سلطت دراسة بحثية الضوء على الجهود السعودية في مكافحة التطرف، ضمن تقرير صدر أخيراً عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية بعنوان «مجابهة التطرف في منطقة البحر الأبيض المتوسط»، وأشاد التقرير بخبرة المملكة الطويلة في مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية، مشيراً إلى تغير سياسات وأساليب مكافحة التطرف مع تغير طبيعة العمل.
وتناول التقرير: كيفية استجابة الحكومات في جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط لارتفاع موجة الإرهاب والتطرف، وما نوع الأساليب البديلة التي تم اتخاذها؟ وما مدى فعالية هذه السياسات؟ وما الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها لتعزيز استجابة الحكومات المختلفة؟
ويوضح الخبراء المشاركون في هذا التقرير سياسات التباين والوقاية ومجابهة التطرف التي اعتمدتها بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يكشف تقرير المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية عن الاتجاهات المستجدة والدروس المستخلصة، وتقديم لمحة عامة وتوصيات حول الوضع الأمني الحالي. كما يسعى التقرير إلى تقديم تحليل عميق للسياسات والتدابير المعتمدة لمواجهة التطرف العنيف في مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط، ويلقي الضوء على ممارسات بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي تأثرت أكثر من غيرها بهذه الظاهرة، وكانت في طليعة المعركة ضد الإرهاب، واكتسبت خبرة مهمة على مر هذه السنوات.
وتضمن التقرير الذي أعده الباحثان في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الدكتور عبد الله خالد آل سعود مدير إدارة البحوث رئيس وحدة الدراسات الأمنية، ويوسف زارع الباحث في وحدة الدراسات الأمنية، «الجهود السعودية في مكافحة التطرف العنيف»، وتجربة السعودية في التعامل مع تهديد الإرهاب، والتاريخ الطويل من المواجهة مع الجماعات الإرهابية، حيث انطلقت جهود المملكة في هذا المجال قبل الدول الأخرى، واكتسبت السعودية درجة عالية من الخبرة والمعرفة في مكافحة التطرف والإرهاب.
ويحلل الباحثان أساليب مكافحة التطرف التي تم اتخاذها في السعودية، ممثلة في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، إضافة إلى حملة السكينة. كما يناقش البحث هذه البرامج والمبادرات التي أطلقتها السعودية، والتي تستهدف إعادة تأهيل المتطرفين ومكافحة دعاية التطرف على الإنترنت.
ويؤكد التقرير أن السعودية، نتيجة لهذا التاريخ الطويل من المواجهة مع التطرف والجماعات الإرهابية، أصبحت ذات خبرة في التعامل مع تهديد الإرهاب، حيث تتغير سياسات وأساليب مكافحة التطرف مع تغيُّر طبيعة العمل، حيث انتقلت تجارب مجابهة التطرف من إطلاق حملة السكينة عام 2003م، مع بدايات الحملة الإرهابية لتنظيم القاعدة ضد السعودية، ودخل موظفو الحملة في حوار ومناقشات صريحة مع المتطرفين من خلال المنتديات عبر الإنترنت وغرف الدردشة. ومع ظهور وسائل الإعلام الاجتماعي، تغيرت البرامج والأساليب التي يستخدمها موظفو الحملة، إضافة إلى إطلاق مبادرات أكثر قابلية للقياس تتعامل مع المتطرفين، مثل برنامج محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
وقد حظيت الجهود السعودية في هذا الصدد باعتراف وتقدير عالميين، من خلال برنامج إعادة التأهيل الرائد من نوعه، وحققت هذه البرامج نجاحاً يشهد له المجتمع الدولي، حيث أشادت منظمة الأمم المتحدة بجهود مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، في تقرير خاص لها حول أهمية علاج وإعادة تأهيل الأشخاص الموقوفين بسبب أعمال إرهابية.
ويتطرق الباحثان إلى تأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، الذي انطلق ليكون المرجع الأول عالمياً في مكافحة الفكر المتطرّف، وتعزيز ثقافة الاعتدال، ويعمل على رصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له.
دراسة تشيد بخبرة السعودية في مواجهة الجماعات الإرهابية
دراسة تشيد بخبرة السعودية في مواجهة الجماعات الإرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة