بوتين يشرف على اختبار «صاروخ استراتيجي خارق»

قال إن منظومة {أفانغارد} سوف «تحمي روسيا لعقود»

بوتين لدى زيارته مقر وزارة الدفاع للإشراف على تجربة صاروخ {أفانغارد} أمس (رويترز)
بوتين لدى زيارته مقر وزارة الدفاع للإشراف على تجربة صاروخ {أفانغارد} أمس (رويترز)
TT

بوتين يشرف على اختبار «صاروخ استراتيجي خارق»

بوتين لدى زيارته مقر وزارة الدفاع للإشراف على تجربة صاروخ {أفانغارد} أمس (رويترز)
بوتين لدى زيارته مقر وزارة الدفاع للإشراف على تجربة صاروخ {أفانغارد} أمس (رويترز)

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع حكومي أمس، عن نجاح اختبار أجرته بلاده على صاروخ استراتيجي من طراز «أفانغارد» الذي يعدّ أحدث جيل من الصواريخ الاستراتيجية الروسية، وأكد أن النظام الذي سيدخل الخدمة الميدانية في قطعات الصواريخ الاستراتيجية العام المقبل «سيضمن الدفاع عن أمن بلدنا وشعبنا لعقود»، فيما وصف المجمع الصناعي العسكري الصاروخ الجديد بأنه «خارق ولا مثيل له في العالم».
وقال بوتين إن الجيش الروسي قد اختبر بنجاح صاروخ «أفانغارد» فرط الصوتي، مشيرا إلى خصوم روسيا الذين شكّكوا بامتلاكها هذا الصاروخ الحديث، واعتبروا الإعلان عنه «ضربا من الخيال».
وذكرت وكالة أنباء «تاس» الحكومية أن عملية الإطلاق تمّت بنجاح وأن الصاروخ انطلق من مقاطعة أورينبورغ جنوب روسيا وبلغ هدفه في ميدان كورا الاختباري في شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي، قاطعا آلاف الكيلومترات. وأشارت إلى أن الرأس الحربية المجنّحة التي يحملها الصاروخ، تحرّكت على مسارات وباتجاهات عمودية وأفقية لتختفي بذلك عن دفاعات العدو الافتراضي، وبشكل يضلّل عمليات رصد الرادارات.
وأبدى بوتين ارتياحا لنجاح التجربة التي أشرف عليها، وقال إن «الطرازات الجديدة من الأسلحة الاستراتيجية في العالم ظهرت لدينا، وسوف تضمن الدفاع عن دولتنا وشعبنا لعقود مقبلة».
وأعلن الرئيس الروسي أن نجاح التجارب على الصاروخ يعني تجاوز المرحلة الأخيرة قبل اعتماده من قبل القوات المسلحة في العام القادم. كما أوضح أنه «سيتم اعتماد المنظومة الاستراتيجية العابرة للقارات (أفانغارد) من قبل الجيش الروسي في العام 2019 وسيتم نشر الفوج الأول لدى قوات الصواريخ الاستراتيجية». ورأى أن التطور يعد «حدثا كبيرا بالنسبة إلى القوات المسلحة الروسية، وإلى البلاد ككل»، مشيرا إلى أن «الاختبارات النهائية للمنظومة الجديدة نظّمت وجرت بأمر مباشر من القائد الأعلى للجيش» (بوتين). وكان بوتين قد كشف للمرة الأولى عن تطوير بلاده هذه المنظومة الحديثة في رسالته السنوية أمام الهيئة الاشتراعية الروسية مطلع مارس (آذار) الماضي. وأكد في يونيو (حزيران) أن هذه الصواريخ صارت قيد الإنتاج، وستدخل الخدمة عام 2019.
وأعلن قائد قوات الصواريخ الروسية الاستراتيجية الجنرال سيرغي كاراكاييف، أن أنظمة صواريخ «أفانغارد» فرط الصوتية ستدخل المناوبة القتالية في فوج الصواريخ «دومباروفسكي». وشدّد الجنرال على أن حداثة وتعقيدات التكنولوجيا الدقيقة لن تكون عائقا أمام وضع هذه المنظومة الصاروخية الفريدة بنجاح في المناوبة القتالية.
ولفت كاراكاييف إلى أنه مع دخول صواريخ «أفانغارد» الخدمة العسكرية، ستزداد القدرات القتالية لدى الجيش الروسي بشكل كبير، في مجالي التفوق على أنظمة الدفاع الجوي المعروفة وإصابة الأهداف بدقة بالغة.
وكشف الجنرال أن مجمع الصناعات العسكرية الروسي بدأ بالفعل في إنتاج عينات متسلسلة من صواريخ «أفانغارد» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأضعاف. وكان مصدر في مجمع الصناعات العسكرية الروسي قد أعلن في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن الموعد النهائي لوضع الفوج الرئيسي لصواريخ أفانغارد في المناوبة القتالية سيكون نهاية عام 2019 وسيضم الفوج في البداية على الأقل مجمعين من هذا النظام الصاروخي الفريد، إلا أن عددها سيزداد لاحقا إلى ستة.
ويدخل تسريع إنتاج الأنظمة الصاروخية الحديثة في سياق تعهد بوتين برد روسي قوي على قرار انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة. وكان الرئيس الروسي قد أعلن أن بلاده تمتلك قدرات واسعة في مجال التصنيع الصاروخي، وستكون قادرة على الرد بشكل متناسب مع المخاطر الجديدة الناجمة عن انهيار المعاهدة.
وفشلت موسكو قبل أيام في حشد تأييد دولي لموقفها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي رفضت إصدار قرار بادرت موسكو إلى تقديمه يدعو واشنطن إلى التمسك بالمعاهدة الصاروخية بصفتها ركنا أساسيا من أركان مراقبة التسلح في العالم. ودفعت السجالات الروسية الأميركية حول مصير المعاهدة الصاروخية النووية إلى تصاعد القلق في أوروبا التي ينتظر أن تكون ساحة نشر الصواريخ للطرفين الروسي والأميركي.
وأعلنت برلين أمس رفضها نشر صواريخ جديدة متوسطة وقصيرة المدى برؤوس نووية في أوروبا، في حال فسخ معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا المبرمة بين موسكو وواشنطن. فيما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن أي قرار يتعلق بنشر هذه الصواريخ سيتعرض لمقاومة كبيرة في ألمانيا.
وأضاف في حديث صحافي: «لا يجوز بأي حال من الأحوال، أن تصبح أوروبا ساحة للجدل حول زيادة التسلح. وحتما سيلاقي أي قرار حول نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى في أوروبا معارضة واسعة في ألمانيا». وجاء هذا التعليق بعدما كان الكرملين هدّد بأن روسيا ستصوب صواريخها نحو الأنظمة الصاروخية الأميركية في أوروبا في حال نشرت واشنطن صواريخ هناك، بعد انسحابها المحتمل من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وقال الناطق الرئاسي الروسي، ديمتري بيسكوف، إنه «بعد الانسحاب (الأميركي) المنتظر من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى قد يتم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في دول أوروبية، مثلما كان الأمر في عهد الحرب الباردة»، منبها إلى أن «نشر هذه الصواريخ واحتمال تصويبها نحو روسيا سيؤدي إلى تصويب الترسانة الصاروخية الروسية باتجاه تلك الصواريخ من أجل الحفاظ على ميزان القوى».



الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الأسترالية إن ​سبعة أشخاص جرى احتجازهم في جنوب غرب سيدني يوم الخميس لديهم صلات أيديولوجية بالشخصين المتهمين بإطلاق النار ‌على المئات خلال ‌احتفالهم ‌بعيد ⁠الأنوار ​اليهودي (‌حانوكا) في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وذكر ديف هدسون نائب مفوض شرطة ولاية ⁠نيو ساوث ويلز لراديو (‌إيه.بي.‍سي) يوم ‍الجمعة «لم نرصد ‍روابط محددة بين الشخصين اللذين ارتكبا هذه الفظائع يوم الأحد وهؤلاء ​الذين احتُجزوا أمس باستثناء القواسم المشتركة المحتملة ⁠في بعض الأفكار، ولكن لا توجد روابط في هذه المرحلة».

