النائب ديما جمالي لـ«الشرق الأوسط»: أرفض وصف طرابلس بـ«قندهار لبنان»

أكدت أن لا حكومة من دون «القوات»

النائب عن مدينة طرابلس ديما الجمالي
النائب عن مدينة طرابلس ديما الجمالي
TT

النائب ديما جمالي لـ«الشرق الأوسط»: أرفض وصف طرابلس بـ«قندهار لبنان»

النائب عن مدينة طرابلس ديما الجمالي
النائب عن مدينة طرابلس ديما الجمالي

أكدت النائب عضو كتلة «المستقبل» ديما جمالي، أن «نسبة التفاؤل بملف الحكومة باتت مرتفعة جداً، وهي قد تبصر النور في غضون أيام قليلة أو أسبوع على أبعد تقدير». وكشفت عن «وجود تطورات إيجابية وتنازلات وتعاون من كلّ الأطراف مع الرئيس الحريري، لإنجاح مساعيه في تأليف الحكومة»، لافتة إلى أن الرئيس المكلّف «يضع اللمسات الأخيرة على صيغة الحكومة، وهو بصدد إزالة العقد البسيطة التي استجدّت في الأيام الأخيرة».
واستبعدت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تشكل الحكومة من دون (القوات اللبنانية)، أو أي من المكوّنات والكتل الكبيرة والوازنة، وقالت إن الرئيس الحريري مصرّ على ترؤس حكومة وحدة وطنية تتمثّل فيه الأطراف الأساسية، خصوصاً (القوات)»، مشيرة إلى أن «البلد وصل إلى مرحلة دقيقة وحساسة، تتطلّب تضحيات جميع الفرقاء».
وشددت جمالي على أن الحريري يقدّم المصلحة الوطنية على المصالح الطائفية، لأنه يعتبر أن إنقاذ لبنان ينقذ الجميع، وغرق البلد سيودي بالجميع، وهذا لا يعني عدم حرصه على مصلحة الطائفة السنيّة: «ونحن نتفهّم كلّ الخطوات التي يقوم بها، كما أن الشارع السنّي يقدّر أهمية الدور الذي يتولاه رئيس الحكومة».
ولا يستبعد المتابعون لمسار تشكيل الحكومة، أن يكون الصراع على الحصص والحقائب، مقدّمة لمعارك ستنتقل إلى طاولة مجلس الوزراء، قد تؤدي إلى الإطاحة بمشروع الإنقاذ الاقتصادي الذي يهدد نتائج مؤتمر «سيدر»، ورداً على هذه الفرضيات شددت النائب ديما جمالي على «أهمية إطلاق المشروع الاقتصادي الذي حظي بثقة المشاركين في مؤتمر (سيدر)، وجميع اللبنانيين معنيون بإنقاذ الوضع الاقتصادي والوضع الاجتماعي». وقالت: «نتوقع تعاون كلّ الأطراف الذين يتفهمون خطورة الوضع، وهم معنيون بإنجاح المشروع الاقتصادي، والرئيس الحريري يعمل بكل طاقته لتأليف الحكومة بشكل عاجل، وإطلاق ورشة النهوض الاقتصادي التي لم تعد تحتمل المماطلة والتأجيل».
وتوقفت النائب المنتخبة عن مدينة طرابلس، عند مشاركة الرئيس الحريري في مؤتمر الاقتصاد والاستثمار الذي عقد يوم الأربعاء الماضي في المملكة العربية السعودية، والدعم السياسي والمعنوي الذي حظي به الحريري ولبنان من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، فاعتبرت أن الحريري «يمثّل ضمانة لبنان بشخصه وبالعلاقات التي بناها وطورّها على مستوى المنطقة والعالم لمواجهة المرحلة الصعبة»، مشيرة إلى أن الحريري «يحظى باحترام القادة العرب والمجتمع الدولي بدليل مشاركته في مؤتمر الرياض وحضوره اللافت إلى جانب ولي العهد السعودي، وهو يستثمر هذه العلاقات لصالح لبنان، وعلى القيادات اللبنانية الأخرى أن تواكبه في تطبيق الإصلاحات المطلوبة».
ولاحظت جمالي أن عاصمة لبنان الشمالي طرابلس «تعاني أعلى نسبة من الحرمان والفقر والبطالة، وباتت بحاجة إلى اهتمام كبير». وأضافت: «لا يمكن إطلاق مشاريع في المدينة إلا بعد تشكيل الحكومة وتفعيلها مجموعة من المشاريع، أهمها توسعة وتطوير مرفأ طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي، وتشغيل مطار القليعات المدني»، مؤكدة أن نواب طرابلس «لا يمكنهم القيام بنقلة نوعية إلا بعد تحريك العملية الاقتصادية على مستوى لبنان، والكل في حالة انتظار لتشكيل الحكومة وانطلاقتها بسرعة كبيرة».
وعبرت النائب ديما جمالي عن تفهمها للنقمة الكبيرة لدى أبناء طرابلس، وتوجهت إليهم بالقول: «نتحسس أوضاعكم وأوجاعكم ونحن إلى جانبكم لنعمل بأقصى جهد وضمن إمكاناتنا المحدودة، ونطلب منكم بعض الصبر إلى أن تبدأ خطة إنقاذ البلد، وأعتقد أن الأمور باتت أقرب إلى الواقع». ورفضت النائب وصف بعض مناطق طرابلس الفقيرة مثل باب التبانة والزاهرية بـ«قندهار» لبنان. وذكرت بأن طرابلس «كانت وستبقى مدينة العلماء، ومدينة الثقافة والتنوع». وعزت استمالة بعض الشباب نحو التطرف، إلى «الحرمان الذي يغرق به هؤلاء الشباب، وهذا ما يشكل بيئة قابلة لتغلغل الجماعات المتطرفة التي تستميل صغار السنّ العاطلين عن العمل»، مشددة على أن «طرابلس تشكل أولوية الرئيس الحريري في المرحلة المقبلة، وهو وعد بأن تحصل المدينة على حقوقها وهذا ما نعمل له بإذن الله».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.