أميمة الخميس: السرد أرض أنثوية بامتياز

أول كاتبة سعودية تفوز بجائزة «نجيب محفوظ» للرواية

أميمة الخميس تتسلم الجائزة من رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة
أميمة الخميس تتسلم الجائزة من رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة
TT

أميمة الخميس: السرد أرض أنثوية بامتياز

أميمة الخميس تتسلم الجائزة من رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة
أميمة الخميس تتسلم الجائزة من رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة

فازت الكاتبة السعودية أميمة الخميس قبل أيام بجائزة «نجيب محفوظ» للأدب، التي تمنحها سنوياً الجامعة الأميركية بالقاهرة في يوم ميلاد صاحب نوبل؛ في الـ11 من هذا الشهر، وذلك عن روايتها «مسرى الغرانيق في مدن العقيق»، الصادرة عن «دار الساقي»، وبذلك تكون أول سعودية تحصل على هذه الجائزة.
ولدت أميمة الخميس في الرياض لأسرة أدبية، ودرست الأدب العربي في جامعة الملك سعود، واللغة الإنجليزية في جامعة واشنطن. وكانت أول أعمالها الروائية «البحريات»، ثم «الوارفة» التي ترشحت للقائمة الطويلة للبوكر العربية 2010. وثالث رواياتها «زيارة سجى».
وهنا حوار معها عن روايتها الفائزة، وتجربتها الروائية:
> بداية... ماذا تعني لك جائزة «نجيب محفوظ» للأدب؟
- تعني لي الكثير، خصوصاً أنني أول سعودية تحصل عليها، كما أن تجربة المرأة السعودية كانت متوارية، ولا ينظر لها بكثير من الاهتمام، وأن تأتي هذه الجائزة من لجنة مرموقة على مستوى العالم العربي فهو أمر عظيم، لا سيما علاقتي بنجيب محفوظ، كأب روحي لي بأعماله التي رافقتني من بواكير رحلتي إلى عالم الأدب، هو «سيزيف» الرواية الذي ظل حاملاً إياها إلى القمة، ولم يتوقف.
> من المعروف أنك بدأت بالشعر... كيف انتقلت إلى الرواية؟
- من بواكير الطفولة، كان الهاجس الأدبي حاضراً بقوة؛ بدأت تجربتي ببعض الكلمات والمفردات والجمل؛ اكتشفت لاحقاً أنها ما يسمى «المغامرة الإبداعية»، بدأت بالشعر لكنني وجدتها تجربة ثقيلة في ظل مجتمع محافظ أن تمارس امرأة البوح، هذه التجربة جعلتني أجفل منها، فتجاوزتها لمرحلة السرد، كأن السرد عملية احتيال، لأني أضع على ألسن الشخوص والأحداث ما أود أن أقوله. أعتبر السرد أرضاً أنثوية بامتياز.
> عدت إلى التاريخ في روايتك الفائزة (مسرى الغرانيق)... ما الضرورة التي دفعتك لذلك؟
- كتبت 3 روايات من قبل لم تكن تاريخية تماماً، لكن «مسرى الغرانيق» أول رواية تاريخية لي، وقد تطلب ذلك جهداً مضاعفاً، لأنك تحتاجين للتوثيق، ويرادفها الكتابة الأدبية، هذا الجهد المركب أخذ مني أربع سنوات. وكانت تحضرني دائماً مقولة الجاحظ: «اكتب كأنك تكتب لأعدائك». اكتشفت أننا في عالمنا العربي نعيش داخل دائرة تاريخية لا نستطيع أن نكسرها ونخرج منها، فمن بواكير القرن الرابع الهجري - التاسع الميلادي، الذي تدور فيه أحداث الرواية، كانت مرحلة تسمى «زبدة الحقب»، التي اكتملت بها التجربة الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي آنذاك؛ التيارات العقلانية كانت متنوعة، مثل: المعتزلة وإخوان الصفا، ونضوج واكتمال المذاهب الفكرية الأربعة التي أتت نتيجة عملية فكرية كبيرة وكم هائل من الترجمات وكتب الفلاسفة الإغريق والسريان، كل هذا أثرى الفضاء الفكري لتلك المرحلة، ورفع أسقف النقاش، وبدأ ذلك يؤثر على المنتج الأدبي، وبالتالي أسهم العرب في نهضة الحضارة الأوروبية، وبدأ عندي السؤال الذي تحمله الرواية: أين ذهب هذا الزخم والقوة التي كانت تميز الحضارة العربية؟
