أوباما يحذر من «سياسة الرجل القوي»

شارك في تكريم نيلسون مانديلا بجنوب أفريقيا

شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في الاحتفالات بالذكرى المئوية لمولد أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.
شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في الاحتفالات بالذكرى المئوية لمولد أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.
TT

أوباما يحذر من «سياسة الرجل القوي»

شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في الاحتفالات بالذكرى المئوية لمولد أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.
شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في الاحتفالات بالذكرى المئوية لمولد أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.

شارك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في الاحتفالات بالذكرى المئوية لمولد أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا: «آخر قائد محرّر عظيم في القرن العشرين».
وألقى أوباما كلمة في ملعب «واندررز» الرياضي، الذي استضاف نحو 15 ألف شخص وضيوف شرف من بينهم الزوجة الأخيرة لمانديلا غراسا ماشيل، ورئيسة ليبيريا السابقة إيلين جونسون سيرليف، وحتى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان.
ودعا أوباما في كلمته، أمس، إلى مواصلة كفاح الزعيم الجنوب أفريقي الراحل ضد التمييز العنصري. وقال أمام آلاف الحاضرين إن مثل هذا التمييز لا يزال حقيقة واقعة سواء في الولايات المتحدة أو في جنوب أفريقيا. وأضاف الرئيس السابق أن عقود التمييز أدت إلى وقوع كثير من عدم المساواة والفقر، وتابع أن كثيرا من الناس الذين يشعرون بالتهديد من آخرين لا يبدون ولا يتحدثون مثلهم، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار أوباما إلى أن الغرب به الآن المزيد من الأحزاب التي تتبنى صراحة أجندات قومية، «لكن مانديلا في المقابل كان يمثل بالنسبة للمظلومين في العالم كله، الأمل في حياة أفضل، وأنا مؤمن برؤية مانديلا المتعلقة بالمساواة والعدالة الاجتماعية، فمانديلا كان عملاق التاريخ». وقال أوباما إن مانديلا كان يلهم من زنزانته الصغيرة، كثيرا من الناس، ومن بينهم هو شخصيا.
وإلى جانب انتقاد التمييز العنصري، استغل أوباما كلمته أمس للتحذير من أن «النظام الدولي لا يفي بوعوده». وقال أوباما إن «هذا يعود في جانب منه إلى إخفاق الحكومات والنخب... إننا الآن نعود إلى طريق أكثر خطورة في ممارسة الأعمال». وأوضح أوباما أن «سياسة الرجل القوي في تصاعد مستمر، حيث يتم الإبقاء على الانتخابات ومظهر ما من مظاهر الديمقراطية، بينما يسعى هؤلاء الذين هم في السلطة إلى تقويض كل مؤسسة أو قاعدة تعطي للديمقراطية معنى».
وقبل الكلمة التي انتظرها كثيرون بترقب شديد، خاصة عقب المؤتمر الصحافي الذي جمع الرئيسين الأميركي والروسي في هلسنكي أول من أمس، قال بنجامين رودس مستشار أوباما لصحيفة «نيويورك تايمز» إن خطاب الرئيس السابق «سيكون فرصة ليوجه رسالة من أجل التسامح وتقبل الآخر والديمقراطية، في الوقت الذي بات فيه إرث مانديلا موضع تساؤلات في مختلف أنحاء العالم».
ومع أن أوباما ومانديلا لم يلتقيا سوى مرة واحدة في عام 2005 في واشنطن، فإنهما كانا يكنان الإعجاب لبعضهما. فقد عبر مانديلا عن «سعادته القصوى» عند انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة في 2008، «لأنه اعتبر ذلك لحظة أساسية في تاريخ الولايات المتحدة»، بحسب رئيس مؤسسة مانديلا سيللو هاتانغ. أما مانديلا فكان مثالا أعلى لأوباما مع الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكولن والمدافع عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وتتعهد مؤسسة مانديلا كل سنة إلى ضيف رفيع بشرف إلقاء كلمة في ذكرى مولد «ماديبا»، في 18 يوليو (تموز) 1918، الذي توفي في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2013. وبعد أن أمضى مانديلا 27 عاما في سجون النظام العنصري، أصبح في 1994 أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا ورمزا للنضال ضد التمييز العنصري. وظل في منصبه حتى عام 1999.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.