محكمة إسرائيلية تغرم «حماس» 1.5 مليون دولار

TT

محكمة إسرائيلية تغرم «حماس» 1.5 مليون دولار

استنادا إلى «قانون القومية» العنصري، الذي لم يمض على إقراره أكثر من شهرين، قررت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس، فرض غرامة على حركة حماس مقدارها 1.5 مليون دولار، تعويضا لإسرائيليين أصيبوا في عملية مسلحة وقعت عام 1998.
فقد قرر القاضي موشي دروري، في سابقة قانونية، أن «من حق اليهودي الذي أصيب في عملية أن يحصل على تعويض مالي، حتى من دون إثبات وقوع ضرر»، وذلك استنادا إلى بند في قانون القومية، ينص على أن «الدولة تهتم بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي». وقرر القاضي، إلزام حركة حماس بدفع تعويضات بقيمة 5.4 مليون شيكل (تعادل 1.5 مليون دولار أميركي) لمقدم الدعوى ديفيد مشيح وأبناء عائلته.
وبحسب بروتوكول المحكمة، فإن مشيح أصيب عندما كان في سن 28، نتيجة انفجار عبوة ناسفة وضعت في سلة قمامة. وقدم الدعوى عام 2007 ضد حركة حماس والسلطة الفلسطينية، ولكن القرار صدر ضد حركة حماس فقط. وكما هو متبع في دعاوى من هذا النوع، حدد القاضي غالبية المبلغ، استنادا إلى إثبات الضرر الذي وقع لمشيح، وهو واحد من 16 إسرائيليا كانوا قد أصيبوا نتيجة للعملية بينهم أبناء عائلته، مثل «فقدان الدخل والأضرار النفسية»؛ إلا أن القضاء الإسرائيلي يسمح في حالات استثنائية خاصة، بزيادة مبلغ التعويض، وفرض «تعويضات عقابية» لا تستلزم إثبات وقوع الضرر، وذلك بذريعة «العقاب والردع».
وأشار دروري في قراره، إلى أن المحاكم الإسرائيلية أصدرت قرارات بدفع تعويضات من هذا النوع في 4 دعاوى فقط، قدمها إسرائيليون أصيبوا في عمليات. وفي اثنتين من الدعاوى، أصدر دروري نفسه القرار، وهو من تداول في كل دعاوى التعويضات في المحكمة المركزية في القدس. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أصدرت المحكمة العليا قرارا بتعويض من هذا النوع، لعائلة عميت عاموس منتين، الذي قتل في باقة الغربية عام 2003 برصاصة في الرأس. وقال دروري إن التوجه إلى مثل هذه القضايا، قد تغير في ظل «قانون القومية» الذي سن في يوليو (تموز) الماضي، حيث ينص البند «6 أ» منه، على أن «الدولة تهتم بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي، ومواطنيها الذين تواجههم مشكلات بسبب يهوديتهم أو مواطنتهم». وقال أيضا، إن «العملية التي وقعت تشير إلى أن الدولة لم تنجح في مهمتها بضمان أمن أبناء الشعب اليهودي، ولذلك، وكبديل، عليها أن تدعم، ولا تعرقل، حصول يهودي تضرر في العملية التي نفذت من قبل حماس، على أقصى تعويض ممكن بموجب القضاء الإسرائيلي». وتطرق القاضي بشكل مقتضب، إلى الصعوبة في استخدام قانون القومية الذي تم سنه قبل شهرين، على دعوى تتصل بعملية نفذت قبل 20 عاما، وأشار إلى أنه «لا مانع من سريان قانون أساس بأثر تراجعي».
والمعروف أن دروري (69 عاما)، قاض مشهور بأحكامه القاسية على العرب. وكان قد سبق أن أزيل ترشيحه للمحكمة العليا عام 2009، بسبب قراره تبرئة طالب في أحد المدارس التلمودية دهس شابة إثيوبية. كما سبق أن تذمرت المدعية العامة في منطقة القدس سابقا، نوريت ليتمان، بسبب سلسلة من التصريحات العنصرية لدروري ضد مدعية عربية من النيابة العامة، خلال مناقشة قضية قاصر يهودي اتهم برشق الحجارة على العرب. وفي العام الماضي، أصدر دروري قرارا جاء فيه، أنه «يجب عدم إدانة فتى يهودي في جيل 15 عاما ألقى زجاجة حارقة، أو رشق الحجارة باتجاه مركبات العرب، وذلك من خلال الأخذ بالحسبان الصدمة التي مر بها عندما اختطف أحد أصدقائه في الحارة»، على حد قوله.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».