كشف مصدر أمني جزائري أن المتشدد الجزائري جمال بغال، الذي رحَّلته فرنسا أول من أمس، بعد 10 سنوات قضاها بالسجن لضلوعه في الإرهاب، يحتجز حالياً بأشهر سجن تابع للمخابرات العسكرية يقع بأعالي العاصمة.
وقال المصدر الأمني، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، إن بغال (52 سنة) سيعرض على النيابة في غضون أيام، وبعدها على قاضي التحقيق للنظر في قضيته. ورجح المصدر إحالة بغال على الحبس الاحتياطي، تمهيداً لإعادة محاكمته بتهم الإرهاب الذي يقع تحت طائلتها بموجب أحكام غيابية بالسجن أصدرها بحقه القضاء الجزائري.
وأشار المصدر إلى أن كل الإرهابيين الجزائريين، الذين تم ترحيلهم من الخارج في سنوات ماضية، يخضعون للتحقيق في سجون مصالح المخابرات المضادة للإرهاب، بهدف استخلاص معلومات منه، خصوصاً ما يتعلق بوقائع منسوبة إليهم مرتبطة بنشاط الجماعات المتطرفة بالجزائر وفي الخارج. وأضاف المصدر نفسه أن للمتطرف ارتباطاً قوياً بـ«الجماعة الإسلامية المسلحة»، التي نشأت مطلع تسعينيات القرن الماضي، وبنشاطها بالجزائر وفي فرنسا، خصوصاً الهجمات التي ضربت مترو أنفاق باريس عام 1995، التي خلفت قتلى وجرحى.
وتابع المصدر الأمني أن جهازي الأمن الجزائري والفرنسي تبادلا معلومات مهمة بخصوص بغال، أدت إلى اعتقاله وإدانته بالسجن 20 سنة، قضى منها 10 سنوات. وظل المتهم، بحسب المصدر، على اتصال بالجماعات المتطرفة، حتى وهو داخل سجنه، ومنها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي خرجت من عباءة «الجماعة الإسلامية المسلحة» عام 1998، والتي تحولت مطلع 2007 إلى «القاعدة ببلاد المغرب». يشار إلى أن بغال يتحدر من بلدة بولاية برج بوعريريج (260 كلم جنوب العاصمة).
وأفادت وكالة الأنباء الحكومية، نقلاً عن مصادر مقرَبة من ملف بغال، بأنه سيتم تقديمه أمام السلطات القضائية تبعاً لمذكرة اعتقال دولية أصدرتها الشرطة الدولية في 15 أغسطس (آب) 2001. وأنه ستعاد محاكمته في القضية نفسها التي كان قد حكم عليه فيها غيابياً، بـ20 سنة بتاريخ 16 فبراير (شباط) 2003 من طرف محكمة الجنايات بالجزائر. يشار إلى أن القضاء الفرنسي أدان بغال بالسجن بعد اتهامه بمحاولة تفجير مقر السفارة الأميركية بباريس عام 2001. وتمسك بـ«براءته»، وقال إنه تعرض لـ«التعذيب أثناء التحقيق».
وأوضحت الوكالة الرسمية أن الجزائر طالبت رسمياً بترحيله منذ عدة سنوات، بغرض محاكمته، غير أن السلطات الفرنسية تحفظت على الطلب بذريعة أنه فرنسي الجنسية، ومن حقها التصرف في مصيره. وقد تم سحب هذه الجنسية منه عام 2001، وأضافت بأن الحكومة قدمت ملفاً لـ«الإنتربول» حول بغال، ما أدى إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده بغرض تسليمه إلى الجزائر. وبالرغم من ذلك رفضت السلطات الفرنسية، التي كانت تحتجزه، ترحيله إلى الجزائر، حسب وكالة الأنباء الرسمية.
وقالت تقارير صحافية جزائرية إن محاولة لإبعاد بغال جرت في 2007، غير أن محاميه أفشل العملية بحجة الخوف من تعرضه للتعذيب في حال عودته إلى بلده الأصلي، الذي غادره وهو في العشرينات. لكن الوضع تغير، حسب التقارير نفسها، حيث أظهر العام الماضي رغبته في العودة للجزائر، وتقدم المحامي في يونيو (حزيران) 2017 بطلب إفراج يتبع بترحيل. وصرح محاميه بيرنجي تورني لوكالة الصحافة الفرنسية، «قبل 10 سنوات عطلنا قراراً لإبعاده ولكن الآن الظروف تغيرت». وبحسب المحامي، فإن موكله رفض فكرة الخضوع للإقامة الجبرية، لأن ذلك يحرمه من الترحال بحرية.
وفي العادة تستقبل الجزائر رعاياها المبعدين من دول أخرى، بحكم وجود اتفاقات تعاون قضائي، وفي حالات أخرى تشترط إظهارهم رغبة في العودة، كما جرت الحال مع أكثر من 20 شخصاً كانوا في معتقل غوانتنامو، وقد تم سجنهم لفترة قصيرة، وأفرج عنهم، واستعادوا حياتهم.
متشدد جزائري بارز في عهدة المخابرات العسكرية
https://aawsat.com/home/article/1334901/%D9%85%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D8%AF-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9
متشدد جزائري بارز في عهدة المخابرات العسكرية
فرنسا رحلت جمال بغال قبل يومين... وستعاد محاكمته بتهمة الإرهاب
متشدد جزائري بارز في عهدة المخابرات العسكرية
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة