مصور سعودي يتخصص في تصوير النجوم والأجرام السماوية

العبد الكريم يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل التقاط الصور الفلكية.. وتكلفة أدواته التي بلغت 30 ألف ريال

 إحدى الصور الملتقطة للفضاء بكاميرا العبد الكريم
إحدى الصور الملتقطة للفضاء بكاميرا العبد الكريم
TT

مصور سعودي يتخصص في تصوير النجوم والأجرام السماوية

 إحدى الصور الملتقطة للفضاء بكاميرا العبد الكريم
إحدى الصور الملتقطة للفضاء بكاميرا العبد الكريم

بدأ المصور السعودي محمد العبد الكريم في هواية التصوير الفوتوغرافي مطلع عام 1998، وتخصص بعد ممارسة هوايته لعشر سنوات متواصلة، في مجال فريد من نوعه في السعودية وهو "التصوير الفلكي".
وبعد أن قرأ حول المجال وتشرب خلاصة تجارب المصورين الأجانب وأمّن المعدات اللازمة لتصوير النجوم والأجرام السماوية، بدأت تجارب المصور السعودي تنضج بعد أشهر من المتابعة والعمل الدؤوب على التقاط صور احترافية، معتمدا على ذاته في تقييم جودة الصور عبر مقارنة نتائجه بصور المحترفين والعمل على تطويرها في كل مرة.
يقول محمد العبد الكريم في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: "التصوير الفلكي، أفق واسع يمتد على مراحل يتدرج فيها المصور، عبر تطوير ذاته ومعداته، فبدأت من الكاميرات الرقمية ثم تطورت إلى الكاميرات الفلكية المتخصصة (CCD) والمونوكروم".
وعن سؤاله حول تكلفة هوايته، أشار العبد الكريم، إلى أن التصوير الفلكي يبدأ بتكلفة بسيطة، وكلما تطورت الإمكانات يتوسع المصور في ميزانيته، مشيرا إلى تجاوز تكلفة الكاميرات الاحترافية المتخصصة للتصوير الفلكي حاجز 30 ألف ريال.
ويزداد طول البعد البؤري للعدسات المستخدمة للكاميرات، باختلاف الهدف المراد التقاطه في السماء وتبعاً لها تختلف مقاسات فتحة العدسة التي تسمح بدخول المزيد من الضوء إلى إطار الصورة، فتستخدم للمساحات البعيدة عدسات "التلسكوب" المكبرة مع الكاميرات الاحترافية وتتراوح أبعادها البؤرية بين 700-900 مليمتر.
قبل التقاط الصورة، يوضح المصور الفلكي العبد الكريم أن الكاميرا يجب أن تثبت على حامل مخصص للتصوير الفلكي يتتبع حركة النجوم والأجرام في السماء بسرعتها، فلو حدثت استطالة للنجوم بحيث تمددت أثناء التقاط الصورة تصعب معالجة الصورة.
ووفقا لـ العبد الكريم، فأحد أهم مقومات نجاح التقاط صورة فلكية، هو التعريض الطويل، ويقاس بمقدار ضغط المصور على زر الالتقاط بشكل متواصل لمدة تتراوح من 15 دقيقة وحتى ساعة، بحسب تقديره لظلمة المكان ودرجة إضاءة النجوم في المساء، أو التقاط أكثر من ألف صورة خلال ثواني معدودة، ثم دمجها في صورة واحدة عبر برامج متخصصة على الحاسوب في معالجة الصور الفلكية، تستخدم على نطاق واسع في أنحاء العالم، وذات التقنية تستخدم عند التقاط الصور في غالبية المراصد الفلكية.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».