> ماذا قصدت بالغرانيق؟
- الغرنوق هو طائر مائي جميل يأخذ بعداً خيالياً وأسطورياً، وهو رمز للخصب، وله رمز إيجابي جميل في ثقافة الصحراء. وقد أردت هذا العنوان المسجى كعناوين الكتب في تلك الحقبة. وأرمز بالغرانيق لحملة العقل وفضاءات الأسئلة التي كانت تتنقل في مدن العقيق، ورمزية اللون الأحمر تشير إلى تلك الحقبة التي اختلط فيها الغضب والدماء، حين كانت المدن العربية آنذاك تغلي بأسئلة العقل.
> «مزيد الحنفي» بطل الرواية انطلق من منطقة اليمامة وجاب الحواضر العربية المزدهرة من بغداد إلى القدس إلى القاهرة الفاطمية وصولاً إلى الأندلس... عن أي حقيقة كان يبحث؟
- الحنفي يتنسب لقبيلة بني حنيفة، وهو شخصية متخيلة. كانت رحلته رحلة العقل الذي لا يكتفي بالأجوبة الجاهزة. في كل ثقافة أسئلة تفرضها الثقافة السلطوية، وغالباً ما يكسر المفكر والفيلسوف والمبدع نمط هذه الأسئلة الجاهزة، ويخوض في هموم المعرفة؛ هذا كان الأمر الذي يستحوذ عليه بداية من رحلته من مدينة نجد قبل الجزيرة العربية، تلك المدينة المغفلة تاريخياً كانت ثرية بالتجربة الإبداعية؛ خرج منها جميع شعراء المعلقات، وجميع شعراء العصر الأموي، وكثير من شعراء العصر العباسي، لكنها همشت وأغفلت، وقد حاولت أن أسترجع هذه المنطقة.
الأمر الآخر كان في تنقله؛ لم يكن يكتفي بهذه الأجوبة الجاهزة، بل حاول البحث عن جوابه الخاص، لا سيما أنه كان عضواً في جماعة سرية مهمتها توزيع كتب الفلاسفة على العالم العربي، بحيث لا تندثر هذه التجربة.
> هل تعتقدين أنه بتراجع الفلسفة الآن تراجع الإبداع؟
- الفلسفة هي الأب الروحي للعقل، هي التي صنعته، الشرارة التي انطلقت منها الشرارة العلمية في العصر الحديث. باختصار، هي السؤال، ومحاولة تفسير الكون، وعدم الاكتفاء بالتفسير الأحادي، بل مغامرة متعددة لا متناهية. قبل ألف عام من الآن، كان هناك تبرعم لأسئلة فلسفية فكرية هائلة، الكندي وابن رشد، ومن غير العرب ابن سينا والفارابي، ولكن ما زلنا إلى الآن نعاني تغييب الفلسفة.
> كان هناك حضور لشخصيات تاريخية حقيقية في الرواية؟
- نعم بالفعل. كان ابن الهيثم حاضراً في الرواية، والخليفة الواثق بالله، والحاكم بأمر الله الفاطمي كان حاضراً؛ كانت مراوحة بين التاريخي الحقيقي والخيال الروائي.
> وماذا عن بقية شخوص «مسرى الغرانيق في مدن العقيق»؟
- «أناهيد الفارسية» كانت جارية في بغداد، وكان لها حضور في حياة مزيد الحنفي، واستلبت عقله، وكان لها دور في سوقه إلى نهاية عجائبية. شخصية «حمدونة المرية» تعكس المرأة القوية العربية التاجرة التي تفرض نفسها بقوة، أما «عمرو القيسي» فهو الفيلسوف الذي غادر بغداد عندما حوصرت تجربته، وانتقل إلى القدس، وحاول أن يؤسس لتجربة عقلانية، لكنها لم تجد طريقها إلى النور.
> أحياناً تتمرد الشخصية الروائية على مبتكرها... هل صادفت ذلك مع إحدى شخصياتك؟
- لم أصادف ذلك في «مسرى الغرانيق»، لكن في رواية «زيارة سجى»، كنت أخطط لمسار معين في الرواية، ولكن في لحظة ما وجدت الشخصيات تأبى وترفض أن تدخل إلى النص؛ أصبحت الشخصيات تكتب سيرتها الخاصة. «مسرى الغرانيق» كانت تكتب بسلاسة؛ كنت أغرف من المادة التاريخية، وأسكب على الورق، كانت الشخصيات أكثر مطاوعة وشوقاً إلى الكلام.
> ماذا عن السبع وصايا التي حملها مزيد الحنفي؟
