الهند المتعطشة للنفط في حيرة أمام عرض فنزويلي مغرٍ

إحدى مصافي النفط في الهند
إحدى مصافي النفط في الهند
TT

الهند المتعطشة للنفط في حيرة أمام عرض فنزويلي مغرٍ

إحدى مصافي النفط في الهند
إحدى مصافي النفط في الهند

بينما قد تتسبب العقوبات الأميركية على إيران في انخفاض الواردات النفطية إلى الهند، تلقت الهند المتعطشة للموارد النفطية عرضا بتخفيض قدره 30 في المائة على النفط الخام من قبل فنزويلا، الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية وتملك أكبر احتياطي نفطي في العالم. وكان هناك شرط وحيد ألا وهو أن تسدد الهند ثمن الصفقة بالعملة الرقمية الفنزويلية «بترو» المدعومة بالنفط. والهند، التي تعتمد بالكامل على الواردات الخارجية لتغطية المتطلبات المحلية من النفط الخام، قد تعتبر العرض المقدم لها جذابا للغاية.. فلقد استوردت الهند نحو 8 في المائة من إجمالي احتياجاتها النفطية من فنزويلا في السنة المالية 2017، بقيمة تبلغ نحو 5.5 مليار دولار. والتخفيض بنسبة 30 في المائة يمكن أن يترجم إلى مدخرات سنوية بقيمة 1.6 مليار دولار بالنسبة إلى الهند.
وفي واقع الأمر، في السنة المالية 2017 / 2018، أنفقت الهند قرابة 87.72 مليار دولار على شراء الاحتياجات النفطية من السوق العالمية، مما يجعل من النفط أكثر البنود ضخامة على فاتورة الواردات في البلاد والتي بلغت نحو 417.57 مليار دولار. ومن الجدير بالذكر أن خورخي أريزا وزير خارجية فنزويلا، والذي كان في زيارة إلى نيودلهي قبل بضعة شهور، قد أعرب عن رغبة بلاده في أن تبتاع الهند النفط الخام منها مقابل السداد بالعملة الهندية المحلية (الروبية)، والتي يمكن لفنزويلا استخدامها من جانبها في تداول المنتجات الغذائية والأدوية الهندية. والترتيبات التجارية الراهنة للتعامل بالروبية الهندية قائمة بين كل من إيران وبوتان، وترغب فنزويلا كذلك في عقد ترتيبات مماثلة مع نيودلهي.. وقال أريزا مصرحا: «لا رغبة لدينا في استخدام الدولار الأميركي على الإطلاق». وفي الآونة الراهنة، تجري المعاملات التجارية ما بين الهند وفنزويلا بالدولار الأميركي. وتمر فنزويلا حاليا بواحدة من أقسى وأصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخها المعاصر بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا، تلك الأزمات التي تفاقمت كثيرا إثر العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على نظام الرئيس نيكولاس مادورو الاشتراكي الحاكم. ووفقا للتقارير الإخبارية التي نشرتها الصحافية الهندية نوبور اناند، طرح المسؤولون عن ملفات الطاقة وقواعد البيانات المتسلسلة في الحكومة الفنزويلية هذا الخيار على الهند أثناء زيارتهم الرسمية إلى البلاد في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، وذلك نقلا عن دبلوماسيين في سفارة فنزويلا في الهند الذين فضلوا عدم ذكر هويتهم.
وقال أحد مسؤولي سفارة فنزويلا في نيودلهي: «لقد سافرنا حول العالم وطرحنا عرضنا ذلك على مختلف البلدان. ولقد رأينا اهتماما كبيرا من القطاع الخاص الهندي في الأمر؛ ولكن نظرا لأن الهند لم تسن بعد اللوائح المنظمة للتعامل بالعملات الرقمية، ولا تزال تنظر في الأمر على الصعيد المحلي، فلم يصدر عرض رسمي من نيودلهي في هذا الشأن حتى الآن». ونيودلهي، التي تساورها بعض الشكوك بشأن العملات الرقمية، لم تستجب بعد على العرض المقدم من طرف فنزويلا، كما قال الدبلوماسي الفنزويلي في الهند.
- ماهية الصفقة المعروضة
تقدمت فنزويلا بعرض تخفيض مقداره 30 في المائة على مشتريات النفط الخام شريطة أن تستخدم الهند عملة (بترو) الرقمية القائمة على تكنولوجيا قواعد البيانات المتسلسلة في البلاد. ولقد طُرحت عملة (بترو) الرقمية للمرة الأولى للبيع في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتلك العملة هي أول عملة رقمية مشفرة تدعمها الحكومة وترتبط بالاحتياطي النفطي الفنزويلي. ويعد الاحتياطي النفطي في فنزويلا هو الأكبر على مستوى العالم بمقدار يبلغ 300 مليار برميل.
وانتقل فريق من خبراء إدارة قواعد البيانات المتسلسلة في فنزويلا في زيارة إلى الهند الشهر الماضي. كما ذكرت التقارير الإخبارية كذلك أنهم قد وقعوا على معاهدة مع شركة (كوين - سيكيور) الهندية للتداول في عملة البيتكوين بغرض الترويج لبيع عملة (بترو) في الهند.
وقال موهيت كالرا المدير التنفيذي في شركة (كوين - سيكيور) الهندية: «ترغب فنزويلا في إضافة عملة (بترو) كعملة رقمية مشفرة على شبكة شركته حتى يمكن تداول البيتكوين والعملة المحلية الهندية. وبمجرد إضافة العملة الرقمية الجديدة، يمكن تداولها مقابل الروبية الهندية وغيرها من العملات الرقمية الأخرى عبر التداولات الإلكترونية على شبكة الإنترنت».
وشهد العام الماضي الإطلاق الرسمي لعملة (بترو) من جانب الحكومة الفنزويلية، ومن المقرر الاعتراف الرسمي بها عقب الانتخابات الرئاسية في البلاد المزمع عقدها في 20 مايو (أيار) الحالي. ولقد طرحت عملة (بترو) للمبيعات المسبقة اعتبارا من 20 فبراير (شباط) الماضي، وفي أعقاب ذلك ارتفعت القيمة الإجمالية لإصدار العملة الرقمية الجديدة مقتربا من مستوى 4 مليارات دولار، مع 127 دولة حول العالم تقدمت بطلبات الشراء المسبقة. ويتم تحديد المبيعات الرسمية في أعقاب الانتخابات الرئاسية المقبلة في فنزويلا. وتزعم فنزويلا أن عملة (بترو) الرقمية سوف تحل محل عملة بوليفار المحلية، التي تعاني من التضخم المفرط، باعتبارها العملة الرسمية في البلاد وذلك بحلول عام 2020، ولسوف يكون هناك إطلاق قريب لعملة رقمية مشفرة شقيقة أخرى تحت اسم عملة «بترو غولد» الرقمية. هذا ولقد حظر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالفعل التعامل أو التداول بعملة «بترو» الفنزويلية الرقمية.
