وساطة واشنطن للتهدئة في غزة بمأزق لأن أحد طرفيها حليف.. والآخر «شبه عدو»

الهدنة لن تكون سهلة مثل عام 2012 عندما أقنع مرسي حماس بوقف إطلاق النار

وساطة واشنطن للتهدئة في غزة بمأزق لأن أحد طرفيها حليف.. والآخر «شبه عدو»
TT

وساطة واشنطن للتهدئة في غزة بمأزق لأن أحد طرفيها حليف.. والآخر «شبه عدو»

وساطة واشنطن للتهدئة في غزة بمأزق لأن أحد طرفيها حليف.. والآخر «شبه عدو»

يكتنف البحث عن وسيلة لإنهاء القتال في قطاع غزة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص كثير من التعقيدات، أهمها حقيقة أن أحد الطرفين المتقاتلين هو إسرائيل التي تعد حليفا وثيقا للولايات المتحدة ومن جهة أخرى أن حركة حماس تعد شبه عدو مدرج على القائمة السوداء.
فمن الصعب أن تكون وسيطا عندما لا يمكنك التحدث إلى كل الأطراف، وهو الأمر الذي مر به وزير الخارجية جون كيري خلال خمسة أيام من جهود صنع السلام هذا الأسبوع.
وكان كيري يأمل في إعلان هدنة مؤقتة الجمعة، تنص على وقف إطلاق النار الذي سيبدأ مطلع الأسبوع وربما يستمر أسبوعا، مما يتيح الوقت لإجراء مفاوضات أوسع نطاقا من شأنها أن تقلل من احتمالية وقوع قتال آخر في قطاع غزة.
وبدلا من ذلك اتفقت إسرائيل وحماس على «توقف إنساني» لمدة 12 ساعة السبت، وبدا أن القتال سيستأنف من دون شك.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الجمعة أن مجلس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعه المصغر للشؤون السياسية والأمنية رفض بالإجماع اقتراح وقف إطلاق النار في شكله الحالي. واعترف كيري أن الجهد لم يثمر ولكنه قال إنه ودبلوماسيين آخرين سيواصلون العمل لوقف العنف.
وقال حسبما نقلته وكالة أسوشييتد برس «لقد جرى تضيق الفجوات إلى حد كبير». وأضاف: «يمكن تحقيق ذلك، إذا عملنا على بعض القضايا التي تمثل أهمية للطرفين».
وتقف إدارة أوباما في مأزق بين الولاء لإسرائيل والانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل بسبب أنها غير آبهة بسقوط ضحايا من المدنيين نظرا لاستخدام القوة المفرطة. وترد إسرائيل بأنها تحمي المدنيين الذين تستخدمهم حماس دروعا بشرية، ولكن هذا لا يسهل من مهمة الأميركيين التي تهدف إلى صنع السلام.
وشملت جهود كيري الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة يوم من الدبلوماسية المكوكية التقليدية، بدءا من مصر ثم إلى إسرائيل والضفة الغربية والعودة مرة أخرى. ومعظم الوقت الباقي كان يجري اتصالات هاتفية.
فكان على قائمة الاتصال الهاتفي السريع لكيري وزيرا خارجية تركيا وقطر ودبلوماسيون مسلمون بأجنداتهم الخاصة، وكان لديه، عبر هؤلاء، خط مفتوح مع قادة حماس، بينهم خالد مشعل أحد زعماء الحركة الذي يعيش في العاصمة القطرية، الدوحة.
كما التقى كيري مرتين مع رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية، الذي كان يدير الوساطة بين حركتي فتح وحماس، إذ يعد الانقسام الفلسطيني أحد معضلات التوصل إلى حل للنزاع الذي دخل أمس يومه الـ19 في غزة، التي تسيطر عليها حماس منذ عام 2007. وتعهدت الحركة المسلحة كثيرا بالقضاء على إسرائيل، في الوقت الذي تعدها فيه الولايات المتحدة وإسرائيل جماعة إرهابية. ويحظر على مسؤولي الولايات المتحدة التعامل بصورة مباشرة مع حماس. ويستخدم المسلحون التابعون لحماس أو من يحظون بحمايتها، غزة كمنصة إطلاق لصواريخ ترهب إسرائيل على الرغم من كونها غير فعالة في غالب الأحيان ويحفرون أنفاقا على الحدود الإسرائيلية التي تزعم إسرائيل بأنها تستخدم لمحاولة شن هجمات إرهابية.
أبرمت حماس وفتح مصالحة رسمية في ربيع هذا العام، وهو ما أفسد إلى جانب البناء المتكرر للمستوطنات الإسرائيلية جهود كيري الرامية إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. فلم تفعل المصالحة شيئا لوقف صواريخ حماس التي تطلق على إسرائيل قبل الحرب الحالية. وتدعي إسرائيل أن ما يزيد على 2000 صاروخ أطلقت من غزة منذ بدء القتال في 8 يوليو (تموز).
وقام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بجهود دبلوماسية الأسبوع الماضي لكنه لم يتمكن من الحصول على تنازلات لحماس من إسرائيل أو لإقناع المسلحين بالتراجع.
وهناك أيضا مشكلات تخص العزلة المتنامية لحماس والضعف، الذي لن يجعل هناك الكثير ليخسره المسلحون إذا واصلوا قتالهم ضد إسرائيل، والتأثير المتلاشي لمصر، الشريك الأميركي، كوسيط.
تلك العوامل تجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق في الوقت الراهن أصعب من الوقت الذي تبادلت فيه حماس وإسرائيل إطلاق النار في عام 2012، وهو الصراع الذي استمر ثمانية أيام ثم جرى التوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
كان مرسي الرئيس الذي حظي بدعم جماعة الإخوان المسلمين له تأثير واضح على المسلحين، وتدخله لوقف إطلاق النار أعطاه ثقلا كرجل دولة. لكن الحكم الحالي في مصر لديه شكوك عميقة حول ميليشيات حماس التي تجاوره على الحدود.
وقبلت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار المصري الأسبوع الماضي ورفضته حماس عادة إياه غير كاف، بينما سعى كيري لتعديل العرض من دون الإساءة إلى السلطات المصرية.
وهنا يثار سؤال ذو وجهين عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لوقف حملتها العسكرية وما إذا كانت حماس ترى أنه من مصلحتها أن توافق على ذلك.
واستمرت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية لفترة أطول، وأعمق في قطاع غزة مما كان متوقعا في البداية. وتجاهلت إسرائيل تحذيرات أميركية ضد الغزو البري وتجاهلت الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن عدد القتلى المدنيين. ولم يتضح يوم الجمعة ما الذي سيحدث بعد ذلك، والآن رفضت الحكومة الإسرائيلية اقتراح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، لم تعد حماس كما كانت من قبل، وذلك بخفوت نجم الحركة كثيرا منذ عام 2012، بعد أن سحبت مصر دعمها، وانهمك راعيها السوري السابق بشار الأسد في الحرب الأهلية، وعادت إيران إلى عميلها السابق. بيد أن الصراع الحالي يسترعي الانتباه الدولي تجاه الهدف الرئيس الذي تنشده حماس وهو إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن حماس لا تحظى بقدر كبير من التعاطف، ربما يؤجج تصاعد أعداد الوفيات وحوادث مثل قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة يوم الخميس الغضب تجاه إسرائيل وتحسين الموقف التفاوضي للميليشيات.

