الهجرة تتصدر أجندة أعمال القمة الأوروبية المقبلة

قلق في برلين وباريس مع وصول حكومات معادية لها إلى السلطة

وزير الداخلية الألماني أمهل ميركل حتى نهاية الشهر للتوصل إلى حل بخصوص المهاجرين (أ.ب)
وزير الداخلية الألماني أمهل ميركل حتى نهاية الشهر للتوصل إلى حل بخصوص المهاجرين (أ.ب)
TT

الهجرة تتصدر أجندة أعمال القمة الأوروبية المقبلة

وزير الداخلية الألماني أمهل ميركل حتى نهاية الشهر للتوصل إلى حل بخصوص المهاجرين (أ.ب)
وزير الداخلية الألماني أمهل ميركل حتى نهاية الشهر للتوصل إلى حل بخصوص المهاجرين (أ.ب)

عادت قضية الهجرة واللجوء بقوة خلال الأيام القليلة الماضية إلى المشهد السياسي الأوروبي، خصوصاً مع وصول حكومة يمينية شعبوية إلى الحكم في إيطاليا، والتي منعت في أول إجراء لها وصول سفينة تقل أكثر من 600 مهاجر إلى سواحلها. إجراء الحكومة الإيطالية أثار غضب بعض الحكومات الأوروبية، خصوصاً الفرنسية التي وصفت العمل بغير الإنساني. الإجراء فرض أجندة الهجرة على جدول أعمال القمة الأوروبية المنتظرة في نهاية الشهر الحالي.
الخلاف بين باريس وروما بشأن مصير السفينة تسبب في تدخل البابا فرنسيس وأثار الشقاق في أوروبا وتوتراً في الائتلاف الألماني الهش الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وبات موضوع الهجرة يهدد الحكومة الائتلافية الألمانية، وبدأ الكلام عن انتخابات ألمانية مبكرة إذا تفاقمت الخلافات بين الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر في التحالف المسيحي الألماني الذي تقوده أنجيلا ميركل، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي. الحزب البافاري منح ميركل مهلة زمنية لتطبيق مطالبه بخصوص الهجرة واللجوء، معلناً على نحو غير مباشر أن بإمكان وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب البافاري، هورست زيهوفر، اتخاذ إجراءات مخولة له بطرد مهاجرين على الحدود، وهذا ما ترفضه ميركل، التي تطالب بسياسة أوروبية موحدة حول الهجرة، وتتفق فيه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزورها بعد غدٍ (الثلاثاء)، من أجل هذا الهدف، وتنسيق مواقفهما في القمة الأوروبية القادمة. زيهوفر يطالب بمنع اللاجئين، المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، من عبور الأراضي الألمانية على الحدود. أما ميركل فقد أعلنت الخميس رفضها إتباع نهج وطني منفرد في رفض مجموعات معينة من المهاجرين أو اللاجئين على الحدود الألمانية.
وحث الرئيس ماكرون رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي على العمل مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا لحل مشكلات الهجرة بدلاً من الانضمام إلى «محور» مناهض للهجرة.
وفي الأمس، طالب ساسة في حزب ميركل، المسيحي الديمقراطي، شقيقهم الأصغر في التحالف المسيحي، بالاعتدال في الخلاف حول سياسة اللجوء وإبداء استعداد أكبر لقبول حلول وسط.
وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت أمس (السبت) في إشارة إلى لقائها المرتقب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غدٍ، إن موضوع الهجرة «تحدٍ يحتاج إلى رد أوروبي أيضاً. وأنا أعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الحاسمة في التضافر الأوروبي».
وقال الرئيس المحلي للحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية براندنبورج، إنجو زينفتليبن، في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس، إنه من الضروري للغاية التوصل إلى اتفاق في هذا الخلاف، وأضاف: «الأمر واضح للجميع: من دون اتفاق سيكون السؤال حول مستقبل التحالف المسيحي مطروحاً تلقائياً»، مشيراً إلى أن هذا سيكون بمثابة إنهاء الائتلاف الحكومي، وقال: «سيستتبع ذلك زلزال سياسي».
وطالب خبير شؤون الموازنة في حزب ميركل، إكهارت ريبرج، الحزب البافاري بقبول حلول الوسط، وقال في تصريحات لشبكة «دويتشلاند»: «على الجميع أن يفكر عند التصرف فيما إذا كانت نتيجة تصرفه ستقود إلى انتخابات مبكرة». وقال خبير الشؤون الاقتصادية في الحزب، يواخيم بفايفر، محذراً: «ليس بوسعي سوى المناشدة أن تأخذ الأطراف كافة نفساً عميقاً مطلع هذا الأسبوع. الخلافات في القضية ليست بالغة للدرجة التي تدفع إلى نسف الهيكل بأكمله».
ونقلت مصادر مشاركة في جلسة خاصة لنواب الحزب المسيحي الديمقراطي عن المستشارة قولها، إنها تعتزم الاستفادة من الأسبوعين المقبلين حتى موعد انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل يومي 29 و30 من شهر يونيو (حزيران) الحالي لإبرام اتفاقيات ثنائية مع الدول الأكثر تضرراً من ضغط الهجرة.
وارتفع عدد طلبات اللجوء الجديدة في ألمانيا في مايو (أيار) الماضي على نحو ملحوظ مقارنة بالأشهر الماضية. وذكرت صحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية الصادرة أمس، استناداً إلى بيانات وزارة الداخلية الألمانية، أن نحو 78 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء حتى نهاية مايو الماضي. وبحسب التقرير، استقبلت ألمانيا خلال هذا العام حتى منتصف يونيو الحالي 18 ألف لاجئ مسجلة بياناتهم لدى سجل بصمات الأصابع الأوروبي «يوروداك». وبحسب قواعد اتفاقية دابلن، يتعين على هؤلاء اللاجئين التقدم بطلبات لجوئهم في أول دولة في الاتحاد سجلوا فيها أنفسهم لاجئين. ويحث وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، على رفض هؤلاء اللاجئين في المستقبل على الحدود الألمانية.
وفي آخر إجراء إيطالي بعد منع سفينة «أكواريوس» من الوصول إلى الشواطئ الإيطالية، تعهد وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي المتشدد، ماتيو سالفيني، أمس، بمنع سفن تابعة لجمعيتين خيريتين أخريين لإنقاذ المهاجرين من الرسو في موانئ بلاده.
وكتب سالفيني، زعيم حزب «رابطة الشمال» اليميني المتطرف المناهض للهجرة، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن الحظر ينطبق على جمعيتي «سي - آي» و«ميشن لايفلاين» الخيريتين الألمانيتين. وأضاف: «يتعين أن يعرف هؤلاء الأشخاص أن إيطاليا لم تعد تريد التشجيع على عمليات الهجرة غير الشرعية؛ لذلك سيتعين عليهم إيجاد موانئ أخرى (غير إيطالية) للتوجه إليها».
وتابع سالفيني: إن المنظمتين غير الحكوميتين كانتا قد نشرتا سفنهما، قبالة الساحل الليبي، لانتشال «مجموعة من البشر، تخلى عنهم مهربون (في البحر)». وقبل ستة أيام، رفضت إيطاليا منح سفينة «أكواريوس» حقوق الرسو في موانئها، وتلك السفينة تشغلها المنظمتان الخيريتان «إس أو إس ميديتيراني» الفرنسية الألمانية الإيطالية، و«أطباء بلا حدود». وبعد أن طردت مالطا أيضاً السفينة، تم السماح للسفينة بالرسو في إسبانيا، واضطرت إلى أن تقطع رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر إلى مدينة فالينسيا، حيث من المتوقع أن ترسو اليوم (الأحد).
وغردت جمعية «ميشن لايفلاين» على تصريح الوزير الإيطالي، بتعليق ساخر، قائلة: «عندما يمنحنا الفاشيون دعاية». وكانت المنظمة غير الحكومية قد أشارت الجمعة في تغريدة لها على موقع «تويتر» إلى أن قاربها يتمركز قبالة الساحل الليبي وشارك في إنقاذ 118 شخصاً.
وثمة قلق في باريس بشأن ما ستتخذه الحكومة الإيطالية المناهضة للمؤسسات بشأن عدد من القضايا الأوروبية، ومنها الاندماج في منطقة اليورو وقضية اللاجئين. حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي على العمل مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا لحل مشكلات الهجرة بدلاً من الانضمام إلى «محور» مناهض للهجرة. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع كونتي «آمل بقوة أن تعمل فرنسا وإيطاليا معاً لطرح مقترحات والمساهمة بحلول أوروبية، وبخاصة مع شركاء مثل إسبانيا وألمانيا».


