«نادي الأحزاب المدنية»... تحالف جديد لدفع الحراك السياسي في مصر

أربعة أحزاب وقعّت على بيانه التأسيسي

TT

«نادي الأحزاب المدنية»... تحالف جديد لدفع الحراك السياسي في مصر

في خطوة يأمل القائمون عليها في أن تسهم في دعم الحياة السياسية بمصر، أعلنت أربعة أحزاب تأسيس كيان جديد يحمل اسم «نادي الأحزاب المدنية»، ويهدف إلى «وضع الأسس اللازمة للتحول إلى دولة مدنية حديثة»، وفق بيانهم التأسيسي.
وبحسب الإعلان التأسيسي الذي وقعت عليه، أول من أمس، أحزاب المحافظين، والاتحاد، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والإصلاح والتنمية، فإن أعضاء الكيان الجديد سيعملون على «تقوية الحياة الحزبية التعددية، والعمل على تمكين الأحزاب، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتفعيل الدستور، وتحقيق الديمقراطية السياسية، والتصدي لأي محاولات رجعية تستهدف الاستحواذ أو الإقصاء، أو التحايل والعودة إلى نظام الحزب المسيطر المصنوع من مؤسسات الدولة».
وعرفت مصر الحياة الحزبية قبل أكثر من أربعين عاماً، وتتجاوز أعداد الأحزاب المائة.
وعدّ مؤسسو «نادي الأحزاب المدنية» أن «غياب تمكين الأحزاب الحقيقية، أدى إلى غياب الفكر السياسي في إدارة الدولة، ما حال بين مصر وبين اللحاق بتيار المعاصرة، وحجبها عن الحداثة وحجب الحداثة عنها، وتركها لعقود طويلة تحيا في أزماتها المتزايدة»، بحسب بيانهم التأسيسي.
ويضم البرلمان المصري أكثر من 590 نائباً، وتقترب نسبة المستقلين بينهم من 60 في المائة، فيما البقية للحزبيين الذين يتقدمهم حزب «المصريين الأحرار»، ويحوز 65 مقعداً، ويأتي في المرتبة الثانية حزب «مستقبل وطن» (64 مقعداً)، فيما يمثل حزب الوفد في البرلمان 36 مقعداً.
ووقع على بيان تأسيس «نادي الأحزاب المدنية» أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وحسام بدراوي مؤسس حزب الاتحاد ورئيس مجلس الأمناء، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية.
وقال المؤسسون إنهم سيعملون على «تشجيع حرية التعبير والانتقاد، والحفاظ على الدستور وترسيخ قيمه العليا في نفوس المواطنين، وتعزيز قيم الديمقراطية وتطويرها لتصبح أسلوب حياة للمواطنين، وأساسا وفلسفة لنظم إدارة المؤسسات الوطنية، والتأكيد على حرية الرأي والاعتقاد، والحق في تنظيم الاجتماعات السلمية والمظاهرات».
واعتبر بهاء محمود، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدعوة لتأسيس النادي «مقبولة إذا كانت فكرة ممهدة للانتخابات البرلمانية المنتظرة عام 2020، لكن قصر أهدافها أو تركيزها على فكرة التوعية بالديمقراطية ودفع حرية التعبير، ربما تكون فكرة تليق بالجماعات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني أكثر من الأحزاب».
وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» إن «معضلة وجود نحو 106 أحزاب في مصر ربما تكون غير داعمة لترسيخ الديمقراطية»، مبرزا أنه «يجب على الجماعات الحزبية والكيانات السياسية تركيز مساعيها على الاندماج بغرض خلق أحزاب أكثر تأثيراً».
وعدّ محمود أن الدعوة لتعديل قانون الجمعيات الأهلية، التي بدأت الحكومة في العمل عليها، ربما تساهم في فتح الباب أمام المنظمات الحقوقية لاستئناف نشاطها في المجال التوعوي، وفي هذه الحالة سيكون أمام الأحزاب فرصة للعمل على الانتشار في مناخ ممهد.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد كرر دعوته أكثر من مرة لدعوة الأحزاب للاندماج، حيث أعرب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 عن تطلعه لتبني وسائل الإعلام الدعوة لدمج «100 حزب في 10 أو 15 حزباً ليقووا، وتقوى الأحزاب السياسية»، ثم عاد في مارس (آذار) الماضي ليبدي ضيقاً من امتناع الأحزاب عن تقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية، التي شهدتها البلاد في أبريل (نيسان) الماضي.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.