* خدمة «واشنطن بوست»



«التحالف» ينفذ ضربة «محدودة» على معدات عسكرية وصلت ميناء المكلا اليمني

لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
TT

«التحالف» ينفذ ضربة «محدودة» على معدات عسكرية وصلت ميناء المكلا اليمني

لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)

أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ ضربة جوية «محدودة» استهدفت دعما عسكريا خارجيا بميناء المكلا.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء الركن تركي المالكي إنه «في يومي السبت والأحد الماضيين، رصد دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، حيث قام طاقم السفينتين بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بالسفينتين وإنزال كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات الشرقية لليمن (حضرموت، المهرة) بهدف تأجيج الصراع، ما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحلٍ سلمي، وكذلك انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216».

وأوضح اللواء المالكي أنه «استنادًا لطلب فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لقوات التحالف باتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي (حضرموت والمهرة)، ولما تشكله هذه الأسلحة من خطورة وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار، فقد قامت قوات التحالف الجوية صباح اليوم بتنفيذ عملية عسكرية (محدودة) استهدفت أسلحة وعربات قتالية أفرغت من السفينتين بميناء المكلا، بعد توثيق ذلك ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وبما يكفل عدم حدوث أضرار جانبية».

وأكد اللواء المالكي «استمرار قيادة التحالف في خفض التصعيد وفرض التهدئة في محافظتي (حضرموت والمهرة) ومنع وصول أي دعم عسكري من أي دولة كانت لأي مكون يمني دون التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف بهدف انجاح جهود المملكة والتحالف لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اتساع دائرة الصراع».


«التحالف» يطلب إخلاء ميناء المكلا اليمني استعداد لتنفيذ عملية عسكرية

لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
TT

«التحالف» يطلب إخلاء ميناء المكلا اليمني استعداد لتنفيذ عملية عسكرية

لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)

دعا تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم، جميع المدنيين إلى الإخلاء الفوري لميناء المكلا في محافظة حضرموت حتى إشعار آخر، مؤكدًا أن هذا الإجراء يأتي في إطار الحرص على سلامتهم.

وأوضح التحالف أن طلب الإخلاء يهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، وذلك بالتزامن مع الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية في محيط الميناء، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة والتعاون لضمان أمنهم وسلامتهم.

وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء الركن تركي المالكي، قد صرح السبت الماضي، أنه استجابة للطلب المُقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة (حضرموت) نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلّحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرارًا للجهود الدؤوبة والمشتركة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في خفض التصعيد وخروج قوات الانتقالي وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها فإن قوات التحالف تؤكد أن أي تحركات عسكرية تخالف هذه الجهود سيتم التعامل المباشر معها في حينه بهدف حماية أرواح المدنيين وانجاح الجهود السعودية الإماراتية.

وأكد اللواء المالكي استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم والثابت للحكومة اليمنية الشرعية، كما أنها تهيب بالجميع تحمل المسؤولية الوطنية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار.


«أرض الصومال»... الاعتراف الإسرائيلي يؤجّج مخاوف «التهجير» و«القواعد العسكرية»

جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
TT

«أرض الصومال»... الاعتراف الإسرائيلي يؤجّج مخاوف «التهجير» و«القواعد العسكرية»

جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)

زاد الاعتراف الإسرائيلي الأخير بـ«أرض الصومال» كـ«دولة مستقلة» من مخاوف تهجير الفلسطينيين إلى الإقليم الانفصالي وإقامة قواعد عسكرية لإسرائيل بالمنطقة المطلة على ساحل البحر الأحمر.

وحذر رئيس وزراء الصومال، حمزة عبدي بري، من «إشعال الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، بسبب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أرض الصومال»، وقال إن هذه الخطوة «ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة من السودان والصومال وباقي البلدان».

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، الاعتراف بـ«أرض الصومال» كـ«دولة مستقلة ذات سيادة»، في اعتراف رسمي هو الأول بـ«الإقليم الانفصالي» داخل الصومال، في خطوة اعتبر رئيس إقليم أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله عرو، أنها «لحظة تاريخية».

ولاقى الاعتراف الإسرائيلي إدانات عربية وإسلامية وأفريقية، وأصدرت دول عربية وإسلامية، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بيانات أكدوا فيها رفضهم التام للخطوة الإسرائيلية.

وربط رئيس الوزراء الصومالي بين الاعتراف الإسرائيلي وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال في تصريحات متلفزة لقناة «القاهرة الإخبارية»، الأحد، إن «كل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو يريد تهجير الغزيين إلى أرض الصومال»، وأكد أن «بلاده لن تقبل بهذا الأمر»، مشيراً إلى أن «الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش على أرضه، وأن تكون له دولته المستقلة».

ويرى بري أن الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال» هو «جزء من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي لإقامة ما يسمى بـ(إسرائيل الكبرى)»، وأشار إلى أن «إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف السياسية والإقليمية الراهنة، معتبرة أن وجودها في شمال الصومال قد يتيح لها التحكم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع إمكانية إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة».

وشددت الحكومة الصومالية، في بيان لها الجمعة، على «الرفض القاطع للاحتلال والتهجير القسري للفلسطينيين»، وأكدت أنها «لن تقبل أبداً بجعل الشعب الفلسطيني بلا جنسية»، كما أكدت «عدم السماح بإنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية أو ترتيبات على أراضيها من شأنها جرّ الصومال إلى صراعات بالوكالة، أو استيراد العداوات الإقليمية والدولية».

اجتماع الحكومة الصومالية الجمعة بعد الخطوة الإسرائيلية (وكالة أنباء الصومال)

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي من إقليم أرض الصومال، نعمان حسن، أن «حكومة الإقليم لن تقبل بتهجير الفلسطينيين إليه»، وقال إن «السلطة في (أرض الصومال) أعلنت بوضوح رفضها التهجير، باعتبار أنه سيعرقل أي حلول سياسية أمام استكمال الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة»، منوهاً بأن «هناك رفضاً شعبياً أيضاً لهذا الطرح».

وفي الوقت ذاته، فإن حسن يرى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة (أرض الصومال) لن تمانع إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية على أرض الإقليم، شريطة ألا تضر بدول الجوار»، وقال إن «الإقليم يحتاج أن يكون جاهزاً لأي تدخل من الخارج، على وقع التطورات الأخيرة، خصوصاً مع الرفض العربي والإسلامي للاعتراف الإسرائيلي».

ويظل الاعتراف بالاستقلال «الهدف الأساسي الذي تسعى إليه حكومة (أرض الصومال)»، وفق نعمان حسن، الذي عدّ أن «هذه الخطوة لن تضر بمصالح أي دولة أخرى».

في حين يرى المحلل السياسي الصومالي، حسن محمد حاج، أن الاعتراف الإسرائيلي «يثير مخاوف من تأثيره على إعادة تشكيل الخريطة الديمغرافية للإقليم، من خلال فتح الباب أمام التهجير للسكان المحليين أو للفلسطينيين إلى أرض الإقليم، بذرائع مثل التنمية أو إقامة مناطق أمنية ومرافق سيادية».

وأشار حاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المخاوف تتزايد من تحول الاعتراف إلى مدخل لإقامة قواعد عسكرية أو مرافق استخباراتية إسرائيلية على ساحل البحر الأحمر ومنطقة باب المندب»، عاداً أن ذلك «سيضع الإقليم في قلب صراع المحاور الدولية، ويحوله من قضية داخل الصومال إلى ساحة لتنافس إقليمي ودولي»، وأشار إلى أن «مخاطر سيناريوهات (التهجير والعسكرة) ستمتد أثرها للمحيط الإقليمي والأفريقي بتأجيج التوترات القبلية وإضعاف فرص الحلول السياسية الشاملة».

وينظر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمستشار بـ«الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية»، اللواء عادل العمدة، إلى تأثير ما يحدث في «أرض الصومال» باعتبار أنه «يرسخ لمفاهيم سلبية عن الانفصال لدى الحركات التي تشجع على ذلك، ما يعزز من مسألة التفتيت والتقسيم بين الدول الأفريقية»، وقال إن «تقسيم الصومال سيؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي؛ لارتباط هذه المنطقة بمصالح استراتيجية لغالبية دول العالم».

ويعتقد العمدة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «إسرائيل تريد من خطوة الاعتراف بـ(أرض الصومال)، فتح جبهة جديدة من الصراع في المنطقة، للفت أنظار المجتمع الدولي عما يحدث في قطاع غزة»، وقال إن «الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته جزء من الحفاظ على الأمن القومي العربي والمصري في منطقة البحر الأحمر».

ويعوّل الصومال على الدعم الإقليمي والعالمي لسيادته في مواجهة التحركات الإسرائيلية، وفق بري الذي قال في تصريحاته إن بلاده «تستخدم القنوات الدبلوماسية كخيار لمواجهة قرار نتنياهو»، إلى جانب «استخدام الإجراءات القانونية للدفاع عن وحدة» بلاده، لافتاً إلى أن «الدستور لا يسمح لـ(أرض الصومال) بالقيام بهذا الفعل».

ويعلن إقليم أرض الصومال انفصاله من جانب واحد عن جمهورية الصومال الفيدرالية منذ عام 1991، ولم يحظَ باعتراف دولي طوال هذه الفترة.