النتائج النهائية للانتخابات تؤكد صدارة «سائرون» ثم «الفتح» فـ«النصر»

سليم الجبوري رئيس البرلمان ونائباه أبرز الخاسرين

رئيس مفوضية الانتخابات العراقية رياض البدران يعلن في مؤتمر صحافي فجر أمس ببغداد نتائج الانتخابات (إ.ب.أ)
رئيس مفوضية الانتخابات العراقية رياض البدران يعلن في مؤتمر صحافي فجر أمس ببغداد نتائج الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

النتائج النهائية للانتخابات تؤكد صدارة «سائرون» ثم «الفتح» فـ«النصر»

رئيس مفوضية الانتخابات العراقية رياض البدران يعلن في مؤتمر صحافي فجر أمس ببغداد نتائج الانتخابات (إ.ب.أ)
رئيس مفوضية الانتخابات العراقية رياض البدران يعلن في مؤتمر صحافي فجر أمس ببغداد نتائج الانتخابات (إ.ب.أ)

حبست مفوضية الانتخابات العراقية أنفاس الائتلافات والكتل السياسية وأغلب المواطنين العراقيين حتى فجر أمس، لتعلن النتائج النهائية وأسماء الكتل والمرشحين الفائزين في الانتخابات النيابية بدورتها الرابعة. وفيما تعزو مصادر المفوضية عملية التأخير إلى الانشغال بتدقيق أسماء النازحين وكوتا الأقليات الإثنية والدينية، تقول مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «إن عملية التأخير كانت مقصودة من قبل مجلس المفوضين، لأنهم أرادوا تجنب القيل والقال الذي قد ينجم عن عملية إعلان النتائج، وحرمان المعترضين والخاسرين من إمكانية عقد مؤتمرات صحافية أو إطلاق تصريحات منددة بالنتائج عبر وسائل الإعلام».
وعلى الرغم من الاتهامات وحملات التشكيك التي رافقت عملية إعلان النتائج الأولية قبل أيام، لم يأت الإعلان النهائي بجديد، لجهة النتائج التي حصلت عليها الائتلافات السياسية، حيث حافظ تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر على مركز الصدارة في لائحة الفائزين برصيد 54 مقعدا، منها 17 مقعدا في العاصمة بغداد. كذلك حافظ تحالف «الفتح» الحشدي على ترتيبه الثاني بين الائتلافات الفائزة برصيد 47 مقعدا، وحل تحالف «النصر» الذي يرأسه رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي بالتسلسل الثالث برصيد 43 مقعدا. وجاء ائتلاف المالكي «دولة القانون» بالمرتبة الرابعة برصيد 25 مقعدا وتلاه ائتلاف إياد علاوي «الوطنية» بـ21 مقعدا، ثم تيار «الحكمة» بـ19 مقعدا.
وإذا كانت نتائج النهائية أتت متطابقة من النتائج الأولية التي أعلنت سابقا بشأن الائتلافات الفائزة وعدد المقاعد النيابية التي حصلت عليها، فإن الأمر ذاته تقريبا حدث مع النتائج الأولية التي أشارت إلى خروج نحو أربعين نائبا وعدم حصولهم على الأصوات اللازمة للفوز، ولعل من بين أبرز تلك الأسماء هو رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الذي تعرض لهزيمة قاسية ولم يتمكن مجددا من الحصول على مقعد في البرلمان، إضافة إلى تعرض نائبه الأول همام حمودي الذي يتزعم المجلس الأعلى الإسلامي، ونائبه الثاني آرام الشيخ محمد عن كتلة «التغيير» الكردية إلى خسارة مماثلة.
وكذلك أثبتت النتائج النهائية خروج رئيسة حركة «إرادة» النائبة المثيرة للجدل حنان الفتلاوي. كذلك تأكد خروج شخصيات قيادية في حزب «الدعوة» الإسلامية وفي مقدمتهم النائب علي العلاق.
وكشفت النتائج النهائية عن فوز 8 وزراء من أصل 12 وزيرا في حكومة حيدر العبادي المنتهية ولايتها، فقد تمكن وزراء الداخلية قاسم الأعرجي، والعمل محمد شياع السوداني، والكهرباء قاسم الفهداوي، والزراعة فلاح الزيدان، والتربية محمد إقبال الصيدلي، والنفط جبار اللعيبي، والرياضة والشباب عبد الحسين عبطان، والنقل كاظم فنجان، من الفوز بمقاعد في البرلمان الجديد، في مقابل خسارة وزيرة الصحة عديلة حمود، والإسكان والإعمار آن نافع، والعدل حيدر الزاملي، والتجارة سلمان الجميلي، وأصدر الأخير بيانا شكك فيه بالنتائج قال فيه إن النتائج «تثير الكثير من الريبة والشك حول عملية تزوير كبيرة ومنظمة استهدفتنا من خلال إضافة أكثر من أربعة آلاف صوت لصالح أحد المرشحين بطريقة غير معقولة في الساعات الأخيرة قبل إعلان النتائج».
وأشار بيان الجميلي إلى «تدخل جهة سياسية منافسة ودفع رشى لموظفي المفوضية لحرف نتيجة الانتخابات لصالح مرشح آخر». وتابع: «إننا إذ نحترم السياقات القانونية في الاعتراض فسوف نقدم طعوننا مقرونة بالأدلة إلى الهيئة القضائية لغرض الوصول إلى الحقيقة» وحصل تحالف «القرار» الذي يرأس قائمته الجميلي في محافظة الأنبار على مقعدين فقط من مجموع 18 مقعدا مخصصا للمحافظة.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من احتلال الحزب «الديمقراطي» الكردستاني المرتبة الأولى بين الأحزاب الفائزة والمرتبة الخامسة بين الكتل الفائزة بأكبر عدد من المقاعد برصيد 25 مقعدا، فإن القوى الكردية مجتمعة خسرت 5 مقاعد (2 في كركوك وواحد في كل من نينوى وديالى وصلاح الدين) في الدورة الحالية لصالح قوائم عربية أخرى، فبعد أن كان مجموع المقاعد الكردية في الدورة السابقة 63 مقعدا تراجع هذه المرة ليبلغ 58 مقعدا فقط.
وتشير النتائج النهائية في إقليم كردستان إلى حصول الحزب الديمقراطي بزعامة رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني على 25 مقعدا (الإقليم 19 مقعدا + نينوى 6 مقاعد بينها مقعدان لفائزين من المكون العربي)، وحصول حزب «الاتحاد الوطني» الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل جلال طالباني على 18 مقعدا (الإقليم 10 مقاعد + كركوك 6 مقاعد + نينوى 1 مقعد + ديالى 1 مقعد) وحصلت حركة «التغيير» على 5 مقاعد و«الاتحاد الإسلامي» على مقعدين و«الجماعة الإسلامية» على مقعدين أيضا، وحققت حركة «الجيل الجديد» خرقا مهما بإقليم كردستان من خلال حصولها على 4 مقاعد في البرلمان الاتحادي لأول مرة، وحصل «التحالف من أجل الديمقراطية» الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء السابق برهم صالح على مقعدين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.