لم يتمكن سوى 11 ناديا فقط من تحقيق هذا الإنجاز، وكان واحداً من أوائل من بلغوه ناديا يدعى «وينزداي». جدير بالذكر هنا أن إعادة تسمية النادي ليصبح «شيفيلد وينزداي» لم تحدث سوى عام 1929. ليحقق النادي الإنجاز من جديد عام 1930. وقد نجح «أستون فيلا» في تحقيق ذلك هو الآخر أثناء حرب بوير «حرب شبت بين البويريين (أفارقة من أصول هولندية) والإنجليز». أما «هدرسفيلد»، فحققه خلال فترة ما بين الحربين، بينما وصل إليه «بورتمسوث» و«وولفز» أثناء «الحرب الباردة». وكانت المرة الأولى التي يتحقق خلالها ذلك الإنجاز عام 1890 عندما كان الرسام العالمي فنسنت فإن جوخ لا يزال على قيد الحياة، أما أحدث مرة فجاءت عام 2009 عندما وقع الموقف الشهير الذي خرج خلالها رافا بينيتيز بعد أن تملكه شعور بالإحباط بقائمة من «الحقائق» بخصوص نفوذ سير أليكس فيرغسون المزعوم على الحكام.
أما الموضوع الذي نتناوله هنا فهو الاحتفاظ باللقب الإنجليزي، والذي حدث في 25 مناسبة على امتداد تاريخ دوري كرة القدم الإنجليزية البالغ 130 عاماً. من ناحيته، سجل «مانشستر يونايتد» رقماً قياسيا بلغ سبع مرات، منها ست تحت قيادة فيرغسون. أما «ليفربول»، فقد حقق الإنجاز ذاته خمس مرات، بصورة أساسية أثناء السبعينيات والثمانينيات. من جهته، فاز «مانشستر سيتي» باللقب خمسة مرات دون أن يتمكن من الاحتفاظ به، إلا أن المؤشرات الأولى الصادرة هذا الموسم توحي بأنه ربما يقف على أعتاب تغيير هذا الوضع. من خلال فوزهم ببطولة الدوري الموسم الماضي بإجمالي عدد نقاط بلغ 100 نقطة، أقر غوارديولا ولاعبوه بذلك سجلاً صعباً يتعين عليهم الالتزام بمحاكاته. ورغم هذه الصعوبة، يوحي جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز هذا الموسم بأنهم في طريقهم نحو تحقيق ذلك بالفعل. يبلغ إجمالي النقاط التي حصدها «مانشستر سيتي» حتى اليوم 32 نقطة من مجمل 12 مباراة خاضها ـ وهو بذلك لا يتفوق فحسب على باقي الأندية المشاركة في البطولة، وإنما يعني ذلك أيضاً أنه حال استمراره على هذا النهج فإنه سيتمكن من جديد من حسم البطولة لصالحه بعدد من النقاط يتعدى التسعين نقطة بعد 38 مباراة.
وبالطبع، من الممكن أن تكون هناك صعوبة وراء الإبقاء على المعدل الحالي لحصد النقاط، وإن كانت تجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال المباريات الـ12 تلك دخل «مانشستر سيتي» في مواجهات أمام «آرسنال» و«توتنهام هوتسبير» و«مانشستر يونايتد»، بجانب تعادله مع ليفربول على أرض استاد «أنفيلد». ويعتبر «تشيلسي» المنافس المباشر الوحيد لـ«مانشستر سيتي» الذي لم يلتقه بعد. ومن المفترض أن تأتي المواجهة الأولى بينهما على أرض استاد «ستامفورد بريدج»، مطلع ديسمبر (كانون الأول). بحلول ذلك الوقت، سيكون «تشيلسي» قد واجه «توتنهام هوتسبير» على أرض استاد «ويمبلي»، ورحب بعود كلاوديو رانيري للمشاركة في الديربي اللندني أمام «فولهام»، وسافر لمقابلة «وولفرهامبتون واندررز»، حيث نجح الفريق الصاعد حديثاً للدوري الممتاز في مفاجأة الجميع بتعادله أمام «مانشستر سيتي» في أغسطس (آب).
من جانبه، قدم مدرب تشيلسي ماوريسيو ساري بداية رائعة في إنجلترا ـ ولم يسبق أن قدم وافد جديد على الدوري الممتاز بداية أفضل عنه ـ وإن كان يواجه بعض التحديات الصعبة إذا ما رغب في أن يظل فريقه دونما هزيمة حتى موعد مواجهة «مانشستر سيتي». ولم يتعرض «ليفربول» هو الآخر لأي هزيمة. أما «توتنهام هوتسبير»، فرغم هزيمته في ثلاثة مباريات، فإنه يقدم أداءً جيداً. ومع ذلك، ومثلما أوضح بفاعلية كبيرة في ديربي مانشستر، الأحد الماضي، يبقى مستوى أداء «مانشستر سيتي» أعلى من معظم منافسيه ويبدو بعيد المنال.
وحتى هذه اللحظة، لم يعود كيفيد دي بروين للانضمام لصفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة. ومن غير المحتمل أن تعيق هذه الإصابة قدرة دي بروين على التحرك بحرية بالكرة عبر أرجاء الملعب والتفوق على الخصوم الأشداء. إلا أنه حتى من دون اللاعب البلجيكي، يملك غوارديولا في صفوف فريقه مجموعة كبيرة من اللاعبين رفيعي المستوى والذين يملكون قدرة كبيرة على الابتكار، مثل بيرناردو سيلفا ورياض محرز وإلكاي غوندوغان وفيل فودين والاستثنائي ديفيد سيلفا.
أما النقطة السلبية الوحيدة المتعلقة بـ«مانشستر سيتي» فتتمثل في السؤال الذي يطرح على غوارديولا باستمرار حول ما إذا كانت الأوضاع المالية المبهمة للنادي وعدم التزامه بقواعد الشفافية التي يقرها «اليويفا» ربما تثير يوماً علامات استفهام حول ما إذا كانت البطولات التي حصدها قد نالها عبر مساعدة غير منصفة. ويبدو هذا أسلوب مهذب لقول إن بعض أقرب منافسي «مانشستر سيتي» يتهمون النادي بالغش، وأكدت التسريبات الكروية الكثير من الشكوك ومنحت الخصوم سلاحاً لمهاجمة فريق غوارديولا خارج الملعب.
إلا أنه على أرض الواقع الأمر ليس بهذه البساطة، فقد أجرى «يويفا» تحقيقاً حول «مانشستر سيتي» عام 2014. قبل قدوم غوارديولا وجرى التوصل لتسوية. كما أن مبادرة اللعب النظيف التي أطلقها «يويفا» تشكل في حقيقتها كياناً أكثر هشاشة عما تبدو عليه، ويجري النظر إليها على نطاق واسع باعتبارها محاولة فجة بعض الشيء للحيلولة دون استغلال أندية طموحة مثل «مانشستر سيتي» و«باريس سان جيرمان» أموالاً خاصة لاقتحام صفوف أندية النخبة الراسخة منذ فترة طويلة. وربما لا تصمد قواعد هذه المبادرة أمام المحاكم.
حتى الآن، لم ينف «مانشستر سيتي» أي من المزاعم المثارة حوله في الفترة الأخيرة. في المقابل، فإن «يويفا» الذي سبق له من قبل النظر في الأمر لا يبدو في عجلة من أمره لإعادة فتح التحقيق بالأمر. من جانبه، أنفق «مانشستر سيتي» كميات ضخمة من المال وترك نفسه عرضة للانتقادات. ومع ذلك، يبقى من السذاجة الاعتقاد بأن الأندية الكبرى الأخرى على مستوى أوروبا لا تقع في تجاوزات طالما أنها ترى أنه يمكنها الإفلات بها. ومثلما الحال مع «باريس سان جيرمان»، تمثلت سياسة «مانشستر سيتي» في محاولة كسر عصبة «يويفا» بقوة المال، بدلاً عن المواجهة القانونية، الأمر الذي ربما شكل خطأ استراتيجياً. وإن كان على خلاف الحال مع النادي الفرنسي، انتهى الحال بـ«مانشستر سيتي» على الأقل بتقديم أداء مقنع داخل أرض الملعب.
وبالعودة للحديث عن الاحتفاظ باللقب، تجدر الإشارة إلى أن «باريس سان جيرمان» فاز ببطولة الدوري الفرنسي خمسة مرات خلال المواسم الستة الأخيرة ويتصدر الدوري الفرنسي الممتاز بفارق 13 نقطة بعد اجتيازه 13 مباراة من الموسم الجديد. ويبدو هذا إنجازاً مبهراً، وإن كان الفريق يحتل المركز الثالث فقط داخل مجموعته ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد التعادل مرتين أمام «نابولي» والهزيمة على يد «ليفربول».
أما مانشستر سيتي فيبدو في مجموعة أسهل، وكان من المفترض أن يكون في دور الـ16 الآن لولا تعادل «هوفنهايم» الأخير أمام «ليون» في الجولة الأخيرة. وقد أصيب غوارديولا بالإحباط لأنه كان يرغب في تسوية هذا الأمر نهائياً كي يتمكن من التركيز على المباريات المحلية ما بين الآن وحتى نهاية العام. وسيتمكن «مانشستر سيتي» من التأهل إذا نجح في تجنب الهزيمة في فرنسا أمام ليون الأسبوع المقبل، الأمر الذي سيمنحه بدوره ميزة أمام أقرب منافسيه المحليين، في وقت لا يزال يتعين على «ليفربول» الفوز على «باريس سان جيرمان» و«نابولي».
ومن المقرر أن يخوض «ليفربول» ديربي ميرسيسايد أمام ايفرتون بعد رحلته إلى باريس، ثم يواجه «مانشستر يونايتد» نهاية الأسبوع ويسافر «نابولي» إلى معقل ليفربولـ«أنفيلد». ويعني ذلك أن يورغين كلوب أمامه مباريات صعبة قبل أن ينتقل بفريقه إلى استاد «الاتحاد» مع بداية العام الجديد لمواجهة مانشستر سيتي.
وبعيداً عن زيارته لـ«ستامفورد بريدج»، يخوض «مانشستر سيتي» مجموعة مباريات تبدو سهلة حتى نهاية عام 2018. ورغم أن المظاهر قد تكون خادعة، فإنه مثلما أوضح جوزيه مورينيو بعد هزيمة الأسبوع الماضي، فإن «مانشستر سيتي» جاء إلى المباراة ومعه 12 هدفاً من مباراتين أمام «ساوثهمبتون» و«شاختار دونتيسك».
وبالتأكيد فإن «مانشستر سيتي» هو الذي جعل تلك المباريات تبدو سهلة، ذلك أنه لدى وقوفه أمام غالبية الفرق تبدو الفجوة بين مستوى لاعبيه ولاعبي الفرق المنافسة ضخمة للغاية على غرار تلك الموجودة في الدوري الفرنسي. بيد أن الاختلاف يكمن في أنه داخل إنجلترا تبقى هناك بعض الأندية القوية القادرة على الصمود وتقديم منافسة حقيقية في وجه «مانشستر سيتي». بيد أن الإطاحة بـ«مانشستر سيتي» من صدارة جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، تبقى مسألة مختلفة تماماً.
واليوم، بعد تحقيق الاستقرار بعد ما يزيد على قرن من المحاولات، تبدو الفرصة كبيرة أمام «مانشستر سيتي» للاحتفاظ باللقب.
هل بمقدور أي نادٍ حرمان مانشستر سيتي من الاحتفاظ باللقب؟
المؤشرات تؤكد أن الفريق يسير على نهج مشابه للموسم الماضي سيمكنه من حسم البطولة لصالحه
هل بمقدور أي نادٍ حرمان مانشستر سيتي من الاحتفاظ باللقب؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة