أعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأميركي «منفتح» على زيارة موسكو بعد إعلان نظيره فلاديمير بوتين أنه دعا دونالد ترمب إلى زيارة موسكو.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي عقده في جوهانسبورغ على هامش قمة بريكس (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب أفريقيا): «نحن مستعدون لدعوة ترمب إلى موسكو. لقد وجهنا إليه الدعوة وتحدثت إليه، وأنا مستعد للتوجه إلى واشنطن».
ورد البيت الأبيض في بيان أن «ترمب يتطلع إلى استقبال بوتين في واشنطن بعد حلول العام الجديد، وهو منفتح على زيارة موسكو عند تلقيه دعوة رسمية بذلك». وعقدت القمة الأولى بين الرئيسين في 16 يوليو (تموز) في هلسنكي، وأثارت موجة استنكار في الولايات المتحدة حيث اعتبرت تصريحات ترمب تصالحية بشكل كبير إزاء بوتين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أن القمة المقبلة بين ترمب وبوتين، التي كانت مقررة أساسا في الخريف في واشنطن، ستتم «العام المقبل»، مبررا ذلك بضرورة انتظار أن ينتهي التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية للعام 2016، واتهامات التواطؤ بين فريق ترمب الانتخابي والكرملين التي يقول ترمب إنها «حملة سياسية».
على صعيد متصل، وفي إطار نتائج قمة تاريخية أخرى، شكر الرئيس الأميركي كوريا الشمالية لإعادة رفات 55 جنديا أميركيا قتلوا في الحرب الكورية، فيما يعد خطوة تعبر عن تحسين المساعي الدبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ، وتتزامن مع الذكرى الخامسة والستين لوقف إطلاق النار في شبه الجزيرة الكورية. وكرر ترمب شكره صباح أمس للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال خطابه من البيت الأبيض حول ارتفاع الناتج القومي الإجمالي، معربا عن أمله في أن يكون هناك المزيد من الخطوات الإيجابية.
وقال ترمب: «أريد أن أشكر الزعيم كيم لوفائه بوعده»، معلنا أن نائبه مايك بنس سيلتقي عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب الكورية لدى وصول الرفات إلى الولايات المتحدة.
وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز «C - 17» وصلت إلى أحد مطارات مدينة وونسان بشمال شرقي كوريا الشمالية، ونقلت الرفات إلى قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية. وتم دعوة حشود من الجنود الأميركيين وعائلاتهم لاستقبال الرفات. وبثّت وسائل الإعلام الأميركية صور جنود يرتدون الزي العسكري وقفازات بيضاء، يحملون ببطء 55 صندوقا ملفوفا بعلم الأمم المتحدة ويضعون الصناديق واحدا تلو الآخر في شاحنات على مدرج مطار أوسان.
وستجري الولايات المتحدة فحوصات حمض نووي للتعرف على هويات الجنود في كوريا الجنوبية. ومن المقرر إرسال الرفات إلى ولاية هاواي الأميركية خلال عدة أيام. ورحبت كوريا الجنوبية بإعادة الرفات، ووصفت الخطوة بأنها تقدم ملموس يمكن أن يساهم في تعزيز الثقة بين بيونغ يانغ وواشنطن.
قال البيت الأبيض إن الزعيم الكوري الشمالي «يفي اليوم بجزء من التعهد الذي قطعه للرئيس (ترمب) بإعادة جنودنا الأميركيين الذين سقطوا (في الحرب)». وأضاف «أننا نشعر بالتشجيع إزاء خطوات كوريا الشمالية وهذا الفصل المواتي للتغيير الإيجابي».
ويقدر البنتاغون أن هناك ما يقارب 7700 جندي أميركي فقدوا خلال الحرب الكورية، بينهم 5300 يعتقد أنهم قتلوا شمال خط العرض 38 عند الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية. وذكرت تقارير أن حكومة كوريا الشمالية لديها ما بين 120 و200 عينة من رفات الجنود الأميركيين بإمكانها تسليمها إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى آلاف العينات الأخرى المنتشرة في ريف كوريا الشمالية. ويقول ميكي بيرغمان، نائب رئيس مركز ريتشاردسون بواشنطن، إن الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحرب الكورية تم دفنهم في مقابر مؤقتة، فيما يوجد رفات في موقع تحطم الطائرات وفي قبور غير محددة الهوية.
ويتزامن إعادة الرفات مع الذكرى الخامسة والستين لهدنة عام 1953 التي أنهت القتال بين القوات الكورية الشمالية التي تساندها الصين من جانب، والقوات الكورية الجنوبية التي تساندها الولايات المتحدة تحت قيادة الأمم المتحدة من الجهة الأخرى. ولا تزال الكوريتان من الناحية الفنية في حالة حرب، لأنهما لم توقعا على معاهدة سلام.
وقد شهدت الولايات المتحدة خطوات لإعادة رفات الجنود الأميركيين عبر السنوات، ونجحت في استعادة رفات نحو 400 جندي من كوريا الشمالية في الفترة ما بين تسعينات القرن الماضي حتى عام 2005. وتشير مصادر إلى أن قادة البنتاغون مستمرون في مناقشات حول استئناف العمليات الميدانية في كوريا الشمالية لاستعادة بقية الرفات.
ويري المحللون أن إعادة ما تبقى من رفات الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحرب الكورية في الفترة بين عامي 1950 و1953 هو بادرة حسن نية جيدة من جانب كوريا الشمالية، رغم أنه استغرق وقتا طويلا أكثر مما كان يأمله المسؤولون الأميركيون. واعتبروا هذه الخطوة تمهيدا يعيد الأمل في التقدم في المحادثات النووية.
في المقابل، اعتبر مراقبون آخرون أن هذه الخطوة إنجاز سياسي متواضع للرئيس ترمب في أعقاب قمة سنغافورة ولقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي هدفت في المقام الأول إلى ضمان نزع الصبغة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
البيت الأبيض: ترمب «منفتح» على زيارة موسكو
شكر كوريا الشمالية على إعادة رفات 55 جندياً أميركياً
البيت الأبيض: ترمب «منفتح» على زيارة موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة