إجازة لصيد «الراكون» في سوتشي بعد تزايد اعدادها بشكل مقلق

باتت تهدد التوازن البيئي في محمية روسية

الراكون لطيف لكنه ازدياد أعداده يهدد الإنسان
الراكون لطيف لكنه ازدياد أعداده يهدد الإنسان
TT

إجازة لصيد «الراكون» في سوتشي بعد تزايد اعدادها بشكل مقلق

الراكون لطيف لكنه ازدياد أعداده يهدد الإنسان
الراكون لطيف لكنه ازدياد أعداده يهدد الإنسان

يحاول الإنسان جاهداً الحفاظ على الطبيعة التي لم تخربها يده بعد. ولهذا الغرض تعتمد كثير من الدول فكرة إعلان منطقة محددة «محمية طبيعية»، وتنظِّمها وفق شروط معينة للحد من التأثير السلبي الذي يخلفه النشاط البشري على التناغم البيئي. ولأن معظم المناطق التي أصبحت «محميات طبيعية» تعاني من خلل في التوازن البيئي، نتيجة خسارتها بعض «سكانها» الأصليين من حيوانات أو طيور أو نباتات، يقوم الإنسان بمراقبة تكاثر سلالات الكائنات التي تعيش في المحمية، ويضطر للتدخل حين يشعر بأي خلل في التوازن بينها. ضمن هذه الرؤية يدرس القائمون على المحمية الطبيعية في مدينة سوتشي الروسي على البحر الأسود، إمكانية السماح بصيدٍ منظَّم لحيوان الراكون، بعد زيادة ملحوظة في أعداده بالمحمية، الأمر الذي بات يشكل تهديداً للتوازن البيئي الحالي فيها.
وفي بيان عن المكتب الإعلامي لمحمية سوتشي الطبيعية الحكومة، فإن أعداد حيوان الراكون في المحمية زاد في الآونة الأخيرة عن 20 ألف راكون. وتشكل هذه الزيادة تهديداً مباشراً بالدرجة الأولى للبرمائيات، التي تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على السلسة الغذائية في المحمية.
ويؤكد مشرفون على محمية سوتشي تراجع أعداد حيوان الخز، وهو من الفرائيات من فصيلة ابن عرس، وكذلك تكاد تختفي برمائيات مثل السمندر المائي، وطيور مثل طير البوم، وغيرها من حيوانات وطيور، لم تعد أعدادها تكفي لتلبية نهم الأعداد المتزايدة من حيوان الراكون، وحبه لمختلف أصناف اللحوم.
ونظراً لقلة أعداد الحيوانات المفترسة الأضخم من الراكون، مثل الدببة والذئاب، قرر القائمون على محمية سوتشي السماح بتنظيم جولات «صيد» في المحمية على حيوان الراكون، بغية الحفاظ على التوازن البيئي، وحماية أنواع أخرى من الحيوانات في المنطقة من الانقراض.
كما أن السماح بصيده بات حاجةً ملحَّة لحماية الإنسان منه؛ إذ إن الراكون قد يُضطَر للخروج إلى المجمعات السكنية المجاورة بحثاً عن الطعام، إن لم يجد ما يكفيه في المحمية، وقد يهاجم أي شخص إن اضطر لذلك. ومعروف أن الراكون حامل لأمراض خطيرة مثل داء الكلب والطاعون والبريميات وداء دودة الخنزير، وعضة واحدة منه كافية لنقل العدوى المرضية.
وينصح المشرفون على الحديقة سكان مدينة سوتشي وضيوفها بتجنب أي تواصل مع الراكون، وعدم تقديم الطعام له، وعدم الاقتراب منه عند رؤيته في أي مكان «لأن أي احتكاك معه قد يتحول إلى مصدر تهديد للصحة وربما لحياة الإنسان».


مقالات ذات صلة

القطّ «مصاص الدماء» يبحث عن منزل جديد

يوميات الشرق له شروطه ومزاجه (الجمعية الملكية لحماية الحيوان)

القطّ «مصاص الدماء» يبحث عن منزل جديد

يبحث قطٌّ أسود ذو أنياب تُشبه مصاصي الدماء عن شخص يتقبّل هيئته المُخيفة بعدما أمضى 4 أشهر في ملجأ للحيوانات ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فيل يرعى في حديقة حيوان في برلين - ألمانيا 3 يناير 2025 (أ.ب)

فيل مذعور يقتل سائحة إسبانية في محمية تايلاندية

أعلنت الشرطة التايلاندية، الاثنين، أن فيلاً «مذعوراً» قتل سائحة إسبانية أثناء وجودها بجانبه خلال استحمامه في مياه محمية في جنوب تايلاند.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أنواع من الخفافيش تهاجر لمسافات طويلة (معهد ماكس بلانك لدراسة سلوك الحيوانات)

الخفافيش تقطع 400 كيلومتر في ليلة واحدة

الخفافيش تعتمد على استراتيجيات طيران ذكية لتوفير الطاقة وزيادة مدى رحلاتها خلال هجرتها عبر القارة الأوروبية مما يمكنها من قطع مئات الكيلومترات في الليلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الوفاء... (أ.ب)

كلبة تقرع باب عائلتها بعد أسبوع من هروبها

بعد بحث استمرَّ أسبوعاً، وجدت «أثينا» طريقها إلى منزل عائلتها في ولاية فلوريدا الأميركية بالوقت المناسب عشية عيد الميلاد؛ حتى إنها قرعت جرس الباب!

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.