شاشة الناقد: July 22

لقطة من «22 يوليو»
لقطة من «22 يوليو»
TT

شاشة الناقد: July 22

لقطة من «22 يوليو»
لقطة من «22 يوليو»

July 22
> إخراج: ‪بول غرينغراس‬
> تمثيل: أندريا دانيلسن لاي، بوناس غرافلي، جون أويغاردن، ماريا بوك.
> دراما | الولايات المتحدة - 2018
> تقييم: (جيد)

في الثاني والعشرين من يوليو (تموز) 2011 أقدم اليميني النرويجي المتطرف أندرس برافيك (أندرس دانيالسن لاي) على قيادة شاحنة بيضاء صغيرة محمّـلة بالمتفجرات دخل بها مرآب مبنى حكومي غير بعيد عن مبنى رئاسة الوزراء،، ثم تركها هناك وسار مبتعداً عنها. بعد قليل تنفجر مخلفة قتلى وجرحى وحرائق.
من هناك يتوجه برافيك إلى جزيرة أوتويا الصغيرة، حيث يمضي أكثر من مائة طالب وطالبة نزهة بإشراف مدرسيهم ومسؤوليهم الذين نصبوا للغاية خيماً في باحة الموقع. يقود سيارة أخرى. يجتاز جسراً ويصل إلى حيث «العبّـارة» التي ستقله هناك. حال وصوله يقتل إحدى المدرسات ورئيس الأمن، ثم ينطلق ليفتح النار على الجميع. النتيجة 77 قتيلاً وعشرات الجرحى، ثم جروح بدنية ونفسية وعاطفية لا تندمل تركها في ذوات الضحايا الناجين.
يمارس بول غرينغراس التوليف الذي برع به دوماً. لا يضيع أي وقت وعوض أن يتناول الفيلم العملية الإرهابية التي نفذها أندرس بدافع تطهير البلد من الغرباء والمسلمين (كما يرد في الفيلم) في ساعتيه، يقرر إنجاز تصوير الواقعة في أقل من نصف ساعة بقليل، ثم الانصراف لمتابعة المحاكمة التي أقيمت لأندرس الذي استسلم حال وصول قوات البوليس الخاصة وتطويقه.
ينتقل الفيلم بين مقابلاته مع محاميه ثم دخوله مداولات المحكمة وكل ما يرتبط بها بين حياة أحد الناجين فيلجار (غرافلي) الذي أطلق عليه برافيك خمس رصاصات استقرت في جسده، لكنه بقي حياً. بعد العمليات الجراحية يخرج من المستشفى معطوب العين وأعرج وضعيف القدرة البدنية. حياته كلها انقلبت رأساً على عقب وهو، بعد تردد، يوافق على مواجهة برافيك في قاعة المحكمة، وشهادته تتسبب في الحكم على المجرم بالسجن مدى الحياة.
يكشف الفيلم عن جانب عاطفي من شخصية المخرج غرينغراس لم نره من قبل كذلك عما جعله أحد أمهر الرواة في سينما اليوم، معتمداً على التوليف السريع والمضي في خط مستقيم من السرد الموحي بالأفكار والمشاعر. غرينغراس لا يمزح ولا يقلل من تأثير الحادثة الإرهابية ولا يتبرع بموقف مغاير لما تدينه القيم والقوانين. ليس الأمر دفاعاً عن الإرهابي ولا حتى هو قابل للجدال. ولقطع دابر الاعتقاد بذلك يدخل حكاية عاطفية تبقى صغيرة وغير مفتعلة بين أندرس وناجية أخرى بسمات شرق آسيوية اسمها لارا (سيدا ويت). يستخدم منها المخرج ما يحتاج إليه فيلجار لينفض عن نفسه الشعور بالإحباط والهزيمة.
«يوليو 22» دراما منقولة عن الواقع ترفع من شأن القانون ورقي الممارسات الإنسانية في مواجهة عنف الإرهاب وقبحه.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».