أصحاب «سلوك البومة» أكثر عرضة لأمراض القلب والسكري

دراسة تتبّعت نمط معيشة مُحبي الحياة الليلية

أصحاب «سلوك البومة» أكثر عرضة لأمراض القلب والسكري
TT

أصحاب «سلوك البومة» أكثر عرضة لأمراض القلب والسكري

أصحاب «سلوك البومة» أكثر عرضة لأمراض القلب والسكري

خلصت دراسة دولية شارك فيها باحثون من أربع دول إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون سلوك طائر البومة في الحياة الليلية والسكون في الصباح، هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري من الدرجة الثانية.
وينشط طائر البومة ليلاً ويُفضل السكون نهاراً، وهو السلوك الذي يقْدم عليه بعض الأشخاص، وحذرت الدراسة من خلال مجموعة من الأدلة أن من يفضلون هذا النمط في الحياة يكون لهم نمط غذائي غير صحي، يجعلهم عرضة للأمراض.
وكشف باحثون من بريطانيا والسويد وسويسرا وسنغافورة شاركوا في الدراسة التي نشرتها، أول من أمس، دورية التقدم في التغذية «Advances in Nutrition»، أن هذا النمط يؤثر على الساعة الداخلية بالجسم والتي تُعرف باسم الإيقاع اليومي أو «chronotype»، التي تنظم العديد من الوظائف الجسدية، مثل إخبارك متى تأكل، وتنام وتستيقظ، ولكن نمط سلوك «البومة» يربك أداء هذه الساعة الداخلية التي ترتبط بكثير من العمليات الحيوية في الجسم.
ووفق تقرير نشرته جامعة نورثمبريا في بريطانيا، بالتزامن مع نشر الدراسة، فإن إحدى العمليات الحيوية، وهي مستويات الجلوكوز، يحدث لها خلل مع هذا النمط غير المعتاد، فالطبيعي أن تنخفض بشكل طبيعي طوال اليوم وتصل إلى أدنى مستوى لها في الليل، ولكن الأشخاص الذي يفضلون سلوك البومة يأكلون قبل النوم بقليل، وبالتالي تزداد مستويات الجلوكوز لديهم عندما يكونون على وشك النوم، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على عملية التمثيل الغذائي، لأن الجسم لا يتبع عملية بيولوجية طبيعية.
وأوضحت الدراسة أن من يفضلون حياة الليل يزيد خطر إصابتهم بالسكري من النوع الثاني، حيث كانوا أكثر عرضة لهذا المرض بنسبة 2.5 مرة مقارنةً بأولئك الذين يفضلون الصباح.
وبالإضافة إلى مستويات الجلوكوز، كشفت الدراسة أن من يتّبعون سلوك البومة يميلون إلى اتّباع نظام غذائي غير صحي يتمثل في استهلاك المزيد من الكحول والسكريات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والوجبات السريعة، ويحتوي نظامهم الغذائي على كميات أقل من الحبوب والخضراوات، ويأكلون وجبات أقل ولكن أكبر، وهذا يفسر أسباب إصابتهم بالأمراض المزمنة، مثل القلب.
من جهتها، تؤكد خبيرة التغذية المصرية د. وفاء جابر، أن هذه الدراسة تتسق مع ما هو معروف عن مخاطر تناول الطعام متأخراً، وتتعجب أنها لم تشر إلى داء السمنة.
وقالت د. وفاء لـ«الشرق الأوسط» إن «الدلائل التي وفّرتها الدراسة حول احتمالات الإصابة بالسكري وأمراض القلب قوية، ولكن يمكن أن يضاف إليها داء السمنة، لأن عملية حرق الدهون تنخفض ليلاً، وبالتالي فإن الأشخاص أصحاب سلوك البومة أكثر عرضة للإصابة بداء السمنة».
وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي تحلل نتائج الدراسات التي أُجريت في أكثر من دولة حول ما إذا كان نمط نوم الشخص واستيقاظه يمكن أن يؤثر على صحته.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.