أجور العمال تتآكل بفعل التضخم في أميركا

برغم ارتفاع معدلات النمو

ارتفاع الأسعار فاق الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين خلال العام الماضي (رويترز)
ارتفاع الأسعار فاق الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين خلال العام الماضي (رويترز)
TT

أجور العمال تتآكل بفعل التضخم في أميركا

ارتفاع الأسعار فاق الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين خلال العام الماضي (رويترز)
ارتفاع الأسعار فاق الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين خلال العام الماضي (رويترز)

محا ارتفاع الأسعار الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين في أحدث مؤشر يدل على عدم ترجمة النمو الاقتصادي القوي إلى رخاء ورفاهة أكبر في حياة أكثر الأميركيين من الطبقة الوسطى والعاملة.
زادت تكلفة المعيشة 2.9 في المائة خلال الفترة من يوليو (تموز) 2017 حتى يوليو 2018 بحسب ما ذكرت وزارة العمل يوم الجمعة، في تضخم تجاوز زيادة الأجور البالغة 2.7 في المائة خلال الفترة نفسها. وقد انخفض متوسط «الأجر الفعلي» في أميركا، والذي يمثل مقياسا فيدراليا للأجور يضع في الاعتبار التضخم، إلى 10.76 دولار في الساعة خلال الشهر الماضي، أي بانخفاض قدره 2 سنت عنه منذ عام مضى.
تشهد البلاد ذلك الثبات في الأجور رغم ارتفاع النمو الأميركي خلال العام الماضي، حيث بلغ 4 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2018، والذي يعد أكبر معدل له منذ منتصف عام 2014. وقد أربكت عدم زيادة الأجور خبراء الاقتصاد، وواضعي السياسات، الذين كانوا يأملون أن يزيد أصحاب العمل أجور العاملين لديهم بشكل كبير للحفاظ عليهم، وجذب المزيد من العاملين، وذلك بعد توافر فرص العمل بشكل غير مسبوق، وانخفاض معدل البطالة إلى أقل مستوياته منذ عقود. مع ذلك الزيادات محدودة وقليلة حتى هذه اللحظة، وقد تضاءلت حد الاختفاء في مقابل ارتفاع الأسعار.
وقد سجّل معدل التضخم أعلى مستوياته منذ ستة أعوام خلال الصيف الحالي، ومن أسباب ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة، حيث ارتفع سعر غالون الغاز بمقدار 50 سنتا خلال العام الماضي ليصل إلى متوسط 2.87 دولار على مستوى البلاد بحسب اتحاد السيارات الأميركي. ويتوقع بعض المحللين ثبات ذلك الارتفاع في أسعار الطاقة قريباً، وهو ما من شأنه خفض معدل التضخم ككل، وربما ارتفاع الأجور الفعلية قليلا.
وارتفع ما يدفعه المستهلكون من مال من أجل السكن، والرعاية الصحية، وتأمين السيارة بحسب ما ذكرته الحكومة الفيدرالية يوم الجمعة. ومن المحتمل أن تشهد الأسعار ارتفاعاً أكبر في ظل التعريفات الجمركية الجديدة، التي فرضها الرئيس ترمب، والتي سوف تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة الزهيدة التي يعتمد عليها المستهلكون الأميركيون.
يشكل ارتفاع الأسعار إلى جانب ثبات الأجور مشكلة بالنسبة لترمب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بتوفير فرص عمل وزيادة أجور الأميركيين من الطبقة العاملة، ممن قال عنهم إنهم «رجال ونساء هذا البلد المنسيون». مع ذلك تبين أن تحقيق الرخاء لأولئك العمال صعب بالنسبة لترمب كما كان بالنسبة إلى الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن. ويرى كبار المستشارين الاقتصاديين لترمب أنه ليس من الحكمة التركيز كثيراً على مقياس واحد لزيادة الأجور، حيث توجد مقاييس أخرى تثبت زيادتها. ويشير مقياس الأجور بمصرف الاحتياطي الفيدرالي بولاية أتلانتا، الذي لا يضع التضخم في الاعتبار، إلى ارتفاع الأجور بنسبة 3.2 في المائة خلال العام الماضي، وقد وعد مسؤولو البيت الأبيض برفع الأجور بقدر أكبر قريباً.
- تباين في زيادة الأجور
وقال كيفين هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترمب: «نحن نقترب من التوظيف الكامل»، مضيفاً أن الأعمال والمؤسسات التجارية تقيم استثمارات جديدة في الولايات المتحدة وهو ما من شأنه زيادة إنتاجية العمال، وأجورهم خلال الأعوام المقبلة. وأوضح قائلا: «كل الظروف تهيئ لارتفاع الأجور بنسبة 4 في المائة». وأشار هاسيت إلى انضمام الكثير من العمال محدودي المهارة مرة أخرى إلى صفوف القوى العاملة خلال الأشهر القليلة الماضية، واعتبر ذلك مؤشراً مشجعاً، وأيضاً توجهاً ربما يُبقي على انخفاض متوسط الأجور، حيث لن يستطيع الكثير من أولئك العمال طلب زيادة أجورهم فوراً.
مع ذلك يبدو أن العاملين، الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة، ومستثمري سوق الأوراق المالية، والشركات هم من انتفعوا بمكاسب الاقتصاد القوي حتى هذه اللحظة، فقد سجلت سوق الأوراق المالية أرقاماً قياسية خلال العام الحالي، وحققت الشركات، المستفيدة من الخفض التاريخي لمعدل الضرائب على الشركات الذي قام به الجمهوريون في ديسمبر (كانون الأول)، زيادة في الأرباح، فقد تجاوزت أرباح الربع الثاني للشركات، التي كشفت عن وضعها حتى هذه اللحظة، الـ20 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب مؤسسة تتبع البيانات المالية «فاكتسيت».
واتسمت زيادة أجور القوى العاملة بالتباين والتفاوت، حتى مع انخفاض معدل البطالة من 10 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 إلى 3.9 في المائة في يوليو من العام الحالي. وقد ارتفعت أجور العمال، التي تشغل المراكز العشر الأولى على مقياس الأجور في الولايات المتحدة، بنسبة 6.7 في المائة منذ عام 2009 حتى 2017 بحسب «معهد السياسات الاقتصادية» ذي التوجه اليساري. على الجانب الآخر، شهدت أجور العمال، التي تشغل المراكز العشرة الأخيرة على المقياس، ارتفاعاً نسبته 7.7 في المائة، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى زيادة الحد الأدنى للأجور على مستوى المدينة والولاية. مع ذلك ظلت أجور العمال، الذين في المنطقة الوسطى، ثابتة أو انخفضت قليلا. لم تكن البيانات المتعلقة بالأجور، التي كشفت عنها مجموعة الدخل، لعام 2018 متاحة، لكن قالت إليز غولد، خبيرة الاقتصاد في معهد السياسات الاقتصادية، إن كل المؤشرات تدل على استمرار تلك التوجهات. يحصل العمال ككل على حصة أصغر من المكاسب مقارنة بما كانوا يحصلون عليه في الماضي، فخلال آخر فترة ازدهار اقتصادي في نهاية التسعينات كان العمال يحصلون على أكثر من 82 في المائة من دخل قطاع الشركات، بحسب معهد السياسات الاقتصادية، في حين يحصلون الآن على أقل من 77 في المائة.
- القوة الشرائية للعمال
يشير البعض إلى امتداد حالة الإحباط إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث كتب مركز «بيو» للأبحاث في تقرير له خلال الأسبوع الحالي: «رغم بعض التقلبات صعوداً وهبوطاً خلال العقود القليلة الماضية، لا تزال القوة الشرائية لمتوسط الأجر الفعلي اليوم مثلما كانت منذ 40 عاما تقريباً». تقول ليندسي بيغزا، كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة «ستيفل» الاستثمارية: «لقد مر عقد تقريباً على التعافي الاقتصادي، وما زلنا نتجادل بشأن ما إذا كنا نشهد ارتفاعا ذا معنى في الأجور أم لا. كان من المفترض أن يصبح ذلك معطى واضحا وحقيقة راسخة في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية».
تشير عدة استطلاعات رأي إلى شعور الأميركيين بثقة أكبر في الاقتصاد، وفي قدرتهم على الحصول على وظائف، لكن يتساءل الكثير من العمال عن سبب عدم زيادة أجورهم في وقت يبدو فيه الاقتصاد في حالة جيدة. يقول موريس تيت، شاب يبلغ من العمر 36 عاماً يعمل في شركة دعم لوجيستي في ولاية كارولاينا الشمالية: «أنا لست سوى شخص عادي، لكني أرى أن أفضل عشر شركات على قائمة (فورتشين 500) تحقق أرباحاً ضخمة، وسوق الأوراق المالية في أفضل أحوالها. ينبغي أن ترتفع الأجور أيضاً».
لا يوجد تفسير متفق عليه لسبب عدم زيادة الأجور، حيث يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن ذلك من آثار الكساد الكبير عندما كان العمال يشعرون بالامتنان والرضا لمجرد عثورهم على وظيفة، ويترددون في المطالبة بزيادة أجورهم في وقت من الممكن فيه التخلي عنهم وتوظيف غيرهم من بين كثيرين من العاطلين عن العمل. الآن في ظل بحث أصحاب العمل عن أشخاص لشغل الوظائف المتوافرة لديهم، لم يدرك الكثير من العاملين الميزة التي حصلوا عليها حديثاً أو أنهم مترددون في استغلالها بحسب ما ترى غولد.
- زيادة ساعات العمل
وأوضحت غولد قائلة: «لا يشعر العمال بأن لديهم القدرة على المطالبة بزيادة أجورهم، ولا يزال يشعر أصحاب العمل أنه لا يوجد ما يجبرهم على دفع المزيد من المال للعمال». على الجانب الآخر، يقول خبراء اقتصاد آخرون إن عدم زيادة الإنتاجية هي السبب وراء تدني الأجور نظراً لعدم رغبة أصحاب العمل في زيادة أجور العمال إذا لم يحققوا إنتاجية أكبر. كذلك يشير بعض الخبراء إلى ارتفاع تكلفة المزايا والمنافع مثل الرعاية الصحية، مما يعني أن بعض أصحاب العمل ربما يدفعون مبالغ أكبر مقابل تلك المزايا، حتى لو كانوا لا يزالون يبقون على انخفاض أجور العمال عن كل ساعة.
وفي ظل عدم زيادة الأجور يتجه العمال نحو زيادة ساعات عملهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من المال، حيث ذكرت وزارة العمل أن الأميركيين يقضون وقتاً أطول في العمل خلال الصيف الحالي مقارنة بالصيف الماضي، وهو ما يساعد في الحفاظ على مستوى دخل الأسرة حتى الآن.كانت بيني هارفورد، عاملة تبلغ من العمر 67 عاماً في مدينة فايلر بولاية إيداهو، تعتقد أنها ستكون قد تقاعدت في هذه السن، لكنها عوضاً عن ذلك لا تزال تعمل في وظيفتين بدوام جزئي في متاجر تجزئة، وقد حصلت على الوظيفة الثانية العام الماضي مع بدء ارتفاع أسعار الطاقة، حيث أدركت أنها بحاجة إلى العمل لمزيد من الساعات من أجل دفع الفواتير والالتزامات المالية. وتقول هارفورد إنها فخورة بنفسها لأنها «ملتزمة بالميزانية»، حيث أضافت أنها تطهو وجباتها في المنزل، ولا تستخدم بطاقات الائتمان. مع ذلك تقول إنه في ظل حصولها على راتب 12.65 دولار في الساعة في الوظيفة الأولى، و11 دولارا مقابل ساعة العمل في الوظيفة الأخرى، من الصعب تحقيق النجاح. وأضافت قائلة: «لقد كنت أتحدث مع زملائي في العمل بالأمس. نحتاج جميعاً إلى العمل لمزيد من الساعات لأن ما نحصل عليه من مال لا يكفينا».
- خدمة «واشنطن بوست»


مقالات ذات صلة

هاسيت... المرشح المحتمل لرئاسة «الفيدرالي»: ترمب مُحقّ بشأن التضخم

الاقتصاد كيفن هاسيت يتحدث إلى وسائل الإعلام خارج البيت الأبيض في واشنطن - 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

هاسيت... المرشح المحتمل لرئاسة «الفيدرالي»: ترمب مُحقّ بشأن التضخم

قال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض وأحد المرشحين المحتملين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن ترمب مُحقّ في قوله إن التضخم منخفض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد صدور تقرير مُشجع بشأن التضخم، ما قد يتيح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من المرونة في خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متسوقون في السوق الشرقية في كابيتول هيل بواشنطن العاصمة (رويترز)

تباطؤ غير متوقع للتضخم الأميركي في نوفمبر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع خلال العام المنتهي في نوفمبر، إلا أن هذا التباطؤ يُرجح أن يكون لأسباب فنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة «للتوظيف» معلّقة على نافذة أحد مطاعم تشيبوتلي بمدينة نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في أميركا

انخفضت طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، في حين استمرت التقلبات الموسمية، مما يعكس استقراراً نسبياً بسوق العمل خلال ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي»: لا تزال هناك مساحة لخفض الفائدة

قال محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والَر، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي لا يزال يمتلك مجالاً لخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

النفط يرتفع في مستهل تعاملات الأسبوع بسبب «حصار فنزويلا»

طائرة هليكوبتر أميركية تحلق فوق ناقلة نفط اعترضها خفر السواحل الأميركي في البحر الكاريبي يوم 20 ديسمبر 2025 (رويترز)
طائرة هليكوبتر أميركية تحلق فوق ناقلة نفط اعترضها خفر السواحل الأميركي في البحر الكاريبي يوم 20 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

النفط يرتفع في مستهل تعاملات الأسبوع بسبب «حصار فنزويلا»

طائرة هليكوبتر أميركية تحلق فوق ناقلة نفط اعترضها خفر السواحل الأميركي في البحر الكاريبي يوم 20 ديسمبر 2025 (رويترز)
طائرة هليكوبتر أميركية تحلق فوق ناقلة نفط اعترضها خفر السواحل الأميركي في البحر الكاريبي يوم 20 ديسمبر 2025 (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال جلسة الاثنين؛ بداية تعاملات الأسبوع، بعد اعتراض الولايات المتحدة ناقلة نفط في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا ​مطلع الأسبوع.

وبحلول الساعة الـ01:41 بتوقيت غرينيتش، ارتفعت العقود الآجلة لـ«خام برنت» 44 سنتاً أو 0.73 في المائة إلى 60.91 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لـ«خام غرب تكساس الوسيط» الأميركي 40 سنتاً أو 0.71 في المائة إلى 56.92 دولار للبرميل.

وقال مسؤولون، الأحد، إن خفر السواحل الأميركي ‌يتعقب ناقلة ‌نفط في المياه الدولية بالقرب ‌من ⁠فنزويلا، ​فيما ‌ستكون ثاني عملية من نوعها في مطلع الأسبوع والثالثة في أقل من أسبوعين إذا نجحت، وفقاً لـ«رويترز».

وقال توني سيكامور، المحلل لدى «آي جي»، إن انتعاش أسعار النفط جاء بسبب التطورات الجيوسياسية؛ بدءاً من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض حصار «كامل وشامل» على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات ⁠والتطورات اللاحقة هناك، ثم الأنباء التي تحدثت عن ضربة أوكرانية بطائرات ‌مسيرة على سفينة تابعة لأسطول الظل الروسي في البحر المتوسط.

وأضاف ‍سيكامور: «يفقد السوق الأمل في أن تتوصل ‍محادثات السلام الروسية - الأوكرانية التي توسطت فيها الولايات المتحدة إلى اتفاق دائم في أي وقت قريب»، موضحاً: «تساعد هذه التطورات على تعويض المخاوف المستمرة من تخمة المعروض».

وانخفض «خام برنت» و«خام ​غرب تكساس الوسيط» بنحو واحد في المائة الأسبوع الماضي بعد أن انخفض كلا الخامين القياسيين بنحو ⁠4 في المائة خلال الأسبوع الذي بدأ في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وقال المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الأحد، إن المحادثات التي جرت بين مسؤولين أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين على مدار الأيام الثلاثة الماضية في فلوريدا؛ بهدف إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، ركزت على توحيد المواقف. وأضاف أن تلك الاجتماعات والمحادثات المنفصلة مع المفاوضين الروس كانت مثمرة.

ومع ذلك، قال كبير مساعدي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للسياسة الخارجية، الأحد، إن التغييرات ‌التي أدخلها الأوروبيون وأوكرانيا على المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا لم تحسن من احتمالات السلام.


«أكوا باور» تعيد تمويل محطة «رابغ 3» لإنتاج المياه المستقلة بسندات طويلة الأجل

«أكوا باور» تعيد تمويل محطة «رابغ 3» لإنتاج المياه المستقلة بسندات طويلة الأجل
TT

«أكوا باور» تعيد تمويل محطة «رابغ 3» لإنتاج المياه المستقلة بسندات طويلة الأجل

«أكوا باور» تعيد تمويل محطة «رابغ 3» لإنتاج المياه المستقلة بسندات طويلة الأجل

استكملت شركة «أكوا باور» السعودية عملية إعادة تمويل مشروع محطة «رابغ 3» لإنتاج المياه المستقلة، في خطوة وصفتها بأنها محطة مفصلية لتطوير البنية التحتية وأسواق رأس المال بالسعودية، وتعكس شهية المستثمرين الدوليين للمشاريع عالية الجودة المصنّفة ضمن الدرجة الاستثمارية.

ووفق الشركة، جاءت عملية إعادة التمويل عبر هيكل مبتكر تقوده أسواق رأس المال، ارتكز على إصدار سندات مشاريع مضمونة طويلة الأجل حازت تصنيفاً ائتمانياً مرتفعاً ضمن الدرجة الاستثمارية من إحدى وكالات التصنيف العالمية الكبرى.

قال ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لـ«أكوا باور»، إن الصفقة تُبرز استمرار نهج الشركة الابتكاري في تمويل البنية التحتية، عبر الجمع بين أدوات أسواق رأس المال ومشاريع تتمتع بجدارة ائتمانية قوية، مع مشاركة واسعة من مؤسسات استثمارية عالمية.

وأضاف أن تلبية متطلبات وكالات التصنيف الدولية ومستثمري الدين عززت جدوى مشاريع تحلية المياه الكبرى، ووسّعت نطاق الوصول إلى التمويل طويل الأجل للبنية التحتية الأساسية، مؤكداً أن الشركة تواصل توفير أكثر من نصف الطاقة الإنتاجية لتحلية المياه في السعودية، ومثمّناً تعاون «الشركة السعودية لشراكات المياه» خلال مراحل العملية.

وأشارت «أكوا باور» إلى أن الصفقة الجديدة تستبدل بالتسهيلات السابقة هيكلاً تمويلياً أكثر تنوعاً يوسّع قاعدة المستثمرين ويعزّز مرونة التمويل على المدى الطويل، كما يعكس قدرة الشركة على هيكلة صفقات تمويل معقدة تلبي متطلبات المستثمرين المؤسسيين العالميين، مع الالتزام بالمعايير العالمية للاستدامة.

من جانبه، عدّ عبد الحميد المهيدب، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في «أكوا باور»، مشروع «رابغ 3» أحد الأصول الأساسية لأمن المياه في السعودية، مشيراً إلى أن الإقبال الدولي يعكس جودة المشروع وموثوقيته والقيمة العالية لعقود شراء المياه. وأضاف أن الصفقة تضمنت إصدار أول «سندات الاستدامة الزرقاء» للشركة، بما أسهم في جذب مستثمرين دوليين جدد إلى محفظتها التمويلية داخل السعودية.

وتُعد محطة «رابغ 3» منشأة لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي بطاقة إنتاجية تبلغ 600 ألف متر مكعب يومياً، وتخدم منطقة مكة المكرمة.

ولفتت الشركة إلى أن المحطة حققت أداء تشغيلياً قوياً، إذ تجاوزت مستويات توافر المياه 99 في المائة، بما يعزز دورها ضمن منظومة الأمن المائي الوطني.

من جانبها قالت «كيه كيه آر»، شركة الاستثمار العالمية، إن صفقة تمويل الاستراتيجية مع «أكوا باور» تمثل أول استثمار للشركة في السعودية.

وبموجب الاتفاق، تؤدي «كيه كيه آر» دور المموّل الرئيسي عبر تقديم حلول ائتمانية طويلة الأجل لمشروع «رابغ 3»، في خطوة قالت إنها تعكس التزامها بالتعاون مع الشركات السعودية لدعم البنية التحتية الحيوية بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

وقال جوليان بارات - ديو، العضو المنتدب ورئيس الشؤون الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط في «كيه كيه آر»، إن الصفقة تشكل خطوة مهمة بوصفها أول استثمار وصفقة تمويل خاص للشركة بالسعودية، مضيفاً أن «أكوا باور» شركة وطنية رائدة، وأن دعم أحد أهم مشاريع المرافق العامة يعكس طموح «كيه كيه آر» لتوسيع أعمالها وتعزيز الشراكات وتوفير رأس المال لتمويل البنية التحتية الأساسية الداعمة للنمو المستدام.

وأوضحت «كيه كيه آر» أن هذا الاستثمار يندرج ضمن التزامها طويل الأمد تجاه السعودية منذ افتتاح مكتبها في المملكة عام 2014، ويعكس ثقتها بآفاق النمو المدفوعة بالإصلاحات التنظيمية التي تُشجع على استقطاب رأس المال الأجنبي.

وأكدت «أكوا باور» أن عملية إعادة التمويل تمثل أول توافق لها مع «إرشادات التمويل الأزرق» الصادرة عن مؤسسة التمويل الدولية، بما يعزز الجانب التشغيلي للمشروع ويدعم، في الوقت نفسه، أهداف البنية التحتية ضمن «رؤية السعودية 2030»، في وقت تزداد فيه أولوية تحلية المياه بوصفها ركناً رئيسياً لتعزيز الأمن المائي وتحديث البنية التحتية الأساسية.


قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)
صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)
TT

قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)
صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الاثنين، مدعومة بمكاسب في أسهم التكنولوجيا والسلع، بينما بدأ المستثمرون أسبوعاً قصيراً بسبب العطلة بأداء ضعيف بعد الإغلاق القياسي للجلسة السابقة.

وبلغ مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 587.28 نقطة، عند الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت الأسواق الإقليمية الرئيسية، إذ انخفضا مؤشرا لندن وباريس بنسبة 0.3 في المائة لكل منهما.

وكان مؤشر «ستوكس 600» قد سجل مكاسب بأكثر من 1 في المائة، الأسبوع الماضي، مدعوماً بتباطؤ التضخم في أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة، ما عزّز التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي»، في حين أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة ثابتة، مع تبنّي نظرة أكثر إيجابية بشأن اقتصاد منطقة اليورو.

وتراجعت معظم القطاعات بعد المكاسب القوية التي شهدتها يوم الجمعة، بينما ارتفعت أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.6 في المائة بعد أن أنهت الأسبوع الماضي على انخفاض قدره 0.9 في المائة.

كما شهدت القطاعات المرتبطة بالسلع ارتفاعاً، حيث صعدت أسهم شركات التعدين بنسبة 1.2 في المائة، مع تجاوز سعر الذهب 4400 دولار لأول مرة، ووصول أسعار النحاس إلى مستويات قياسية. وحققت شركات النفط مكاسب بنسبة 0.3 في المائة متأثرة بارتفاع أسعار الخام.

ويُعدّ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة من أبرز المؤشرات الاقتصادية المرتقبة قبل دخول الأسواق عطلة نهاية الأسبوع.

وعلى صعيد الشركات، قفز سهم شركة «أبيفاكس» بنسبة 10 في المائة، بعد تقارير إعلامية عن تجدد الحديث حول محاولة شركة الأدوية الأميركية العملاقة «إيلي ليلي» الاستحواذ عليها.