أعلن المواطنون في هضبة الجولان السورية المحتلة، الأربعاء، الإضراب عن العمل والتعليم؛ وذلك احتجاجاً على محاولة الحكومة الإسرائيلية أن تفرض عليهم لأول مرة وبالقوة إجراء انتخابات بلدية سوية مع الانتخابات البلدية الإسرائيلية، واحتجاجاً على أعمال القمع والاعتداء على المئات منهم، الذين خرجوا في مظاهرات رفضاً للانتخابات.
وأكد الأهالي، من خلال تصريحات قادة المظاهرات وشعارات وهتافات المتظاهرين، أنهم لن يتعاملوا مع البلديات «التي تعتبر منتخبة»؛ لأنهم لا يعترفون بها، ولا بمن وضعها في قيادة إسرائيل المحتلة. وأوضحوا، أنهم يرون في الانتخابات محاولة تكريس لاحتلالهم، وضمهم القسري إلى إسرائيل، وعملية تهويد تطمس هويتهم السورية.
المعروف أن الانتخابات الإسرائيلية في القرى السورية الأربع في الجولان المحتل، مجدل شمس، وعين قينيا، ومسعدة وبقعاتا، انتهت بفشل ذريع. فقد استقال جميع المرشحين لرئاسة مجلسي بقعاتا ومسعدة المحليين؛ ولذلك فقد اضطرت الحكومة إلى إلغاء الانتخابات في القريتين. في حين شارك في انتخابات مجلس مجدل شمس اثنان في المائة، وعين قينيا واحد في المائة فقط؛ ما يعني أن 98 في المائة - 99 في المائة قاطعوها.
وقال أحمد القضماني، أحد الشخصيات في مجدل شمس، إن الإجماع الوطني في الجولان للعلمانيين ولرجال الدين، فرض حرماناً دينياً واجتماعياً على كل من شارك في هذه الانتخابات. وقد أدى هذا الموقف إلى إفشال الانتخابات، التي تحولت إلى مسخرة. ويبدو أن مخابرات الاحتلال شمت رائحة هذه النتيجة من أول النهار، فاعتدت بالضرب المبرح على المتظاهرين. وأقل ما يمكن فعله احتجاجاً هو الإضراب، وبالطبع الإعلان عن رفض التعاون مع بلديات الاحتلال مثلما نرفض الهوية الإسرائيلية، طيلة السنوات الماضية منذ احتلال الجولان. وأكد أن موقف أهالي الجولان الراسخ ضد تثبيت الاحتلال يحمل طابعاً مبدئياً عميقاً وبعداً استراتيجياً أيضاً، «فنحن نتابع ما ينشر في إسرائيل عن مستقبل الجولان وكيف تريد الحكومة الإسرائيلية استغلال الحرب الأهلية لابتزاز اعتراف دولي بقانونهم التعسفي لضم الجولان إلى إسرائيل. وكل أهلنا هنا، الذين اختلفوا خلال السنوات السبع الأخيرة وانقسموا إلى قسمين، أحدهما مؤيد للنظام السوري، والآخر مؤيد للمعارضة، موحّدون اليوم ضد الاحتلال الإسرائيلي ومع الوطن الأم سوريا».
إضراب في الجولان رفضاً للانتخابات الإسرائيلية
إضراب في الجولان رفضاً للانتخابات الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة