خوسط مؤشرات على تراجع حظوظ رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة ينتظر التحالف الوطني الشيعي أن يحسم التحالف الكردستاني اليوم مرشحه لرئاسة الجمهورية لغرض البت بمرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء.
وبعد يوم واحد من لقاء المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، بأمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني فقد تسلم السيستاني أمس رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تتعلق بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة عراقية مقبلة تحظى بمقبولية وطنية وهو العائق الذي بات يمنع عمليا المالكي من الاحتفاظ بمنصبه في ظل رفض المكونين الكردي والسني له.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ميلادينوف، في مؤتمر صحافي عقده بالنجف عقب لقائه السيستاني إنه «ناقش مع المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني أوضاع النازحين، وهناك قلق مشترك في هذا الشأن»، مبينا «إننا نقلنا رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يثمن جهود السيستاني في محاربة الطائفية ومواقفه الإنسانية». وأكد ميلادينوف على «أهمية الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بمقبولية وطنية والرجوع في حل المشكلات إلى الدستور»، داعيا القيادات السياسية إلى أن «تكون برؤية جديدة لمواجهة الإرهاب والطائفية في العراق». وطالب ميلادينوف القيادات السياسية بـ«الابتعاد عن الخطاب المتطرف ومساعدة النازحين والمهجرين، فهناك ما يزيد على مليون شخص فقدوا منازلهم»، مبديا قلقه من «تيار يستهدف الأقليات والجماعات الدينية». ولفت إلى أن «العراق بحاجة إلى الدعم الدولي، كونه يواجه تهديدا من تنظيم داعش»، مؤكدا أن «العراق ليس وحده من يواجه التطرف بل كل المنطقة».
وعلى صعيد المباحثات والمناقشات التي تجريها الكتل السياسية للإسراع باستكمال رئاستي الجمهورية والوزراء فإنه وفي ضوء ما أكده قيادي كردي بارز لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه فإن «عودة الرئيس جلال طالباني إلى السليمانية لن يكون لها تأثير على ترجيح كفة أي من المرشحين الكرد الأربعة لرئاسة الجمهورية لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بكون الصراعات داخل المكتب السياسي للاتحاد الوطني قطعت شوطا بعيدا في الخلافات بحيث يصعب في هذه المرحلة زج الرئيس طالباني بها وهو في وضع صحي لا يمكنه من التدخل في تفاصيل خلافية هناك من هو مقرب منه (زوجته هيرو خان) طرف فيها». وأضاف القيادي الكردي «وهناك أيضا عامل الوقت الذي بدأ يضغط بقوة، إذ يتعين على الكرد تقديم مرشحهم (اليوم) الأحد طبقا للمهلة التي حددتها رئاسة البرلمان وبالتالي لا يمكن العودة إلى المربع الأول في تحديد من هو الشخص الأوفر حظا».
وطبقا لآخر تطورات الموقف على صعيد رئاسة الجمهورية وما يتداوله المكتب السياسي للاتحاد الوطني في اجتماعاته، كشف القيادي الكردي عن أن «المكتب السياسي استبعد نهائيا نجم الدين كريم (محافظ كركوك) المدعوم من زوجة طالباني بعد أن ظهر أنه تقدم بأوراقه للترشيح من دون موافقة المكتب السياسي، بالإضافة إلى أنه نسق عن طريق قيادي كردي آخر مع رئيس الوزراء نوري المالكي بهذا الشأن». وتابع «كما أن برهم صالح المرشح القوي الآخر جرى استبعاده لوجود فيتو عليه من هيرو خان الأمر الذي فتح الطريق أمام مرشحي تسوية وهما فؤاد معصوم وعدنان المفتي». وأوضح القيادي الكردي أنه «على الرغم من أن المفتي مقرب من رئيس الإقليم مسعود بارزاني فإن هناك عائقا دستوريا يحول دون ترشحه لمنصب رئيس جمهورية العراق وهو أنه غير متزوج وبالتالي فإن المرشح الذي بات الأوفر حظا بالمنصب هو القيادي البارز فؤاد معصوم الذي كان يشغل منصب رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي».
ومما زاذ الوضع إربا كان شيعيا، فإنه وطبقا لما أكده لـ«الشرق الأوسط» القيادي في تحالف «أوفياء للوطن» عزة الشابندر الذي انشق العام الماضي عن المالكي، فإن الأخير «أدرك إنه لم يعد ممكنا القبول به كمرشح سواء عن التحالف الوطني أو حتى دولة القانون لا سيما بعد أن تخلت إيران عنه ورمت الكرة في ملعب المرجعية الدينية في النجف ولا سيما السيد السيستاني، بالإضافة إلى عدم مقبوليته من قبل الكرد والسنة وهو الشرط الأساس الذي حددته المرجعية لأي مرشح شيعي لرئاسة الوزراء وذلك بأن يحظى بمقبولية وطنية وهو ما لم يعد متوفرا في المالكي بعد دورتين حكوميتين». وردا على سؤال عما إذا كان هناك عدم قبول ضمني من قبل السيستاني بالمالكي أم رفض صريح، قال الشابندر «هناك رفض صريح ومكتوب من قبل السيد السيستاني»، مشيرا إلى أن «بديل المالكي من داخل دولة القانون للترشح لرئاسة الوزراء، مدير مكتبه والقيادي البارز في حزب الدعوة طارق نجم، أبلغ قيادات التحالف الوطني رفضه قبول المنصب». وأوضح الشابندر أن «إيران والمرجعية حريصتان على التحالف الوطني ووحدته أكثر من حرصهما على أي جزئية أخرى، وبالتالي فإن المالكي بات يميل الآن إلى البحث عن حظوظ دولة القانون في المواقع السيادية»، عادا أن «المرشح الأقوى الآن لرئاسة الوزراء هو أحمد الجلبي».
من ناحية ثانية، كشف مصدر في الاتحاد الوطني الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه، عن أن الحزب قدم بشكل رسمي مقترحا إلى رئاسة إقليم كردستان بتنازل الحزب عن منصب رئيس الجمهورية للعرب مقابل اعتراف بغداد بسيطرة الأكراد على المناطق المتنازع عليها.
وقال المصدر: «إن الاتحاد الوطني قدم رسميا طلبا إلى رئاسة إقليم كردستان، يقترح فيه أن يتنازل الأكراد عن منصب رئاسة الجمهورية العراقية مقابل الاعتراف القانوني من قبل بغداد بعودة كافة المناطق المتنازع عليها إلى الإقليم وإنهاء المادة 140 بشكل كامل». وأضاف المصدر أن «المقترح سيناقش من قبل القيادة السياسية في كردستان وإذا وافقت عليه الكتل الكردستانية سيقدم إلى بغداد فيما بعد للاتفاق عليه».
قيادي كردي: فيتو زوجة طالباني على برهم صالح يعزز فرص معصوم لتولي رئاسة العراق
https://aawsat.com/home/article/141956
قيادي كردي: فيتو زوجة طالباني على برهم صالح يعزز فرص معصوم لتولي رئاسة العراق
التحالف الشيعي ينتظر الحسم اليوم ليعلن مرشحه لمنصب رئيس الوزراء مع تراجع حظوظ المالكي
برهم صالح
- بغداد: حمزة مصطفى
- أربيل: «الشرق الأوسط»
- بغداد: حمزة مصطفى
- أربيل: «الشرق الأوسط»
قيادي كردي: فيتو زوجة طالباني على برهم صالح يعزز فرص معصوم لتولي رئاسة العراق
برهم صالح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة



