القوات الأمنية العراقية تدشن التصويت في الانتخابات التشريعية

عسكري عراقي يستعد للتصويت في الانتخابات التشريعية بمركز للاقتراع ببغداد (إ.ب.أ)
عسكري عراقي يستعد للتصويت في الانتخابات التشريعية بمركز للاقتراع ببغداد (إ.ب.أ)
TT

القوات الأمنية العراقية تدشن التصويت في الانتخابات التشريعية

عسكري عراقي يستعد للتصويت في الانتخابات التشريعية بمركز للاقتراع ببغداد (إ.ب.أ)
عسكري عراقي يستعد للتصويت في الانتخابات التشريعية بمركز للاقتراع ببغداد (إ.ب.أ)

يشارك نحو مليون عسكري في جميع أنحاء العراق اليوم (الخميس)، في عملية التصويت الخاصة بالقوات الأمنية، في أول انتخابات تشريعية تشهدها البلاد بعد إعلان دحر تنظيم داعش المتطرف.
وقبل يومين من الانتخابات العامة التي تجرى السبت في 12 مايو (أيار)، فتحت مراكز الاقتراع الموزعة على مدارس عدة أبوابها عند الساعة 7 صباحا (4 ت غ) إلى حين انتهاء عملية التصويت عند الساعة 18:00 (15:00 ت غ).
ومع انطلاق العملية الانتخابية، توافد العشرات من عناصر الشرطة ولواء رئاسة الجمهورية ببزاتهم العسكرية إلى مدرسة الأمل الابتدائية في الكرادة بوسط بغداد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وإذ هدد «داعش»، الذي خسر مؤخرا سيطرته على كامل معاقله في العراق، باستهداف الناخبين ومراكز التصويت، فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة على مداخل المراكز، وقامت بتفتيش الوافدين مرتين قبل الدخول.
من بين الناخبين، المفوض أحمد قاسم (38 عاما) من فوج القوات الخاصة للشرطة الاتحادية، الذي قال إنه صوت لمرشح «يؤمن بحقوق الناس ومساعدة الفقراء ويرفض الفساد» الذي يشكل عامل القلق الأكبر لدى الناخبين في بلد يحتل مراكز متقدمة في لوائح الفساد العالمية.
وأضاف قاسم وهو ممتلئ البنية ذو لحية سوداء خفيفة أن «الشعب هو من يختار نوابه ومن سيكون منهم رئيسا للوزراء. الانتخابات تمنع وصول الديكتاتورية إلى السلطة»، والتي سقطت قبل 15 عاما إثر الغزو الأميركي للعراق.
على مقربة منه، أعرب الرائد بيستون كيفي من قوات الحرس الجمهوري الكردية عن سعادته ورحب بعملية التصويت.
وقال كيفي بينما ينظر إلى إصبعه الذي غطسه باللون الأزرق: «نتمنى أن تثمر الانتخابات بالخير للبلاد وتؤمن الاستقرار وتحقق طموح الناس».
وفي شمال البلاد، وفي إقليم كردستان العراق تحديدا، اصطف مقاتلو البيشمركة في طوابير أمام مراكز الاقتراع، بحسب ما أظهرت صور بثتها القنوات المحلية.
وإلى الجنوب، في محافظة البصرة تحديدا، أكد مفوض المرور حسن محمد (48 عاما) بعيد الإدلاء بصوته «نريد التغيير، نريد شيئا جديدا، ولدينا أمل».
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق الخميس، أن نحو 24.5 مليون ناخب يمكنهم التصويت في البلاد، بينهم 3.5 مليون يصوتون لأول مرة.
وأشارت المفوضية أيضا إلى أن نحو مليون ناخب عراقي مغترب، سيصوتون في 136 مركزا تم توزيعها على 21 دولة في العالم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.