مستوطنون يتحرشون بالفلسطينيين في الضفة

قطعوا الطرق ورددوا شعارات تحرض على العنف

من مظاهرة المستوطنين في القدس أمس (أ.ف.ب)
من مظاهرة المستوطنين في القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

مستوطنون يتحرشون بالفلسطينيين في الضفة

من مظاهرة المستوطنين في القدس أمس (أ.ف.ب)
من مظاهرة المستوطنين في القدس أمس (أ.ف.ب)

تصدر المستوطنون الإسرائيليون المشهد في الضفة الغربية أمس، بعد إطلاقهم مظاهرات أغلقوا فيها شوارع، ودعوا خلالها إلى قتل الفلسطينيين ورئيسهم محمود عباس. وتجمع مستوطنون وقطعوا الشوارع الرئيسية في شمال وجنوب الضفة تحت عنوان: «يوجد عمليات، لا يوجد عرب»، دعوا خلالها لمواجهة الفلسطينيين.
وقطع المستوطنون الطريق الرئيسي المعروف بطريق «60» الواصل من جنوب الضفة حتى شمالها بشكل أدى إلى تعطل الحركة وذلك لليوم الثاني على التوالي. وهدد قادة المستوطنين بأنهم قادرون على حماية أنفسهم من الفلسطينيين، منتقدين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وتوافد المستوطنون إلى مدينة القدس للتظاهر أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي احتجاجا على العجز في مواجهة التصعيد وموجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية. وكانت لافتة مشاركة وزراء إسرائيليين في المظاهرة ضد الحكومة.
وقال وزير التعليم نفتالي بينت، «آن الأوان إلى أن تنتصر إسرائيل إلى الأبد»، وأضاف «حدثت العملية في بيت إيل لأن المنظومة الأمنية قررت أنه من الأفضل الاهتمام بحقوق الفلسطينيين بدلا من الاهتمام بأمن مواطني إسرائيل. نحن نقف مكتوفي الأيدي، وعندما نتمكن من العمل نستطيع إيقاف هذه العمليات».
وفي المظاهرة التي جرت في القدس، قال عضو الكنيست أورن حزان مخاطبا وزراء الحكومة: «نحن نطلب تسوية كاملة للمستوطنات، نطلب تسوية في عوفرا وعامونا وأن نعود لجفعات أوقفوا الفرار من المسؤولية. نطالب اليوم برأس أبو مازن ونطالب برأس نائبه، كل حياة جندي تساوي 100 حياة إرهابي مقابله نطالب اليوم بإعدام الإرهابيين. نقول لوزراء الحكومة: لقد سئمنا».
وجاءت دعوات حزان منسجمة مع سلسلة هجمات شنها المستوطنون ضد الفلسطينيين في شوارع الضفة وتسببت بإصابات خلال الأيام الماضية. وكان المستوطنون نشروا ملصقات في شوارع الضفة الغربية يدعون فيها إلى اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو الأمر الذي أدانته الولايات المتحدة على لسان المبعوث الخاص لـ«الشرق الأوسط» جيسون غرينبلات.
وزاد التصعيد الاستيطاني من حدة التوتر في الضفة الغربية في وقت واصل الجيش الإسرائيلي العمل في قلب رام الله ومناطق أخرى بحثا عن منفذي هجوم أودى بحياة جنديين إسرائيليين يوم الخميس وخلف ثالثا في وضع حرج للغاية.
وزجت إسرائيل بالمزيد من قواتها إلى الضفة، ما أجج مواجهات يومية في رام الله ومدن أخرى في الضفة، لكنها تراجعت أمس في مؤشر إلى تهدئة محتملة.
وقتلت إسرائيل الجمعة فلسطينيا في رام الله وهدمت السبت منزلا في قلب المدينة بعد أيام من قتلها 5 فلسطينيين بينهم 3 تتهمهم بتنفيذ عمليات، وكل ذلك وسط مواجهات عنيفة، غير أن حالات فردية سجلت أمس مع تراجع ملحوظ في حدة المواجهة.
وتفجرت مواجهات في رام الله وقلقيلية ونابلس أمس، أصيب خلالها شاب بجروح حرجة، في مواجهات قلقيلية. وقالت مصادر طبية بأن الشاب أصيب بطلق ناري في الصدر، ونقل إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في المدينة لتلقي العلاج. وأكدت وزارة الصحة، أن الأطباء نجحوا في إيقاف نزيف الشاب، وأنه لا يزال في حالة حرجة.
وفي رام الله، أصيب شابان بجروح، بعد أن دهستهما مركبة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة. وأفاد شهود عيان، بأن الشابين كانا يستقلان دراجة نارية عندما صدمتهما مركبة تابعة لجيش الاحتلال، ووصفت إصابتهما بالطفيفة. كما اعتقلت قوات الاحتلال، فلسطينيين عند الحواجز.
وفي المقابل أصيبت مستوطنة بحجر في وجهها على طريق نابلس، عندما تعرضت سيارات للمستوطنين لإلقاء الحجارة على شارع «60».
وأفادت مصادر في الإسعاف الإسرائيلي، أن طواقمها قدمت الإسعاف الأولي لامرأة (24 عاما) كانت تنزف جراء إصابتها بحجر في وجهها وشظايا زجاج، على بعد كيلومتر شمال «مستوطنة عيلي» جنوب نابلس.
وأضافت المصادر أن المصابة نقلت إلى مستشفى «شعاري تصيدق» في القدس، لتلقي العلاج، ووصفت حالتها ما بين متوسطة إلى طفيفة. ولاحقا أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي طريق مستوطنة «ايتسهار» قرب نابلس، بالاتجاهين أمام حركة المواطنين، بعد تعرض مركبات المستوطنين للرشق بالحجارة.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية بأن جنود الاحتلال ومستوطنين اقتحموا مدرسة بورين الثانوية، فقررت إدارة المدرسة الإخلاء حماية للطلبة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز واعتدى المستوطنون، ما أدى إلى وقوع مواجهات، أصيبت خلالها سيارات مستوطنين بالحجارة.
وفي ذات السياق شن عدد من المستوطنين هجمات على منازل المواطنين وممتلكاتهم في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس مما أدى إلى اندلاع مواجهات دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، بأن الفلسطيني الذي هاجم جنديا قرب مستوطنة بيت إيل وأصابه بجروح خطيرة سلم نفسه إلى قوات الأمن. وكان الفلسطيني قد اجتاز السياج الأمني، صباح الجمعة، واقترب من المكان الذي وجد فيه الجندي، وقام بطعنه، ثم رشقه بحجر من مسافة قصيرة ولاذ بالفرار. وتم نقل الجندي الجريح إلى مستشفى هداسا عين كارم في حالة خطيرة. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فقد أصيب المهاجم، أيضا، في الحادث.
وقالت مصادر فلسطينية بأن الشاب سلم نفسه بسبب الضغوط الشديدة التي تمارسها قوات الأمن على أقاربه، ورسائل تحذره من أنه إذا لم يفعل ذلك فإن هذا سيكلفه حياته.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.