ارتفاع أسعار النفط يزيد من تكاليف دعم المواد البترولية في مصر

تسبب ارتفاع اسعار النفط العالمية في بزيادة تكاليف دعم المحروقات في مصر فوق المتوقع (رويترز)
تسبب ارتفاع اسعار النفط العالمية في بزيادة تكاليف دعم المحروقات في مصر فوق المتوقع (رويترز)
TT

ارتفاع أسعار النفط يزيد من تكاليف دعم المواد البترولية في مصر

تسبب ارتفاع اسعار النفط العالمية في بزيادة تكاليف دعم المحروقات في مصر فوق المتوقع (رويترز)
تسبب ارتفاع اسعار النفط العالمية في بزيادة تكاليف دعم المحروقات في مصر فوق المتوقع (رويترز)

كشفت الحكومة المصرية عن بيانات أمس تُظهر أن ارتفاع أسعار النفط العالمية ساهم في زيادة تكاليف دعم المواد البترولية خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، والذي يبدأ في يوليو (تموز)، عن التقديرات السابقة.
ونقلت صحيفة «الشروق» المصرية أمس عن وزير البترول قوله إن دعم المواد البترولية خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية بلغ 23.25 مليار جنيه (1.3 مليار دولار) مرتفعا بنحو مليار جنيه فوق المستهدف في الموازنة العامة.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، نفت مصادر حكومية مصرية أن هناك توجها لرفع أسعار المحروقات خلال الفترة المتبقية من عام 2018. وكانت قيمة دعم المواد البترولية خلال الربع الأول من العام المالي السابق 2017 - 2018 أعلى بشكل طفيف عن قيمتها في الربع الأول من العام الحالي، حيث بلغت آنذاك 23.5 مليار جنيه.
ونسبت الصحيفة إلى الوزير طارق الملا قوله إن «زيادة أسعار النفط العالمية رفعت الفاتورة عن المستهدف في الربع الأول من العام المالي الحالي، والذي كان من المقرر أن يبلغ 22.5 مليار جنيه». لكنه أوضح أن انخفاض استهلاك المواد البترولية في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة المالية الحالية 2018 - 2019 أسهم في الحد من الزيادة، وخاصة انخفاض استهلاك السولار والمازوت.
واستهدفت الحكومة تخصيص 110 مليارات جنيه دعما للمواد البترولية خلال السنة المالية الماضية، إلا أن قيمة الدعم بنهاية 2017 - 2018 بلغت 120.8 مليار جنيه. وقدرت وزارة المالية المصرية دعم المواد البترولية للسنة المالية الحالية بنحو 89 مليار جنيه.
وكان خام القياس العالمي برنت عند نحو 80 دولارا للبرميل خلال تعاملات أمس، قرب أعلى مستوى في أربع سنوات، ارتفاعا من نحو 75 دولارا قبل ثلاثة أشهر. بينما توقعت الحكومة المصرية في موازنة 2018 - 2019 أن يكون متوسط سعر برميل برنت 67 دولارا.
وقالت الحكومة المصرية في البيان المالي لموازنة العام الحالي، إن من أبرز المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد المصري في الفترة الراهنة «استمرار أسعار البترول في الارتفاع واستقرارها فوق مستويات 65 إلى 70 دولارا للبرميل في ضوء قيام منظمة أوبك وروسيا بخفض الإنتاج بالتزامن مع زيادة الطلب على البترول في ضوء استقرار معدلات النمو العالمي عند مستويات جيدة».
ورفعت مصر في يونيو (حزيران) أسعار الوقود بنسب بين 17.5 في المائة و66.6 في المائة في إطار برنامج إصلاح اقتصادي مدته ثلاث سنوات، يشمل خفض دعم الطاقة والمياه سنويا وإقرار عدد من القوانين الجديدة المحفزة للاستثمار.
وكانت تلك هي المرة الثالثة التي ترفع فيها الحكومة أسعار الوقود منذ تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 ضمن اتفاق قرض قيمته 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي.
ويمثل دعم المواد البترولية نسبة مهمة من إجمالي الدعم السلعي في مصر، وصلت لنحو 45 في المائة خلال موازنة العام الحالي، لذا تعول الحكومة على تحرير أسعار الوقود لتخفيض العجز المالي، لكن عوامل مثل أسعار النفط العالمية وضعف العملة المحلية أمام الدولار يحدان من التأثير المالي الإيجابي لرفع أسعار الوقود.
ومع تحرير سعر الصرف، فقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام الدولار مما رفع من تكاليف بنود الوقود المستوردة وزاد من حدة تكلفة دعم المواد البترولية. وقفزت قيمة دعم المواد البترولية في 2016 - 2017 إلى 115 مليار جنيه، مقابل 51 مليار جنيه في العام السابق عليه، لكن العملة لم تواجه في الفترات اللاحقة انخفاضات حادة مماثلة أمام الدولار مما قلل من ضغوط سعر الصرف على تكاليف الدعم.
وبحسب البيان المالي لموازنة 2018 - 2019 فإن تراجع قيمة العملة المحلية بجنيه واحد مقابل الدولار يؤدي لزيادة دعم المواد البترولية بنحو 12.5 مليار جنيه، ما يمثل 0.24 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.