وفي الأثناء ذاتها، أعربت الهند بشكل لا لبس فيه خلال الشهور الماضية عن عدم ارتياحها المسبق إزاء العملات الرقمية الافتراضية. ولقد أصدر البنك المركزي الهندي قرارا بحظر دخول المقرضين المحليين في أية علاقات تجارية من أي نوع باستخدام العملات الافتراضية الرقمية المشفرة. ومع ذلك، فإن تلك العملات غير محظورة في البلاد. وفي واقع الأمر، ينظر بنك الاحتياطي الهندي (المركزي الهندي) في إطلاق عملة رقمية تحظى بدعمه وتأييده.
ولكن الأمر هنا يتعلق بالنفط الخام؛ وبوسعنا أن نقول، كما في الماضي، أن الدول قد فعلت ما هو أسوأ بكثير من مجرد التغاضي عن اعتراضاتها الرسمية على العملات الرقمية المشفرة لقاء فرصة الحصول على بضعة ملايين من البراميل النفطية بأسعار منخفضة.
يقول أكاش أغاروال، المدير التنفيذي لشركة (ألوما) المعنية بتقييم تداولات العملات الرقمية لدى المؤسسات: «ينبغي علينا النظر في العرض المقدم، ولا سيما أن بوسعهم استخدامه كرافعة مالية مع الدول الأخرى المورد للنفط الخام».
ووفقا للصحافية الهندية هوما كوريشي: «رغم أن الصفقة الهندية قد تكون الوحيدة التي وصلت إلى المجال العام، فإنها وبكل تأكيد ليست العرض الوحيد من نوعه. فهناك شركاء آخرون في استهلاك النفط الخام لدى فنزويلا، وخصوصا الصين، والتي قد تقتنع بالتغاضي عن أوجه القصور المعروفة في البرنامج مقابل جاذبية العرض النفطي الرخيص».
- العلاقات النفطية بين الهند وفنزويلا
كانت الهند قد استثمرت عبر القطاع العام النفطي الذي تتعهده شركة (أو في إل)، وهي الذراع الخارجية لشركة (أو إن جي سي) الوطنية، الكثير من الأموال في القطاع النفطي المحلي. وتأسست شراكة بين شركة (أو في إل) الهندية وشركة (بتروليوس) الحكومية الفنزويلية تحت اسم «بتروليرا إندو فنزويلانا» بغرض التنقيب عن وإنتاج النفط في حقل سان كريستوبال، والذي ينتج قرابة 22 إلى 23 ألف برميلا نفطيا في اليوم. وتبلغ حصة شركة «أو في إل» الهندية 40 في المائة من الشركة الجديدة والنسبة الباقية 60 في المائة تملكها الشركة الفنزويلية وتلتزم الاستثمار بقيمة 200 مليون دولار.
وتأتي فنزويلا في المرتبة الثانية كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند بعد المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2017، ونظرا للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، فقد تخلفت فنزويلا عن سداد ديونها إلى شركة (أو في إل) الهندية. وتدخلت شركة «ريلاينس إنداستريز ليميتد»، وهي شركة هندية خاصة تملك أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم وأحد أكبر شركات شراء النفط في الهند، في الأمر وسددت مبلغ 68.66 مليون دولار إلى مؤسسة النفط والغاز الطبيعي بالنيابة عن الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية.
والهند من بين البلدان القليلة التي تملك القدرة على تكرير النفط الخام الفنزويلي، والذي يتطلب معالجة خاصة نظرا لجودته المنخفضة مقارنة بالنفط الشرق أوسطي الخام، إذ إن نفط فنزويلا أثقل ويحمل كميات كبيرة من الكبريت. وحصلت شركة (ريلاينس إنداستريز ليميتد) الهندية على تعاقد لتوريد النفط الخام لمدة 15 عاما مع الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية بهدف استيراد 400 ألف برميل من النفط الخام في اليوم، وذلك لتكريره عبر مصافيها المزدوجة في جامناجار بولاية غوجارات. وتعتبر شركة (إيسار) من الشركات الهندية الأخرى التي تستورد النفط الخام من فنزويلا.
وفي فبراير من عام 2010، فاز تكتل دولي يضم شركات النفط الهندية المملوكة للدولة بمناقصة عالمية للحصول على حصة 40 في المائة بقيمة 1.05 مليار دولار في حقل كارابوبو النفطي، مما يمنح الهند المقدرة على إنتاج 400 ألف برميل يوميا من النفط الخام. وتعتبر ثلاث شركات هندية - هي «أو في إل»، و«آي أو سي»، و«أو آي إل» - جزءا من التكتل الدولي المذكور، إلى جانب شركة ريبسول الإسبانية، وشركة بتروناس الماليزية. وتملك الشركات الهندية الثلاث ما مجموعه 18 في المائة من الحصص في حقل كارابوبو النفطي.
وأفادت المصادر المطلعة أن فنزويلا تعرض على شركة «أو في إل» الهندية حصة بنسبة 9 في المائة في حقل سان كريستوبال النفطي في مقابل الديون المتبقية المستحقة عليها للشركة الهندية. وفي حين أن مبلغ البيع قد يبدو متواضعا بعض الشيء، وفقا للمحللين، فإن أي دخل إضافي محقق سيكون موضع ترحيب من الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية. وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر هويتها بسبب عدم التصريح بالحديث عن المفاوضات، أن الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية لا تزال تتفاوض مع الجانب الهندي ولم يتوصل الجانبان حتى الآن إلى أية صفقات مؤكدة.
وبموجب قانون الانبعاث الكربوني في فنزويلا، يتعين على الدولة الاحتفاظ بنسبة تتجاوز 50 في المائة من كل الشركات النفطية، ومن ثم فإنه لا يجوز على الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية عرض نسبة تتجاوز 9 في المائة إلى الشركة الهندية. ولقد رفض إن كيه فيرما المدير الإداري في شركة (أو إن جي سي فيديش) الوطنية الهندية التعليق على الأمر.
واعتادت فنزويلا في كثير من الأحيان استخدام النفط في سداد ديون الدولة، فهي مدينة بمليارات الدولارات لكل من روسيا والصين وتسدد تلك الديون عن طريق النفط.
وكانت الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية قد عرضت بالفعل على شركة روسنفت الروسية العملاقة حصة في شراكة في مشروع النفط الخام الثقيل في حزام أورينوكو في مارس الماضي، وذلك وفقا لوكالة «رويترز».
وصرح أوغوستو مونتيل، سفير فنزويلا لدى الهند، مؤخرا يقول: «هناك تقدم مطرد على مستوى رفيع في التعاون النفطي بين الشركة النفطية الحكومية الفنزويلية والشركات الهندية».


مقالات ذات صلة

ارتفاع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة

الاقتصاد صهاريج تخزين النفط الخام في تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)

ارتفاع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بويان وإلى جانبه النائب روجيه كاروتشي خلال جلسة استماع حول التزامات «توتال» في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس (رويترز)

هل تنقل «توتال إنرجيز» أسهمها إلى بورصة نيويورك؟

أثارت شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة «توتال إنرجيز» ضجيجاً متزايداً بشأن نقل تداول أسهمها من بورصة باريس للأوراق المالية إلى بورصة نيويورك

«الشرق الأوسط» (باريس) «الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو 70 سنتاً إلى 85.63 دولار للبرميل (رويترز)

النفط يتراجع لليوم الثالث مع ارتفاع آمال وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط

تراجعت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي (الأربعاء) وسط ازدياد الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط وارتفاع مخزونات الخام الأميركية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد عبد العزيز بن سلمان: المشكلة تكمن في كيفية التعامل بعدالة مع التغير المناخي

عبد العزيز بن سلمان: المشكلة تكمن في كيفية التعامل بعدالة مع التغير المناخي

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن هناك شيئاً من النفاق في الخطاب بشأن توزيع المسؤوليات تجاه التغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد موظفي «بتروبراس» يأخذ عينة زيت من بئر تم اكتشافه في منطقة أوروكو النفطية في كواري أمازوناس بالبرازيل (إي. بي أي)

إنتاج «بتروبراس» البرازيلية من النفط يرتفع 4.4% في الربع الأول

أعلنت شركة النفط البرازيلية الحكومية «بتروبراس» أن إنتاجها من النفط الخام خلال الربع الأول ارتفع بنسبة 4.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

«الفيدرالي الأميركي» يبقي سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى له منذ عقدين

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الولايات المتحدة 1 مايو 2024 (رويترز)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الولايات المتحدة 1 مايو 2024 (رويترز)
TT

«الفيدرالي الأميركي» يبقي سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى له منذ عقدين

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الولايات المتحدة 1 مايو 2024 (رويترز)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الولايات المتحدة 1 مايو 2024 (رويترز)

قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إن تشديد السياسة النقدية خفف من الضغوط على التضخم والاقتصاد.

وأكد المجلس، الأربعاء، أن التضخم ظل مرتفعاً بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وقال إن المجلس لا يخطط لخفض أسعار الفائدة حتى تكون لديه «ثقة أكبر» في أن زيادات الأسعار تتباطأ بشكل مستدام إلى هدفها البالغ 2 في المائة.

وأصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي قراره في بيان بعد اجتماعه الأخير، حيث أبقى سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى له منذ عقدين عند 5.3 في المائة تقريباً. ومؤخراً، أدت العديد من التقارير حول الأسعار والنمو الاقتصادي إلى تقويض اعتقاد بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن التضخم يتراجع بشكل مطرد. كما برز مزيج أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم المستمر بوصفه تهديداً محتملاً لمحاولة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقال رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي: «في الأشهر الأخيرة، أظهر التضخم عدم إحراز مزيد من التقدم نحو هدفنا البالغ 2 في المائة». وأضاف باول: «من المرجح أن يستغرق اكتساب قدر أكبر من الثقة وقتاً أطول مما كان متوقعاً في السابق».

وشدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، كما فعل من قبل، على أن قرار البنك المركزي بشأن موعد خفض أسعار الفائدة سيعتمد على أحدث البيانات الاقتصادية.

وتعكس رسالة البنك المركزي الأخيرة تحولاً مفاجئاً في جدوله الزمني بشأن أسعار الفائدة. وفي اجتماعهم الأخير في 20 مارس (آذار)، توقع صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024، ومن المرجح أن تبدأ في يونيو (حزيران).

ومن شأن تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يؤدي، بمرور الوقت، إلى خفض تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات، بما في ذلك الرهون العقارية وقروض السيارات وبطاقات الائتمان. ولكن نظراً لاستمرار التضخم المرتفع، تتوقع الأسواق المالية الآن خفضاً واحداً فقط لسعر الفائدة هذا العام، في نوفمبر (تشرين الثاني).

تنبع التوقعات الأكثر حذراً لبنك الاحتياطي الفيدرالي من ثلاثة أشهر من البيانات التي أشارت إلى ضغوط التضخم المزمنة والإنفاق الاستهلاكي القوي. وقد تباطأ التضخم من ذروته البالغة 7.1 في المائة، وفقاً للمقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى 2.7 في المائة، مع انخفاض تكلفة بعض السلع فعلياً.


تونس تجمع تمويلات بـ1.6 مليار دولار من «الإسلامي للتنمية» و«مؤسسة تمويل التجارة»

توقعت «فيتش» أن الحكومة ستحتاج إلى جمع تمويل محلي يعادل 12 % من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الفجوة التمويلية (رويترز)
توقعت «فيتش» أن الحكومة ستحتاج إلى جمع تمويل محلي يعادل 12 % من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الفجوة التمويلية (رويترز)
TT

تونس تجمع تمويلات بـ1.6 مليار دولار من «الإسلامي للتنمية» و«مؤسسة تمويل التجارة»

توقعت «فيتش» أن الحكومة ستحتاج إلى جمع تمويل محلي يعادل 12 % من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الفجوة التمويلية (رويترز)
توقعت «فيتش» أن الحكومة ستحتاج إلى جمع تمويل محلي يعادل 12 % من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الفجوة التمويلية (رويترز)

جمعت تونس تمويلات من «المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة»، و«البنك الإسلامي للتنمية» بقيمة 1.6 مليار دولار. وجرى توقيع الاتفاقيات على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة بالرياض من 27 إلى 30 أبريل (نيسان).

وكانت تونس تسعى منذ 2022 للحصول على تمويل بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، إلا أن البرنامج تعطّل بسبب خلافات حول حزمة الإصلاحات المطلوبة. وجاء الاتفاق الأول بين تونس و«المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة» بقيمة 1.2 مليار دولار، ويغطي على مدى السنوات الثلاث المقبلة، تمويل واردات بعض الشركات العمومية من المواد الأساسية كالنفط الخام والمنتجات البترولية، بحسب بيان صدر، الأحد، من وزارة الاقتصاد والتخطيط التونسية.

أما الاتفاق الثاني الذي جرى الإعلان عنه، الأربعاء، فنصّ على حصول تونس على تمويل قيمته 60 مليون دولار من «البنك الإسلامي للتنمية»، وتخصص 50 مليون دولار منها لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، و10 ملايين دولار في شكل هبة سيتم توفيرها بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للتنمية» للغرض نفسه. وبلغت نسبة النمو الاقتصادي في تونس خلال عام 2023 نحو 0.4 في المائة، متأثرة بأزمة جفاف متواصلة منذ 5 سنوات. وتناهز نسبة الدين الداخلي والخارجي 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وكانت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، خفضت تصنيف تونس عند «سي سي سي-»، متوقعة تراجع النمو الاقتصادي إلى 0.9 في المائة في 2023 من 2.4 في المائة في 2022.وقالت «فيتش» في آخر تقرير لها حول تونس الصادر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إنها لا تتوقع أن تحصل تونس على أي أموال من برنامج لصندوق النقد الدولي في 2024.وذكرت أن تصنيف تونس يعكس تزايد حالة عدم اليقين بشأن قدرة الحكومة على تلبية الاحتياجات الكبيرة لتمويل الموازنة، والتي تم تعديلها بالزيادة في غياب تقدم أو إصلاحات رئيسية على نظام الدعم، وزيادة استحقاقات الديون.

وتوقعت «فيتش» أن الحكومة ستحتاج إلى جمع تمويل محلي يعادل 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من 2023 إلى 2024 لتغطية الفجوة التمويلية، مضيفة أن هذا يفرض ضغطاً على قدرة السوق المحلية على استيعاب الاحتياجات التمويلية للقطاع العام.كما قالت «فيتش» إنها تتوقع استقرار احتياجات تونس من التمويل المالي عند 16 في المائة أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يزيد على 8 مليارات دولار سنوياً في الفترة من 2023 إلى 2025.


التعدين في السعودية يقترب من طرح فرص استثمارية لـ6 مواقع جديدة

مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
TT

التعدين في السعودية يقترب من طرح فرص استثمارية لـ6 مواقع جديدة

مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)

يترقب قطاع التعدين الذي يعيش مرحلة تطور ونمو في السعودية إلى طرح مزيد من الفرص الاستثمارية خلال العام الحالي، بوجود 6 مواقع ضمن الجولة الخامسة للمنافسات التعدينية للاستكشاف، تشمل: خامات الذهب، والنحاس، والزنك، حيث يقدر إجمالي مساحتها بنحو 940 كيلومتراً مربعاً.

هذا ما قاله وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لإدارة الموارد التعدينية، عبد الرحمن البلوشي لـ«الشرق الأوسط»، مبيناً أن هناك مسارين لمنح الرخص ضمن نظام الاستثمار التعديني، أولهما التقديم المباشر، والثاني مسار المنافسات، و«نحن اليوم في الجولة الخامسة من المنافسات التعدينية لـ6 مواقع مطروحة للاستكشاف تخضع لشروط المنافسة، فيما تنافس الشركات في هذه الجولة على حجم أعمالها الجيولوجية التي تحدث في الموقع، وكيف تكون مدروسة بطريقة عملية تمكن الاستكشافات».

وأضاف البلوشي أن الوزارة منحت أكثر من 500 رخصة للاستكشاف في السعودية، ورصدت منذ بدء الأعمال نقلة نوعية في الاستكشاف الذي تضاعف عما كان مسجلاً في الأعوام الماضية؛ ما أسهم في تطوير مناجم جديدة، موضحاً أن ذلك مرده لعدة عوامل في مقدمتها تعديل نظام الاستثمار التعديني.

ومع الإنفاق على الاستكشاف عن طريق الشركات وتجهيز البنية التحتية في المملكة تضاعف حجم الثروة المعدنية الذي وصل إلى 9.6 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار) وفقاً للبلوشي، والذي ركز في حديثه إلى كيفية الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية لتدخل في الصناعات الوطنية وتصدر منتجات تنمي المدن الصناعية في قطاعات مستهدفة كالسيارات والطائرات.

أعمال الاستكشاف

وأفاد البلوشي بأن وزارة الصناعة منحت تراخيص كثيرة للشركات لتحفيز أعمال الاستكشاف في الفترة القادمة؛ كون الطلب كبيراً على هذه الرخص، و«اعتمدنا حزمة من الدعم لأعمال الاستكشاف التي نقدم فيها قرابة 7.5 مليون ريال لكل رخصة كشف للمنشآت التي تقوم بمهامها في المواقع الجديدة والتي تقل فيها أعمال الاستكشاف وتزيد فيها نسبة المخاطر»، كما تقل فيها أعمال الاستكشاف وتزيد فيها المخاطر، ويتوافق ذلك مع الخامات التي تستهدفها وزارة الصناعة مثل معادن الأساس «النحاس، والزنك، والنيكل»، والتي من الممكن أن يكون لها أثر أكبر في الاقتصاد، وهذا الدعم اعتمد لكل الشركات، وتلك التي تملك رخصاً سارية يمكن أن تقدم عليها.

وتحدث البلوشي عن الدرع العربية، قائلاً: «هيئة المساحة الجيولوجية قامت بأعمال كبيرة في الدرع العربية من حيث المسح بمختلف الأدوات الجيوفيزيائية، والجو كيميائية، وجارٍ العمل على إعداد خرائط دقيقة لها»، مبيناً أن السعودية لديها ثروات معدنية كبيرة وجبارة، وسيتم العمل بكل الوسائل والبرامج لاكتشافها.

وعملت السعودية خلال الأعوام الماضية على تطوير قطاع التعدين في مسارته كافة، بما في ذلك إطلاق أكبر وأحدث مسح جيولوجي إقليمي في العالم على مساحة 600 ألف كيلومتر مربع من منطقة «الدرع العربية» بقيمة إجمالية قدرت بنحو 1.5 مليار دولار، وتطوير قاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض التي تحتوي على 80 عاماً من السجلات الجيولوجية في المملكة، إضافة إلى إصدار نظام الاستثمار التعديني الجديد الذي يتسم بالشفافية والوضوح وبمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

عمليات بحث في أحد المناجم (واس)

نظام الاستثمار التعديني

ويعد نظام الاستثمار التعديني أحدث الأنظمة الذي يتناول الجوانب المتعلقة بمخاوف المستثمرين من جميع أنحاء العالم، خاصة فيما يتعلق بزيادة فرص النمو والربحية.

ويقضي النظام الجديد على المخاطر المتعلقة بالاستثمار، وإيجاد آلية مرنة قادرة على مواجهة التغيرات المختلفة في البيئة، ما نتج عنه إقبال كبير من المستثمرين للدخول في المزادات الاستكشافية التي أطلقتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ويسهم في تقليص مدة إصدار التراخيص، ما أثمر في زيادة عدد الرخص المصدرة مؤخراً.


عدد الوظائف الشاغرة الأميركية ينخفض إلى أدنى مستوى في 3 سنوات

لافتة على نافذة متجر «إيلفن-7» كتب عليها «نوظف الآن» في كمبردج بماساتشوستس في الولايات المتحدة (رويترز)
لافتة على نافذة متجر «إيلفن-7» كتب عليها «نوظف الآن» في كمبردج بماساتشوستس في الولايات المتحدة (رويترز)
TT

عدد الوظائف الشاغرة الأميركية ينخفض إلى أدنى مستوى في 3 سنوات

لافتة على نافذة متجر «إيلفن-7» كتب عليها «نوظف الآن» في كمبردج بماساتشوستس في الولايات المتحدة (رويترز)
لافتة على نافذة متجر «إيلفن-7» كتب عليها «نوظف الآن» في كمبردج بماساتشوستس في الولايات المتحدة (رويترز)

انخفض عدد الوظائف الشاغرة الأميركية إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في مارس (آذار)، بينما انخفض عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم، وهما علامتان على تخفيف ظروف سوق العمل، ما يمكن أن يساعد بمرور الوقت في جهود مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمحاربة التضخم.

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل في تقريره عن فرص العمل ودوران العمالة، أو تقرير (JOLTS)، إن فرص العمل، وهي مقياس للطلب على العمالة، انخفضت بمقدار 325 ألفاً إلى 8.488 مليون في اليوم الأخير من مارس، وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط) 2021، وفق «رويترز».

وتم تعديل بيانات فبراير بشكل طفيف لتظهر 8.813 مليون وظيفة شاغرة بدلاً من 8.756 مليون المبلغ عنها سابقاً. وتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراؤهم من قبل «رويترز» وجود 8.686 مليون وظيفة شاغرة في مارس. وبلغ عدد الوظائف الشاغرة ذروته عند مستوى قياسي بلغ 12 مليون وظيفة في مارس 2022.

وانخفض عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم بمقدار 198 ألفاً إلى 3.329 مليون في مارس.

تراجع قطاع الصناعات التحويلية

كذلك، تراجع قطاع الصناعات التحويلية الأميركية في أبريل (نيسان) وسط انخفاض في الطلبيات بعد توسع لفترة وجيزة في الشهر السابق، بينما اقترب مقياس للأسعار التي تدفعها المصانع مقابل مستلزمات الإنتاج من أعلى مستوى في عامين.

وقال معهد إدارة التوريدات (آي إس إم)، يوم الأربعاء، إن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (بي إم آي) انخفض إلى 49.2 الشهر الماضي من 50.3 في مارس، وهو أعلى مستوى وأول قراءة تتجاوز 50 منذ سبتمبر (أيلول) 2022. وتشير قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي فوق 50 إلى نمو في قطاع الصناعات التحويلية الذي يمثل 10.4 في المائة من الاقتصاد.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراؤهم من قبل «رويترز» قد توقعوا أن يظل مؤشر مديري المشتريات دون تغيير عند 50. ويعاني قطاع الصناعات التحويلية من قيود بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وتحول الإنفاق مرة أخرى إلى الخدمات وبعيداً عن السلع. وانخفض الإنفاق على السلع في الربع الأول من العام.

وانخفض مؤشر طلبيات التوريد الجديدة المتطلع للمستقبل في مسح المعهد إلى 49.1 من 51.4 في مارس. وتباطأ الإنتاج في المصانع، حيث انخفض مؤشر الإنتاج إلى 51.3 بعد أن قفز إلى 54.6 في الشهر السابق.

وعلى الرغم من ضعف الطلب، استمر التضخم عند بوابات المصانع (حيث يتم تسلم المواد الخام والمكونات لتصنيعها وتحويلها إلى منتجات نهائية) في الارتفاع، ما يوحي بأن انكماش أسعار السلع قد يكون قريباً من الانتهاء. وكان انخفاض أسعار السلع المحرك الرئيسي لتراجع التضخم العام الماضي.

وقفز مقياس المسح للأسعار التي يدفعها المصنعون إلى 60.9، وهي أعلى قراءة منذ يونيو (حزيران) 2022، مقارنة بـ 55.8 في مارس. ومع ارتفاع الضغوط الأسعار في الربع الأول، من غير المرجح أن يرحب مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالارتفاع الكبير في تكاليف المدخلات حيث يختتمون اجتماع السياسة الذي يستمر يومين.

ومن المتوقع أن يترك صانعو السياسة يوم الأربعاء سعر الفائدة الأساسي للمركزي الأميركي دون تغيير في النطاق الحالي بين 5.25 و5.50 في المائة، حيث ظل منذ يوليو (تموز).

وعلى الرغم من تحسن أداء تسليم الموردين، لا تزال أسعار المدخلات في ارتفاع، ما يُثير تساؤلات حول استمرار كفاح بعض الموردين. وانخفض مقياس المسح لعمليات تسليم الموردين إلى 48.9 من 49.9 في مارس. وتشير القراءة الأقل من 50 إلى تسليمات أسرع.

واستمر عدد العاملين في المصانع في الانكماش، لكن الوتيرة تتباطأ. وارتفع مقياس المسح لعمالة التصنيع إلى 48.6 من 47.4 في مارس. ومع ذلك، لم يكن هذا المقياس مفيداً في التنبؤ بقوائم رواتب التصنيع في تقرير التوظيف الذي تراقبه الحكومة من كثب.

ولم تطرأ تغييرات كبيرة على وظائف التصنيع هذا العام.

انخفاض إنفاق قطاع البناء

انخفض إنفاق قطاع البناء بشكل غير متوقع في مارس، على الأرجح بسبب ارتفاع أسعار الرهن العقاري مجدداً ما أثقل كاهل بناء المساكن، لكن النقص الحاد في المعروض من المساكن لا يزال يدعم النشاط.

وذكرت إدارة الإحصاء التابعة لوزارة التجارة يوم الأربعاء أن إنفاق قطاع البناء انخفض بنسبة 0.2 في المائة بعد أن ظل دون تغيير في فبراير. وتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراؤهم من قبل «رويترز» ارتفاع إنفاق البناء بنسبة 0.3 في المائة. ومع ذلك، ارتفع إنفاق البناء بنسبة 9.6 في المائة على أساس سنوي في مارس.

وانخفض الإنفاق على مشاريع البناء الخاصة بنسبة 0.5 في المائة في مارس بعد أن ارتفع بنسبة 0.2 في المائة في فبراير. وتراجع الاستثمار في بناء المساكن بنسبة 0.7 في المائة بعد أن ارتفع بنسبة 0.7 في المائة في الشهر السابق. وانخفضت النفقات على مشاريع بناء مساكن جديدة للعائلات الواحدة بنسبة 0.2 في المائة.


«تاسي» يبدأ تداولات شهر مايو متراجعاً بتأثير من البنوك والمواد الأساسية

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو) اليوم مرتفعاً 25.93 نقطة (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو) اليوم مرتفعاً 25.93 نقطة (الشرق الأوسط)
TT

«تاسي» يبدأ تداولات شهر مايو متراجعاً بتأثير من البنوك والمواد الأساسية

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو) اليوم مرتفعاً 25.93 نقطة (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو) اليوم مرتفعاً 25.93 نقطة (الشرق الأوسط)

تراجع مؤشر الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي)، في أولى جلسات شهر مايو (أيار)، بمقدار 49.26 نقطة، وبنسبة 0.40 في المائة، عند 12316.02 نقطة، بسيولة بلغت قيمتها 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، متأثراً بانخفاض كل من قطاع البنوك والمواد الأساسية بنسبة 1 في المائة.

وسجل سهم «أرامكو السعودية» تراجعاً بنسبة 0.17 في المائة عند 30.05 ريال، وفي السياق نفسه تراجع سهم «الإنماء» بمقدار 2.25 في المائة عند 32.60 ريال، وكان المصرف أعلن، اليوم (الأربعاء)، النتائج المالية للربع الأول من العام الحالي.

أما شركة «صناعة الورق» فكانت الأكثر ربحية في التداولات بنسبة 6 في المائة، عند 81.10 ريال، يليها «سلامة» بنسبة 5 في المائة، عند 35.00 ريال.

بينما كانت أسهم شركات «عذيب للاتصالات» و«سلوشنز» من بين الأكثر خسارة في التعاملات بنسبة 3 في المائة، عند 119.00 و337.20 ريال، على التوالي.

وكانت أسهم شركات «أمريكانا»، و«الصناعات الكهربائية»، و«شمس»، و«أرامكو السعودية»، و«ثمار» الأكثر نشاطاً بالكمية، وأسهم «الراحجي»، و«أرامكو السعودية»، و«الإنماء»، و«عذيب للاتصالات»، و«ثمار» الأكثر نشاطاً في القيمة.

كما أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو)، اليوم، مرتفعاً 25.93 نقطة وبنسبة 0.10 في المائة، ليقفل عند مستوى 26362.21 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 27 مليون ريال (7.2 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة مليون سهم تقاسمتها 3 آلاف صفقة.


ارتفاع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة

صهاريج تخزين النفط الخام في تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
صهاريج تخزين النفط الخام في تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

ارتفاع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة

صهاريج تخزين النفط الخام في تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
صهاريج تخزين النفط الخام في تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل (نيسان).

وقالت الإدارة إن مخزونات الخام ارتفعت 7.3 مليون برميل إلى 460.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل الماضي، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل.

وأضافت أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، ارتفعت بمقدار 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل. بينما تراجع استهلاك الخام في مصافي التكرير بمقدار 230 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين الأميركية زادت 0.3 مليون برميل على مدى الأسبوع إلى 227.1 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل.

وأظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، انخفضت بمقدار 0.7 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 115.9 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره 0.2 مليون برميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بمقدار 1.54 مليون برميل يومياً.

في الأثناء، انخفضت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، الأربعاء، مع ارتفاع مخزونات الخام وإنتاجه بالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى جانب تزايد الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.

وبحلول الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو (تموز) 67 سنتاً بما يعادل 0.7 في المائة إلى 88.60 دولار للبرميل.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة للتسليم في يونيو (حزيران) 1.06 دولار أو 1.26 في المائة إلى 82.80 دولار للبرميل.


تدشين مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة بالسعودية

وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
TT

تدشين مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة بالسعودية

وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)

دشّنت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاستثمار، مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة، التي تأتي ضمن برنامج الممكنات الاستثمارية في القطاع السياحي الذي أطلقته الوزارة مؤخراً، على هامش «قمة مستقبل الضيافة» المقامة في الرياض تحت شعار «استثمر في السعودية وازدهر في السياحة»، بحضور عدد من المستثمرين المحليين والدوليين.

وأوضح وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية المهندس محمود عبد الهادي، أن هذه المبادرة تعد جزءاً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة السياحة لتعزيز مكانة المملكة؛ كونها وجهة سياحية عالمية مع توفير فرص استثمارية كبيرة للمستثمرين المحليين والدوليين.

وأضاف أن هذه المبادرة صممت خصيصاً لتناسب طبيعة الوجهات السياحية الواعدة ولتحفيز الاستثمار فيها، مشيراً إلى أن المبادرة تهدف لزيادة وتنوع العروض، ورفع الطاقة الاستيعابية لمرافق الضيافة في الوجهات السياحية.

وأبان أن مبادرة الممكنات الاستثمارية في قطاع الضيافة تسعى لجذب الاستثمارات الخاصة بقطاع الضيافة في وجهات سياحية محددة، بما يصل لنحو 42 مليار ريال (11.2 مليار دولار)، بعائدات تقدر بحوالي 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار) على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030.

البنية التحتية السياحية

ولفت عبد الهادي إلى أن المبادرة ستسهم في توفير ما يصل إلى 120 ألف فرصة عمل إضافية بحلول عام 2030 في تلك الوجهات، بالإضافة لمساهمتها في تعزيز البنية التحتية السياحية ومرافق الضيافة في المملكة، مبيّناً أن تعاون وزارة السياحة مع عدد من الشركاء في مختلف القطاعات الحكومية لتحسين رحلة المستثمر، نتج عنه انخفاض في الرسوم الحكومية السنوية المتعلقة بالقطاع بما يقارب 22 في المائة.

وتابع أن وزارة السياحة تحرص على التعاون مع وزارة الاستثمار وجميع الجهات الحكومية الأخرى من أجل النهوض بالقطاع السياحي في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» المتعلقة بتنويع مصادر الميزانية العامة للدولة، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي ليصل إلى 10 في المائة بحلول عام 2030.

وتأتي المبادرة جزءاً من برنامج ممكنات الاستثمار السياحي الذي يهدف إلى تحقيق زيادة طموحة في عدد الغرف الفندقية إلى أكثر من 550 ألف غرفة، التي ستسهم في استضافة 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030.

جاذبية السياحة المتنوعة

من جانبه، أكد وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات المهندس صالح الخبتي، حرص الوزارة على تعزيز التعاون مع وزارة السياحة من أجل تهيئة البيئة الاستثمارية وتحفيز المستثمرين المحليين والدوليين بما يخدم القطاع السياحي الواعد، مؤكداً أن الوزارة تسعى في ظل ازدياد الفرص الاستثمارية إلى تمكين المستثمرين وتقديم أكبر قدر ممكن من التسهيلات والمرونة في جميع الإجراءات ذات العلاقة، وذلك من أجل تحقيق بيئة استثمارية تتميز بالكفاءة العالية وبسهولة لممارسة الأعمال.

يشار إلى أن هذه المبادرة صممت لتنشيط قطاع الضيافة، وتقديم مجموعة نوعية من الإمدادات في الوجهات السياحية الرئيسية إضافة إلى تعزيز جاذبية السياحة المتنوعة في المملكة، وتتيح فرصاً مميزة للمستثمرين المحليين والدوليين للمشاركة في نمو القطاع وجني ثمار ازدهاره في المملكة، حيث تتضمن حزمة من الممكنات والحوافز الاستراتيجية مُعدة خصيصاً لتحسين تكلفة الأعمال، وتشمل تسهيل الوصول إلى الأراضي الحكومية بشروط ميسرة، وتبسيط عمليات تطوير المشاريع، وإيجاد حلول للتحديات التي قد تواجه المستثمرين، بجانب تطوير عدد من اللوائح التنظيمية.


4 مليارات متر مكعب حجم الهاطل المطري بالسعودية خلال 5 سنوات

خلال جلسة حوارية على هامش منتدى المياه السعودي المقام بالرياض (الشرق الأوسط)
خلال جلسة حوارية على هامش منتدى المياه السعودي المقام بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

4 مليارات متر مكعب حجم الهاطل المطري بالسعودية خلال 5 سنوات

خلال جلسة حوارية على هامش منتدى المياه السعودي المقام بالرياض (الشرق الأوسط)
خلال جلسة حوارية على هامش منتدى المياه السعودي المقام بالرياض (الشرق الأوسط)

أكد خبراء ومتحدثون، في منتدى المياه السعودي الثالث، أن حجم الهاطل المطري في المملكة منذ عام 2020 حتى اليوم بلغ نحو 4 مليارات متر مكعب، وذلك بعد مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير نظم التنبؤ بالحالات المطرية وتقييم تأثير العوامل الجوية على الموارد المائية، وتحسين فعالية البذر السحابي في عمليات الاستمطار.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والأدوات الحديثة في صناعة المياه - رؤية وتجارب»، أدارها الرئيس التنفيذي لدراسات البيئة والمياه والزراعة بمكتب شؤون المهمات والمبادرات المهندس خالد اللحيدان، أقيمت، الأربعاء، ضمن فعاليات اليوم الثالث والأخير من منتدى المياه السعودي المقام في الرياض حالياً.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية الدكتور أيمن غلام، أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ساهمت في تعزيز عمليات البذر السحابي ودعم القرار التنبؤي لهذه العمليات، مبيناً أن برنامج الاستمطار الصناعي الذي وافق عليه مجلس الوزراء، ساهم في زيادة معدل الهطول المطري بالمملكة عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً.

وأشار غلام إلى أن المركز يساهم من خلال تحليل البيانات الجوية الضخمة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة واستخدام الموارد المائية، والتخفيف من آثار الجفاف، وتقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات الجوية المفاجئة، بالإضافة إلى توجيه تدفق المياه بصورة أكثر كفاءة، وتعزيز استدامة وسلامة السدود.

وأضاف أن المملكة تمر حالياً بحالة مطرية مميزة، وذلك نتيجة التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، وأن تلك الحالة تم رصدها من قبل مركز التنبؤات قبلها بفترة، منوهاً بأهمية البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب والذي يعد أحد أهم مبادرات السعودية الخضراء للمساهمة في الحد من التصحر ومكافحة الجفاف، وزيادة الغطاء النباتي، وزيادة معدل الهطول المطري من 10 في المائة إلى 20 في المائة، باستخدام أحدث التقنيات في عمليات الاستمطار الصناعي، بالإضافة إلى دعم أبحاث فيزياء السحب، ودعم أعمال المركز الإقليمي للإنذار المبكر من العواصف الغبارية.

من جانبه، ترأس وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور عبد العزيز الشيباني، جلسة نقاش استعرضت محافظ المشاريع الرأسمالية وأبرز الفرص الاستثمارية في قطاع المياه، شارك فيها عدد من ممثلي مؤسسات وطنية في هذا المجال، وتناول المتحدثون فرص الاستثمار للقطاع الخاص، وأثرها الاقتصادي على تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.

إلى ذلك، ناقشت الجلسة إمكانية تشجيع الابتكار واعتماد التقنيات لتحسين إدارة الموارد المائية، والآفاق المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه بالمملكة، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتنبؤات الجوية والاستمطار، وإمكانية الاعتماد على نهج شامل لنظام إدارة المياه الجوفية، ودور تقنيات الاستشعار عن بعد في إدارة الموارد المائية.

الجدير بالذكر أن منتدى المياه السعودي أقيم برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، في الرياض، تحت شعار «استدامة المياه مسؤوليتنا جميعاً»، بهدف توفير منصة دولية علمية تجمع نخبة من الخبراء والباحثين والمستثمرين في مجال المياه، لمناقشة تحديات القطاع، ووضع حلول تكاملية لمعالجتها.


إنجاز الـ100 مليون يجذب العلامات الفندقية العالمية للدخول إلى السوق السعودية

جانب من الجلسات الحوارية لقمة مستقبل الضيافة بالرياض ويظهر فهد كاظم متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسات الحوارية لقمة مستقبل الضيافة بالرياض ويظهر فهد كاظم متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
TT

إنجاز الـ100 مليون يجذب العلامات الفندقية العالمية للدخول إلى السوق السعودية

جانب من الجلسات الحوارية لقمة مستقبل الضيافة بالرياض ويظهر فهد كاظم متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسات الحوارية لقمة مستقبل الضيافة بالرياض ويظهر فهد كاظم متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)

أصبحت السوق السعودية محطة جذب أنظار للعلامات الفندقية العالمية، وذلك بعد تعديل البيئة التشريعية والتنظيمية للقطاع السياحي، لتتمكن مؤخراً من تحقيق إنجاز جديد في استقبال 100 مليون زائر خلال العام المنصرم، وهو الرقم المستهدف للرؤية، ما جعل الدولة ترفع سقف مستهدفاتها للوصول إلى 150 مليون زائر سنوياً خلال 2030.

وتكثف الحكومة جهودها في جذب العلامات الفندقية العالمية للدخول في السوق المحلية، بما يتناسب مع حجم مشاريعها العملاقة المتنوعة، سواءً في نيوم، أو البحر الأحمر، أو أمالا، أو القدية، أو الدرعية، وغيرها من المشروعات المتفرقة في جميع أنحاء المملكة.

وأشار الرئيس التنفيذي لفنادق ومنتجعات «ميلينيوم» الشرق الأوسط وأفريقيا ومجموعة «لخريم» فهد كاظم لـ«الشرق الأوسط» إلى تحركات المملكة السريعة في تنظيم البيئة التشريعية، والتوسع في قطاع الإيواء الفندقي، ما يجعل السعودية سوقاً جاذبة للعلامات الفندقية، ومبيناً أن هذا التطور ينعكس على منطقة الشرق الأوسط ما يدفع بشركته للتوجه إلى التوسع في السوق المحلية خلال السنوات السبع المقبلة، نظراً لحجم الإقبال الكبير من الزوار إلى المملكة.

ولفت على هامش قمة «مستقبل الضيافة في السعودية 2024»، تحت شعار «نستثمر اليوم معاً في المستقبل»، التي انعقدت بين 29 أبريل (نيسان) الماضي و1 مايو (أيار) الحالي في الرياض، إلى تحقيق المملكة إنجاز الـ100 مليون زائر في العام الماضي، وأهمية ذلك في جذب مجموعة الفنادق العالمية للدخول في السوق السعودية.

تنويع مصادر الدخل

وذكر كاظم أن قطاع السياحة في المملكة يشهد توسعات كبرى في أنشطته، وعملياته، بهدف تحقيق جميع الطموحات المرسومة ضمن استراتيجية «رؤية 2030»، مشيراً إلى أن المملكة تتوسع بوتيرة متسارعة في قطاع الإيواء الفندقي، و«من خلال 10 سنوات قضيناها في السوق السعودية، استطعنا أن نجمع خبرات محلية كبيرة وعظيمة في تأسيس دور الإيواء الفندقي تعمل بأسلوب دولي احترافي»، وهذا يشجع المجموعة لتكون جزءاً من رؤية البلاد التي تراهن على المنظومة في تنويع مصادر الدخل.

وتطرق إلى تنفيذ تطلعات الرؤية في هذه المنظومة التي تنطلق على أكتاف سواعد وطنية، تم تدريبها وتأهليها لتتولى مناصب قيادية في القطاع، و«يظهر ذلك على طريقة تشغيل ثمانية فنادق تابعة لنا، موزعة على عدد من مناطق المملكة، محققين فيها نتائج مالية وأرقاماً كبرى هذا العام».

وتوقع تحقيق نتائج مالية أفضل بكثير في السنوات المقبلة مع التطورات التي تشهدها المملكة في جذب السياح، ما ينعكس على زيادة عدد طالبي خدمات القطاع الفندقي، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، جميع مناطق المملكة.

الاستدامة

وكشف الرئيس التنفيذي لفنادق ومنتجات «ميلينيوم» الشرق الأوسط وأفريقيا عن توجه المجموعة ضمن خطتها لتأسيس 320 ألف غرفة فندقية جديدة، وعن توسع المجموعة بحزمة فنادق تشمل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجازان، وحائل، وتبوك، وتستعد حالياً لفتح فندقها الجديد في جدة.

وأوضح أن الخدمات الفندقية داخل المملكة لا يقتصر تقديمها على السياح من الداخل، وإنما يشمل أيضاً الزوار من خارج البلاد، مبيناً أن توسع الطلب يجعل المجموعة تتوسع من 8 فنادق إلى 14 خلال الفترة المقبلة، وهذه الخطة تتماشي مع تطلعات «رؤية 2030».

وتحدث أيضاً عن جانب الخدمات التقنية، والتركيز عليها لتوفير الجهد والتعب للنزلاء، سواء في رحلتهم إلى المملكة، أو أثناء اختيارهم لأحد فنادق المجموعة، والإقامة فيها.

ولا تغفل المجموعة عن موضوع الاستدامة التي تعمل عليها الحكومة السعودية بخطوات متقدمة وثابتة، في تشغيل الفنادق، واستخدام التقنية من أجل توفير الطاقة داخل الغرف، وإعادة تدوير المخلفات بما يحافظ على البيئة، وانعكاس ذلك على مشهد السياحة السعودي، والمستثمرين في المنظومة.

المشاريع العملاقة

وأبان أن البيئة التشريعية في المملكة سهّلت كثيراً على رجال الأعمال والمستثمرين للعمل بجدية واطمئنان من خلال ضخ استثماراتهم في السوق السعودية دون أي معوقات، موضحاً أن النظام المحلي يختلف كثيراً عما كانت عليه المملكة قبل 10 سنوات، في إشارة إلى حرص المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية.

وتعمل وزارة السياحة، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق التنمية السياحية، والجهات ذات العلاقة على تشجيع المستثمرين، وتوفير الدعم المطلوب، مفيداً بأن مشاريع الرؤية الخاصة بقطاع السياحة، مثل: نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، والدرعية، تشير إلى أن المستقبل قوي جداً في هذه المنظومة، من خلال حزمة فرص استثمارية جديدة.

ورأى كاظم أن هذه المشاريع من شأنها استقطاب العديد من المستثمرين حول العالم، ويساعد على دعم هذه الجهات ودفعها إلى الأمام، متطرقاً إلى إنشاء أكاديمية «ميلينيوم» التي تعمل على تطوير الموارد البشرية السعودية، وأنها تستقبل الأجيال الجديدة الراغبة في الدخول إلى هذا القطاع، للانخراط في برامج التدريب والتأهيل، واكتساب مهارات جديدة «خارجة عن الصندوق» بحسب وصفه لتشغيل الفنادق في المملكة.

يذكر أن مستقبل قمة الضيافة شهد حضوراً دولياً واسعاً من أبرز العلامات الفندقية العالمي، وشارك من خلال العديد من قادة القطاع على المستوى الدولي والخبراء وصناع القرار في مجال الاستثمار الفندقي والتنمية والاستدامة والابتكار ورأس المال البشري.


رئيس «مدن»: معرض «سعودي فود للتصنيع» يبرز التحول الاقتصادي للمملكة

الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «مدن»: معرض «سعودي فود للتصنيع» يبرز التحول الاقتصادي للمملكة

الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، المهندس ماجد العرقوبي، على أهمية «معرض سعودي فود للتصنيع»، الذي انطلقت أعماله الثلاثاء، في تسليط الضوء على التحول الاقتصادي للمملكة، وتطوير القاعدة الصناعية لتحقيق «رؤية 2030»؛ وذلك للعمل على زيادة مساهمة القطاع في إجمالي الناتج المحلي، وجذب الاستثمارات النوعية، وخلق الفرص الوظيفية بالشراكة مع القطاع الخاص.

جاءت كلمة العرقوبي الافتتاحية لجلسات القمة السعودية لتكنولوجيا الأغذية، خلال انطلاق فعاليات النسخة الأولى من معرض «سعودي فود للتصنيع»، الذي يقام برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، ويستمر على مدار ثلاثة أيام في واجهة الرياض.

وقال العرقوبي إن مساهمة القطاع الصناعي في دعم الناتج المحلي زادت لتصل إلى 895 مليار ريال (238 مليار دولار)، في حين ضاعف عدد الوظائف إلى 2.1 مليون وظيفة، ونمت الصادرات غير النفطية إلى 557 مليار ريال (148 مليار دولار).

كما تشرف «مدن» على 36 مدينة صناعية، ويبلغ حجم المساحات المطورة في مدنها إلى 209 ملايين متر مربع، وتشكل صناعة الأغذية والمشروبات ما نسبته 20 في المائة من إجمالي عدد المصانع في المدن الصناعية، وهو ما يفتح الباب أمام إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية، وفقاً للعرقوبي.

يشار إلى أن المعرض يشارك فيه أكثر من 500 شركة عالمية من 35 دولة، من مختلف قطاعات المعالجة والتعبئة والمكونات.

وشهد اليوم الأول من المعرض الإعلان عن الفائزين في النسخة الأولى بجوائز صناعة الأغذية السعودية، وتهدف الجوائز إلى تكريم المنتجات والتقنيات المبتكرة التي تعزز الإنتاجية، وتوفر قدراً أكبر من الراحة، وتعزز الاستدامة في قطاع تصنيع الأغذية والمشروبات، وتوزّعت على ثلاث فئات، وفازت شركة «برينتاغ سبيشاليتيز» بجائزة أفضل ابتكار في المكونات، عن حل المكونات الذي قدمته لبديل الجبن النباتي على الطريقة اليونانية، في حين حصلت شركة «ملتيفاك» على جائزة أفضل ابتكار في التغليف عن سلسلة «تي إكس» والخدمات الذكية، في حين حصدت شركة «دي سي نوريس أند كو» على المركز الأول في المعالجة، حيث استخدمت تكنولوجيا البخار المتقدمة لإنتاج الغذاء المستدام.