قمران صناعيان إلى الفضاء بسواعد سعودية

أطلقا من الصين للاستفادة منهما في شتى مجالات التنمية الوطنية

TT

قمران صناعيان إلى الفضاء بسواعد سعودية

أطلقت السعودية، أمس بنجاح، القمرين الصناعيين «سعودي سات 5أ» و«سعودي سات 5ب» على متن صاروخ صيني من قاعدة جيوغوان بجمهورية الصين الشعبية، وذلك بعد أن تم تصنيع القمرين وتطويرها بأيدٍ سعودية.
وستتم الاستفادة من هذين القمرين في تزويد الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية الوطنية، بينما ستجري إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض.
وقال الأمير تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إن هذا الإنجاز «تحقق بفضل الله ثم برعاية ودعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومتابعة وعناية من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتفاني منسوبي المدينة، ومساندة الجهات الحكومية»، مؤكداً أن هذا الإنجاز يأتي استكمالاً لكثير من الإنجازات التي تم تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجاماً مع رؤية المملكة 2030.
ويأتي نجاح إطلاق القمرين الصناعيين السعوديين محصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير كثير من التقنيات المتقدمة، ومنها تقنيات الأقمار الصناعية وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات، وإنشاء البنى التحتية المتطورة، ما مكن المدينة من تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين «سعودي سات 5أ» و«سعودي سات 5ب» في معاملها بأيدٍ سعودية.
ورفع الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، التبريكات لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وللأمير محمد بن سلمان ولي العهد بمناسبة نجاح إطلاق القمرين الصناعيين، مرجعاً سبب إطلاقهما من قاعدة جيوغوان الصينية، للشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرياض وبكين. وقال: «الصين شريكة للمملكة وحليفة وتربطهما علاقات استراتيجية كبيرة... وهي إحدى الدول الداعمة للرياض في نواحٍ مختلفة، منها هذه الصناعة». وأضاف: «خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية الصين الشعبية أخيراً، تم توقيع عدة اتفاقيات تضمنت تقديم خدمات إطلاق أقمار صناعية للمملكة العربية السعودية، ونحن اليوم في صدد تنفيذ ذلك».
وأشار الأمير تركي بن سعود إلى أن تاريخ المملكة مع الفضاء بدأ في نهاية التسعينات بإطلاق أول قمر صناعي سعودي مطلع عام 2000، مضيفاً أن الإنجازات والنجاحات توالت بإطلاق أكثر من 13 قمراً صناعياً من منظومة أقمار صناعية، اختلفت طبيعتها بين البحوث العلمية والاستكشاف إلى تطبيقات تقدم خدمات مختلفة من الاستشعار عن بعد.
وبيّن رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن عمل الفريق السعودي الذي أشرف على تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين لم يكن وليد اللحظة، بل نتاج عمل امتد لسنوات للفريق، وهو أمر يدعو للفخر بهم، منوهاً بأن ذلك لم يكن ليتم لولا دعم القيادة السعودية لمنظومة البحث والتطوير في المملكة.
يذكر أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية سبق أن أطلقت 13 قمراً صناعياً سعودياً بين عامي 2000 و2017، كما شاركت في تنفيذ تجارب علمية في الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وجامعة ستانفورد من على متن القمر «سعودي سات 4» في عام 2014، وكذلك شاركت في مهمة «تشانق اي 4» بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية في عام 2018 لاستكشاف القمر.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.