الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في صعدة وغرب تعز

TT

الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في صعدة وغرب تعز

بينما تواصل قوات الجيش الوطني بإسناد من التحالف معاركها ضد ميليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال في المدن اليمنية، وأبرزها محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، أفادت مصادر عسكرية ميدانية، نقل عنها موقع الجيش الوطني اليمني «سبتمبر نت»، بمقتل «اثنين من خبراء الصواريخ، أحدهما إيراني الجنسية والآخر لبناني مصرعهما، الأربعاء، في جبهة علب شمال محافظة صعدة إثر غارات نفذها طيران التحالف استهدفت غرفة عمليات الميليشيات الحوثي الانقلابية».
وأوضحت المصادر، أن «قوات الجيش قامت برصد عملية استهداف لغرفة عمليات تابعة للميليشيا الحوثية في مركز مديرية باقم»، مؤكدة «مصرع خبيرين في صناعة الصواريخ إيراني ولبناني الجنسية».
وبالتزامن، أحكمت قوات الجيش الوطني حصارها على منطقة آل صبحان في مديرية باقم، شمال صعدة، بعد معارك عنيفة استمرت لنحو ثلاثة أيام، حيث توغلت قوات الجيش الوطني في أول أحياء المنطقة ودحر الانقلابيين منها، في حين سقط عدد من ميليشيات الحوثي بين قتل وجريح.
وطبقاً لقائد اللواء الخامس حرس حدود العميد صالح قروش، فقد أكد أن «قوات اللواء الخامس والثالث حرس حدود واصلت تقدمها لليوم الثالث على التوالي في مرتفعات مقيرع والبركان والميمنة باتجاه سلسلة جبال آل الحديد خط الإمداد الوحيد المؤدي إلى عناصر الميليشيا المحاصرة داخل آل صبحان، وتمكنوا من تدمير مخزني أسلحة وآلية كانت تحاول إيصال التعزيزات للميليشيا المحاصرة».
جاء ذلك في الوقت الذي قتل فيه عدد من قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الساعات الماضية، بغارات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظات الحديدة وصعدة وتعز.
وقالت مصادر عسكرية، نقلت عنها «العربية نت»، أن «القيادي الحوثي العقيد أحمد البروي المكنى أبو خليل، قائد وحدة القناصة فيما يسمى (كتائب الحسين)، قتل مع 3 من مرافقيه بغارة جوية لطائرات تحالف دعم الشرعية في محافظة تعز».
وأضافت المصادر: إن «في جبهة الساحل الغربي، لقي القياديان الحوثيان أبو زيد، مشرف الحوثيين في زَبِيد، وعبد الرحمن رسام، مصرعهما مع عدد من عناصر الميليشيات بغارة لطائرات التحالف استهدفتهم على الطريق الرابط بين مديريتي زَبٍيد والتحِيْتا. كما قصفت مواقع وتجمعات للميليشيات في منطقة الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، وأسفرت عن قتلى وجرحى وتدمير آليات وعتاد حربي».
وفي محافظة صعدة «لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم فجر الخميس بغارة لطائرات التحالف استهدفت اجتماعاً لهم وسط مدينة ضحيان مسقط رأس عبد الملك الحوثي»، كما قتل «15 عنصراً آخر من الميليشيات، ودُمرت 3 عربات عسكرية للميليشيات بغارات للتحالف على تعزيزات عسكرية في جبهة متاف البقع شرق محافظة صعدة».
وبالانتقال إلى الجبهة الغربية لتعز، تواصل قوات الجيش عملياتها العسكرية لاستكمال مديرية البرح، التي بدأها قبل يومين، بالتزامن مع دك مقاتلات تحالف دعم الشرعية مواقع وتجمعات الانقلابيين في المنطقة والمناطق المجاورة بما فيها مفرق المخا، في الوقت الذي تصدت قوات الجيش لهجمات ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها شرق المدينة.
وقال مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها في البرح، وحققت تقدما متسارعاً من خلال السيطرة على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، وآخرها صباح الخميس حيث حررت التلال السود والخزان لأبيض والسنترال وسط فرار الميليشيات الانقلابية باتجاه مصنع البرح». وذكر المصدر، أن «معارك الجبهة الغربية رافقتها معارك في محيط معسكر التشريفات ومدرسة محمد علي عثمان والقصر الجمهوري، شرق المدينة، عقب شن ميليشيات الانقلاب هجومها المصحوب بالقصف على مواقع الجيش الوطني، حيث أجبرت القوات الانقلابيين على التراجع والفرار»، لافتاً إلى «دك مدفعية الجيش الوطني مواقع تمركز الانقلابيين في تبتي سوفياتل والسلال، وتدمير طقم عسكري أسفل تبة السلال».
في المقابل، أجرت اللجنة الرئاسية برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن صالح الزنداني، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، برفقة قائد محور تعز وعدد من القيادات العسكرية في تعز، زيارة لعدد من المواقع العسكرية وخطوط التماس الأمامية للاطلاع على الجاهزية القتالية لقوات الجيش الوطني شرق مدينة تعز.
وتفقدت اللجنة أحوال الجيش الوطني في مواقع العروس في القطاع السادس التابع للواء 22 ميكا في قمة جبل صبر.
وخلال الزيارة، استمعت اللجنة الرئاسية، طبقاً لما ذكره بيان صادر عن محور تعز العسزري، إلى «شرح من قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل حول المواقع التي تم تحريرها خلال الأيام الأخيرة وأماكن تواجد ميليشيا الحوثي الانقلابية واستعدادات الجيش الوطني لخوض معركة تحرير الحوبان وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات».
من جهته، أشاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالانتصارات التي تحققت في الجبهة الشرقية والجبهات الغربية والشمالية وتقدم طلائع الجيش الوطني باتجاه دمنة خدير، وقال إن «الانتصارات والبطولات المشرفة التي حققها الجيش الوطني في تعز بمشاركة ودعم قوات التحالف العربي والتي تكللت بتحرير معظم المناطق في تعز من ميليشيات الحوثي الانقلابية سيتبعها عمليات عسكرية شاملة لتحقيق النصر بالكامل». وأكد أن «الجاهزية عالية والعمليات العسكرية مستمرة لتطهير كل شبر في محافظة تعز من الميليشيات».
إلى ذلك، قتل القيادي في المقاومة التهامية حسن أحمد دوبلة، قائد مقاومة حيس في الساحل الغربي، بانفجار عبوة ناسفة أثناء عودته إلى مديرية الخوخة.
وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي، في برقية عزاء ومواساة إلى أسرة دوبلة، إن «دوبلة استشهد مقبلاً غير مدبر، ولم يظهر يوماَ ضعفاً أو جبناً وهو يحارب الميليشيات التي لم تتوانَ يوماً عن استهداف الأبرياء ولم تكف عن محاولاتها المستميتة لاستهدافه وغيره من قيادات المقاومة الشعبية في جبهة الساحل الغربي وغيرها من جبهات العزة والكرامة»، مشيداً بما قدمه في ميدان العزة دفاعاً عن كرامة الشعب اليمني، وتقدمه الصفوف الأولى خلال العمليات العسكرية لتحرير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثي الانقلابية، ومساهمته في تطهيرها من جيوب تلك الميليشيا التي عاثت فيها فساداً ودمرت وبنيتها التحتية.
ونقلت وكالة «سبأ» للأنباء، عن هادي تأكيده أن «ميليشيا الحوثي الإجرامية أوشكت نهايتها على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والشرفاء من أبناء الشعب اليمني الرافضين لتواجدهم وأعمالهم الانتقامية»، مثمناً دعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندتها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات ضد أطماع إيران وأذنابها من ميليشيا الحوثي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».