- «السبع وصايا» كانت جزءاً من تجربة انضمامه لجماعة الغرانيق السرية العاملة تحت الأرض، لأنها كانت محاصرة من قبل السلطات النصوصية في تلك الفترة التي حاولت فيها الحفاظ على جذوة الحضور الفكري والعربي، لكن المفارقة أن الوصية السابعة كانت تطلب من مزيد الحنفي أن يحرق هذه الوصايا، وكأنه يتحدى كل التعاليم، لأن تجربة الإنسان الفكرية أكبر من التعاليم، وأنه سيكون في حالة تبدل وتغير مستمر، كما قال فيثاغورس: «الشيء الوحيد الثابت هو التبدل المستمر».
> في ورش الكتابة الأدبية يقولون: «اكتب ما تعرف... اكتب عن نفسك»... هل حدث ذلك معك في روايتك الأولى «البحريات»؟
- الرواية الأولى دائماً تحمل جزءاً كبيراً من الكاتب، لكن عندما تنضج أدواتك السردية، تستقلين وتنفصلين عن تجربتك الذاتية. وهذا حدث معي في رواية «البحريات».
> برأيك، من هو المبدع؟
- هو الذي يؤمن بأن الجمال فيه ترياق لسموم هذا العالم؛ الإبداع والفنون هي التي تأخذنا من البدائي والمتوحش بداخل الإنسان نحو الجميل والسامي والخالد، مهمة الإبداع أن يحلق نحو الإنساني، وليس أن يكون محملاً بآيديولوجيات معينة.
> هناك الآن حضور قوي للإبداع الخليجي... ما سر ذلك؟
- أعتقد أن هناك تجربة تستحق الالتفات لها، وقد استطاعت أن تثبت حضورها على المستوى العربي والعالمي، وأن الخليج لم يعد الخليج المستهلك للثقافة، بل المنتج لها. التعليم عندنا في السعودية عمره 50 عاماً فقط، لكن المرأة السعودية حققت ذاتها، وأصبحت تكتب وتنتج تجارب أدبية مهمة.
> ولكن هل أخذت الكاتبة السعودية حقها أدبياً ونقدياً؟
- هناك عملية احتواء بالفعل، ولكن الكاتبة في العالم العربي عليها أن تخوض معركتها وحيدة؛ لن يعطيها أحد القلم الذهبي لتكتب.
> قلت عن نجيب محفوظ «كبيرنا الذي علمنا السحر»... من هي ملهمتك من الكاتبات؟
- أعشق إيزابيل الليندي، فالأدب اللاتيني هو أدب رائع مدهش، فيه حرارة السامبا، وبه أشواق غامضة للغابات الأمازونية. تجربة كسرت نمطية ومركزية الثقافة الأوروبية، وأدخلتنا لعوالم مدهشة. أعتبر الليندي من أمهاتي الروحيات. أيضاً أنا مأخوذة بلغة غادة السمان، ودورها كان كبيراً في إثراء تجربتي. وبشكل عام، أنا قارئة نهمة (دودة كتب)، ولدينا نادي كتاب مع صديقات حميمات نناقش كتابين في الشهر.
> برأيك، من هو الحاضن الأول للإبداع... هل هي الأسرة أم المجتمع؟
- أعتبر الأسرة هي الحاضن الأول، ولها الفضل الكبير في تكويني، وأيضاً الفضاء العام بالسعودية الآن مشجع تماماً، لا سيما مع إعلان «رؤية 2030»، فالثقافة أصبحت أحد الركائز والأعمدة التي تقوم عليها تنمية الإنسان. وهذه الرؤية تؤمن بأن الفنون والآداب يمكن أن تخلص الإنسان من كل التوحش والظلمة بداخله. الثقافة ترياق نحمي بها الأجيال القادمة من سموم التعصب.
> كيف تمضين يومك؟
- كنت أعمل مديرة الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم، لكن توقفت عن العمل، وعرفت أن الكتابة لا بد أن تكون سيدة البلاط، وألا يشاركها شيء. أصبحت ألتزم بمعسكر الاستيقاظ في الصباح المبكر؛ أعطي الكتابة نشاطي الصباحي وتوهجي، ووقتها مقدس. أما باقي اليوم، فيتوزع بين العائلة والقراءة. وأحب ممارسة الرياضة الصباحية قبل الكتابة؛ لا بد أن تمنحي الكتابة وقتاً كي تعطيك.
> ما الخطوة المقبلة في مسيرة أميمة الخميس الأدبية؟
- بين يدي عمل تاريخي، لكنه مجرد خطوط عريضة وأفكار أعطيها الوقت والمساحة لتنضج على مهل.



المشهد الثقافي المصري... نفض أحزان الفقد ومواصلة الأنشطة المعتادة

جانب من مؤتمر الخط العربي
جانب من مؤتمر الخط العربي
TT

المشهد الثقافي المصري... نفض أحزان الفقد ومواصلة الأنشطة المعتادة

جانب من مؤتمر الخط العربي
جانب من مؤتمر الخط العربي

عام مثقل بالفقد والأحزان عاشته الثقافة المصرية خلال 2025، فقد غيَّب الموت كوكبة من المبدعين والشعراء والنقاد، جميعهم لعبوا أدواراً متنوعة في شد هموم الثقافة والمثقفين نحو آفاق أرقى حافلة بالمغامرة والتجريب. من بينهم الروائيان، صنع الله إبراهيم، صاحب رواية «تلك الرائحة»، ورءوف مسعد، صاخب رواية: «بيضة النعامة»، والشاعر أحمد عنتر مصطفى صاحب ديوان «مأساة الوجه الثالث»، والناقد دكتور محمد السيد إسماعيل صاحب كتاب «الرواية والسلطة»، والناقد دكتور محمد عبد المطلب، والذي يعد من أبرز النقاد المؤسسين في النقد الأدب العربي، بانفتاحه على تيارات الحداثة في الشعر وقدم كتاباً مهماً عن قصيدة النثر بعنوان «النص المشكل».

كما غيَّب الموت دكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق الذي تولى حقيبة الثقافة في ثلاث حكومات متتالية عقب ثورة يناير (كانون الثاني)، وحافظ على استقلاليتها في فترة اتسمت بالاضطراب السياسي، وله مؤلفات قيمة في التاريخ الأدبي، وفوجئت الحياة الثقافية برحيل اثنين من أهم الناشرين، الناشر حسني سليمان، مؤسس دار «شرقيات» ومحمد هاشم، مؤسس دار «ميريت» وكلاهما لعب دوراً مهماً في دفع أجيال جديدة من الكتاب في شتى مناحي الإبداع، وفي غمرة الأحزان رحلت الفنانة سميحة أيوب، الملقبة بـ«سيدة المسرح العربي» بعد مسيرة حافلة بالفن، قدمت خلالها أكثر من 170 عملاً مسرحياً، منها «السلطان الحائر» و«سكة السلامة»، ولحقت بها الفنانة سمية الألفي عن عمر يناهز 72 عاماً، بعد صراع مع المرض، ورحلة عطاء متميزة بخاصة في المسلسلات التليفزيونية.

برغم هذا الجو واصلت الحياة الثقافية أنشطتها وفعالياتها المعتادة، وتصدر نجيب محفوظ المشهد، حيث يحتفل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة بمرور عشرين عاماً على رحيله. وبهذه المناسبة أطلقت وزارة الثقافة جائزة «نجيب محفوظ للرواية العربية» بقيمة 500 ألف جنيه مصري (نحو 10 آلاف دولار أميركي)، وأعلنت الوزارة أن الجائزة سيمنحها معرض القاهرة الدولي للكتاب سنوياً بداية من هذا العام، الذى يحتفل فيه المعرض بذكرى مرور عشرين سنة على وفاة «أديب نوبل» نجيب محفوظ.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد مجاهد المدير التنفيذي للمعرض: «إن أديباً بقامة نجيب محفوظ يليق به أن تمنح وزارة الثقافة المصرية جائزة كبرى باسمه، بوصفه الأديب العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل، حيث تبلغ قيمة الجائزة 500 ألف جنيه، وميدالية ذهبية أسوة بجائزة النيل، وهي ممولة بالكامل من البنك الأهلي المصري». وبدأ تقدم الروائيين المصرين والعرب للجائزة صباح الخميس 4 ديسمبر (كانون الثاني) 2025، ويستمر حتى الأحد 4 يناير 2026، ويكون التقديم بإرسال ثلاث نسخ من الرواية المتقدمة للمسابقة، بشرط أن تكون منشورة بتاريخ عام 2025.

أثارت الجائزة حالة من الجدل في الأوساط الثقافية، فبرغم الاحتفاء بها فإن البعض رأي أنها تشكل انعكاساً لتخبط سياسات وزارة الثقافة، فمن غير المعقول أن يكون لدينا ثلاث جوائز باسم نجيب محفوظ، منها جائزة يمنحها المجلس الأعلى للثقافة وهو تابع لوزارة الثقافة. كما رأى البعض أن أطلاق هذه الجائزة يمثل تحدياً ضمنياً لجائزة نجيب محفوظ الراسخة التي دشنتها الجامعة الأميركية بالقاهرة وتم إنشاؤها بواسطة قسم النشر بها، وانطلقت في عام 1996، ووصلت قيمتها المادية إلى خمسة آلاف دولار أميركي، ويتم ترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية 1996، وتمنح في حفل يقام كل عام في 11 ديسمبر الموافق لمولد نجيب محفوظ. ومن الأنشطة المهمة التي شهدها الواقع الثقافي خلال هذا العام، ملتقى ذاكرة القصة المصرية في دورته الرابعة والتي حملت اسم «دورة الكاتب محسن يونس». نظم الملتقى موقع صدى برئاسة الكاتب والناقد سيد الوكيل، واستضافه بيت السناري الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية، جاءت فعاليات الملتقى تحت عنوان: «تجليات المكان في القصة القصيرة»، في محاولة لإحياء الذاكرة السردية المصرية، وتسليط الضوء على تطور فن القصة القصيرة، ودور المكان في تشكيل البنية السردية، بالإضافة إلى خلق مساحة للحوار وتبادل الخبرات بين الكتّاب والباحثين المهتمين بهذا الفن.

ناقش الملتقى في جلسته الأولى، السمات الفنية المميزة لفن القصة القصيرة لدى الكاتب محسن يونس، وهو يعيش في مدينة دمياط الساحلية، وذلك تحت عنوان «محسن يونس... رحلة إبداع»، أما الجلسة الثانية فناقشت «المكان في القصة القصير... رؤية منهجية»، بينما تناولت الجلستان الثالثة والرابعة محاور متعددة حول فن القصة القصيرة، من خلال قراءات ونقاشات نقدية شارك فيها عددٌ من الكتّاب والمهتمين بالأدب.

وخلال الفترة من 26 إلى 29 ديسمبر الحالي سوف تشهد مدينة العريش بشمال سيناء انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين، دورة الأديب الراحل محمد جبريل.

وكان وزير الثقافة قد أعلن اختيار محافظة شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية لعام 2026 وذلك عقب موافقة محافظ شمال سيناء على مقترح استضافة العريش للدورة الحالية من المؤتمر، تقديراً للمكانة الرمزية والثقافية للمحافظة.

ينظم المؤتمر الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت عنوان: «الأدب والدراما... الخصوصية الثقافية والمستقبل»، ويعقد برئاسة السيناريست مدحت العدل. ويشارك في فعالياته نخبة من الأدباء والباحثين والأكاديميين من مختلف المحافظات، بهدف رصد وتوثيق المشهد الأدبي في ربوع الوطن، وتقديم رؤى نقدية وفكرية تسهم في مناقشة قضايا الثقافة المصرية المعاصرة، ودورها في تعزيز الوعي والإبداع، وذلك من خلال ستة محاور رئيسية تشمل جلسات بحثية وحلقات نقاشية متنوعة؛ منها «النص الشعري ومفردات الخصوصية الثقافية»، من خلال قراءة تطور الشعر المصري فصيحاً وعامياً عبر مراحله المختلفة، و«الرواية وصراع الهويات في المجتمع المصري»، عبر تحليل كيفية تناول الرواية المصرية لقضايا المجتمع وتنوعاته والقيم الوافدة إليه.

وعلى مستوى الفن أطلق «صندوق التنمية الثقافية» بوزارة الثقافة الدورة العاشرة من ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي، بمشاركة نخبة من كبار الخطاطين والفنانين والباحثين من مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية، وتخللتها ورش عمل لفهم جماليات الخط العربي، واختير شيخ الخطاطين المصريين خضير البور سعيدي قوميسيراً عاماً للدورة.

تحمل الدورة اسم الخطاط الراحل الحاج سيد عبد القادر «الحاج زايد» وذلك في إطار حرص وزارة الثقافة على تكريم رموز هذا الفن. وتستمر فعالياتها بقصر الفنون بدار الأوبرا من 18 إلى 28 ديسمبر الحالي، وأبدى المشاركون في الملتقى حرصهم على تعزيز مكانة الحرف العربي كأحد ركائز الهوية الثقافية في كل المجالات العلمية والفنية والزخرفية ومناقشة قضاياه المتنوعة، بخاصة ما بين الأصالة والتجديد. كما شهد الملتقى تكريم نخبة من كبار الخطاطين تقديراً لإسهاماتهم البارزة في خدمة فن الخط العربي، حيث يتم منح شهادات تقدير للمكرمين والفائزين من مصر وخارجها وضيوف الشرف، كما كرم الملتقى الفنان محمد بغدادي، تقديراً لدوره البارز في دعم الملتقى وفن الخط العربي.

الكاتبة سلوى بكر

ومن الأخبار المفرحة في هذا العام حصول الكاتبة الروائية سلوى بكر على جائزة «بريكس» الأدبية في دورتها الأولى، لتكون بذلك أول فائزة في تاريخ الجائزة.

تدعم الجائزة المؤلفين المعاصرين الذين تعكس أعمالهم القيم الثقافية والروحية لشعوب دول بريكس. وأعلنت نتائج التصويت من قبل لجنة تحكيم دولية خلال مهرجان الفنون لدول بريكس، الذي أُقيم في مدينة خاباروفسك الروسية بين 26 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وحضر الحفل ممثلون من حكومة إقليم خاباروفسك، ودبلوماسيون، وكتّاب، وناشرون، وأفراد من المجتمع المدني من دول بريكس وشركائها.