مقالات ذات صلة

ترمب يستعد لتوسيع حملته على الهجرة في 2026

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يستعد لتوسيع حملته على الهجرة في 2026

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتوسيع حملته على المهاجرين في عام 2026، بإضافة تمويلات جديدة تصل إلى مليارات الدولارات، وتتضمن مداهمة مزيد من مواقع العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

ذكر مسؤولون أن حريقاً هائلاً اندلع بسوق «مندوي» التاريخية في كابل، فجر الأحد؛ ما أدى إلى تدمير عشرات المتاجر وتسبب في خسائر تقدر بنحو 700 ألف دولار.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

السلطات الباكستانية تخلي مخيماً للاجئين بعد هجوم على سيارة شرطة

أفادت تقارير بقيام مسلحين بالهجوم على سيارة تابعة للشرطة بالقرب من مخيم للاجئين الأفغان يقع على طريق كوهات في بانو بإقليم خيبر باختنخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
الولايات المتحدة​ وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم (أرشيفية - أ.ب)

ترمب يعلِّق برنامج قرعة «غرين كارد» للمهاجرين

قالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» إنها بناء على توجيهات ترمب تأمر خدمات المواطنة والهجرة الأميركية بوقف البرنامج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا يضطر المهاجرون الوافدون إلى موريتانيا للاشتغال في وظائف صعبة بأجور هزيلة لتأمين رحلتهم السرية نحو أوروبا (رويترز)

محنة المهاجرين في موريتانيا تتفاقم بعد اتفاق «الأوروبي» لضبط الحدود

يقول مهاجرون إن نشاط الشرطة في موريتانيا تصاعد بشكل كبير ومكثف، منذ توقيع البلاد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، مطلع العام الماضي، للحد من الهجرة غير الشرعية.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
TT

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)

أشارت تقديرات مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن الحلف باستطاعته الاعتماد على الولايات المتحدة في حال الطوارئ، حتى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية الصادرة، الأحد، قال روته إن «ترمب أعرب على نحو واضح عن التزامه حيال حلف (الناتو)، لكنه أوضح أيضاً على نحو صريح أنه ينتظر أن نزيد إنفاقنا (العسكري) بشكل ملحوظ. ونحن ننفذ ذلك» وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأوضح روته أن الأوروبيين يتحملون المسؤولية من خلال «تحالف الراغبين» لدعم أوكرانيا، كما يحمون الجناح الشرقي للحلف ومنطقة البلطيق. وأضاف أن «الولايات المتحدة قالت بوضوح إنها ستبقى منخرطة في أوروبا، نووياً وتقليدياً. ولا يوجد أي نقاش بشأن أي انسحاب من أوروبا».

وأشاد روته بجهود ترمب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، المستمرة منذ ما يقرب من 4 أعوام. وقال أمين عام «الناتو»:«ترمب منخرط تماماً في هذه القضية، وهو يركز على إنهاء هذه الحرب»، واستطرد أن ترمب هو الوحيد الذي تمكن من دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات، وهو الوحيد القادر في النهاية على إجبار بوتين على التوصل إلى اتفاق سلام. وأردف روته: «أكنُّ له احتراماً كبيراً على ذلك».

كما رفض روته المخاوف من احتمال أن توقف الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا، وقال: «لا أعتقد ذلك على الإطلاق. ما نراه حالياً يوضح أن تبادل المعلومات وكذلك إمدادات الأسلحة لأوكرانيا ما زالت مستمرة».

وكان وفد أوكراني ووفد أميركي ووفد أوروبي ناقشوا، يومي الأحد والاثنين الماضيين، في برلين سبل التوصل إلى حل سلمي للحرب في أوكرانيا.

وانتقلت المحادثات خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع إلى مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية؛ حيث بدأت جولة جديدة يقوم خلالها المفاوضون الأميركيون ببحث نتائج محادثات برلين مع ممثلي روسيا.


الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
TT

الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)

قال الكرملين، الأحد، إن لقاء بين المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين والروس «ليس قيد التحضير»، فيما تُجرى مباحثات منفصلة مع الطرفين الروسي والأوكراني في ميامي بالولايات المتحدة منذ الجمعة بشأن تسوية للنزاع بين كييف وموسكو.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن يوري أوشاكوف، كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، قوله: «لم يتطرّق أحد جدّياً إلى هذه المبادرة حتّى الساعة، وهي ليست قيد التحضير على حدّ علمي».

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب.

وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدَي أوكرانيا وروسيا خلال يوليو (تموز) الماضي في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات.

وقال زيلينسكي: «لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، وأميركا، وروسيا»، غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ«نتائج جديدة».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء ​عن أوشاكوف قوله أيضاً، الأحد، إنه متأكد من أن فرص السلام في أوكرانيا لم تتحسن بعد التغييرات ‌التي أدخلها الأوروبيون ‌والأوكرانيون على ‌الخطة ⁠الأميركية ​المقترحة ‌لإنهاء الحرب.

وأضاف أوشاكوف في تصريحات للصحافيين: «هذه ليست توقعات.. أنا على يقين بأن المقترحات التي طرحها الأوروبيون والأوكرانيون أو يحاولون طرحها لا تحسن الوثيقة ⁠بالتأكيد ولا تحسن إمكانية تحقيق سلام ‌طويل الأمد»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويناقش مفاوضون أوروبيون وأوكرانيون إدخال تغييرات على المقترحات الأميركية ‍للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 سنوات، وإن كان من ​غير الواضح بالضبط ما التغييرات التي أُدخلت على المقترحات ⁠الأميركية الأصلية.

والتقى مفاوضون أميركيون مسؤولين روساً في ولاية فلوريدا الأميركية السبت.

وقال كيريل ديميترييف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص، للصحافيين بعد اجتماعه مع ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاص، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن المحادثات كانت بناءة، ‌وإنها ستستمر اليوم الأحد.


فنزويلا ترفض «القرصنة الأميركية» بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحلها

TT

فنزويلا ترفض «القرصنة الأميركية» بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحلها

ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، في منشور على ‌منصة «إكس»، ‌إن ‌الولايات المتحدة ⁠احتجزت، ​اليوم ‌السبت، ناقلة نفط رست آخر مرة في فنزويلا.

وأضافت نويم: «⁠ستواصل الولايات ‌المتحدة ملاحقة ‍الحركة ‍غير المشروعة للنفط ‍الخاضع للعقوبات الذي يُستخدم لتمويل إرهاب المخدرات في ​المنطقة».

وأوضحت أن خفر السواحل ⁠الأميركي احتجز السفينة، قبل فجر اليوم، بدعم من وزارة الحرب الأميركية (البنتاعون).

وأعربت الحكومة الفنزويلية ​في بيان، عن رفضها الاستيلاء على سفينة جديدة تنقل النفط، ‌واصفة ذلك ‌بأنه «عمل ⁠خطير ​من ‌أعمال القرصنة الدولية».

وأضاف البيان ‌أن فنزويلا «تستنكر ‍وترفض ‍سرقة وخطف ‍سفينة خاصة جديدة تنقل النفط، وكذلك الاختفاء القسري لطاقمها، ​الذي ارتكبه أفراد من الجيش الأميركي ⁠في المياه الدولية».

وقالت كراكاس إنه سيتم إبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى متعددة الأطراف والحكومات بهذه ‌الأفعال.

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس» إن القوات الأميركية أوقفت سفينة تجارية ثانية قبالة سواحل فنزويلا في المياه الدولية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن السفينة التي تمت مصادرتها هي ناقلة نفط.

وقال أحد المسؤولين إن الناقلة توقفت طواعية وسمحت للقوات الأميركية بالصعود على متنها.

ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «حصار» لجميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى البلاد الواقعة في أميركا الجنوبية. ويأتي أيضاً عقب استيلاء القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر (كانون الأول).

وأبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتمال الحرب مع فنزويلا مطروحاً في مقابلة نُشرت، الجمعة، وذلك بعد تصعيد حملة الضغط الأميركية على كراكاس بفرض حصار نفطي.

وقال ترمب في مقابلة هاتفية مع قناة «إن بي سي نيوز» أجريت، الخميس، رداً على سؤال بشأن إمكان استبعاد الحرب: «لا أستبعد ذلك، لا». كما امتنع عن الإفصاح عما إذا كان يرغب في إطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويقول مادورو اليساري إن واشنطن تسعى لتغيير النظام في كراكاس.

وأضاف ترمب: «إنه يعرف بالضبط ما أريده. إنه يعرف أفضل من أي شخص آخر».

وأكد الرئيس الأميركي أنه ستتم مصادرة ناقلات نفط أخرى، بعد أن سيطرت القوات الأميركية الأسبوع الماضي على ناقلة أبحرت من الدولة الأميركية اللاتينية.

وترك ترمب العالم في حيرة من أمره بشأن أهدافه النهائية تجاه فنزويلا، بعد أن عزز بشكل كبير الوجود العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي في الأشهر الأخيرة.

وتتهم واشنطن مادورو بإدارة كارتل «مخدرات إرهابي»، ونفّذت القوات الأميركية منذ سبتمبر (أيلول) ضربات عدة على قوارب قالت إنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وصرّح ترمب لأسابيع بأنه سيأمر بضربات برية «قريباً» على تجار مخدرات.

لكنه حوّل تركيزه هذا الأسبوع نحو نفط فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من الذهب الأسود في العالم.

وعند إعلانه فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، اتهم ترمب فنزويلا بالاستيلاء على النفط الأميركي، في إشارة واضحة إلى تأميم صناعة النفط في البلاد.

وقال، الأربعاء: «لقد أخذوا جميع حقوقنا في مجال الطاقة، وأخذوا كل نفطنا، منذ وقت ليس ببعيد، ونريد استعادته».

ويشهد سوق النفط حالياً وفرة في المعروض؛ إذ توجد ملايين البراميل من النفط على متن ناقلات قبالة سواحل الصين بانتظار تفريغها.

وإذا استمر الحظر لفترة، فمن المرجح أن يؤدي فقدان ما يقارب مليون برميل يومياً من ​إمدادات النفط الخام إلى ارتفاع أسعار الخام.

ومنذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا عام 2019، ⁠لجأ التجار ومصافي النفط الذين يشترون النفط الفنزويلي إلى استخدام «أسطول الظل» من ناقلات النفط التي تخفي مواقعها، بالإضافة إلى سفن خاضعة للعقوبات لنقلها النفط الإيراني أو الروسي.

وأفاد محللون في قطاع الشحن بأن الأسطول غير الرسمي أو ما يعرف بأسطول الظل معرّض لإجراءات عقابية محتملة من الولايات المتحدة.

وأظهرت بيانات موقع «تانكرز تراكرز دوت كوم» أنه حتى هذا الأسبوع، من بين أكثر من 70 ناقلة نفط في المياه الفنزويلية تشكل جزءاً من أسطول الظل، تخضع نحو 38 ناقلة لعقوبات من وزارة الخزانة ‌الأميركية.

وأضاف الموقع أن 15 ناقلة على الأقل من هذه الناقلات محملة بالنفط الخام والوقود.