فشل محاولة روسية في الأمم المتحدة لصَون معاهدة «النووي المتوسّط»

مقر الأمم المتحدة في نيويورك (ويكيبيديا)
مقر الأمم المتحدة في نيويورك (ويكيبيديا)
TT

فشل محاولة روسية في الأمم المتحدة لصَون معاهدة «النووي المتوسّط»

مقر الأمم المتحدة في نيويورك (ويكيبيديا)
مقر الأمم المتحدة في نيويورك (ويكيبيديا)

ردّت لجنة ضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة متخصصة في شؤون نزع الأسلحة طلباً تقدّمت به روسيا لمناقشة مشروع قرار يهدف إلى المحافظة على معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي تريد الولايات المتحدة الانسحاب منها. ورفضت 55 دولة في تصويت أجري أمس (الجمعة) تسجيل هذا النقاش على جدول أعمال اللجنة، مقابل 31 دول أيدت طلب روسيا وامتناع 54 دولة عن التصويت.
وتعتبر دول عديدة رفضت طلب موسكو أن موضوع معاهدة الأسلحة النووية يعود أولا إلى مجلس الأمن لأن قراراته ملزمة خلافا للنصوص التي يمكن أن تتبناها الجمعية العامة. وأثناء النقاشات، أكدت روسيا أنها تحتفظ بإمكان تقديم مشروع قرار أمام مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة تتمتع بحق النقض. ويمكن لموسكو أيضاً أن تقترح التصويت على القرار مباشرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، وإن من دون تبنّي اللجنة المكلفة شؤون نزع الأسلحة القرار مسبقا.
وقال سفير روسيا في المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزيا إنه يأمل في إجراء تصويت في الجمعية العامة "في أقرب وقت ممكن". وأوضح دبلوماسي روسي في وقت سابق أمام اللجنة التابعة للجمعية العامة أن "الأسرة الدولية ملزمة التصرّف حيال هذا الوضع ذي التداعيات الكارثية" إذا انسحبت الولايات المتحدة من المعاهدة.
وشرح السفير الأميركي المكلف شؤون نزع الأسلحة روبرت وود أمس موقف واشنطن مؤكداً أمام اللجنة أن الولايات المتحدة حاولت "خلال خمس سنوات ونصف السنة التحدث مع روسيا" عن انتهاكاتها لمعاهدة الأسلحة النووية. وأضاف: "بدلاً من قبول النقاش، لم نحصل إلا على نفي واتهامات مضحكة تشير إلى أن الولايات المتحدة هي من ينتهك المعاهدة".
وأكد الدبلوماسي الأميركي أن "الولايات المتحدة صبورة للغاية مع روسيا وأملنا أن يفعل هذا البلد ما يجب فعله وهو تدمير" الصواريخ التي تنتهك المعاهدة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن في 20 أكتوبر (تشرين الأول) أنّ بلاده ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمتها مع موسكو في 1987، متّهماً روسيا بأنّها "تنتهك منذ سنوات عدة" هذه الاتّفاقية التي تنصّ على سحب الصواريخ التي يراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر.
ومشروع القرار الذي تقدّمت به موسكو ونشرته وسائل الإعلام "يدعو روسيا والولايات المتحدة إلى مواصلة مشاورتهما حول احترام التزاماتهما بموجب معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى". ويطلب أيضاً إحياء "الحوار البناء حول المسائل الاستراتيجية، المبني على مبادئ الانفتاح والاحترام المتبادل"، على أمل أن "يساهم هذا الحوار في تحقيق مزيد من التقدم بشأن خفض الأسلحة النووية وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين".
ويطلب المشروع "احتراماً كاملاً وصارماً" للمعاهدة ويدعو "كل الدول الموقعة عليها إلى القيام بجهود تهدف إلى تعزيز المعاهدة والحفاظ على فعاليتها". ويقترح على الموقعين "تدابير تعاون إضافية لتعزيز الثقة" و"تطبيق معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى".


مقالات ذات صلة

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

العالم من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا، مستجدات الأوضاع السورية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي غزيون يسيرون بين أنقاض المباني المنهارة والمتضررة على طول شارع في مدينة غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطلب أكثر من 4 مليارات دولار لمساعدة غزة والضفة في 2025

طلبت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، أكثر من أربعة مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية لثلاثة ملايين شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحضر مؤتمراً صحافياً في بريتوريا، جنوب أفريقيا، 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

غوتيريش: نرى بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأربعاء)، خلال زيارة إلى جنوب أفريقيا، أن هناك بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.