وفي هذا السياق، قال السفير الرسمي لجائزة بريكس الأدبية والمدير العام للمجموعة الإعلامية الأوراسية، سيرغي ديمينسكي، إن «اختيار سلوى بكر كأول فائزة بجائزة بريكس الأدبية يعد إشارة إلى الناشرين والمؤسسات الثقافية في دولنا. وأنا واثق من أن أعمالها ستُترجم إلى اللغة الروسية، وسيصبح اسمها معروفاً في دول بريكس ليس فقط لأعضاء الدائرة الضيقة من المتخصصين في الأدب المعاصر، بل أيضاً لجمهور أوسع من القراء».

واحتفاء بفوزها استقبلها وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو بمكتبه وسلمها درع الوزارة... تنتمي سلوى بكر لجيل السبعينيات في مصر، وصدر لها سبع مجموعات قصصية وسبع روايات ومسرحية، وترجمت أعمالها إلى عدد من اللغات الأوروبية.


العراق... معرضان للكتاب وإنجاز غير مسبوق للسينما

فيلم" كعكة الرئيس"...وصل الى القائمة القصيرة (15 فيلما)، لجوائز الأوسكار
فيلم" كعكة الرئيس"...وصل الى القائمة القصيرة (15 فيلما)، لجوائز الأوسكار
TT

العراق... معرضان للكتاب وإنجاز غير مسبوق للسينما

فيلم" كعكة الرئيس"...وصل الى القائمة القصيرة (15 فيلما)، لجوائز الأوسكار
فيلم" كعكة الرئيس"...وصل الى القائمة القصيرة (15 فيلما)، لجوائز الأوسكار

اختيار بغداد عاصمة للسياحة، كان يمكن أن يكون عاماً محتشداً بالأحداث الثقافية الكثيرة، التي تبرز وجه العراق السياحي الجاذب، كالمهرجانات المتنوعة والأحداث الثقافية. لكن ومع انتهاء هذه السنة لم تكن هذه الأحداث لتتناسب مع العنوان الكبير لبغداد، التي اختارتها المنظمة العربية للسياحة لعام 2025.

بعض النشاطات والفعاليات الثقافية في بغداد اندرجت تحت عنوان عاصمة السياحة العربية، كمهرجان بغداد للسينما الذي انعقد منتصف شهر سبتمبر (أيلول)، بالدورة الثانية له، واستقطب جمهوراً كبيراً وضيوفاً عرباً، إضافة للعروض الفيلمية التي تخللته، والأمر نفسه ينطبق على مهرجان المسرح الذي انعقد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه. وعدا ذلك لم يكن هناك حدث ثقافي مرتبط بالعنوان الكبير «بغداد عاصمة السياحة العربية».

ولعل ذلك يتعلق بنقص الاستعدادات اللوجيستية التي يفترض أن تقوم بها وزارة الثقافة لمثل هذا الحدث.

وعلى صعيد الجوائز التي حصل عليها مثقفون عراقيون، كان لحصول الشاعر حميد سعيد، والروائية إنعام كجه جي، على جائزة سلطان العويس، وهي الجائزة الثقافية المهمة في العالم العربي، دلالة واضحة على حضور الثقافة العراقية المتميز في المشهد الثقافي العربي.

وشهد هذا العام حدثين ثقافيين مهمين؛ الأول إقامة معرض العراق الدولي للكتاب الذي تقيمه وترعاه سنوياً مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وهو المعرض الذي أقيم أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وشهد مشاركة واسعة لدور نشر محلية وعربية وعالمية، مع حضور مئات الناشرين والمؤسسات الثقافية، بما يعزّز مكانة الفعالية بوصفها منصة بارزة للإصدارات الجديدة وفضاء يجمع الكتّاب والمبدعين والمهتمين بمجال النشر والقراءة ضمن برامج متخصصة.

وجاءت هذه الدورة تحت عنوان «مائة نون عراقية»، في احتفاء رمزي وفعلي بالمرأة العراقية المبدعة ودورها في صناعة قرن كامل من الوعي والإبداع في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والفنية.

وتميّزت هذه الدورة بحضور نسوي لافت، لم يقتصر على الشعار فقط، بل تجسد في الفعاليات والندوات وحفلات التوقيع والمشاركات الفكرية، حيث خُصصت مساحات واسعة للاحتفاء بمنجز المرأة العراقية، سواء في الأدب أو البحث الأكاديمي أو الصحافة أو الفنون. وكانت مؤسسة المدى قد أقامت خلال شهر أبريل (نيسان) معرض أربيل الدولي للكتاب، في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

والحدث الآخر، وعلى صعيد الفن السابع، انطلاق مبادرة دعم السينما العراقية، وهو الحدث الثقافي الذي انتظره سينمائيو العراق منذ سنوات، الذين شَكَوا دائماً غياب التمويل والدعم الحكومي لهم. حيث خصّصت الحكومة العراقية مبلغاً كبيراً منحةً لدعم السينما العراقية، وشكلت لهذا الغرض لجنة متخصصة أفرزت خمسة وخمسين فيلماً، من أصل أكثر من أربعمائة فيلم دخلت المنافسة للحصول على المنحة.

