الجيش الليبي يتعقب فلول «داعش» في الصحراء... وأحكام بالإعدام على ثلاثة مدانين بالإرهاب

المسماري: بدأنا المرحلة الأخيرة للقضاء على متطرفي درنة

مجموعة من قوات الجيش الوطني الليبي لحظة دخول مدينة درنة في يونيو (حزيران) الماضي (صفحات رسمية تابعة للجيش)
مجموعة من قوات الجيش الوطني الليبي لحظة دخول مدينة درنة في يونيو (حزيران) الماضي (صفحات رسمية تابعة للجيش)
TT

الجيش الليبي يتعقب فلول «داعش» في الصحراء... وأحكام بالإعدام على ثلاثة مدانين بالإرهاب

مجموعة من قوات الجيش الوطني الليبي لحظة دخول مدينة درنة في يونيو (حزيران) الماضي (صفحات رسمية تابعة للجيش)
مجموعة من قوات الجيش الوطني الليبي لحظة دخول مدينة درنة في يونيو (حزيران) الماضي (صفحات رسمية تابعة للجيش)

كشف الجيش الوطني الليبي، عن تعقب فلول تنظيم داعش في صحراء مدينة الكُفرة بجنوب شرقي ليبيا، عقب عمليات «إرهابية» أوقعت قتلى وجرحى، بينما قضت المحكمة العسكرية في بنغازي، غيابياً بالإعدام على 3 مدانين بالإرهاب.
الناطق باسم القيادة العامة للجيش، العميد أحمد المسماري، قال في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، إن منطقة الكفرة العسكرية «لا تزال تطارد الإرهابيين في عرض الصحراء»، مشيراً إلى أن فلول التنظيم تبحث عن ملاذات آمنة في الكهوف الجبلية، بعيداً عن ضربات سلاح الجو، والقوات المسلحة العربية الليبية.
وللعلم، يوصف الجنوب الليبي بأنه مرتع للجماعات الإرهابية، ومرتزقة أفارقة، وعصابات التهريب، في غياب منظومة أمنية تحمي حدود البلاد المترامية. ولقد تبنى تنظيم داعش مسؤولية هجمات متعددة على بلدات في جنوب البلاد، منذ انسحابه إلى الصحراء بعد خسارته مدينة سرت الساحلية، معقله الرئيسي عام 2016.
وقتل التنظيم 9 أشخاص، وأصاب 10 آخرين، وخطف مسلحوه عدداً من رجال الشرطة والمدنيين، في آخر هجماته على بلدة تازربو في صحراء الجنوب، يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن سكان البلدة خاضوا اشتباكات قوية طالت لساعات مع المسلحين، الذين سيطروا على مركز الشرطة في البلدة، قبل طرده منها.
وعقب هجوم تازربو، أعلن آمر منطقة الكُفرة العسكرية، العميد بلقاسم الأبعج، أن الجيش تمكن من دحر وطرد فلول بقايا «الجماعات الإرهابية» المتطرفة لأكثر من 400 كيلومتر عن البلدة. وقال الأبعج لوكالة الأنباء الليبية، إنه «ليست هناك فرصة أخرى للتنظيم المتطرف لتكرار هجماته على القرى والبلدات الواقعة (في شرق البلاد) تحت حماية القوات المسلحة»، لافتاً إلى أن الخسائر التي تكبدتها عناصر التنظيم المتسللة خفية للبلدة في معركتها الأخيرة مع قوات من الجيش في تازربو أدت إلى تراجع قدرات التنظيم المالية والعسكرية. وكانت عناصر التنظيم هاجمت نقطة للشرطة في بلدة الفقهاء بجنوب ليبيا، وقتلت 4 أفراد، كما خطفت عدداً من قوات الشرطة.
ومن جانب آخر، قال المسماري خلال مؤتمره الصحافي، إن قوام الجيش الوطني أكثر من 84 ألف ضابط وضابط صف وجندي، وإن قواته ستتصدى للمتطرفين، لافتاً إلى أن منطقة سبها العسكرية (جنوب البلاد) تستعد لافتتاح مركز التدريب العسكري العام، الذي سيستقبل شباباً ليكونوا عسكريين نظاميين. وأضاف: «الدوريات في الكفرة تجري جولات في مختلف المناطق»، محذراً المهربين «من أنه ستتم مصادرة سياراتهم ومحاسبتهم قانونياً».
وتطرق المسماري للأوضاع في مدينة سرت، وقال إن «الوضع جيد هناك، وإن الجيش مستعد للتعامل مع أي طارئ، وهناك تنسيق مع مختلف الوحدات».
وتحدث عن الأوضاع في درنة، التي كانت هي الأخرى معقلاً للجماعات الإرهابية، فقال: «بدأنا المرحلة الأخيرة للقضاء على الجماعات المتطرفة في المدينة القديمة بدرنة»، واستطرد: «الوضع لا يستدعي أن يكون هناك جيش للعمليات في المدينة».
وتابع المسماري أن «المحكمة العسكرية الدائمة في بنغازي قضت غيابياً بالإعدام على 3 مدانين بالإرهاب، كما برأت متهماً»، دون أن يذكر أسماءهم، موضحاً أن المحكمة قضت بالسجن 8 سنوات لمتهم واحد، و5 سنوات لآخر، حضورياً.
وقصفت مقاتلة تابعة للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) 11 من «إرهابيي القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، واستهدفت 3 سيارات في صحراء العوينات بجنوب غربي ليبيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».