شاشة الناقد: The Trouble With You

أيديل هاينل في لقطة من «المشكلة معك»
أيديل هاينل في لقطة من «المشكلة معك»
TT

شاشة الناقد: The Trouble With You

أيديل هاينل في لقطة من «المشكلة معك»
أيديل هاينل في لقطة من «المشكلة معك»

The Trouble With You
‫• إخراج: بيير سلفادوري‬
• دراما عاطفية | فرنسا - 2018
• تقييم: جيد
هناك بداية ساخرة للغاية يقتحم بها المخرج بيير سلفادوري فيلمه الجديد هذا الذي عُـرض في قسم «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان» الأخير. البداية المذكورة تتعامل مع شخصية تحر فرنسي اسمه سانتي (فنسنت الباز) يقود فرقة من رجال البوليس لمقر عصابة قوية. يظهر بسالة مفاجئة. يقاتل ويقتل ويتحرك بثقة ونجاح كما يفعل أبطال الأفلام الهوليوودية. لكنه يُـقتل في نهاية المشهد.
زوجته إيفون (أديل هاينل) هي أيضاً تحرية وتشعر بفقدانه بطبيعة الحال، لكنه بعد بضعة شهور تكتشف أن زوجها لم يكن البطل المغوار كما اعتقدت. ربما كان جريئاً وماهراً، لكنه كان شرطياً فاسداً يرتشي ويقبض، بل ويدلي بمعلومات من شأنها إدخال أبرياء إلى السجن. أحد هؤلاء لويس (داميان بونار) نراه يخرج من السجن بعد ثماني سنوات محاولا أن يلتقط خيوط حياته المبعثرة. لم يرتكب جريمة أو جناية لكنه أودع نتيجة وشاية الزوج. إيفون تبدأ بمراقبة يوميات لويس. تكتشف أنه ما زال يحب زوجته لكنها تجد نفسها مشدودة عاطفياً إليه ما يؤدي إلى قراره الإنفصال عن زوجته.
قبل ذلك يكون الفيلم قد ترك البداية الكوميدية وانغمس في العاطفة ثم تحوّل إلى نوع من الفانتازيا. فإيفون التي تشعر بالذنب حيال لويس وتهبه حبها، تجد نفسها أيضاً على مفترق طريق مع زميلها في العمل الذي تتمناه لنفسها أيضاً. بذلك تصبح حائرة بين عاطفتين. وحيرتها تصل إلى المشاهد كاملة. المخرج لا يؤيدها في ذلك ولا يمنع عنها تلك العاطفة، بل يجاورها مصوّراً بطلته كامرأة تحاول أن تكون منطقية في وضع غير منطقي.
مع دخوله هذه المناطق الجذابة في الصورة والوعرة في المنطق والتنفيذ يُصاب الفيلم بعوارض السخف. بعضها لأن عودته، من حين لآخر، صوب الكوميديا غير ناجحة كما يجب ما ينتج منه وصول المشهد، وما يحمله من حوارات، شبه ميّـت للمشاهد.
على ذلك، الفيلم منفذ جيداً. لقطاته سريعة وهناك أفكار وجيهة تحلّـيه وتفاجئ المشاهد من حيث لا ينتظر مثل مشهد إيفون وهي تدخل مرقصاً فتتعرض لها فتاة تطلبها للرقص. كان يمكن أن نرى الرد على شكل دفع إيفون للفتاة بعيداً عنها، لكن المخرج يختار أن تنطح إيفون الفتاة بضربة رأس سريعة وقوية تطيح بها بعيداً.
أديل هاينل تمثل الدور جيداً وبجدية. وهناك تصوير ممتاز من جوليان بوبار يتميز بأن المشهد هو دائماً كثيف التشكيل ضوءاً وتصويراً وتصميماً.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».