7 أفلام هي رصيد الفنان المصري عمرو سعد، في السينما منذ خوضه تجربة البطولة المطلقة في فيلم «حين ميسرة» عام 2007. وبالتوازي عمل على حجز مكان لنفسه في الدراما التلفزيونية، منذ نجاحه الجماهيري بمسلسل «شارع عبد العزيز»، ومن قبله في «مملكة الجبل» عام 2010. خرج سعد من السباق الرمضاني الماضي في اللحظات الأخيرة بمسلسله «بركة»، قبل انطلاق الماراثون بأقل من أسبوع، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب هذا الخروج المفاجئ. يقول سعد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أنكر أنني كنت غاضبا قبل شهر رمضان الماضي، لقرار الشركة المنتجة عدم عرض مسلسلي «بركة» في الموسم، ولكن كان هناك أمر واقع بأن المسلسل لن يلحق العرض في رمضان، ولم يترتب على هذا القرار أي خلاف مع المنتج تامر مرسي كما أشاع البعض، بدليل أننا سنعود للتصوير في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، كما أنني أرى حاليا أن هذا القرار كان في صالحي، وأن ربنا أراد أن نقدم المسلسل بأفضل شكل ممكن بدلا من التعجل وعرضه في رمضان الماضي». وأضاف: «ما حدث هو أن المسلسل توقف قبل رمضان بـ6 أيام فقط، وكان يتبقى لنا 28 يوم تصوير، وكانت لدي رغبة في مواصلة التصوير للحاق بالعرض الرمضاني، وتم بالفعل الاستعانة بوحدة تصوير ثانية بقيادة المخرج أحمد سمير فرج، لمساعدة مخرج المسلسل محمود كريم في إنجاز ما تبقى، ولكن ذلك كان يعني أننا سنصور بشكل متواصل إلى ما بعد 22 رمضان، فرأى المنتج أن هناك مجازفة من فكرة مونتاج الحلقات بشكل يومي قبل العرض، فاتخذ قرار التأجيل بعد أن أدرك هذا الخطر».
> هل غضبك كان مرتبطا بخروج المسلسل من الموسم الرمضاني أم بقرار التأجيل بشكل عام؟
- أسباب غضبي، كانت مرتبطة بأن المسلسل لن يعرض للجمهور، وليس لها علاقة بالخروج من السباق الرمضاني، لأن المسلسل بالفعل تم تأجيله لرمضان 2019. وبشكل عام، أنا لا أفكر بهذه الطريقة، وقناعتي الشخصية، أن موسم رمضان لا يستوعب أكثر من 6 مسلسلات، حتى يأخذوا حقهم في العرض والمشاهدة، كما أنني بشكل شخصي، لا يفرق معي فكرة العرض في رمضان، وكنت أتمنى أن يعرض مسلسل «بركة» في شهر يناير (كانون الثاني)، لأن الناس في الشتاء لا تخرج من البيوت وتحرص على مشاهدة التلفزيون أكثر من أي وقت آخر طوال العام.
> لماذا اخترت الرهان على تقديم الشخصية الصعيدية في هذا المسلسل؟
- لا نستطيع أن نصنف «بركة» باعتباره مسلسلا صعيديا 100 في المائة، ولكنه يضعك أمام مفارقة، أن شابا يعيش بالقاهرة له أصول صعيدية، ووالده عمدة «الصعايدة» في العاصمة المصرية، فالمسلسل تدور أحداثه في المدينة ولكن بأشخاص من الصعيد، ونرصد من خلاله بساطة الناس، في أجواء من التشويق والإثارة التي لا تخلو من الكوميديا.
> البعض يلحظ اهتمامك بالدراما مؤخرا على حساب السينما؟
- الحقيقة أنا متردد جدا في السينما أكثر من الدراما، والسبب في ذلك التجارب الأولى التي خضتها كبطل، فأنا قدمت 7 أفلام منذ بدايتي، منها أفلام حققت إيرادات كبيرة جدا في شباك التذاكر مثل «حين ميسرة»، و«دكان شحاتة»، وأيضا قدمت أفلاما لم تحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، لكنها في نفس الوقت لم تخسر، فالأفلام التي حققت إيرادات محدودة كانت محدودة الإنتاج والدعاية أيضا. فأنا أدعي أنني ممثل عملت في ظروف إنتاجية ليست الأفضل وليست الأقوى، وبالتالي أعتبر ما قدمته في ظل هذه الظروف «معجزة». أنا كل طموحي، هو أن تعيش أعمالي في ذاكرة الجمهور مثل أفلام «إشاعة حب» و«الهروب» و«الكيف»، و«العار»، وأفلام عادل إمام، وأحرص على أن أقدم أفلاما تصلح للمشاهدة أكثر من مرة، وعندما يتقدم بي العمر وأصبح رجلا عجوزا لا أسخر منها، كما أتمنى ألا تسخر منها أيضا الأجيال القادمة بعد وفاتي.
> لكن هذا المنطق قد لا يؤدي إلى انتشارك بشكل واسع بسبب قلة الأعمال؟
- في السنوات الماضية اعتذرت عن كثير من الأفلام التي كانت تعرض علي، وكنت مترددا ومتخوفا وبسبب ذلك تأخرت كثيرا، وأصبح رصيدي السينمائي أقل مما كان يجب أن يكون، لكن الآن أصبحت أفكر بطريقة مختلفة، وأحاول أن أكون أجرأ في الشغل، فأصبحت أقبل الأفلام التي كنت أرفضها وأسعى للتطوير بداخلها حتى يكون لدي رصيد سينمائي أكبر، فقد اكتشفت أنني أتقدم في العمر، وعندما أنظر لرصيد الممثلين الكبار من الأجيال السابقة أجد أن لدى كل منهم 300 فيلم، وهذا يعني أنهم كانوا أجرأ في اتخاذ قرار المشاركة في الأفلام.
> هل هذا يعني أنك غيرت استراتيجية القبول والرفض والعمل بشكل عام؟
- بالفعل حاليا أغير استراتيجية العمل على كل المستويات، ليس فقط في طريقة اختيار الأفلام، ولكن أيضا في أن أخرج وأتحدث للجمهور، من خلال الصحافة والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فأنا على سبيل المثال لم يكن لدي أي نشاط على السوشيال ميديا قبل عام ونصف. وبداية التفكير في التغيير كان قبولي بطولة فيلم «مولانا»، لأنه فيلم بالورقة والقلم يجب أن يخاف منه الممثل، فالجميع قال لي بأنه ليس جماهيريا، ولن ينجح، فكان هناك جرأة في اختيار توجه مختلف، وجرأة في تقديم شخصية الشيخ صاحب «الدم الخفيف»، ليضحك الجمهور. في نفس العام قدمت أيضا مسلسل «يونس» وقدمت شخصية «دمها خفيف» ومضحكة. لكن بعد مشاركتي في الدورة الثانية لمهرجان الجونة سبتمبر (أيلول) الماضي، وانشغال الناس بـ«شعري»، والانتقادات التي تعرضت لها، جعلني أتوقف وأسأل نفسي؛ «هل الجمهور إلى هذا الحد لم يتعامل مع عمرو سعد إلا من خلال الشخصيات التي قدمها، وبالتالي عندما خرجت لهم شعروا أنه ليس هو، لأنهم لا يعرفون سوى «شحاتة»، و«عبد العزيز»، و«الشيخ حاتم».
> هل الأفضل أن يعرف الجمهور عمرو سعد من خلال شخصيته في الواقع أم من خلال أدواره؟
- كنت في البداية أرى أن الأفضل، هو أن أتوارى خلف الشخصية التي أقدمها، ولكني اكتشفت أن هذا الأسلوب كان مفيدا في عصر عبد الحليم حافظ وأحمد زكي، لكن حاليا هذا الأسلوب أصبح مضرا للنجم لتطور الزمن، وقناعتي أن أحدا من هؤلاء العظماء إذا جاء في هذا الزمن وتعامل بنفس الطريقة ربما لا ينجح في أن يكون نجما، رغم حجم موهبته الكبيرة.
> هل الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة نجم؟
- بالتأكيد الموهبة وحدها لم تعد تكفي لصناعة نجم، فالعالم أصبح قائما على فكرة «البراند» أو العلامة التجارية والشخصية، سواء في صناعة الأدوية أو المشروبات، أو أي مجال، أما فكرة الاعتماد فقط على المحتوى فقد تراجعت كثيرا. سياسة «البراند» توحشت في العالم، ولم يعد من الممكن أن تفتتح مشروعا لصناعات يدوية مثلا دون أن تقوم بتسويقها جيدا، ستفشل حتى إذا كانت الأفضل. حاليا الإنسان يجلس في بيته ويرى العالم من خلال جهاز تليفون يحمله في يده، وبالتالي لا بد أن تصنع لنفسك «براند» لكي يتحمس المستهلك لمشاهدة المحتوى الذي تقدمه.
> لماذا لديك إحساس أنك مظلوم ولم تأخذ حقك؟
- هذا الإحساس انتقل إلى من حجم الرسائل التي تصلني عبر السوشيال ميديا، فجمهوري ينزعج عندما لا يرى نجمه يتم تقديره بالشكل الذي يستحقه خاصة في الإعلام، ورغم أنني وجدت كلامه إلى حد ما صحيحا، إلا أنني أتحفظ على كلمة «مظلوم»، لأنني بالفعل لست مظلوما وليس لدي إحساس بالظلم، فالجمهور هو الذي يشعر بذلك. بشكل شخصي، أرى أن علاقة الإعلام بي لا تتناغم مع علاقة الجمهور بي، والمخرجون الذين أعمل معهم عندما يشاهدون علاقة الجمهور بي في الشارع، يندهشون، لأنهم لا يرون ضجيجا حولي إعلاميا كما يرونه من الجمهور. وأنا لا أعفي نفسي من المسؤولية، فطريقتي فهمت خطأ وتسببت في أن يتخذ كثير من الصحافيين موقفا مني، ولكنني أريد أن أوضح بأن هذا نتيجة الخجل وليس نتيجة الغرور.
عمرو سعد: الموهبة ليست كافية لصناعة نجم
عمرو سعد: الموهبة ليست كافية لصناعة نجم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة