التحالف: لم نتلق طلباً حول هدنة خلال مشاورات اليمن

الدفاعات السعودية تعترض «الباليستي الحوثي الـ 186» في جازان

TT

التحالف: لم نتلق طلباً حول هدنة خلال مشاورات اليمن

اعترضت الدفاعات الجوية السعودية، مساء أمس، صاروخاً أطلقته ميليشيات الحوثي على جازان في جنوب السعودية. وبذلك، بلغ إجمالي الصواريخ الباليستية التي أطلقتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران باتجاه المملكة العربية السعودية حتى الآن 186 صاروخاً.
من جهة اخرى، أكد المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، أمس، أن العمليات العسكرية مستمرة على مختلف المحاور العملياتية لإحداث مزيد من الضغوط على الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً. وتابع المالكي في أن التحالف لم يتلق حتى الآن أي طلب من القيادة السياسية اليمنية ببدء هدنة تتزامن مع المشاورات اليمنية التي ستنطلق في جنيف بعد غد الخميس. وقال في رده على سؤال بهذا الخصوص: «نتذكر جميعاً كيف نقضت الميليشيات الحوثية أكثر من خمس هدن سابقة استجاب لها التحالف بعد طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. الميليشيات تستغل فترات الهدنة لإعادة ترتيب الصفوف». وأضاف «لم يرد من القيادة السياسية أي طلب حتى الآن ونحن مستعدون لتقديم كافة التسهيلات». وأردف قائلاً: «نحن مستمرون على كافة المسارات، نعمل على مساندة المسار السياسي لتحقيق ضغط عملياتي على الحوثيين في كافة المحاور، كما نعمل على تقديم المساعدات للشعب اليمني ضمن خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، إلى جانب الجهد العسكري الذي حقق الكثير من الانتصارات».
ولفت العقيد تركي إلى أن التوقف العملياتي في بعض الجبهات ومنها الحديدة لا يعتبر توقفاً للعمليات العسكرية ضد الميليشيات. وقال إن «التوقف العملياتي كان لاعتبارات إنسانية ولإعطاء مجال للحل السياسي وتجنيب المدنيين الكثير من المآسي». ورأى أن الحل السياسي يظل هو الأمثل لكن هناك تعنتا من الميليشيات رغم زيارات المبعوث الأممي لليمن، وعليه فإن المسار العسكري مستمر.
من جهة أخرى، طالب المتحدث باسم التحالف، المنظمات الدولية العاملة في الداخل اليمني بالحياد والشفافية وتجنب الازدواجية في المعايير. وقال المالكي: «هناك الكثير من التقارير الصادرة عن هذه المنظمات، ويجب أن يكون هناك حياد في العمل الأممي في الداخل اليمني وتحاشي ازدواجية المعايير. تقرير مجلس حقوق الإنسان الأخير مثال واضح على عدم حيادية عمل الخبراء لأنه يحوي الكثير من المغالطات، وما ورد فيه يتعارض مع تقرير اللجنة الوطنية اليمنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان». واستغرب العقيد المالكي تجاهل خبراء الأمم المتحدة للتقارير والبيانات الحقوقية التي تصدرها المنظمات اليمنية المستقلة عن انتهاكات الميليشيات الحوثية في الداخل اليمني، إلى جانب تجاهل المعلومات والتقارير التي زود التحالف بها اللجنة. وتابع: «قدمنا كافة التسهيلات والتقارير للخبراء وكان هناك تجاهل لما تم تقديمه من القوات المشتركة، إلى جانب السكوت على انتهاكات الحوثيين لا سيما بعد مقتل الرئيس اليمني السابق». وكشف المتحدث أن القوات المشتركة، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية اليمنية، ضبطت أكثر من 1700 كيلوغرام من الحشيش المخدر كان في طريقه للميليشيات الحوثية في العاصمة صنعاء منذ بداية العام الجاري 2018. وقال «وجدت صور عليها علامة مجلس شباب بيروت الأمر الذي يؤكد ارتباط الميليشيات الحوثية مع حزب الله الإرهابي عبر تجارة المخدرات».
في غضون ذلك، جدد المالكي التأكيد على أن الحافلة التي استهدفت في صعدة الشهر الماضي، واعترف التحالف بوجود خطأ في توقيت استهدافها، كانت هدفاً عسكرياً مشروعاً، مضيفاً «الحافلة كانت تنقل قياديين وعناصر حوثية في صعدة، وهو هدف عسكري مشروع مثبت بالأدلة، كان هناك توقيت خاطئ في قواعد الاشتباك وقبلنا بنتيجة فريق تقييم الحوادث، وحال وصول التحقيقات من فريق التقييم هناك إجراءات قانونية سيقوم بها الفريق القانوني لمحاسبة من يثبت خطأه، كما سنقوم بمراجعة قواعد وتطوير قواعد الاشتباك لتفادي أي عمليات خاطئة مستقبلاً، وفي الجانب الإنساني سنقدم التعويضات لأهالي الضحايا».
وعلى صعيد العمليات، بيّن العقيد ركن تركي المالكي أن قوات الجيش الوطني اليمني وبمساندة التحالف تحقق تقدماً كبيراً في مختلف الجبهات خصوصاً في محافظتي صعدة والحديدة، مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية تستخدم المدارس لإخفاء عربات نقل الأسلحة لتفادي القصف.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.