وأضاف هدسون أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وأن أحد المواقع التي كانت المجموعة تخطط ‌لزيارتها هو بونداي.


أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، إجراءات جديدة لمكافحة معاداة السامية، تشمل تشريعات من شأنها «التضييق على أولئك الذين ينشرون الكراهية والانقسام والتطرف».

تأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قيام مسلحين بفتح النار خلال احتفال بعيد «حانوكا» (الأنوار) على الشاطئ يوم الأحد؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

يُعرب الأهل والأصدقاء عن حزنهم العميق خلال نقل نعش تيبور ويتزن من مركز شاباد بوندي خلال جنازته وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال احتفال يهودي بعيد «حانوكا» (رويترز)

وقالت السلطات إن الرجلين كانا مدفوعين - على ما يبدو - بمعاداة السامية المستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي مؤتمر صحافي، ذكر ألبانيز أن حكومته تعتزم سنَّ تشريعات جديدة لمكافحة خطاب الكراهية ومروجيه، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوعاظ الذين يحرِّضون على العنف، وإدراج المنظمات التي يروِّّج قادتها للعنف أو الكراهية العنصرية في قوائم محددة. كما سيتم تغليظ العقوبات المفروضة على خطاب الكراهية. وأضاف أن وزير الشؤون الداخلية سيُمنح صلاحيات جديدة لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين يُعدّون عرضة لنشر الكراهية والانقسام في أستراليا.

وأوضح ألبانيز أن أستراليا شهدت زيادةً في معاداة السامية والهجمات على مجتمعها اليهودي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللاحقة في غزة، قائلاً: «من الواضح أننا بحاجة إلى بذل مزيد لمكافحة هذه الآفة الخبيثة. مزيد للغاية». وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار في شاطئ بونداي، تعرَّض ألبانيز لضغوط متزايدة حول ما إذا كانت حكومته قد فعلت ما يكفي رداً على التحذيرات من تصاعد معاداة السامية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحظر قوانين جرائم الكراهية الحالية في أستراليا الدعوة إلى العنف أو التهديد به ضد الأشخاص بناء على العرق أو الجنس أو الدين.

يغادر مايكل والد ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات ضحية حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي بعد جنازتها في قاعة تشيفرا كاديشا التذكارية بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي فبراير (شباط) الماضي، واستجابة للمخاوف المتزايدة، أُضيفت مخالفات جديدة تشمل التهديد بإلحاق الضرر بأماكن العبادة، وزيادة العقوبات على عرض رموز النازية والمنظمات الإرهابية. ولم يتضح بعد بدقة ماهية السلوكيات أو الأقوال التي سوف يشملها التشريع الجديد، حيث لم تقدم الحكومة أمثلة محددة. إلا أن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، صرح بأن التشريع سوف يستهدف الحالات التي يقف فيها الأفراد أو المنظمات «عند حدود القانون تماماً، لكنهم ينجحون في البقاء في الجانب القانوني منه (دون تجاوزه)». وأشار بيرك إلى أن التشريع الجديد سيخفض «العتبة القانونية» للمساءلة للأفراد الذين يستخدمون لغة «تجرّد الآخرين من إنسانيتهم بشكل واضح، وهي لغة غير مقبولة، ولا مكان لها في أستراليا، لكنها لم تصل تماماً إلى حد التحريض المباشر على العنف». وأكد أن المعيار نفسه سيطبَّق على المنظمات التي تتبنى سلوكاً أو فلسفة تثير الانقسام.


«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

ولم يعلن التنظيم صراحةً مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد.

وقُتل 15 شخصاً، يوم الأحد، في حادثة إطلاق نار استهدف احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية.

والحادثة هي أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاماً.

ونفّذ الهجوم رجل يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافد (24 عاماً). وقُتل الأب برصاص الشرطة، فيما كان لا يزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله. أما نافد الذي أُصيب برصاص الشرطة فنُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً على شاطئ بونداي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استُلهم من تنظيم داعش».