ميليشيات الحوثي تنكّل بسجناء الحديدة إثر رفضهم القتال في صفها

نهبت مصرفين في ذمار والبيضاء وقتلت بائع خضار في إب

عدد من مقاتلي المقاومة المشتركة في محيط الحديدة (إ.ب.أ)
عدد من مقاتلي المقاومة المشتركة في محيط الحديدة (إ.ب.أ)
TT

ميليشيات الحوثي تنكّل بسجناء الحديدة إثر رفضهم القتال في صفها

عدد من مقاتلي المقاومة المشتركة في محيط الحديدة (إ.ب.أ)
عدد من مقاتلي المقاومة المشتركة في محيط الحديدة (إ.ب.أ)

رفض نزلاء السجن المركزي في مدينة الحديدة، الرضوخ لإرادة الميليشيات الحوثية، من أجل القتال في صفوفها، ما دفع عناصر الجماعة إلى التنكيل بهم، وإشعال النار في عنابر السجن، وإطلاق الرصاص الحي عليهم، ما أدى إلى مقتل 3 سجناء على الأقل وإصابة 20 آخرين.
جاء ذلك في وقت صعدت الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها من انتهاكاتها بحق المواطنين، إلى جانب استمرارها في نهب أموال المصارف والتضييق على الشركات التجارية، وسط أنباء عن مساع للجماعة من أجل بيع عقارات ضخمة تابعة لحزب «المؤتمر الشعبي» في الحديدة وتعز.
وأفاد أقارب سجناء ومصادر أمنية في الحديدة لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية، قرروا فجر أمس نقل المئات من نزلاء السجن المركزي إلى أماكن مجهولة، يرجح أنها معسكرات للتدريب من أجل إجبارهم على القتال في صفوفها وهو ما رفضه السجناء معلنين التمرد على القرار الحوثي.
وذكرت المصادر أن الجماعة الحوثية، استدعت المئات من مسلحيها إلى محيط السجن وداخله من أجل إخضاع السجناء، حيث قاموا بإطلاق النار عشوائيا على السجناء وأشعلوا النار في عنابر السجن كما استخدموا قنابل الغاز في مسعى لإخماد انتفاضة السجناء الذين رفضوا مغادرة السجن.
وأدت أعمال التنكيل الحوثية التي قادها القيادي في الجماعة أبو علي الكحلاني، طبقا للمصادر، إلى مقتل ثلاثة سجناء، برصاص الميليشيات، وإصابة 20 آخرين بجروح، في الوقت الذي تمكنت الجماعة من نقل 50 سجينا على متن شاحنات مغلقة إلى أماكن مجهولة، يرجح أنها معسكرات للتدريب.
وبسبب استنفاد الميليشيات لعناصرها في جبهات القتال، لجأت مؤخرا، إلى تجنيد السجناء طائفيا وإطلاقهم للقتال معها من سجون صنعاء وإب وذمار وحجة والمحويت، بحسب مصادر أمنية مناهضة للجماعة، كما أقدمت على تجنيد المزيد من صغار السن والمراهقين والموظفين المدنيين، ونزلاء دور الأيتام والمهمشين.
وذكرت المصادر أن المئات من سجناء الحديدة، تمسكوا بموقفهم، الرافض لمغادرة السجن، وهو ما جعل الجماعة تمنع عنهم الطعام والماء، أملا في إخضاعهم، وسط مناشدات للأهالي إلى المنظمات الدولية الإنسانية من أجل التدخل لوقف الجريمة الحوثية بحق ذويهم السجناء.
وبحسب أهالي بعض السجناء الذين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، رفضت الجماعة الحوثية أمس السماح للأهالي بالاطمئنان على ذويهم كما رفضت السماح بإدخال الطعام والماء لهم، حيث رد عليهم مسلحو الجماعة بالقول: «لن يأكلوا أو يشربوا شيئا حتى يرضخوا لتنفيذ المطلوب منهم».
ويضم السجن المركزي في الحديدة والواقع في جنوب المدينة، طبقا لمصادر أمنية، أكثر من 700 سجين، في حين تتصاعد المخاوف لديهم من أن تتخذ منهم الجماعة دروعا بشرية، في حال أصروا على رفض الانصياع لرغبة الجماعة في تجنيدهم بالقوة.
وكانت الميليشيات الحوثية، أفرجت عن العشرات من نزلاء السجن في الحديدة، قبل أسابيع، ممن تمكنت من تجنيدهم طائفيا عبر إخضاعهم للدورات التثقيفية التي تخصصها الجماعة لاستقطاب الأتباع، بعد أن تلقنهم مضامين «الملازم الخمينية».
على صعيد متصل بانتهاكات الجماعة، أفاد شهود ومصادر حقوقية في محافظة إب، بأن أحد مسلحي الميليشيات أطلق الرصاص أمس بدم بارد على بائع خضار في سوق شعبية، في بلدة القاعدة جنوب مدينة إب، وأرداه قتيلا بعد أن رفض أن يدفع للمسلح إتاوة طلبها منه.
وذكرت المصادر أن المسلح الحوثي ويدعى «أبو سرمد» باشر بائع الخضار ويدعى حسن البحر، بإطلاق النار عليه، بعد أن أخبره بأنه لا يستطيع دفع الإتاوة المطلوبة، مقترحا تأجيلها إلى يوم آخر.
وقالت المصادر إن المسلح الحوثي غادر السوق، دون أن يعترضه، أحد، مهددا بقية الباعة في السوق بأنهم سيلاقون المصير نفسه إذا حاولوا المماطلة في دفع الإتاوات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم.
في غضون ذلك، أفادت مصادر مصرفية في محافظة البيضاء، بأن عناصر الجماعة اقتحموا أمس فرع البنك المركزي في مدينة البيضاء الخاضع لها، وقاموا بنقل شحنة ضخمة من الأموال على متن عربة نقل متوسطة، قبل أن يقودها إلى مكان مجهول رفقة حراسة مشددة.
وجاء ذلك، غداة قيام عناصر الميليشيات، في مديرية عتمة الواقعة غرب ذمار، باقتحام مصرف محلي ونهب جميع الأموال التي كانت فيه، إضافة إلى نهب الأثاث وأجهزة الحاسوب وبقية المقتنيات الموجودة داخل المقر.
يشار إلى الجماعة الحوثية، أصدرت هذا الأسبوع أمرا قضائيا بالحجز على أموال وأصول واحدة من شركات الهاتف النقال العاملة في اليمن، بذريعة أنها لم تدفع مبلغ 12 مليار ريال (الدولار يساوي 485 ريالا)، تزعم الجماعة أنها مبالغ مستحقة للضرائب تتهرب الشركة عن دفعها.
وفي حين يرجح أن الميليشيات تسعى عبر إجراءها للاستيلاء على الشركة، أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» بوجود مساع تقوم بها الجماعة لبيع أصول وعقارات تابعة للحزب في الحديدة وتعز، من أجل تسخير المبالغ المتوقعة من عملية البيع في تمويل المجهود الحربي.
وكانت الجماعة وضعت يدها على أصول الحزب وعقاراته وأمواله وأرصدته البنكية عقب قتلها زعيمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.