تونس: «اتحاد الشغل» يطلق حملة لمنع بيع مؤسسات عمومية

رئيس الوزراء يتعهد بعدم فرض ضرائب جديدة خلال العام المقبل

TT

تونس: «اتحاد الشغل» يطلق حملة لمنع بيع مؤسسات عمومية

أطلق الاتحاد العام التونسي للشغل، كبرى المنظمات النقابية في تونس، حملة للتصدي إلى خطط الحكومة لبيع مؤسسات عمومية إلى القطاع الخاص، حسبما أفادت أمس وكالة الأنباء الألمانية.
ونشر الاتحاد أمس قائمة تضم أكثر من 20 مؤسسة عمومية، قال إنها مشمولة من قبل الحكومة بخطط البيع بالكامل إلى القطاع الخاص. وقال في بيان هذه: «قائمة أولية للشركات التي تريد الحكومة بيعها. والغريب في الأمر أن أغلبها شركات رابحة».
وتضم القائمة مؤسسات صناعية وبنوكاً، وشركات نقل ومؤسسات إعلامية عمومية، وشركات اتصالات وخدمات.
وأرفق الاتحاد حملته بشعار «صلح ما تبيعش» (أصلح ولا تبع). وقال سامي الطاهري، الأمين العام المساعد في الاتحاد والمتحدث الرسمي باسم المنظمة إن «الخيارات الليبرالية للدولة، وتوصيات صندوق النقد، وضغوط اللوبيات تدفع باتجاه تخلي الدولة عن مسؤولياتها في التمويل العمومي، بدعوى تشجيع المبادرة الخاصة».
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق عن خطط لإصلاح المؤسسات العمومية، التي تواجه صعوبات مالية ضمن حزمة كبرى من الإصلاحات لإنعاش الاقتصاد، من بينها الضغط على كلفة الأجور، واقترحت بيع عدد منها. لكنها تواجه معارضة من قبل اتحاد الشغل.
وأضاف الطاهري أن «نقل المؤسسات إلى إدارة القطاع الخاص لن يغير الوضع، لأننا نعتقد أن المشكل يكمن في سوء الحوكمة والفساد والتهريب والاحتكار». مشدداً على أن «المؤسسات العمومية ساهمت في بناء اقتصاد البلاد منذ ستينات القرن الماضي، ويمكن إصلاحها إذا قامت الدولة بواجبها».
من جهتها، تقول الحكومة إن عددا من المؤسسات العمومية، ومن بينها البنوك على وجه الخصوص، تواجه خطر الانهيار بسبب عجزها المالي المستمر، والزيادة الكبيرة في عدد الموظفين. وقد صرح رئيس الحكومة يوسف الشاهد في وقت سابق بأن الديون المتراكمة للمؤسسات العمومية بلغت 65 مليار دينار (نحو 24 مليار دولار) سنة 2016، ما يؤثر بشكل مباشر على المالية العمومية والاستثمار والتنمية.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوزراء يوسف الشاهد أمس إن بلاده لن تفرض ضرائب جديدة على الأشخاص أو الشركات في موازنة 2019، لكنها ستستمر في إصلاح نظام الدعم المكلف.
وقامت تونس بعدة خطوات إصلاحية من أجل تحقيق مطالب المانحين لإصلاح اقتصادها، وخفض العجز في ميزانيتها في ظل اضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011. وفي ظل عدم رغبتها في تقليص حجم الخدمة المدنية المتضخم بسبب مقاومة مثل ذلك الإجراء من جانب الاتحادات العمالية، رفعت الحكومة الضرائب عدة مرات، وهو ما تسبب في أعمال شغب امتدت لأسابيع في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأضاف الشاهد في كلمة له إن بلاده لن تفرض ضرائب جديدة على الشركات، أو الأفراد من أجل دعم النمو وزيادة جاذبية الشركات. لكنه أوضح أن الحكومة ستواصل إصلاح نظام الدعم الذي يضغط على المالية العامة.
ورفعت السلطات التونسية أسعار الوقود هذا الشهر بنحو 4 في المائة، وهي الزيادة الرابعة خلال العام الجاري. فيما قال مسؤولون إن تكلفة دعم الوقود هذا العام سترتفع من 1.5 مليار دينار (542 مليون دولار) متوقعة أن يصل إلى 4.3 مليار دينار، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وبالتزامن مع ذلك يضغط صندوق النقد الدولي على تونس من أجل خفض العجز في ميزانيتها، ورفع أسعار الوقود والكهرباء.
وتعهد الشاهد بالمضي قدماً في قرارات لا تحظى بتأييد شعبي، موضحاً أن الحكومة ستنفذ العام المقبل إصلاحات تشمل الإعانات والمساهمات في الرفاه الاجتماعي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.