تشبه ما يصنعه الإنسان.

إن حجم البيانات أمر بالغ الأهمية. وقد تعلمت روبوتات الدردشة الرائدة من مجموعات من النصوص الرقمية التي تصل إلى 3 تريليونات كلمة، أو ما يقرب من ضعف عدد الكلمات تقريبا المخزنة في مكتبة «بودليان» بجامعة أكسفورد، التي جمعت المخطوطات منذ عام 1602.

وقال الباحثون إن أكثر البيانات قيمة هي المعلومات عالية الجودة، مثل الكتب، والمقالات المنشورة، التي كتبها وحرَّرها المتخصصون بعناية.

لسنوات، كانت الإنترنت (مع مواقع مثل «ويكيبيديا»، و«ريديت») مصدراً لا نهاية له للبيانات. ولكن مع تقدم الذكاء الاصطناعي، سعت شركات التكنولوجيا إلى البحث عن المزيد من المستودعات. «غوغل» و«ميتا»، اللذين يملكان مليارات المستخدمين الذين ينتجون استعلامات البحث والمدونات على وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم، كانتا مقيدتين إلى حد كبير بقوانين الخصوصية وسياساتهما الخاصة من الاعتماد على كثير من ذلك المحتوى للذكاء الاصطناعي.

إن حاجتها ملحَّة للغاية. ووفقاً لمعهد «إيبوك» للأبحاث، يمكن لشركات التكنولوجيا النفاذ إلى البيانات عالية الجودة على الإنترنت بحلول عام 2026؛ إذ تستخدم الشركات البيانات بوتيرة أسرع مما يجري إنتاجه.

معلومات «اصطناعية»

تتوق شركات التكنولوجيا بشدة إلى البيانات الجديدة، حتى إن بعض هذه الشركات تعمل على تطوير معلومات «اصطناعية». وهذه ليست بيانات عضوية صنعها البشر، وإنما النصوص، والصور، والرموز التي تنتجها نماذج الذكاء الاصطناعي (بمعنى آخر، تتعلم الأنظمة مما تولده بنفسها).

بالنسبة للمبدعين، أدى الاستخدام المتزايد لأعمالهم من قبل شركات الذكاء الاصطناعي إلى إقامة دعاوى قضائية حول حقوق النشر والترخيص. وقد قامت جريدة «نيويورك تايمز» بمقاضاة شركة «مايكروسوفت» وشركة «أوبن إيه آي»، العام الماضي، لاستخدام مقالات إخبارية ذات حقوق نشر مرخَّصة، ومن دون الحصول على ترخيص لتدريب روبوتات الدردشة العاملة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. قالت شركة «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» إن استخدام المقالات كان «استخداماً منصفاً»، أو مسموحاً به بموجب قانون حقوق الطبع والنشر، لأنهما غيّرا الأعمال لغرض مختلف.

قوانين التدرج والارتقاء

«الارتقاء هو كل ما يحتاجون إليه»... في يناير (كانون الثاني) 2020، نشر جاريد كابلان، عالم الفيزياء النظرية في جامعة جونز هوبكنز، بحثاً رائداً عن الذكاء الاصطناعي أثار الشهية للبيانات على الإنترنت.

كان استنتاجه واضحاً تماماً: كلما كانت هناك بيانات متاحة أكثر لتدريب النموذج اللغوي الكبير (التكنولوجيا المحركة لروبوتات الدردشة على الإنترنت) كان أداؤها أفضل. تماماً كما يتعلم الطالب أكثر من خلال قراءة المزيد من الكتب، يمكن للنماذج اللغوية الكبيرة أن تحدد الأنماط في النص بشكل أفضل، وتكون أكثر دقة مع المزيد من المعلومات.

قال كابلان، الذي نشر ورقته البحثية برفقة 9 باحثين من شركة «أوبن إيه آي»: «لقد فوجئ الجميع بأن هذه الاتجاهات (قوانين التدرج والارتقاء كما نسميها) كانت في الأساس دقيقة مثلما ترون في علم الفلك أو الفيزياء». (إنه يعمل الآن في شركة «أنثروبيك» الناشئة للذكاء الاصطناعي).

سرعان ما صار «الارتقاء هو كل ما تحتاجون إليه» الصرخة الحاشدة من أجل الذكاء الاصطناعي.

استخدم الباحثون منذ فترة طويلة قواعد بيانات عامة وكبيرة من المعلومات الرقمية لتطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك «ويكيبيديا» و«كومون كرول»، وهي قاعدة بيانات تضم أكثر من 250 مليار صفحة على شبكة الإنترنت تم جمعها منذ عام 2007. وغالباً ما «يُنظف» الباحثون البيانات بإزالة خطاب الكراهية، والنصوص غير المرغوب فيها قبل استخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

في عام 2020، كانت مجموعات البيانات صغيرة للغاية، وفقاً لمعايير اليوم. وقد عُدَّت قاعدة بيانات واحدة تحتوي على 30 ألف صورة من موقع «فليكر» للصور مصدراً حيوياً في ذلك الوقت.

بعد ورقة كابلان البحثية، لم يعد هذا الكم من البيانات كافياً. وقال براندون دوديرشتات، الرئيس التنفيذي لشركة «نوميك»، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بنيويورك، إن الأمر أصبح يتعلق «فقط بجعل الأشياء كبيرة حقاً».

عندما كشفت «أوبن إيه آي» عن «جي بي تي - 3»، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تم تدريبها على أكبر كمية من البيانات حتى الآن (نحو 300 مليار «رمز مميز») التي هي بالأساس كلمات أو أجزاء من الكلمات. وبعد التعلُّم من تلك البيانات، أنتج النظام نصوصاً بدقة مدهشة، وكتابة منشورات على المدونات، والشعر، وبرامج الحاسوب الخاصة بها.

في عام 2022، ذهب «ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي المملوك لـ«غوغل»، إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ اختبر 400 نموذج للذكاء الاصطناعي، وتنوعت كمية بيانات التدريب وعوامل أخرى. وقد استخدمت النماذج ذات الأداء الأعلى بيانات أكثر مما توقعه كابلان في ورقته. أحد النماذج (ويُدعى «شينشيلا») تم تدريبه على 1.4 تريليون رمز مميز.

وسرعان ما تم تجاوزه. ففي العام الماضي، أصدر باحثون من الصين نموذجاً للذكاء الاصطناعي يُدعى «سكاي وورك»، الذي تم تدريبه على 3.2 تريليون رمز من النصوص الإنجليزية والصينية. كشفت «غوغل» أيضاً عن نظام «بال إم 2» للذكاء الاصطناعي، الذي تجاوز حد 3.6 تريليون رمز مميز.

البيانات «الاصطناعية»

كان لدى ألتمان، صاحب شركة «أوبن إيه آي»، خُطة للتعامل مع النقص الوشيك في البيانات الذي يلوح في الأفق.

وصرح في مؤتمر مايو (أيار) بأن شركات مثل شركته سوف تعمل في نهاية المطاف على تدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي على نصوص ينتجها الذكاء الاصطناعي، المعروفة أيضاً باسم «البيانات الاصطناعية».

بما أن نموذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتج نصاً يشبه الإنسان، كما يقول ألتمان وآخرون، يمكن للأنظمة إنشاء بيانات إضافية لتطوير نسخ أفضل من نفسها. وهذا من شأنه مساعدة المطورين في بناء تكنولوجيا قوية بصورة متزايدة مع الإقلال من اعتمادهم على البيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر.

قال ألتمان: «ما دمتَ تستطيع تجاوز أفق البيانات الاصطناعية، حيث يكون النموذج ذكياً بدرجة كافية لإنتاج بيانات اصطناعية جيدة، فإن كل شيء سيكون على ما يرام».

استكشف باحثو الذكاء الاصطناعي البيانات الاصطناعية لسنوات. لكن الحديث عن بناء نظام ذكاء اصطناعي قادر على تدريب نفسه بنفسه هو أيسر قولاً من بنائه بالفعل. إلا أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتعلم من مخرجاتها الخاصة يمكن أن تقع رهينة دائرة حيث تعزز من مراوغاتها، وأخطائها، وقيودها.

* خدمة «نيويورك تايمز»


«رايز أوف ذا رونين»... رحلة يابانية تاريخية في حقبة صراع دموي بين الشرق والغرب

ملحمة قتالية يابانية في مرحلة حرجة
ملحمة قتالية يابانية في مرحلة حرجة
TT

«رايز أوف ذا رونين»... رحلة يابانية تاريخية في حقبة صراع دموي بين الشرق والغرب

ملحمة قتالية يابانية في مرحلة حرجة
ملحمة قتالية يابانية في مرحلة حرجة

ستأخذك لعبة «رايز أوف ذا رونين» Rise of the Ronin في رحلة حاسمة بتاريخ اليابان. وتعني كلمة «رونين»: مقاتل الساموراي المتنقل الذي لا سيد له، وهي كلمة مهمة في هذه الحقبة المليئة بالتقلبات السياسية والديكتاتورية والتدخل الغربي في شؤون البلاد.

اللعبة باهرة في القصة وأسلوب اللعب والرسومات والصوتيات والمتعة، واختبرتها «الشرق الأوسط»، ونذكر ملخص التجربة:

عناصر قتالية ممتعة للعب الفردي والجماعي

ملحمة ثورية

تدور أحداث اللعبة في مدينة إيدو اليابانية (قبل تسميتها طوكيو) خلال منتصف القرن التاسع عشر وفي السنوات الأخيرة لنهاية نظام «توكوغاوا شوغون» الديكتاتوري. وتركز اللعبة على حرب «بوشين» الأهلية بين قوات النظام المذكور وقوات التحالف التي تعمل على إعادة السلطة السياسية إلى القصر الإمبراطوري التي ليست راضية على الانفتاح مع الغرب بعد دخول اليابان فترة «ساكوكو» المنغلقة على العالم الخارجي.

ونتابع مجريات «توأم السيف» اللذين يختارهما اللاعب في بداية اللعبة، وهما يتيمان تم تدريبهما على أساليب القتال الاحترافي. وينشأ التوأم في مجموعة المقاومة Veiled Edge بعدما قتل محاربو النينجا عائلتهما، ويبدأ مشوارهما للإطاحة بنظام «توكوغاوا شوغون» بعدما تدربهما قائدة المقاومة.

المهمة الأولى لهما هي في عام 1853، حيث يجب عليهما اغتيال قائد من قادة الأعداء وسرقة رسالة سرية بحوزته. وينجح التوأم بسرقة الرسالة، ولكنهما يفشلان باغتيال القائد بسبب تدخل قاتل مأجور اسمه «الشيطان الأزرق». ويضطر واحد من التوأم إلى الفرار في حين يضحي الثاني بنفسه لضمان فرار الأول. ويعلم الناجي بعد ذلك أن التوأم الثاني ما يزال على قيد الحياة، ويقرر ترك مجموعة المقاومة للبحث عنه، ولكن قائدة المقاومة تجبره على القتال ضدها حتى الموت إن أراد ترك مجموعة المقاومة، ليفوز عليها وتتمنى له العثور على التوأم الثاني.

تنقل سهل وسريع عبر الخريطة للتركيز على متعة اللعب

تدخل غربي بشؤون البلاد

وتنتقل الأحداث إلى مدينة يوكوهاما في عام 1858، حيث يتعرف التوأم على مقاتل الساموراي «رايوما ساكاموتو» في ظل الفوضى التي تسود البلاد بعد وصول بعثات عسكرية ودبلوماسية أميركية إلى البلاد وزيادة النفوذ الغربي فيها. ويبحث الساموراي بصحبة التوأم عن أستاذه «شوين يوشيدا» الذي يعمل مع البعثات الأميركية والبريطانية. ويقرر قائد النظام تطبيق أشد العقوبات على من يعارضه أو يعارض الوجود الغربي في اليابان، ليتم اعتقاله وإعدامه في عام 1859.

وتتطور القصة بعد ذلك بشكل كبير، ولكننا لن نذكر المزيد من تفاصيلها وسنترك ما بقي منها ليكتشفها اللاعب بنفسه.

مزايا لعب ممتعة

وعلى الرغم من أن هذه اللعبة هي الأولى بتاريخ الشركة التي يتم فيها تقديم عالم مفتوح بالكامل يمكن التجول عبره بكل حرية والتفاعل مع الشخصيات والبيئة، فإنه عالم متكامل وممتع يستحق التقدير.

بداية يمكن للاعب تخصيص الشخصية التي يرغب اللعب بها، وتوجد خريطة تظهر عليها علامات مختلفة تشمل أماكن الفارين الذين يجب العثور عليهم ومنافسات القتال التي يمكن المشاركة بها، والمعابد التي يجب الذهاب إليها للحصول على نقاط المهارات لتطوير قدرات الشخصية، وصولاً إلى أماكن القطط والكلاب اليابانية التي يمكن اللعب معها. وتقدم اللعبة الكثير من المهام الجانبية والمفاجآت التي من شأنها مكافأة اللاعب بشكل كبير.

بيئة غنية وجميلة تزيد من مستويات الانغماس

آليات قتال متعددة ومعارك حماسية

وتوجد في اللعبة آليات قتال متعددة من خلال الأسلحة التي كانت شائعة الاستخدام في تلك الحقبة، مثل السيوف والأسلحة النارية التي يصل عددها إلى 9 أسلحة مختلفة يجب احترافها. كما تقدم اللعبة المئات من التغييرات على الأسلحة تشمل تطوير بعض قدراتها أو تغيير شكلها الخارجي فقط، إلى جانب تقديم الدروع والسترات الخاصة التي تحمي اللاعب من ضربات الأعداء.

وتتفوق اللعبة في المعارك التي تقدمها؛ إذ يساعد نظام القتال اللاعب على التفاعل مع الأعداء من حوله بمهارات عالية وسرعة استجابة رائعة وممتعة، إلى جانب تقديم آلية لصد الضربات والرد عليها بشكل فوري وكأن اللاعب يشارك في سيمفونية حربية متقنة الأداء تزيد من متعة اللعب. ويعود الفضل في ذلك إلى الحركات القتالية الخاصة التي يمكن القيام بها بصحبة مجموعة متنوعة من الأسلحة، والخدع التي يمارسها الأعداء ضد اللاعب لجره نحو مكان يكون لهم فيه الأفضلية. وتجدر الإشارة إلى أن اللعبة تقدم عداداً خاصاً ينخفض لدى صد كل ضربة، وهي ميزة مهمة حتى لا يبقى اللاعب في طور الدفاع لفترات مطولة، وتجبره على التفكير بطريقة لرد الضربات والهجوم على الأعداء.

كما تسمح اللعبة باختيار مسارات محددة خلال مجريات القصة من شأنها تغيير الأحداث المقبلة حسب خيار اللاعب، مما يفتح المجال أمام معاودة اللعب لاختبار مسارات أخرى وما ينجم عنها من تغييرات في المجريات، مثل مساعدة أو قتال شخصيات أخرى.

تنقل سلس ومريح

ويستطيع اللاعب التنقل عبر وسائل مختلفة تشمل الحصان والخطاف والحبل أو التنقل الهوائي الشراعي، وغيرها. وتسمح اللعبة بالتنقل بين 3 مستويات صعوبة مختلفة، إلى جانب تقديم 3 أنماط لعب جماعي لمزيد من الانغماس مع الأهل والأصدقاء. ويمكن للاعب طلب المساعدة من لاعبين آخرين عبر الإنترنت لإكمال المهمات التي تصعب عليه، أو لخوض مغامرة قتالية سريعة بصحبة الأصدقاء.

كما تسمح اللعبة بوضع مؤشر فوق الهدف المرغوب على الخريطة، ليقوم حصان اللاعب بالذهاب إلى ذلك المكان آلياً دون أي تدخل من اللاعب، مع جمع العناصر الموجودة في دربه، وهي ميزة تحل مشكلة أثرت سلباً في الكثير من الألعاب الأخرى على التنقل اليدوي في العالم الكبير بسبب شعور اللاعبين بالملل جراء السير لفترات مطولة لمجرد الوصول إلى هدفٍ ما، ومن ثم السير لمسافات طويلة للعثور على شخصٍ ما، عوضاً عن التركيز على متعة اللعب.

مواصفات تقنية

رسومات اللعبة جميلة جداً وتقدم مشاهد ممتعة وباهرة. وعلى الرغم من أنها لا تقدم المشاهد السينمائية الموجودة في ألعاب مشابهة لهذه الفئة من الألعاب، وخصوصاً لعبة «شبح تسوشيما» Ghost of Tsushima، فإنها جميلة جداً للنظر وسيستمتع اللاعب بإيقاف مجريات اللعب مؤقتاً لحفظ صور باهرة ومشاركتها مع الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أن اللعبة تقدم أماكن يابانية معروفة وليست خيالية، بصحبة معلومات غنية حولها في القوائم.

