ألقت الشرطة المصرية، أمس، القبض على شاب بعد اشتعال حقيبة كان يحملها على ظهره «لاستخدامها في عمل عدائي» بميدان يقع في محيط السفارة الأميركية وسط العاصمة القاهرة. وقالت الوزارة في بيان لها، إن الحقيبة كانت «تحتوي على مواد كيمائية قابلة للاشتعال»، وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الشاب «يعتنق بعض الأفكار المتطرفة».
وبينما لم يسفر الحادث عن وقوع أي ضحايا أو خسائر، أعلنت السفارة الأميركية في القاهرة استئناف أعمالها العادية، بعد نحو ساعتين من إصدار تحذير لمواطنيها من التوجه إلى السفارة.
وتشهد مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو (تموز) 2013، أعمال عنف وتفجيرات، تستهدف بشكل خاص عناصر الأمن والجيش والكنائس. وتتمركز معظم تلك العمليات الإرهابية في شمال شبه جزيرة سيناء، لكنها تمتد بين الحين والآخر في القاهرة وعدد من المحافظات.
وتقع السفارة في حي «جادرن سيتي» الراقي وسط العاصمة، بالقرب من ميدان التحرير، ويشهد محيطها تشديداً أمنياً لافتاً، حيث يحيط جدار من الكتل الإسمنتية الكبيرة مقر السفارة، كما تغلق الشرطة كل الطرق المؤدية إليه، والتي لا يمكن الوصول لها إلا بعد المرور على حاجز أمني.
وقال مصدر أمني، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، إن الخدمات الأمنية بمحيط ميدان «سيمون بوليفار»، المؤدي إلى مقر السفارة، تمكنت من ضبط شاب يدعى عبد الله أيمن عبد السميع (24 عاماً)، ويقيم بحي الوراق بمحافظة الجيزة، وذلك حال اشتعال حقيبة كان يحملها أعلى ظهره بها زجاجة بلاستيكية تحتوي على بعض المواد الكيميائية القابلة للاشتعال.
وذكر المصدر الأمني، أن الفحص المبدئي يشير إلى أن المذكور يعتنق بعض الأفكار المتطرفة، وكان يعتزم استخدام العبوة الناسفة في عمل عدائي، مؤكداً أن الواقعة لم تسفر عن إصابة المذكور أو حدوث تلفيات أو أي إصابات للمواطنين بالمنطقة، وأنه جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة.
وكان شهود عيان قد أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أن عبوة ناسفة (عبارة عن زجاجة بلاستيكية) انفجرت في محيط السفارة الأميركية، سمع دويها المارة والمباني المجاورة، ثم تبين أن شاباً يحمل حقيبة اشتعلت فيها النيران. وفور وقع التفجير ألقت قوات الأمن القبض على الشاب وطرحته أرضاً، قبل أن تخمد الحريق، وتطوق قوات الأمن المنطقة بالعشرات من رجال الشرطة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان، إن الشاب المقبوض عليه لم يصب، مضيفة أن الحادث لم يسفر أيضاً عن حدوث تلفيات أو أي إصابات للمارة.
وفور وقوع التفجير ذكرت السفارة الأميركية بالقاهرة على حسابها على «تويتر»، «نحن على علم بواقعة حدثت في شارع سيمون بوليفار في القاهرة»، ونصحت المواطنين الأميركيين بتوخي الحذر وتجنب المنطقة، ومراقبة وسائل الإعلام المحلية للحصول على المستجدات.
لكنها استدركت بعد نحو ساعتين، مؤكدة أنها «تستأنف أعمالها العادية» بعد أن انتهت الشرطة من تحقيقاتها في موقع الحادث.
وعادة ما تتهم السلطات المصرية، جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة»، عبر تنظيمات مسلحة مرتبطة بها، إضافة إلى جماعات مسلحة أخرى، تدين بالولاء إلى تنظيم داعش الإرهابي، بالمسؤولية عن تلك الأعمال الإرهابية.
وحظرت السلطات المصرية الإخوان وأعلنتها «جماعة إرهابية» في ديسمبر (كانون الأول) 2013، ويحاكم الآلاف من قيادات وأنصار الجماعة، في مقدمتهم مرسي ومرشد عام الجماعة محمد بديع في قضايا عدة بتهم التورط في أحداث عنف.
ومن أبرز الجماعات المسلحة الأخرى، تنظيم «ولاية سيناء»، الذي ينشط في شمال سيناء، إضافة إلى حركات مثل «حسم، لواء الثورة» وغيرها، التي تنفذ عمليات محدودة في القاهرة وغيرها من المدن.
وخلال الشهر الماضي أعلنت وزارة الداخلية نجاحها في إسقاط خلايا إرهابية عدة قبل تنفيذ عمليات نوعية في محافظات متفرقة، بينهم عناصر قيادية من جماعة الإخوان، بناء على معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني. من بينها هجوم انتحاري تم إفشاله استهدف تفجير كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسطرد شمال القاهرة منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي.
السلطات المصرية توقف منفذ تفجير في محيط السفارة الأميركية
لم يخلف أي أضرار أو ضحايا... والمقر الدبلوماسي يستأنف أعماله بشكل طبيعي
السلطات المصرية توقف منفذ تفجير في محيط السفارة الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة