البخاري: توقيع أكثر من 20 اتفاقية بين المملكة ولبنان بعد تأليف الحكومة

في احتفال تكريمي أقامه مجلس الأعمال اللبناني ـ السعودي

البخاري متسلماً الدرع التكريمية من مجلس الأعمال اللبناني ــــ السعودي («الشرق الأوسط»)
البخاري متسلماً الدرع التكريمية من مجلس الأعمال اللبناني ــــ السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

البخاري: توقيع أكثر من 20 اتفاقية بين المملكة ولبنان بعد تأليف الحكومة

البخاري متسلماً الدرع التكريمية من مجلس الأعمال اللبناني ــــ السعودي («الشرق الأوسط»)
البخاري متسلماً الدرع التكريمية من مجلس الأعمال اللبناني ــــ السعودي («الشرق الأوسط»)

أمل الوزير المفوض القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، حصول قفزة نوعية في العلاقات بين البلدين بعد تشكيل الحكومة، معلنا أنه تم التحضير لأكثر من 20 اتفاقية بينهما وجميعها تنتظر التوقيع بعد التأليف.
وجاء كلام البخاري في احتفال تكريمي له أقامه مجلس الأعمال اللبناني السعودي، بحضور شخصيات سياسية واقتصادية من البلدين.
وقال في كلمته: «نحيي مجلس الأعمال على نشاطه، ونحيي جميع الهيئات الاقتصادية اللبنانية التي أكدت في كل مناسبة محبتها للمملكة، وتقديرها الكبير لاحتضان جالية لبنانية مميزة وفاعلة تلعب دورا في حركة الاقتصاد والإعمار في المملكة وفي رفد لبنان بالتحويلات والرساميل».
وأضاف البخاري: «منذ مجيئي إلى لبنان لمست فيه المحبة الخالصة وأصبحت أشعر كأني في وطني وبين أهلي. ونأمل بعد تشكيل الحكومة حصول قفزة نوعية في العلاقات»، مشيرا إلى أنه «تم تحضير أكثر من 20 اتفاقية بين البلدين وجميعها تنتظر التوقيع بعد تشكيل الحكومة».
وأكد أن «قيادة المملكة راغبة في تطوير العلاقات مع لبنان في شتى المجالات، وهي لا تكن للبنان بكل فئاته وطوائفه ومناطقه إلا الخير والمحبة والازدهار وتريد أفضل العلاقات مع لبنان وهي علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ونحن نتمنى أن ينعم لبنان دوما بالاستقرار والازدهار».
من جهته، تمنى رئيس مجلس الأعمال اللبناني السعودي رؤوف أبو زكي، عودة السياح الخليجيين إلى لبنان بأسرع وقت. وقال في كلمة له: «توقيت هذا اللقاء يستحضر زمن الإخوان السعوديين والخليجيين والعرب عامة، يوم كانوا مصطافين في لبنان».
وتوجه أبو زكي إلى البخاري قائلاً: «طال الانتظار وأصبحنا في خريف الصيف ونأمل إطلاق صفارة تشجيع مجيء الإخوة الخليجيين إلى لبنان. فعملية تشكيل الحكومة مهما طال أمدها لا تغير في الأمر كثيرا ذلك أن لبنان محكوم بالتوافق الوطني مهما علت الأصوات وكثرت الاجتهادات».
وأضاف أبو زكي: «حان الوقت لأن نستعيد معا العلاقات الطبيعية الكاملة، كفانا تفويتا للفرص، فعودة الحركة السياحية والاستثمارية والاقتصادية إلى سابق عهدها، فيه خير وبركة للجميع. المملكة تشهد متغيرات كثيرة، وفي برنامجها مشروعات عملاقة من شأنها توفير فرص عمل للجميع. ولبنان ينتظر برنامج (سيدر) إذ فيه كثير من مشروعات البنى التحتية المطروحة للمشاركة مع القطاع الخاص. ولدى المملكة كثير من الشركات المؤهلة وكثير من الرساميل الجاهزة للاستثمار في حال توافر المناخ الاستثمار».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.