رئيس مفوضية «الأوروبي»: تونس لن تكون منصة لمخيمات اللاجئين

TT

رئيس مفوضية «الأوروبي»: تونس لن تكون منصة لمخيمات اللاجئين

أكد رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر، أمس، أن تونس لن تكون منصة لوضع مخيمات للاجئين، وهو المقترح الذي طرح في السابق بين دول التكتل الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط.
وجاء تأكيد رئيس المفوضية، الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس منذ أول من أمس الخميس، أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أمس، حسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس.
واقترحت دول من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق أن يجري وضع مراكز لإيواء المهاجرين غير الشرعيين من طالبي اللجوء في شمال أفريقيا، ومن بينها تونس، على أن يجري دراسة طلباتهم قبل دخولهم الاتحاد الأوروبي.
لكن تونس وباقي دول المنطقة ترفض هذه الخطوة بشدة.
وتعهد يونكر أمس بسحب تونس من القائمة الرمادية للدول غير المتعاونة ضريبيا، والتي كان الاتحاد قد كشف عنها في فبراير (شباط) الماضي، مطلع عام 2019، ودعا لأن تعمل مؤسسات الاتحاد من أجل تحقيق هذا الهدف.
كما أعلن يونكر عن زيادة عدد الطلبة في إطار برنامج «أوروبا المبدعة، إيراسموس»، وإدراج تونس في برنامج الحماية المدنية الأوروبية، خاصة بعد التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة.
من جانبه، حث رئيس الحكومة يوسف الشاهد الاتحاد الأوروبي العمل على التسريع في إجراءات اتفاقية السماوات المفتوحة، والتفاوض بشأن صادرات تونس لزيت الزيتون، ودعم تونس مع المؤسسات المالية المقرضة.
وقال الشاهد أمس إن بلاده جاهزة لاتفاق السماوات المفتوحة مع أوروبا، مبرزا أن انطلاقها سيعطي الاقتصاد التونسي دفعة قوية وسيعزز النمو.
وجاءت تصريحات الشاهد بينما هددت نقابات عمالية بموجة إضرابات إذا تم توصل لاتفاق في هذا الخصوص، قائلة إنه سيتسبب في انهيار الخطوط الجوية التونسية المملوكة للدولة، خصوصا أن إصلاحها معطل منذ سنوات.
وتتعهد النقابات العمالية في تونس بالتصدي لخطط الحكومة للمضي قدما في تحرير الأجواء، دون إعادة هيكلة الخطوط التونسية المملوكة للدولة، وتخفيف الأعباء المالية عن الشركة، التي تعتبر من أكبر مشغلي العمالة بين الشركات العامة في البلاد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.