المشنوق يعلن إحباط مخطط «داعشي» لتفجيرات خلال الانتخابات

شدد على نجاح الأجهزة اللبنانية في تطبيق سياسة «الأمن الاستباقي»

المشنوق يتوسط حمود وعثمان خلال المؤتمر الصحافي (الوكالة الوطنية) - مقدمة الفيديو عن عملية «الجبنة القاتلة»
المشنوق يتوسط حمود وعثمان خلال المؤتمر الصحافي (الوكالة الوطنية) - مقدمة الفيديو عن عملية «الجبنة القاتلة»
TT

المشنوق يعلن إحباط مخطط «داعشي» لتفجيرات خلال الانتخابات

المشنوق يتوسط حمود وعثمان خلال المؤتمر الصحافي (الوكالة الوطنية) - مقدمة الفيديو عن عملية «الجبنة القاتلة»
المشنوق يتوسط حمود وعثمان خلال المؤتمر الصحافي (الوكالة الوطنية) - مقدمة الفيديو عن عملية «الجبنة القاتلة»

أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أمس، أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت مخططاً لتنظيم داعش الإرهابي، كان يستهدف أماكن للعبادة وتجمعات للمواطنين، وذلك خلال فترة الانتخابات النيابية مطلع مايو (أيار) الماضي.
وكشف المشنوق في مؤتمر صحافي عقده بحضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود وكبار الضباط في قوى الأمن، أن العملية «بدأت قبل عشرة أشهر، وهي عملية استباقية لتعطيل مخطط إرهابي كانت تحضّر له مجموعة إرهابية كبيرة».
وأعلن المشنوق أن شعبة المعلومات «جنّدت أحد السوريين المقيمين في لبنان، وتم تصويره على أنه يتصرّف بحريّة، حيث أجرى الأخير اتصالات بمركز عمليات إرهابي في محافظة إدلب السورية، وظلّ يتواصل مع الغرفة لمدة عشرة أشهر تقريباً، وخلال هذه الفترة تغيّرت قيادة غرفة العمليات التابعة لـ(داعش) ثلاث مرات، إلى أن أتى مسؤول بدأ يتعامل بطريقة مختلفة ومثيرة للريبة، فتقرر وقف الاستمرار بهذه العملية».
وقال وزير الداخلية اللبناني: «جرى تعطيل عملية تفجير خلال شهر أبريل (نيسان) وأخرى خلال شهر مايو (أيار) الماضي، كانت مقررة بالتزامن مع انطلاقة الانتخابات النيابية، حيث جرى في المرّة الأولى إرسال المتفجرات من سوريا إلى لبنان داخل سطل يحتوي على الجبنة، وفي المرّة الثانية داخل سطل يحتوي على أكلة شعبية تسمى الشنكليش»، وأضاف: «كان الهدف إعادة تركيب العبوتين الناسفتين في لبنان، وتفجيرهما في الأهداف المحددة لهما بواسطة جهاز تحكّم عن بعد»، لافتاً إلى أن التعليمات كانت تركّز على ثلاثة أهداف: الأول تفجير كنائس مسيحية، والثاني تفجير أماكن تجمّع للشيعة وخصوصاً «حزب الله»، والثالث أن تنفّذ هذه التفجيرات خلال الانتخابات النيابية لإرباك الساحة اللبنانية وتعطيل الاستحقاق الانتخابي.
وأوضح الوزير المشنوق أن هذه العمليات «كانت على أعلى مستوى من التحضير، وتدلّ على احتراف عال، وإحباطها ليس غريباً على شعبة المعلومات، التي تمكنت من تجنيب لبنان عملاً إرهابياً لو قدّر له النجاح لكان أوقع الكثير من الضحايا»، لافتاً إلى أن «الذين نقلوا المتفجرات من سوريا إلى لبنان، هم سائقو سيارات أجرة لنقل الركاب، لم يكونوا على علم بأن مادتي الجبنة والشنكليش كانتا مجرّد غطاء لإخفاء مواد متفجرة»، مؤكداً أنه «جرى في وقت لاحق توقيف السائقين واستجوابهم، وجرى إطلاق سراحهم لعدم معرفتهم بالمواد التي نقلوها».
ورأى وزير الداخلية أن «هذا الإنجاز الأمني، يؤكد أن لبنان بلد آمن، وأن التنسيق بين الأجهزة الأمنية يتعزز أكثر فأكثر، ما يثبت أن الأمن مستتب، وأن شعبة المعلومات ماضية في مهمتها، ولا تتأثر بتفاصيل الخلافات السياسية القائمة في لبنان، وهي مستمرة بحماية اللبنانيين وكلّ المقيمين في لبنان، وهذه العملية حظيت بإشادة وتقدير دولة كبرى، وهذا ما يعزز سياسة لبنان الآمن»، مؤكداً أن «بيروت تكاد تكون العاصمة الأكثر أمناً في الشرق والغرب».
وخلال المؤتمر الصحافي، جرى عرض شريط فيديو، يوثّق بالصوت والصورة، كيفية إدخال المتفجرات إلى لبنان، وتسليهما إلى مصدر يتعاون مع القوى الأمنية، كما يظهر تسجيلات للمخبر السوري الذي يتواصل مع المجموعة في إدلب، وهو يحاول تركيب العبوات الناسفة، ثم يبرر لمجموعة «داعش» كيف أن عميلة التفجير فشلت، لأن المتفجرات أصبحت فاسدة وغير صالحة بسبب تسرّب المياه إليها داخل السطل.
ورداً على سؤال عن توقيت الكشف على هذا الإنجاز، وما إذا كان للرد على الهجوم الذي تعرّضت له شعبة المعلومات، على أثر محاولتها تنفيذ مذكرة الإحضار القضائية الصادرة بحق الوزير الأسبق وئام وهّاب، شدد المشنوق، على أن «توقيت الإعلان عن هذه العملية كان محدداً سابقاً وقبل أسبوعين من حادثة الجاهلية».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.