الرئيس الكازاخستاني يدعو شيخ الأزهر للمشاركة في مؤتمر دولي لنبذ العنف

لتعزيز الحوار بين الأديان وتصويب المفاهيم الخاطئة

TT

الرئيس الكازاخستاني يدعو شيخ الأزهر للمشاركة في مؤتمر دولي لنبذ العنف

دعا الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لحضور مؤتمر دولي، يعقد في العاصمة الكازاخية آستانة لنبذ العنف. وأكد أرمان إيساجالييف، سفير كازاخستان بالقاهرة، أهمية مشاركة شيخ الأزهر في الدورة السادسة لمؤتمر «زعماء الأديان» الأربعاء المقبل، لترسيخ مفاهيم الإسلام السامية، وتعزيز مبدأ التسامح الذي يعد إحدى ركائز الرسائل السماوية. مشيراً إلى أنه «سلم شيخ الأزهر أمس، رسالة رسمية من الرئيس الكازاخستاني لحضور المؤتمر، تقديراً لدور شيخ الأزهر في الدعوة إلى السلام في العالم، ونشر الدين الإسلامي الحنيف، ومكافحة التطرف، وتعزيز حوار الحضارات على المستوى الدولي، وتطوير العلاقات بين مصر وكازاخستان في مجال الشؤون الدينية».
وعقد المؤتمر الأول «لزعماء الأديان العالمية والتقليدية» في سبتمبر (أيلول) عام 2003 بمبادرة من الرئيس نزارباييف... ويتمثل الهدف الرئيسي من المؤتمر في صياغة الحوار بين الأديان في هذا العالم المضطرب، والتقريب بين الحضارات من خلال الحوار، ودعم جهود حل النزاعات بطريقة سلمية... وبرز المؤتمر كمنبر عالمي متميز في سبتمبر عام 2006 حيث حضره زعماء الأديان من أكثر من خمسين دولة.
وقال سفير كازاخستان، إن المؤتمر سيركز على قضايا الشباب، والتعليم، والإعلام، ودور رجال السياسة والدين، في نبذ التطرف والعنف، وكيفية انتشال «المنخرطين» في أعمال العنف من دوامة التطرف، مؤكداً اهتمام كازاخستان ببذل الجهود المشتركة من أجل تجاوز الأحكام المسبقة، والجهل، والفهم الخاطئ للأديان الأخرى، مع التركيز على ما يوحد الأديان ليس على ما يفرقها.
والمؤتمر السادس لـ«زعماء الأديان العالمية والتقليدية» سوف ينعقد يومي 10 و11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «قادة عالميون من أجل عالم آمن» بمشاركة كثير من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين. وعن لقاءات شيخ الأزهر في كازاخستان، أوضح إيساجالييف، أن الدكتور الطيب سوف يلتقي والوفد المرافق، الرئيس نزارباييف في القصر الرئاسي أق أوردا، لمناقشة سبل تطوير التعاون بين الأزهر، والمؤسسات الدينية والوكالات المعنية في الشؤون الإسلامية في كازاخستان في مجال تطوير الدراسات الإسلامية وعلومها. لافتاً إلى أن شيخ الأزهر سوف يلتقي خلال زيارته قاسم جومارت توقايف، رئيس مجلس الشيوخ لبرلمان كازاخستان، وسيريك أوراز، مفتي الديار الكازاخية، فضلا عن إلقاء محاضرة في أكبر جامعة وطنية في كازاخستان. مشددا على أن الأزهر يمكن أن يسهم في الفهم الصحيح للأديان، وإيجاد حلول مناسبة للمشكلات القائمة، والأزهر يستطيع توجيه وإرشاد ثقافات أفراد المجتمع والمجموعات الدينية المختلفة ودعم العلاقات الإنسانية ومواجهة التعصب الديني والصراعات المعاصرة، موضحاً أن «آستانة عازمة على الاستمرار في تعزيز الحوار بين الأديان على أرضها، ومن أجل ذلك تم إنشاء قصر السلام والمصالحة عام 2006 لاستضافة هذه الحوارات».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.