قال الجنرال جون نيكولسون، قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، أمس، إن الولايات المتحدة تنوي تكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في شرق أفغانستان أثناء وقف مؤقت لإطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، أول من أمس، وقف إطلاق نار غير مشروط مع طالبان تزامناً مع قرب نهاية شهر رمضان. لكن هذا الإعلان يستثني الجماعات المتشددة الأخرى مثل «داعش». واتخذ التنظيم من إقليم ننكرهار على الحدود الشرقية مع باكستان معقلاً له، وأصبح مقاتلوه من أخطر المقاتلين في أفغانستان منذ ظهورهم هناك في بداية عام 2015 تقريباً. وقال نيكولسون للصحافيين «العمليات ضد (داعش) ستستمر، ستزيد في الواقع خلال فترة وقف إطلاق النار في إطار تركيزنا على (داعش)» وأضاف نيكولسون: إن وقف إطلاق النار قد يتيح موارد للعمليات ضد تنظيم داعش، لكن سيبقى بعضها مخصصاً لمراقبة طالبان وحماية القوات». وتابع قائلاً في تصريحات على هامش اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل «سنترك موارد مكرسة لحماية قواتنا ومراقبة العدو، حتى الأعداء المشاركين في وقف إطلاق النار، كما سنكثف الضغط على (داعش)». وتشن قوات أفغانية خاصة مدعومة من القوات الأميركية الخاصة والقوة الجوية الأميركية والأفغانية عملية تستهدف المسلحين في ننكرهار». ويصعب تحديد عدد مقاتلي «داعش» بدقة لأنهم يغيرون ولاءهم على نحو متكرر، لكن الجيش الأميركي يعتقد أن هناك نحو ألفي مقاتل.
- وقف إطلاق النار
قد يتيح إعلان وقف إطلاق النار تفاؤلاً حذراً في الحرب الدائرة منذ 17 عاماً التي صاحبها تفشي الفساد الحكومي وضعف قوات الأمن واستمرار سيطرة المسلحين على مناطق في البلاد. وجاء القرار بعد اجتماع لرجال دين أفغان هذا الأسبوع أصدروا خلاله فتوى بتحريم الهجمات الانتحارية. وأدى هجوم انتحاري أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه إلى مقتل 14 شخصاً عند مدخل سرادق رجال الدين في العاصمة الأفغانية كابل. وقال نيكولسون، إن وقف إطلاق النار «مهم»؛ لأنه الأول من نوعه منذ بداية الحرب. ولم ترد حركة طالبان بعد على الإعلان. وأقر نيكولسون بأنه «لا يعرف ما ستفعله طالبان». وأبدى مسؤولون غربيون الحذر بشكل منفصل». وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، في رد على سؤال عن إحساسهم بالتفاؤل بسبب وقف إطلاق النار «لا أعتقد أن لدينا شعوراً إزاء ذلك». ووجه نيكولسون أيضاً اتهاماً لروسيا بتقديم «دعم على نطاق صغير لمسلحي طالبان»، مضيفاً: إن «هذا الدعم يزداد». ولم يكشف عن تفاصيل أو دليل على صحة الاتهام.
من جهة أخرى، قال مسؤول أفغاني، أمس، إن قوات الأمن قتلت عشرة من مقاتلي طالبان مع بدء سريان وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس أشرف غني، وقالت القوات الأفغانية إنها سترد إذا تعرضت لهجوم. وقال المسؤول، إن من بين القتلى خمسة باكستانيين قتلوا خلال اشتباك في إقليم ننكرهار بشرق أفغانستان. وأضاف: «أنهينا العملية، وسنطبق الآن خطة وقف إطلاق النار». وقتل مسلحون أربعة أشخاص وأصابوا خمسة في هجوم منفصل على منزل عضو بالبرلمان في ننكرهار أمس (الجمعة). ولم يكن النائب في المنزل وقت الهجوم. ورحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بوقف إطلاق النار. لكن بعض المحللين المستقلين عبروا عن تشككهم فيه، ووصفه أحد الدبلوماسيين بأنه «قصة حب من طرف واحد»؛ نظراً لأن طالبان لم ترد حتى الآن ومن المرجح ألا ترد. وقال بعض الدبلوماسيين، إن إعلان وقف إطلاق النار كان مفاجئاً. ويظهر أن الحكومة تريد ضربات جوية مكثفة من جهة وتقدم غصن زيتون من الجهة الأخرى.
وقال مسؤولون أمنيون، إنهم سيوقفون العمليات ضد طالبان تماشياً مع وقف إطلاق النار، لكن القوات سترد بقوة إذا تعرضت لهجوم. وكان الرئيس قد أعلن لأول مرة وقفاً غير مشروط لإطلاق النار مع طالبان تزامناً مع قرب نهاية شهر رمضان، لكنه استثنى جماعات متشددة أخرى مثل «داعش». وقال مسؤول كبير لـ«رويترز» إنه ليس إلقاء للسلاح، وجاء وقف إطلاق النار في أعقاب اجتماع رجال دين مسلمين هذا الأسبوع أعلنوا خلاله فتوى بتحريم التفجيرات الانتحارية التي أعلنت «داعش» المسؤولية عن هجوم منها أسفر عن مقتل 14 شخصاً عند مدخل سرادق يضم جمعاً من رجال الدين في كابل. وأوصى رجال الدين أيضاً بوقف إطلاق النار مع طالبان التي تحارب لإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة بعد الإطاحة بها في عام 2001. وأخذ عبد الغني بالتوصية وقال: إن وقف إطلاق النار سيستمر حتى يوم 20 يونيو (حزيران) الحالي. إلى ذلك، ذكر مسؤولون أمس، أن انتحارياً هاجم منزل عضو في البرلمان الأفغاني؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم رجل شرطة ومدنيان، وكان المهاجم، الذي لم يتمكن من تفجير عبوته الناسفة قبل أن تقتله قوات الأمن، قد أطلق النار على أشخاص خلال الهجوم في مدينة جلال آباد. وقال عطا الله خوجياني، أحد المتحدثين باسم حاكم إقليم ننكرهار إن خمسة أشخاص آخرين أصيبوا. ولم يكن المشرّع فريادون محمد في منزله، وقت وقوع الهجوم، ولم يعرف سبب استهدافه. وقتلت قوات الشرطة المهاجم بعد دقائق من دخوله أرض العقار. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها، لكن طالبان تشن من حين لآخر هجمات على برلمانيين. وشنت هجوماً منسقاً على البرلمان الأفغاني في يونيو؛ مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 40 آخرين.