الموسيقى جميلة ومتوافقة مع بيئة اللعب والمرحلة الزمنية للعبة بصحبة مؤثرات صوتية واقعية وأداء صوتي مميز ومقنع. وتستخدم اللعبة العناصر الخاصة لأداة التحكم «دوال سينس» بشكل كامل، إلى جانب سرعة تحميل المراحل والبيئة بشكل باهر ومتقن يزيد من مستويات الانغماس.

معلومات عن اللعبة

• الشركة المبرمجة: «تيم نينجا استوديو» Team Ninja Studio www.TeamNinja-Studio.com

• الشركة الناشرة: «سوني إنترآكتيف إنترتينمنت» Sony Interactive Entertainment www.SonyInteractive.com

• نوع اللعبة: قتال وتقمص الأدوار Action Role-playing

• أجهزة اللعب: «بلايستيشن 5» حصرياً

• تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للبالغين أكبر من 17 عاماً (M 17 plus)

• دعم اللعب الجماعي: نعم


نظام تشغيل أجهزة «أبل» اللوحية سيخضع لقانون الأسواق الرقمية الأوروبي

«أبل» والاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
«أبل» والاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

نظام تشغيل أجهزة «أبل» اللوحية سيخضع لقانون الأسواق الرقمية الأوروبي

«أبل» والاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
«أبل» والاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)

أعلنت المفوضية الأوروبية، الاثنين، أن نظام التشغيل «آي بادوس» iPadOS لأجهزة «أبل» اللوحية سيخضع لقواعد المنافسة الجديدة الأكثر صرامة التي نص عليها قانون الأسواق الرقمية.

وبدأ تطبيق هذه القواعد منذ بداية مارس (آذار) على بعض الخدمات الرئيسية للشركات الأميركية العملاقة الخمس في هذا القطاع («ألفابيت» و«أمازون» و«أبل» و«ميتا» و«مايكروسوفت») وشركة «بايت دانس» الصينية، مالكة «تيك توك» من أجل وقف إساءة استخدام المركز المهيمن.

وضمن مجموعة «أبل»، عَدّ نظام تشغيل الهواتف الذكية «آي أو إس» iOS ومتصفح «سفاري» ومتجر التطبيقات «آب ستور» ضمن الخدمات الخاضعة للتنظيم الجديد الذي يهدف إلى إحداث تعديل عميق لممارسات الشركات الرقمية العملاقة.

وباتت أمام «أبل» مهلة ستة أشهر للتأكد من أن «آي بادوس» متوافق تماماً مع القواعد التي يلحظها القانون الأوروبي.

وعلّقت «أبل» في بيان مؤكدة أنها ستواصل «العمل بشكل بناء مع المفوضية الأوروبية للامتثال لقانون الأسواق الرقمية، فيما يتعلق بكل الخدمات» التي يشملها.

وأضافت المجموعة: «سيبقى تركيزنا منصبّاً على تقديم أفضل المنتجات والخدمات لزبائننا الأوروبيين، مع الحد في الوقت نفسه من المخاطر الجديدة المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات التي ينطوي عليها قانون الأسواق الرقمية بالنسبة إلى مستخدمينا».

ويفرض القانون الأوروبي سلسلة من الالتزامات والمحظورات المصممة خصيصاً لمكافحة الإجراءات غير العادلة التي أدت إلى منع المنافسة أو تقييدها.

ومن بين الأمثلة الكثيرة على ذلك منع «غوغل» من الآن فصاعداً من استغلال الحالة شبه الاحتكارية التي يمارسها محرك البحث التابع لشبكة «غوغل» لدعم خدمات المجموعة من خلال عرض المراجع التابعة لها بشكل أوضح على حساب المنافسين في عمليات البحث عن الفنادق، أو تذاكر السفر أو غيرها من السلع الاستهلاكية المبيعة عبر الإنترنت.

ويُفترض بشركة «أبل» أن تفتح أجهزتها «آيفون» لمتاجر التطبيقات الأخرى غير متجرها الخاص ولأنظمة الدفع المنافسة مع «أبل باي» Apple Pay.

ويفرض القانون على المخالفين غرامات تصل إلى 10 في المائة من حجم التداول العالمي للمجموعة المعنية وحتى 20 في المائة في حال تكرار المخالفة.


نصائح روبوت الدردشة «شات جي بي تي» قد تؤذي المرضى

تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث السريري واتخاذ القرارات العلاجية (رويترز)
تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث السريري واتخاذ القرارات العلاجية (رويترز)
TT

نصائح روبوت الدردشة «شات جي بي تي» قد تؤذي المرضى

تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث السريري واتخاذ القرارات العلاجية (رويترز)
تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث السريري واتخاذ القرارات العلاجية (رويترز)

أفادت دراسة ألمانية بأن بعض استجابات روبوت الدردشة الشهير «شات جي بي تي» (ChatGPT) يمكن أن تعرض حياة المرضى للخطر، خصوصاً في الحالات الطبية المُعقدة.

وأشارت الدراسة إلى قدرة الروبوت الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على إعطاء توصيات حول التشخيص والعلاج في معظم الحالات، إلا أن بعض التوصيات قد تؤذي المرضى، وفق النتائج التي عُرضت أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، الذي يعقد بين 27 و30 أبريل (نيسان) الحالي في برشلونة الإسبانية.

ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث السريري واتخاذ القرارات الطبية، لا تزال هناك شكوك حول دقة «ChatGPT» في تشخيصات وعلاج الحالات الطبية المُعقدة.

وتثير قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتفسير مجموعات البيانات الكبيرة بسرعة، تساؤلات حول ما إذا كانت الطرق التقليدية في إعداد المبادئ التوجيهية الطبية لا تزال ضرورية، أم أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تكون كافية للمنافسة مع الخبراء السريريين.

واستكشفت الدراسة دقة «ChatGPT» في تقديم توصيات بشأن خراجات الدماغ، وهي عدوى خطيرة في الجهاز العصبي المركزي تتطلب تدخلاً فورياً لتجنب مضاعفات خطيرة أو الموت.

وراجع الفريق إجابات «ChatGPT» عن 10 أسئلة رئيسية لتقييم قدرته على تقديم توصيات طبية دقيقة بشأن خراج الدماغ، وقارنوها بالمبادئ التوجيهية للجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص وعلاج هذه الحالة. وقدموا الأسئلة لروبوت الدردشة أولاً دون معلومات إضافية، ثم دربوا النموذج على مقالات بحثية استُخدمت في تطوير المبادئ التوجيهية للجمعية.

ووجد الباحثون أن «ChatGPT» قدم إجابات دقيقة لـ17 من 20 سؤالاً، وبدرجة وضوح تراوحت بين 80-90 في المائة. لكن في بعض الحالات، خصوصاً عند إمداده بالبيانات الإضافية، فشل في تقديم نصائح صحيحة، مما قد يشكّل خطراً على المرضى.

ومن الأمثلة، أوصى روبوت الدردشة بمدة علاج بالمضادات الحيوية تختلف عن توصيات الجمعية، مما يمكن أن يضر بصحة المرضى.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ألمانيا، الدكتورة سوزان ديكهوف: «أي دقة أقل من 100 في المائة تعد فشلاً عندما يتعلق الأمر بسلامة المرضى».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «رغم إعجابنا بمعرفة (ChatGPT) حول خراجات الدماغ، هناك قيود كبيرة على استخدامه كأداة طبية بسبب الضرر المحتمل للمريض وانعدام الشفافية حول البيانات المستخدمة لتقديم الاستجابات».

وأشار الباحثون إلى أن تفاصيل تشغيل «ChatGPT» لا تزال غامضة، وقد يفتقر النموذج للقدرة على تقييم البيانات بناءً على جودتها العلمية، ولا يكشف عن مصادر إجاباته، مما يُعقّد القدرة على الاعتماد عليه في السياقات الطبية.


مجلس أميركي من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الاصطناعي

مجلس الذكاء الاصطناعي  سيساعد وزارة الأمن الداخلي على استباق المخاطر (رويترز)
مجلس الذكاء الاصطناعي سيساعد وزارة الأمن الداخلي على استباق المخاطر (رويترز)
TT

مجلس أميركي من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الاصطناعي

مجلس الذكاء الاصطناعي  سيساعد وزارة الأمن الداخلي على استباق المخاطر (رويترز)
مجلس الذكاء الاصطناعي سيساعد وزارة الأمن الداخلي على استباق المخاطر (رويترز)

أنشأت الحكومة الأميركية مجلسا فدراليا من 22 عضوا، من بينهم رؤساء مجموعات «غوغل» و«مايكروسوفت» و«أوبن إي آي»، لتقديم المشورة لها بشأن الاستخدام «الآمن والسليم» للذكاء الاصطناعي.

وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في بيان، الجمعة، إن اللجنة الجديدة ستساعد السلطات على مكافحة الاضطرابات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتي قد «تؤثر على الأمن القومي أو الاقتصادي أو الصحة العامة أو السلامة».

وكلف الرئيس جو بايدن الوزير أليخاندرو مايوركاس بتشكيل هذه الهيئة الاستشارية المكونة من 22 عضوا.

وأكد مايوركاس أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة تغيير لكنه «ينطوي على مخاطر حقيقية»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال البيان إن «المجلس سيساعد وزارة الأمن الداخلي على استباق المخاطر المتغيرة التي تطرحها جهات حكومية معادية والتصدي لها، وتعزيز أمننا القومي».

وحذر من أن قوى معادية يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لتسهل هجمات أسرع وأوسع نطاقا ضد أهداف مثل خطوط أنابيب النفط وسكك الحديد وغيرها من البنى التحتية الاستراتيجية.

وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمجموعة «مايكروسوفت»، في البيان إن «الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر قدرة على التغيير في عصرنا، ويجب علينا التأكد من نشره بأمان ومسؤولية».

ومن الأعضاء الأكثر تأثيرا في المجلس الرؤساء التنفيذيون لمجموعات «آدوبي» و«ألفابت» و«دلتا إيرلاينز» و«سيسكو» وإنفيديا» و«آي بي إم»...

ويضم المجلس أيضًا أكاديميين وسياسيين بينهم حاكم ولاية ميريلاند.

ستعقد هذه الهيئة أول اجتماع لها مطلع مايو (أيار) وسترفع توصيات للتبني الآمن للذكاء الاصطناعي «في الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأميركيون كل يوم».


هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الأطباء في تشخيص مشاكل العيون؟

أظهر نموذج (GPT - 4) أداءً متفوقاً على الأطباء المبتدئين في تشخيص وتحديد العلاج للمشاكل المتعلقة بالعيون (شاترستوك)
أظهر نموذج (GPT - 4) أداءً متفوقاً على الأطباء المبتدئين في تشخيص وتحديد العلاج للمشاكل المتعلقة بالعيون (شاترستوك)
TT

هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الأطباء في تشخيص مشاكل العيون؟

أظهر نموذج (GPT - 4) أداءً متفوقاً على الأطباء المبتدئين في تشخيص وتحديد العلاج للمشاكل المتعلقة بالعيون (شاترستوك)
أظهر نموذج (GPT - 4) أداءً متفوقاً على الأطباء المبتدئين في تشخيص وتحديد العلاج للمشاكل المتعلقة بالعيون (شاترستوك)

تكشف دراسة رائدة كيف بدأ الذكاء الاصطناعي (AI)، وتحديداً نموذج (OpenAI) الأكثر تقدماً، (GPT - 4)، في مطابقة بل وتجاوز المهارات التشخيصية للأطباء البشر في مجالات محددة من الرعاية الصحية. يمكن أن يؤثر هذا التطور بشكل كبير على الممارسات الطبية المستقبلية، خاصة في التخصصات التي قد يفتقر فيها الممارسون العامون إلى الخبرة العملية المتكررة.

دوافع الدراسة وتنفيذها

استكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، ونشرت في «PLOS Digital Health» إمكانات نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) - أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على فهم وتوليد نص يشبه الإنسان - للمساعدة في تشخيص حالات العين. تقليدياً، يتلقى طلاب الطب تدريباً واسع النطاق في مختلف التخصصات، بما في ذلك طب العيون، خلال دوراتهم. ومع ذلك، بمجرد تأهلهم بوصفهم أطباء عامين، قد لا يمارسون التفاصيل الدقيقة لهذه التخصصات بانتظام، مما قد يؤدي إلى ثغرات في قدراتهم التشخيصية بمرور الوقت.

ولمعالجة هذه المشكلة، اختبر الباحثون كفاءة الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم 87 سيناريو مختلفاً للمريض تتضمن مشاكل متعلقة بالعين. تم تكليف (GPT - 4) باختيار أفضل خيار للتشخيص أو العلاج من بين مجموعة من أربعة اختيارات. تم إجراء الاختبار نفسه على مجموعة من أطباء العيون الخبراء، والمتدربين في طب العيون، والأطباء المبتدئين غير المتخصصين - وكان مستوى معرفة هؤلاء مشابهاً لمستوى الممارسين العامين.

يقترح البحث إمكانية دمج نماذج اللغة الكبيرة مثل (GPT - 4) في الإعدادات السريرية لدعم المهام التشخيصية المتخصصة (شاترستوك)

نتائج باهرة

حققت الدراسة نتائج مذهلة، حيث أظهر (GPT - 4) نسبة نجاح بلغت 69 في المائة في اختيار التشخيص أو العلاج الصحيح، متفوقاً بشكل كبير على الأطباء المبتدئين الذين سجلوا متوسطاً قدره 43 في المائة. وتفوق الذكاء الاصطناعي أيضاً على أطباء العيون المتدربين، الذين حصلوا على نقاط 59 في المائة، واقترب بشكل وثيق من مستوى خبرة أطباء العيون المتمرسين، الذين حصلوا على متوسط ​​درجات 76 في المائة.

آرون ثيرونافوكاراسو، المؤلف الرئيسي للدراسة سلّط الضوء على أهمية هذه النتائج لصحيفة «فاينانشيال تايمز» قائلا إن «ما يظهره هذا العمل هو أن القدرة على التفكير لهذه النماذج اللغوية الكبيرة في سياق صحة العين أصبح الآن لا يمكن تمييزها تقريباً عن الخبراء».

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الممارسة السريرية

يتصور فريق جامعة كامبريدج مستقبلاً يصبح فيه الذكاء الاصطناعي مثل (GPT - 4) جزءاً لا يتجزأ من سير العمل السريري . من الناحية العملية، هذا يعني أن الطبيب العام غير المتأكد من التشخيص أو العلاج يمكنه استشارة نظام الذكاء الاصطناعي للحصول على رأي ثانٍ موثوق، خاصة في المواقف التي لا تتوفر فيها المشورة المتخصصة بسهولة. كما يمكن أن تكون هذه الأداة ذات قيمة لا تقدر بثمن في تحسين دقة العلاجات الأولية التي يقدمها الأطباء العامون، مما قد يؤدي إلى تسريع رعاية المرضى وتقليل العبء على المتخصصين. ومع ذلك، يؤكد ثيرونافوكاراسو على أهمية استقلالية المريض في هذه الحدود الرقمية الجديدة. ويعد أن «الشيء الأكثر أهمية هو تمكين المرضى من اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانوا يريدون مشاركة أنظمة الكومبيوتر أم لا. وسيكون هذا قراراً فردياً يجب على كل مريض اتخاذه».

تشير الدراسة إلى الدور الداعم للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لتعزيز سير العمل السريري (شاترستوك)

خطوة نحو رعاية صحية معززة بالذكاء الاصطناعي

ومع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، فإن دمجه في الرعاية الصحية لا يعد بتعزيز قدرات التشخيص والعلاج فحسب، بل أيضاً بإحداث ثورة في طريقة تقديم الرعاية الطبية. في حين أن فكرة حلول الذكاء الاصطناعي محل الأطباء بعيدة المنال وليست الهدف المقصود، فإن دوره بوصفه أداة داعمة يكتسب زخماً لا يمكن إنكاره. ومن خلال التنظيم المناسب والتدريب والمبادئ التوجيهية الأخلاقية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد بشكل كبير في سد الفجوة بين الممارسة العامة والمعرفة المتخصصة، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى ونظام طبي أكثر كفاءة. وبينما نمضي قدماً، سيكون المفتاح هو إيجاد توازن يحترم قدرات الذكاء الاصطناعي، وتفضيلات المرضى واحتياجاتهم.