حركة التغيير الكردية تعقد مؤتمرها الوطني الأول في أربيل اليوم

حركة التغيير الكردية تعقد مؤتمرها الوطني الأول في أربيل اليوم
TT

حركة التغيير الكردية تعقد مؤتمرها الوطني الأول في أربيل اليوم

حركة التغيير الكردية تعقد مؤتمرها الوطني الأول في أربيل اليوم

تعقد حركة التغيير الكردية التي يتزعمها نوشيروان مصطفى، اليوم، مؤتمرها الوطني الأول في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، بحضور زعيم الحركة ونحو ألف من كوادرها. وكان مقررا أن يعقد المؤتمر في أربيل لكن قيادة الحركة، التي جاءت في المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الإقليم، قررت عقده في أربيل «تأكيدا على المكانة السياسية والقومية للمدينة».
ويتضمن المؤتمر الذي يستمر يومين خمسة مؤتمرات مصغرة يقدم كل واحد منها مقرراته وتوصياته لتجمع كلها وتقدم توصيات عامة إلى قيادة الحركة في اليوم الأخير. وقال ريباز محمد، رئيس اللجنة اللوجيستية للمؤتمر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر سيبدأ بمراسم افتتاحية خاصة تنقل بشكل مباشر عبر الهواء عبر فضائية الحركة «كيه إن إن» تليها خمسة مؤتمرات مصغرة تتناول الإعلام والغرف التابعة للحركة والكتل البرلمانية للحركة والمبادئ الأساسية والبرنامج السياسي وسيكون لكل مؤتمر مصغر رئيسه وما بين 150 عضوا و200 عضو.
وبين محمد أنه في يومه الثاني سيناقش المؤتمر العام كل المقترحات والمقررات التي ترفعها المؤتمرات المصغرة، وفي مساء اليوم الأخير ستتلى المقترحات وتطرح للتصويت قبل المصادقة عليها من قبل رئاسة المؤتمر.
وكشف محمد عن أن زعيم الحركة سيلقي كلمتين إحداهما في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والثانية في الجلسة الختامية.
وحول الإجراءات الأمنية، أوضح محمد أن وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان «ومنذ البداية رحبت بعقد هذا المؤتمر في أربيل وقدمت كل التسهيلات واتخذت بكل الإجراءات الأمنية لحماية قاعة المؤتمر والفنادق التي يقيم فيها المندوبون»، معربا عن شكره وامتنانه «لوزير الداخلية ومحافظ أربيل على تقديمهم كل التسهيلات والحماية المطلوبة لإنجاح المؤتمر».
وكانت بعض قيادات الحركة قد هددت بمقاطعة المؤتمر بل وحتى الانسحاب من الحركة، لكن مصطفى استطاع إقناع بعضهم، وهم عثمان الحاج محمود وقادر الحاج علي وصلاح رشيد، بالعدول عن قرارهم والمشاركة في المؤتمر. إلا أن سالار عزيز، القيادي السابق في الحركة، لم يعدل عن قراره، مشيرا في بيان إلى أنه سيبين موقفه الحقيقي من عدم المشاركة في المؤتمر قريبا للرأي العام في إقليم كردستان العراق. وكان عزيز بين في تصريحات سابقة أنه غير راض عن تصرفات الحركة التي قال إنها «لا تختلف عن الأحزاب الكردستانية الأخرى التي تعترض حركة التغيير على أدائها وتصرفاتها».
يذكر أن حركة التغيير التي انشقت عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني عام 2009، حصلت على الإجازة الرسمية من وزارة الداخلية في حكومة الإقليم في 31 مايو (أيار) 2009 وخاضت في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) 2009 انتخابات برلمان الإقليم وحصلت على 25 مقعدا من أصل 111 مقعدا. وفي انتخابات 2013 حصلت على 24 مقعدا، وجاءت في المرتبة الثانية بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، مزيحة الاتحاد الوطني إلى المركز الثالث بـ18 مقعدا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.