وصل وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس (الأربعاء)، إلى واشنطن لإجراء سلسلة محادثات نظيره وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، ومع مستشار الأمن القومي، جون بولتون، وغيرهما من المسؤولين بشأن النووي الإيراني وتعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط وتموضعها في سوريا، خصوصاً على حدود خط وقف إطلاق النار في الجولان.
كما سيلتقي ليبرمان مع أعضاء في اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ ومجموعة من النواب الطليعيين في الكونغرس الأميركي، الذين يقودون الحملة لإلغاء الاتفاق النووي.
وقال بيان عن وزارة ليبرمان إن هذه المباحثات مقررة سلفاً، ولكنها تتخذ طابعاً خاصاً في هذه الأيام عشية اتخاذ قرار حاسم في إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن الاتفاق النووي الإيراني، والتطورات في سوريا. وأضاف البيان أن محادثات ليبرمان ستركز على التنسيق الأمني الوثيق بين إسرائيل والمسؤولين عن شؤون الدفاع بمواجهة التطورات السلبية الناجمة عن التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا. وقالت مصادر أمنية في تل أبيب إنه «ومع حرص إسرائيل على عدم التورط مباشرة في الحرب السورية، فإنها تخوض حواراً معمقاً مع واشنطن بخصوص منع إيران من لخبطة الأوراق في المنطقة، حتى لو كان الثمن خوض الحرب».
وذكرت هذه المصادر بتصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي قال في نهاية الأسبوع الماضي إن بلاده مستعدة لدفع أي ثمن في سبيل منع إيران من تهديد أمنها، وتصريحات ليبرمان بأن جيشه مستعد لمجابهة أي تطورات وتنصح إيران وأذرعها بألا تجرب إسرائيل.
ومن جهة ثانية، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب وموسكو أن روسيا تجري محادثات متوازية مع كل من المسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين في محاولة لتخفيف حدة التوتر. فقد التقى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي بتروشييف، كلاً من نائب رئيس مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، إيتان بن ديفيد، ومع رئيس المجلس الأعلى للأمن في طهران، علي شمحاني، مساء الثلاثاء في موسكو.
وقد تناول اللقاء بحث التطورات الأخيرة ومنع تدهورها أكثر. وقال السفير الروسي في تل أبيب، ألكسندر شاين، إن بلاده تسعى للحفاظ على التوازن في المنطقة وتبديد الأخطار وتطلب من الطرفين الحفاظ على الهدوء وعمل كل ما يلزم من أجل منع التدهور. وأكد أن بلاده تأخذ بالاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية في المنطقة. وتطلب من الجميع التنسيق معها لضمان الهدوء.
بدورها وصفت وكالة «إرنا» تلك التقارير بـ«الشيطنة الإعلامية» ونقلت عن مصدر مطلع في مجلس الأمن القومي الروسي نفيه «إشاعات» حول وساطة بتروشييف من أجل لقاء بين بن ديفيد وشمخاني.
في شأن متصل، قال وزير المخابرات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس أمس إن اقتراحاً باتفاق أميركي أوروبي جديد بشأن برنامج إيران النووي قد يثني الرئيس الأميركي عن التخلي عن الاتفاق الراهن المبرم بين القوى العالمية وإيران، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
ولم يوضح الوزير خلال حديث إذاعي إن كانت إسرائيل تدعم الترتيبات المنفصلة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكانت إسرائيل وصفت الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بأنه يجب «إصلاحه أو إلغاؤه».
وتابع كاتس: «يميل الرئيس ترمب إلى عدم تمديد الاتفاق - والعودة بشكل أساسي إلى مسار العقوبات - ما لم يوضع أمامه مقترح تدعمه أوروبا لاتفاق بديل بين الولايات المتحدة وأوروبا»، مضيفاً أن الاتفاق سيحتوي على «خطوات تكميلية تزيل الأخطار الجسيمة في الاتفاق النووي (2015) الذي وصفه (ترامب) بأنه اتفاق سيئ».
وأوضح كاتس أن الغرب وقع اتفاق 2015 «بشكل عاجل للغاية»، وكان يتعين الإبقاء على العقوبات الاقتصادية التي تم رفعها مقابل موافقة طهران على الحد من التكنولوجيا المتعلقة بإمكانية صنع قنبلة نووية، قائلاً: «يجب أن يدرك رئيس فرنسا وأقرانه في أوروبا أن الضغط على إيران اليوم يمكن أن يمنع العنف وربما حرباً في المستقبل».
ليبرمان يلتقي ماتيس في واشنطن لبحث النووي الإيراني
موسكو تتوسط بين تل أبيب وطهران
ليبرمان يلتقي ماتيس في واشنطن لبحث النووي الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة