أعلن «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، أمس، رفع سعر الفائدة قصيرة الأجل بمقدار ربع نقطة مئوية، أي بنسبة ربع في المائة؛ مما يعني أن معدل الفائدة القياسي على الأموال الفيدرالية سيتراوح بين 2.25 في المائة و2.50 في المائة، وهو الارتفاع التاسع منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015. وأشار «الاحتياطي الفيدرالي»، في بيان عن التوقعات الاقتصادية، أمس، إلى أنه سينتهج مساراً أكثر اعتدالاً لزيادات أسعار الفائدة خلال العام المقبل. وصوّت أعضاء مجلس «الاحتياطي»، بالإجماع، أمس، على الزيادة، وتوقع عدد من المسؤولين أن «الاحتياطي الفيدرالي» لن يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة العام المقبل كما كان متوقعاً قبل ثلاثة أشهر.
وكان الدولار قد حيث يراهن المستثمرون قبل وأثناء اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، أمس الأربعاء، نتيجة تلميحه إلى خطط لإبطاء وتيرة رفع سعر الفائدة.
وسادت توقعات واسعة النطاق بأن يرفع المركزي الأميركي سعر الفائدة للمرة الرابعة منذ بداية العام الحالي، لكن زادت التوقعات أيضا بأن يبدي صناع السياسات حذرا بشأن رفع أسعار الفائدة مستقبلا بسبب المخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
وارتفع الين الياباني والفرنك السويسري، وكلاهما من عملات الملاذ الآمن، بعد تراجع أسعار النفط الثلاثاء، ما أعاد للأذهان التوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي.
وارتفع الين والفرنك أكثر من 0.1 في المائة بقليل مقابل الدولار، حيث جرى تداول الين عند 112.33 للدولار والفرنك السويسري عند 0.9916، ما يضيف لثلاثة أيام متتالية من المكاسب.
وانخفض مؤشر الدولار 0.3 في المائة إلى 96.77 مقتربا من أدنى مستوى في أسبوع حيث استمرت خسائره لليوم الثاني.
وزاد اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوع عند 1.1405 دولار، مرتفعا 0.3 في المائة. وسجل اليورو ارتفاعا نادرا في الجلسات الثلاث الماضية في ظل تعثر الدولار بسبب انخفاض العوائد والمخاطر المتصلة بالسياسة النقدية.
ومنحت نفس الأسباب دفعة للدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، ليرتفعا 0.2 في المائة إلى 0.7195 و0.6864 دولار أميركي على الترتيب.
وارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أشهر أمس، مع دعم المعدن بانخفاض الدولار.
وفي الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.1 في المائة إلى 1250.56 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 11 يوليو (تموز) عند 1251.35 دولار في وقت سابق من الجلسة. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المائة إلى 1254.40 دولار للأوقية.
وعقد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعا خارجا إلى حد ما عن المألوف، وسط ضغوط الرئيس دونالد ترمب وبعض أوساط الأعمال، على المركزي بعدم زيادة الفائدة.
وفي واحدة من تغريداته الصباحية الثلاثاء، حذر ترمب لليوم الثاني على التوالي الاحتياطي الفيدرالي من ارتكاب «خطأ جديد» يتمثل برفع معدلات الفائدة للمرة الرابعة هذه السنة وللمرة السابعة منذ توليه الرئاسة.
وفي افتتاحية غير مألوفة، نصحت صحيفة «وول ستريت جورنال» المرجع الأساسي لأوساط الأعمال التي تهزها التقلبات الهائلة في بورصة نيويورك، أيضا المؤسسة التي تقوم بمهام البنك المركزي الأميركي بـ«التوقف».
وعادة تميل الصحيفة التي تملكها مجموعة روبرت مردوك إلى «الصقور» الذين يخشون التضخم ويريدون رفع المعدلات، بدلا من الوقوف إلى جانب «الحمائم» الذين يعارضون ذلك.
ومنذ رفع المعدلات الأخيرة في نهاية سبتمبر (أيلول)، أصدر أول اقتصاد في العالم إشارات متناقضة زاد من حدتها تصحيح سوق المال التي كانت مرتاحة.
لكن التوتر المرتبط بالسياسات الحمائية وتباطؤ النموين الصيني والأوروبي والقلق المتعلق ببريكست وسعر الدولار مع زيادة المعدلات، أثرت سلبا على آفاق الاقتصاد الأميركي.
وما زالت إدارة ترمب تعتقد أن نسبة النمو ستبلغ 3 في المائة على الأقل في 2019، لكن الكثير من خبراء الاقتصاد يشككون في ذلك، معبرين عن قلقهم من غياب التأثير الإيجابي لخفض الضرائب على الاستهلاك وارتفاع العجز في الميزانية. ويتحدث الأكثر تشاؤما منهم عن انكماش في النصف الثاني من 2019 أو في 2020.
لكن تحت تأثير ضغوط الرئيس الذي لا ينظر بتقدير إلى ارتفاع كلفة القروض ونظرا لشكوك الخبراء الاقتصاديين، من غير المستبعد حدوث مفاجأة، مع أن الاحتياطي الفيدرالي الذي يدافع بشدة عن استقلاليته، لا يريد أن يبدو وكأنه تحرك تحت تأثير ما.
الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة ربع نقطة
الدولار يسبق اجتماع «المركزي الأميركي» بالهبوط
الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة ربع نقطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة