قالت الكاتبة كلوديا مرشيليان بأنها حالياً ترفض أي عروض لخارج لبنان لأنها تتمسك بالكتابة للدراما اللبنانية. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الكتابة مهنتي وشغفي وموهبتي وأنا سعيدة كوني أساهم في نهضة الدراما المحلية وأنا باقية حالياً في بلدي لبنان أصنع أبطالي على الورق ليتحولوا إلى حقيقيين في عيون المشاهدين». وكلوديا التي يعرض لها حالياً مسلسل «ثورة الفلاحين» على شاشة «إل بي سي آي» من المنتظر أن تغزو قصصاً أخرى من تأليفها الشاشة الصغيرة في الأيام القليلة المقبلة من خلال باقة مسلسلات لبنانية منوعة. فهي إضافة إلى مسلسل «ثوان» المتوقع أن يعرض في شبكة برامج الموسم المقبل لدى شاشة «إل بي سي آي» فإن شاشة «إم تي في» أعلنت عن اقتراب موعد عرض مسلسل «أم البنات» وليلحقه «بردانة أنا» و«ما فيي». «لقد صدف أن تجمعت كل هذه الأعمال المصورة مرة واحدة، إذ تأخر عرض بعضها على الرغم من انتهاء تصويرها منذ أكثر من سنة». توضح مرشيليان في سياق حديثها وتتابع: «لن أكون موجودة في موسم رمضان لأن هناك أعمالاً بالجملة ستعرض في الفترة التي تسبقه. قد ينزعج البعض من غزارة قلمي ولكنني بالنهاية سعيدة بما أقوم به، خصوصاً وأن لدي أفكاراً كثيرة مستقبلية تتعلق بموضوع الدراما المحلية». ويلعب بطولة الأول ريتا حايك وكارلوس عازار، فيما تجتمع باقة من الممثلين في الثاني يتقدمهم كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ووسام حنا ورلى حماده وجوزيف بونصار. وتلعب بطولة الثالث (ما فيي) فاليري أبو شقرا وهو من إنتاج شركة الصباح إخوان.
وعن كيفية اختيار مواضيع هذه المسلسلات خصوصاً وأنها لا تشبه بعضها ترد: «أحرص على أن أعيش بين الناس وأحتك بهم وأحاورهم أينما كنت على الطريق وفي المقهى وفي الشارع وعند الميكانيكي وفي نزهة على الشاطئ وكذلك خلال زيارتي لمكتبة أو لسوبر ماركت. فأخزنها في رأسي لأترجمها قصصاً أستوحيها من هذا الواقع. وبرأيي أن (بلدنا) هو بمثابة هدية للكتّاب فكل حدث فيه مسلسل بحد ذاته لما يتخلله من إثارة وتشويق». وعمن ينتقدون أعمالاً لها تأخرت في الخروج إلى النور توضح: «هناك ظروف عدة تساهم في تأخير عرض عمل ما أو العكس. ولكن ما أرغب في قوله هو أن الناس لا دخل لها بمطبخ الكاتب فما الفرق عندها إذا كتبت ثورة الفلاحين منذ ثلاثة أشهر أو منذ سنة؟ فالقصص لا صلاحية انتهاء لها وأجتهد لإرضاء المشاهد دائماً. فأنا أحلم بأن تنتظر أعمالي بحماس. وفي كل مرة يعرض لي مسلسل تلفزيوني أتمنى في قرارة نفسي أن ينجح. فالإنجازات ثمنها غالٍ جداً وتسمح لصاحبها بالوجود في حياة كاملة وأتفرغ تماماً للكتابة وأشبهها في صورة مجازية بالرهبنة والتنسك كي أترك بصمتي الخاصة في هذا العالم».
ويحصد مسلسل «ثورة الفلاحين» نجاحاً ملحوظاً لدى المشاهد اللبناني بحيث يجتهد كي يحضره في موعده: «أفرح عندما أعرف بذلك وهو بالفعل عمل درامي متكامل على الرغم من أنه أزعج طبقة سياسية واجتماعية عند انطلاقه. كما أن بعض أصحاب القلوب السوداء وبعد أن فشلوا في إيجاد ثغرات فيه انتقدوا أزياء أبطاله». وتضيف: «لقد قمت بأبحاث دقيقة حول هذا الموضوع لمدة عام كامل تعاونت فيها مع ثلاثة صحافيين، خصوصا وأن المسلسل تدور أحداثه في حقبة تاريخية معينة فهل يمكن أن أرتكب هفوة كهذه؟ فكان من الأسهل علي أن أجعلهم يرتدون الطرطور والعباءة. فالدراما لها الحق بكمشة من الفانتازيا إلا إذا كانت شريطاً وثائقياً. وهو الأمر الذي اتبعه أرباب المسرح والتلفزيون في لبنان ومن بينهم الرحابنة الذين لم يتوانوا في غالبية مسرحياتهم عن اختراع ضيعة لبنانية تستوعب أحداث العمل الذي يقدمونه. ولقد قمت بكتابة أحداث مسلسل تاريخي من نوع (epoque) من خلال عملية إسقاط على أيامنا الحالية وهي عملية يلزمها الكثير من الدقة».
وعن سبب فشل مسلسلات تلفزيونية لأقلام معروفة في عالم التأليف تقول: «لا يمكنني أن أقدر الظروف التي تؤدي إلى هذه النتيجة فهناك عناصر عدة مجتمعة تساهم في إنجاح عمل أو العكس. فعملية تنفيذه تتوقف على الإنتاج والإخراج والتمثيل، إضافة إلى التصوير والمونتاج والكاستينغ وعلى نص يكمله. فأي عنصر ناقص في هذه المعادلة يؤثر سلبا على العمل. وبرأيي أن المخرج والمنتج والممثل يؤلفون مشهدية ثلاثية الأبعاد لإيصال النص بأمانة».
وعن اعتمادها مجموعة من الأبطال في مسلسل واحد في أعمالها الأخيرة تعلق: «هو ليس بالأمر الجديد علي ولا على الساحة الدرامية ككل. فلقد اتبعت هذه الطريقة منذ فترة طويلة عندما قدمت مسلسل (أجيال) فاجتمع تحت سقفه أبطال كثر كنادين نسيب نجيم ويوسف الخال وورد الخال وغيرهم. كما أن مسلسلاتنا منذ أيام الأبيض والأسود كانت تعتمد هذه الطريقة مثل «أبو ملحم» و«الدنيا هيك» و«آلو حياتي» وغيرها فكنا نتابع أعمال دراما لأبطال يحيط بهم أبطال. كما أنني لا أحب كتابة قصص تعتمد على بطلين، لأن ذلك قد يولد الملل لدى المشاهد».
وعما إذا هي تخاف على أعمال الدراما في الغد القريب بسبب انتشار منصات إلكترونية كـ«نتفليكس» توفر عرض أعداد كبيرة منها ودون انقطاع. ترد: «بالعكس تماماً فبرأيي أن لبنان لا يزال على مسافة بعيدة من هذا الأمر.. صحيح أنني شخصياً أحب كتابة الروايات ولكنها اليوم غير مطلوبة كفاية. ولذلك أتهيأ لدخول عالم الإنترنت من بابه العريض وهو يتطلب إيقاعاً ومنحى آخرين لا يشبه الأعمال التي تعرض اليوم. فبرأيي سيكون هناك طلب أكبر على كتاب المسلسلات في ظل عروض متتالية يستطيع الناس أن ينتهوا من مشاهدتها في ظرف ساعات أو أيام قليلة». ومن ناحية ثانية تحضر كلوديا مرشيليان لكتابة الجزء الثاني من الفيلم السينمائي الكوميدي «ساعة ونص» من بطولة عباس شاهين وتاتيانا مرعب ويبدأ بمشهد انهيار عباس ونقله إلى مصح نفسي عقب معرفته بخبر زواج خطيبته التي تركته بسبب أحواله المادية المتردية.
كلوديا مرشيليان: بلدنا هو بمثابة هدية للكتاب لتنوع الأحداث فيه
تستعد المحطات اللبنانية لعرض مسلسلات من تأليفها
كلوديا مرشيليان: بلدنا هو بمثابة هدية للكتاب لتنوع الأحداث فيه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة