الصحافة الإيطالية بين الأمل والإحباط بعد فضيحة «الذهاب»

جميعها تساءلت بعد خماسية ليفربول المثيرة... كم مرة تتكرر {المعجزات}؟

روما خسر 1 - 4 في برشلونة وتأهل لنصف النهائي بعد الفوز 3 - صفر في روما («الشرق الأوسط»)
روما خسر 1 - 4 في برشلونة وتأهل لنصف النهائي بعد الفوز 3 - صفر في روما («الشرق الأوسط»)
TT

الصحافة الإيطالية بين الأمل والإحباط بعد فضيحة «الذهاب»

روما خسر 1 - 4 في برشلونة وتأهل لنصف النهائي بعد الفوز 3 - صفر في روما («الشرق الأوسط»)
روما خسر 1 - 4 في برشلونة وتأهل لنصف النهائي بعد الفوز 3 - صفر في روما («الشرق الأوسط»)

جاء عنوان الصفحة الأولى لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» الإيطالية متفائلاً بعض الشيء، حيث قال: «هيا روما، يمكنك القيام بذلك». وقد انتظر روما أربعة وثلاثين عاماً كاملة لكي يلعب مرة أخرى في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، لكنه تعرض لهزيمة قاسية على يد لاعبه المصري الذي باعه قبل عشرة أشهر لليفربول الإنجليزي.
وقد انتعشت آمال روما بعض الشيء بعد الهدفين اللذين أحرزهما في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة التي أقيمت على ملعب «آنفيلد»، لكن هل يعتقد الإيطاليون أن الفريق الحالي لنادي روما يمكنه تكرار «الريمونتادا» التاريخية التي حققها أمام برشلونة في الدور ربع النهائي للبطولة عندما فاز على النادي الكاتالوني بثلاثية نظيفة على ملعب «الأوليمبيكو»؟ كتب لويجي جارلاندو في صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» يقول: «عندما يدهسك قطار وتخرج من تحته بعدد قليل من العظام المكسورة تشعر حينئذ بأنك محظوظ».
وأضاف: «تبدو النتيجة النهائية للمباراة بالهزيمة بخمسة أهداف مقابل هدفين مشجعة بعض الشيء، والآن يمكن لروما أن يعود مرة أخرى بالفوز بثلاثة أهداف في ملعب الأوليمبيكو، ويتأهل للدور التالي. لكن في حقيقة الأمر، يبدو الأمر معقداً للغاية، لأنه خلال الفترة التي شهدت البداية الجيدة بعد اصطدام تسديدة كولاروف بالعارضة والنهاية الجيدة بإحراز هدفين في نهاية اللقاء شهدت المباراة تدميراً كاملاً لنادي روما».
ولعل الأمر الذي زاد الجرح إيلاماً هو أن هذه الهزيمة القاسية قد جاءت بسبب لاعب الفريق السابق محمد صلاح. وعلق ماتيو بينشي في صحيفة «لا ريبوبليكا» على عدم احتفال صلاح بعد إحرازه الهدفين في مرمى فريقه السابق، قائلاً: «هذه الأيدي التي وضعت معاً طلباً للمغفرة لن تجعل الأهداف أقل مرارة». وأشارت هذه الصحيفة، وغيرها من الصحف الأخرى، إلى أن اللاعب المصري يستحق الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم. وكتب ماوريسيو كروسيتي في صحيفة «لا ريبوبليكا» يقول: «الماضي قاس وله أظافر طويلة وجدها روما فجأة تنهش لحمه وتمزقه عن طريق محمد صلاح. إنه أسوأ كابوس يخشونه، الذي وصل في الوقت المحدد تماماً».
وحتى الأرقام والإحصاءات تبدو وكأنها تسخر من روما، لأنه «باع صلاح مقابل 42 مليون يورو»، حسب ديفيد ستوبيني الذي كتب في صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» يقول: «اللاعب نفسه تجاوز حاجز الـ42 هدفاً أمام روما، وكأنه يريد أن يظهر أنه يستحق أكثر من ذلك، بل أكثر من بذلك بكثير وكثير». وفي الصحيفة نفسها، دعا فابيو ليساري القراء إلى النظر إلى ما هو أبعد من الحقائق والأرقام اللطيفة، قائلاً: «لا يمكن للأرقام أن تخبر القصة الكاملة. لقد بدا صلاح مثل ليونيل ميسي ولديه السرعة نفسها». كما أشادت وسائل الإعلام الإيطالية بلاعبين آخرين بنادي ليفربول، على رأسهم النجم البرازيلي روبرتو فيرمينيو. ومع ذلك، وجهت مقالة على موقع صحيفة «المساجيرو» انتقادات لاذعة لفشل روما في إعداد خطة جيدة للقضاء على خطورة صلاح الذي يفترض أن النادي يعرف طريقة لعبه جيداً.
وقالت المقالة: «كم مرة سمعنا فيها تصريحات بأن ليفربول ليس صلاح وحده؟ مرات عديدة، ومن جميع مسؤولي النادي، بدءاً من المدير الفني إيزيبيو دي فرانشيسكو ومن يأتي بعده في التسلسل الإداري. والآن، وضع صلاح قدماً في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كييف. ولا يزال لدينا مباراة أخرى في (الأولمبيكو)، وربما نسمع أحدهم يقول هذه المرة: نحن بحاجة إلى إيقاف صلاح». وكان رئيس تحرير صحيفة «كوريري ديلو سبورت»، أليساندرو فوكيلي، أكثر المتفائلين بقدرة روما على العودة في المباراة الثانية، حيث كتب في الصفحة الأولى للجريدة يقول: «إذا كان صحيحاً أن هذه النتيجة كانت ثقيلة، فقد أظهر روما مرة أخرى أنه ما زال على قيد الحياة، وأنه يمتلك مديراً فنياً بشخصية قوية، وأنه يمكنه معاقبة لاعبي الفريق الإنجليزي على شعورهم بالاسترخاء».
كما وجهت الصحيفة انتقادات لحكم المباراة، فيلكس بريش، ووصفته بأنه «كارثة». وكتب فوكاليلي يقول: «كان هناك خطأ واضح ضد ستروتمان في اللعبة التي أسفرت عن الهدف الأول في المباراة، كما جاء هدف ليفربول الثالث من تسلل واضح، وهما خطآن واضحان في وقت لم تكن نتيجة المباراة قد حسمت فيها». كما تطرقت صحف أخرى إلى الهدف الثالث لليفربول، وقالت إنه من تسلل واضح. وكتب جياني مورا في صحيفة «لا ريبوبليكا» يقول: «ظهر فريق روما بشكل سيئ بطريقة لا يمكن تصديقها»، لكنه اعترف بأن الفريق الإيطالي قد أظهر شخصية قوية بعض الشيء في نهاية المباراة. وتساءل في النهاية: «كم مرة تتكرر فيها المعجزات؟».
من جانبه قال أوسيبيو دي فرانشيسكو مدرب روما إن فريقه فقد السيطرة على نفسه خلال الخسارة 5 - 2 أمام ليفربول لكنه أكد ضرورة أن يثق اللاعبون في إمكانية التعويض وتحقيق انتفاضة في لقاء الإياب. وأبلغ المدرب الصحافيين «بدأنا المباراة بشكل رائع لكن بعد ذلك فقدنا السيطرة وأخفقنا في البقاء في أجواء المباراة، وجعلنا الأمور صعبة على أنفسنا».
وكان روما خسر 4 - 1 في ضيافة برشلونة في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال، لكنه تأهل بعد الفوز 3 - صفر على أرضه، حيث لم يستقبل أي هدف في ملعبه بدوري الأبطال هذا الموسم. وقال دي فرانشيسكو «لا أريد الاستماع عن المعجزات لأن الأمر يتعلق بالثقة في عملك وما تفعله. سيكون الأمر مختلفاً عن مباراة برشلونة. سيكون الأمر أصعب لكن من لا يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك فعليه الجلوس في منزله».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».