وعلى صعيد السينما أيضاً استطاع فيلم «كعكة الرئيس» الوصول إلى القائمة القصيرة «15 فيلماً»، لجوائز الأوسكار، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها فيلم عراقي مثل هذا الإنجاز، والفيلم هو أحد الأفلام الفائزة بمنحة مبادرة دعم السينما، وكان الفيلم يتمحور حول قصة فتاة صغيرة تُدعى لميعة في العراق خلال عام 1990، في فترة الحصار والعقوبات، تُجبر على جمع مكونات لصنع كعكة عيد ميلاد الرئيس المخلوع (صدام حسين) في مدرستها، رغم الفقر والظروف القاسية، والعمل يمزج الكوميديا السوداء والدراما السياسية ليعكس حياة الناس تحت النظام والحصار، مع تركيز على التجربة الإنسانية أكثر من السياق السياسي المباشر.

وكان الفيلم قد شارك في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي في فرنسا ضمن أسبوع المخرجين. وفاز بجائزة «الكاميرا الذهبية» لأفضل فيلم أول، وأيضاً جائزة اختيار الجمهور في «كان»، وهو إنجاز غير مسبوق أيضاً للسينما العراقية.

وعلى صعيد فن المسرح، فمن بين عشرات العروض المسرحية العربية والأفريقية، حصدت مسرحية «الجدار»، في مهرجان أيام قرطاج المسرحية، النسخة الـ26 في تونس، جائزة أفضل سينوغرافيا، وجائزة التانيت الفضي كأفضل عرض مسرحي، ورُشّح بطلها الممثل يحيى إبراهيم لجائزة أفضل ممثل، وهي من تأليف حيدر جمعة وإخراج سنان العزاوي. والأمر نفسه مع مسرحية السيرك، إخراج جواد الأسدي، التي نالت جائزة أفضل نص لمؤلفها جواد الأسدي، وجائزة أفضل ممثلة منحت لشذى سالم، وجائزة أفضل ممثل (مناصفة) لعلاء قحطان.

واختتم هذا العام بتوزيع جوائز الإبداع العراقي لعام 2025، حيث فاز في مجال الترجمة مناصفة كل من سهيل نجم عبد عن «القارب المقلوب»، وهناء خليف غني عن «لعبة المكان»، فيما فاز باسم الفرات بالمركز الأول في أدب الرحلات عن عمله «نيوزيلندا- رحلات في بلاد الماروين»، وإسماعيل الحسيني في أدب الطفولة عن «غابة الأسود الثلاثة»، وسنان العزاوي في المسرح عن عمله «الجدار»، وخليفة محمود إخليف في الرسم عن «الزيارة»، وثائر حسين علي في النحت عن «عشتار إله الحب والحرب».


جائزة «الملتقى» تعلن القائمة الطويلة وتكرِّم فاضل خلف «رائد القصة الكويتية»

جائزة «الملتقى» تعلن القائمة الطويلة وتكرِّم فاضل خلف «رائد القصة الكويتية»
TT

جائزة «الملتقى» تعلن القائمة الطويلة وتكرِّم فاضل خلف «رائد القصة الكويتية»

جائزة «الملتقى» تعلن القائمة الطويلة وتكرِّم فاضل خلف «رائد القصة الكويتية»

أعلنت جائزة «الملتقى للقصة القصيرة العربية»، الأحد، القائمة الطويلة للدورة الثامنة، التي أطلقت عليها دورة الأديب الكويتي فاضل خلف، أوَّل قاص كويتيّ قام بإصدار مجموعة قصصية عام 1955.

وبلغ عدد المشاركين في الدورة الثامنة للجائزة والمستوفية أعمالهم لشروط الترشّح، (231) مترشّحاً من جميع الأقطار العربية والعالم، بعدد (28) بلداً، وجاء عدد السيّدات المشاركات في هذه الدورة مُمثَّلاً بـ(74) مترشحة؛ أي بنسبة تصل إلى 32 في المائة.

وضمت القائمة الطويلة عشرة متسابقين، من ثماني دول عربية، وهم: أماني سليمان داوود عن مجموعتها القصصية «جبل الجليد» (الأردن)، الصادرة عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، شيرين فتحي «عازف التشيلّو» (مصر)، «دار العين للنشر»، شيخة حليوي «أقرأ كافكا وكلبتي تحتضر» (فلسطين)، «دار النهضة العربية»، طارق إمام «أقاصيص أقصر من عمر أبطالها» (مصر)، «دار الشروق»، غزلان تواتي «توقيت غير مناسب لشراء السمك» (الجزائر)، «دار هُنّ للنشر والتوزيع»، مقبول العلوي «تدريبات شاقة على الاستغناء» (السعودية)، «دار نوفل»، محمود الرحبي «لا بارَ في شيكاغو» (عُمان)، «أوكسجين للنشر»، ندى الشهراني «قلب مُنقَّط» (قطر)، «دار جامعة حمد بن خليفة للنشر»، هيثم حسين «حين يمشي الجبل» (سوريا - بريطانيا)، «منشورات رامينا»، وجدان أبو محمود «نَحْت» (سوريا)، «الآن ناشرون وموزّعون».

وقالت جائزة «الملتقى للقصة القصيرة العربية» في بيان، إنه انطلاقاً من احتفالات دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025، وبرعاية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تُواصل جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها الثامنة (2025-2026) مسيرتها الإبداعية/الثقافية في استقطاب الأعمال القصصية لكُتّاب القصة القصيرة في أقطار الوطن العربي والعالم، كونها الجائزة الأهم للقصة القصيرة في الوطن العربي، والتي مثلّت الكويت في «منتدى الجوائز العربية»، وساحة الجوائز العربية.

وأضاف البيان، أنه تقديراً من «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» في الكويت، لدور الجيل المؤسِّس من رجالات الكويت المبدعين، فلقد تقرَّر أن تحمل هذه الدورة اسم «الأديب فاضل خلف» (1927-2023)؛ نظراً لأن الأديب خلف كان أوَّل قاص كويتيّ قام بإصدار مجموعة قصصية عام 1955، بعنوان «أحلام الشباب».

وقد فُتِح باب الترشّح للدورة الثامنة بتاريخ الأول من مايو (أيار) وحتى نهاية يونيو (حزيران) 2025. وبعد فرز الأعمال المتقدِّمة، وتحديد الأعمال المستوفية لشروط الترشّح، تبيَّن أن العدد الإجمالي للمترشِّحين لهذه الدورة هو (231) مترشّحاً من جميع الأقطار العربية والعالم، بعدد (28) بلداً، وجاء عدد السيّدات المشاركات في هذه الدورة مُمثَّلاً بـ(74) مترشحة؛ أي بنسبة تصل إلى 32 في المائة، وبما يعني اهتماماً كبيراً بالجائزة من قبل شريحة كبيرة من الكاتبات العربيات.

وكان المجلس الاستشاري للجائزة قد شكّل لجنة التحكيم للدورة الثامنة برئاسة الدكتور محمد الشحّات، وعُضويّة كل من: الدكتور: عبد الرحمن التمارة، والروائية والقاصة: سميحة خريس، والدكتورة: عائشة الدرمكي، والقاصّة: إستبرق أحمد. وبُغية قراءة وغربلة المجاميع المشاركة، بشكلٍ موضوعي، والوصول إلى المتحقق إبداعياً، وقد وضعت لجنة التحكيم جُملة من المعايير الإبداعية والنقدية الدقيقة تمثَّلت في: تحديد الثيمة، وتشمل: الجِدّة في التناول وزاوية الرؤية وحضور الخيال ودقة العناوين. وتوظيف اللغة، بما يشمل: التجريب اللغوي، وانتقاء المفردات أو بناء الجملة السردية أو الأسلوب. وجماليات البنية السردية (الحبكة)، وتشمل: بناء الشخصية، والحدث، والزمكان، ومناسبة اللغة مع تقنيات السرد أو الحوار. ومنظومة القيم العُليا (الحق والخير والجمال)، وتشمل: الأبعاد الرمزية في القصص وحُسن توظيفها لخدمة الرؤية الجمالية. وكذلك الرؤية الجمالية والثقافية، وتشمل: تمثيلات القصص لقضايا الإنسان (العربي) المعاصر، وروح العصر، ومتغيِّرات الواقع المعيش. ومدى الإضافة النوعية للقصة القصيرة العربية، سواء في انتقاء الموضوعات أو الأساليب الفنية أو طرائق السرد والحوار.

ومن المقرر إعلان القائمة القصيرة في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) 2026، حيث ستقوم المكتبة الوطنية في دولة الكويت باستضافة واحتضان كامل فعاليات الدورة، باجتماع لجنة التحكيم لإعلان الفائز، وكذلك إقامة الندوة الثقافية المصاحبة للاحتفالية بعنوان «راهن القصة القصيرة الكويتية»، ويشارك فيها نخبة من الكتّاب العرب والكويتيين، وتمتدّ على مدار يومين، كما ستصدر الاحتفالية كتاباً تذكاريّاً بعنوان «مختارات من القصّ العربي»، إضافة إلى مجموعة «أحلام الشباب» للكاتب المرحوم فاضل خلف، وكتاب تذكاري عنه.