الأكلات الحجازية تستقطب زوار المنطقة التاريخية في جدة

ضمن مبادرة أطلقتها «مسك» وامتدت لـ8 أيام

جذبت المأكولات الشعبية مثل «الشريك» وهو نوع من أنواع الخبز الزوار في جدة التاريخية (رويترز)
جذبت المأكولات الشعبية مثل «الشريك» وهو نوع من أنواع الخبز الزوار في جدة التاريخية (رويترز)
TT

الأكلات الحجازية تستقطب زوار المنطقة التاريخية في جدة

جذبت المأكولات الشعبية مثل «الشريك» وهو نوع من أنواع الخبز الزوار في جدة التاريخية (رويترز)
جذبت المأكولات الشعبية مثل «الشريك» وهو نوع من أنواع الخبز الزوار في جدة التاريخية (رويترز)

استقطبت المأكولات الحجازية القديمة زوار ورواد المنطقة التاريخية في جدة «غرب السعودية»، بكثافة، حيث تحلقوا حول البسطات والعربات المنتشرة على جنبات أزقة الحي القديم، بعد أن استطاعت رائحة القهوة الحجازية والكبدة الطازجة والمأكولات الشعبية جذبهم ولفت انتباههم.
وتأتى الفعاليات ضمن مبادرة «مسك جدة التاريخية» التي أطلقها مركز مبادرات مسك التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز وامتدت لثمانية أيام.
وحظيت المأكولات الحجازية القديمة ومنها البليلة والوجبات الخفيفة والعصائر والحلويات برواج وحركة بيع كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، وجذب تنوع المعروضات أعدادا كبيرة من الزوار حيث شهدت المحال النسائية لبيع الملابس التراثية الفلكلورية ومحال بيع البخور والعطور والمشغولات اليدوية إقبالاً كبيراً من العوائل لاقتناء الهدايا وأدوات الزينة.
وأوضح عدد من أصحاب البسطات، أنه تم الإعداد والتجهيز لتوزيع البسطات عليهم داخل المنطقة التاريخية بطريقة منظمة وغير مزعجة للزوار.
يذكر أن المنطقة التاريخية بجدة تحتفظ بمخزون من التراث والذكريات تجعلها أكثر جمالاً خلال شهر رمضان، من خلال تزيين شوارعها وأروقتها ونواصيها وأزقتها القديمة، وما زالت عادات الأهالي فيها تجمع الأحبة في هذا الشهر المبارك، إلى جانب تشريع المنازل وتزيينها بالأنوار، وارتداء اللباس الخاص القديم والمعروف في رمضان والقيام بترديد الأهازيج استقبالاً للزوار، حيث تشكل تلك الطقوس ملامح جمالية لمدينة جدة في هذا الشهر بالمنطقة التاريخية.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».