- الهاوي الجاد
• كلنا نحب السينما ولو بدرجات مختلفة. وأعتقد أن من يحبها تبعاً لعادة مكتسبة تدفعه لمشاهدة الأفلام السائدة ولو مرة في الشهر، هو في عداد هؤلاء المحبّـين. لكن هناك مستويات أعلى من الحب.
• هناك الحب الذي ينطلق من مجموعة متآلفة من العناصر: فوشار، مجموعة أصدقاء وفيلم كبير. ثم هناك حب الباحث عن موضوعات معينة تبعاً لاهتمامه الخاص. أعلى تلك المستويات هو مستوى الهاوي الجاد لدرجة أن السينما تشكل جزءاً من سعادته ويوميات حياته.
• هل يمكن الارتفاع عن هذا القدر من الشغف؟ ممكن لو أن هذا العاشق للسينما بدأ العودة إلى الأمس وشاهد (ولو مرّة في الأسبوع) فيلماً كلاسيكياً قديماً. يستطيع أن يبدأ بالعام الأسبق لولادته. لنقل إنه ولد سنة 1988 سيجد من بين أفلام 1987 مجموعة من الأفلام الثمينة مثل «الإمبراطور الأخير» لبرناردو برتولوتشي، «الميت» لجون هيوتسون، «أمل ومجد» لجون بورمان، «بيلي القاهر» لبيلي أوغوست و«سترة معدنية كاملة» لستانلي كوبريك.
• في المرة التالية اذهب سنة أخرى إلى الوراء. أو انتقل مرّة واحدة إلى أي عام تختاره. هل تعلم مثلاً أنه في عام 1955 تستطيع بسهولة أن تجد 100 فيلم لا غنى عن مشاهدتها للهاوي (المحترف العربي قليلاً ما يرى). في عام 1966 أحصيت 100 أخرى.
• السبب الذي من أجله تريد أن تشاهد أفلاماً لهيتشكوك ونيكولاس راي وكارل راي وجان - لوك غودار وساتياجت راي وجيري منزل وألان رينيه وروبير بريسون وأندريه تاركوفسكي ومايكل أنجلو أنطونيوني وسواهم الكثيرون هو أن كل منهم فتح نافذة جديدة على السينما وأبدع في أسلوب ليس مخالفاً لأسلوب سواه فقط، بل متعدد الآفاق والطروحات والموضوعات بزخم فكري وإنساني وثقافي لا مثيل له اليوم.
• سألني أحد الذين حضروا إحدى محاضراتي حول النقد السينمائي في أواخر السنة الماضية، وبعد أن قدمت نماذج من أفلام صامتة وصولاً إلى السبعينات: «... لكنك لم تقدّم لنا نموذجاً حديثاً. لماذا؟». فكان جوابي «لأنه لا يوجد ما يمكن تعلمه فنياً من هذه الأفلام».
8:30 دقيقه
المشهد
https://aawsat.com/home/article/1286096/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF
المشهد
المشهد
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة