«طالبان» تقتحم عاصمة إقليم بغرب أفغانستان

المئات من المسلحين هاجموا المدينة من عدة اتجاهات

«طالبان» تقتحم عاصمة إقليم بغرب أفغانستان
TT

«طالبان» تقتحم عاصمة إقليم بغرب أفغانستان

«طالبان» تقتحم عاصمة إقليم بغرب أفغانستان

قال مسؤول محلي أمس، إن مسلحي تنظيم طالبان اقتحموا عاصمة إقليم فرح بغرب أفغانستان، مضيفاً أن هناك قتالاً عنيفاً يدور بين المسلحين والقوات الأمنية.
وقال خير محمد نور زاي، العضو بمجلس الإقليم، إن القتال بدأ نحو الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي أمس (21:30 بتوقيت غرينتش)، حيث اقتحم عدد كبير من مسلحي طالبان مدينة فرح من عدة اتجاهات. وأضاف أن مسلحي طالبان سيطروا على 4 نقاط تفتيش، ولكن لم يتضح بعد حجم الخسائر البشرية، موضحا أنه تم إرسال قوات الكوماندوز للإقليم ولكنها لم تصل بعد، ولم يتسن الوصول للمسؤولين الحكوميين على الفور للتعليق.

وأظهرت الصور التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مركبة عسكرية محترقة وتقدما لمسلحي طالبان، ولكن لم يتسن التحقق من ذلك بصورة مستقلة. ونشر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مقطع فيديو على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي يظهر المسلحين يسيرون في الشارع، في حين يتم سماع دوي إطلاق النار من أسلحة صغيرة.
يذكر أن المسلحين كثفوا من هجماتهم في أنحاء أفغانستان منذ الإعلان عن بدء عملياتهم خلال فصل الربيع في 25 أبريل (نيسان) الماضي.
وكان سكان المدينة، عاصمة إقليم فرح، حذروا منذ شهور من أن عاصمة الإقليم مهددة وأن هذا الهجوم ينذر بتكرار ما حدث من استيلاء طالبان على مدينة قندوز شمال البلاد التي سقطت خلال فترة وجيزة في عام 2015.
وقال أحد السكان ويدعى حميد الله عبر الهاتف: «تتحرك طالبان بسرعة شديدة وما لم تتحرك الحكومة بشكل جاد وسريع سيسقط الإقليم في أيدي طالبان». وقال سكان إن مقاتلي الحركة بدأوا عمليتهم في حوالي الثانية صباحا (21:30 بتوقيت غرينتش) وهاجموا المدينة من عدة اتجاهات.
واستقال حاكم الإقليم في يناير (كانون الثاني) بسبب تدهور الوضع الأمني وما قال إنه تدخل سياسي وفساد.
وقال محمد ردمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع في كابل إنه صدرت تعليمات لقوات الأمن الموجودة في الأقاليم المجاورة بالتوجه إلى فرح لحماية المدنيين والمباني الحكومية، مضيفا أن القوات دفعت طالبان بعيدا عن المدينة.
وقال: «لحسن الحظ القوات الخاصة والكوماندوز موجودون في المدينة ولا يوجد خطر من سقوطها»، مضيفا أن القوات الجوية الأفغانية تهاجم مواقع طالبان.
وقالت مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي في كابل في بيان إن المدينة ما زالت تحت سيطرة الحكومة وإن طائرات إيه - 10الأميركية المقاتلة تدعم القوات الأفغانية في الدفاع عنها.
لكن الهجوم يضيف للمشكلات التي تواجه حكومة الرئيس أشرف عبد الغني التي تواجها ضغطا متزايدا من الشعب بسبب تدهور الأمن قبيل الانتخابات البرلمانية التي تجرى في أكتوبر (تشرين الأول). ولم يتسن حتى الآن تقييم حجم الضحايا لكن السكان قالوا إن هناك مصابين وقتلى على الجانبين وكذلك بين السكان المدنيين.
وقال مسؤولون إن المقاتلين كانوا على وشك السيطرة على أربع مناطق خاضعة لسيطرة الشرطة وإن المقر الرئيسي لمديرية الأمن القومي، وكالة المخابرات الرئيسية، تعرض لهجوم ثقيل.
وبهذا القتال يزداد عدد بؤر الصراع في أنحاء أفغانستان منذ أن بدأت طالبان هجومها الربيعي السنوي في الشهر الماضي الذي شمل سلسلة من الهجمات الانتحارية في العاصمة كابل.
وقال سكان إقليم فرح، المتاخم للحدود الإيرانية، إن إيران تدعم مقاتلي طالبان.
وقال خير محمد نور زاي العضو بمجلس الإقليم إن القتال متمركز حول مقر شرطة الإقليم ومنشآت وكالة الاستخبارات والسجن. وأوضح إن ما لا يقل عن 10، بينهم نائب رئيس شرطة الإقليم، أصيبوا في الهجوم. وقالت بلقيس روشان، البرلمانية بالإقليم، إن انتحاريا استهدف التعزيزات القادمة من إقليم هيرات بغرب البلاد. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية أنه لم يتضح بعد حجم الخسائر البشرية الناجمة عن التفجيرات والاشتباكات.
وقالت مهمة الدعم الحاسم التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن القوات الجوية الأميركية تساعد القوات الأفغانية البرية. وقال مسؤولون بالإقليم إن مئات الأسر فرت من المدينة في ظل استمرار القتال.
وكان أعضاء بالمجلس الإقليمي قد قالوا في وقت سابق إن المسلحين سيطروا على ثلاث قرى على الأقل في ضواحي مدينة فرح، ثم أضرموا النار في عدة نقاط تفتيش. وقال محمد رادمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الأنباء الألمانية إنه قد تم إرسال تعزيزات للمنطقة لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مسلحو طالبان، مضيفا أن أفراد القوات الخاصة موجودون في المدينة.
وأضاف أن جنديين قتلا، وأصيب أربعة آخرون. وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية إنه تم إرسال أفراد القوات الخاصة الشرطية للمدينة.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.